|
هل حرية التعبير تعني: فتنة والانشقاق الدينى
صموئيل رمسيس
الحوار المتمدن-العدد: 2251 - 2008 / 4 / 14 - 10:25
المحور:
الصحافة والاعلام
لم تنتهى بعد أثار أزمة إعادة نشر الصور الكاركاتيرية الدانماركية الإ ونجد أزمة جديدة تطفو علي السطح، أزمة فجرها فيلم فتنةFitna الذي أنتجه واخرجه السياسي الهولندي اليميني "جيرت فيلدرز" زعيم حزب الحرية الهولندي موضحا به آرائه عن الإسلام والقرآن. وهو فيلم تسجيلي يبدأ بإحدي الصور الكاركاتيرية الدانمركية التي أثارت الأزمة الأولي، ثم تظهر آية من القرآن يعقبها مشهد الطائرة الثانية التي تخترق برج التجارة العالمي في أحداث الحادي عشر من سبتمبر، يتخللها صوت (يقطع القلب) لمكالمة تليفونة بين سيدة محتجزة في البرج واخري علي خط النجدة والتي لا تجد ما تفعله سوي محاولة تهدئتها، ثم مشاهد لتفجيرات يتخللها صور لمجموعة من الدعاة يدعون علي غير المسلمين. تظهر صفحات القران مرة ثانية ليتم تلاوة اية اخري، يعقبها مشهد رجل دين يصرخ شاتما اليهود في احدى الخطب مشهرا سيفه مهيجا ومحرضا جماهيره الغفيرة، ثم يظهر لقاء مع طفلة محجبة تدعى بسملة عمرها ثلاث سنوات ونصف تتحدث عن اعدائها اليهود (القردة والخنازير كما وصفهم القرأن علي حد تعبيرها)، ثم مشاهد لاسلاميين متطرفيين يحملون لافتات كتب عليها (استعدوا لهولوكوست حقيقية)، (ليحفظ الله هتلر). ثم تأتي مشاهد للمخرج الهولندي فان جوخ الذي تم اغتياله بعد اخراج فيلم رأي متطرفون انه يسيئ للاسلام والمسلميين، يعقبها صوت لمنفذ عملية الاغتيال يقول انه لو اتيحت له نفس الفرصة مرة اخري فانه لن يتردد في فعل ما فعله، ثم مشاهد لمظاهرات تحذر الغرب وتدعوهم ليتعلموا من درس فان جوخ، ومشهد قتل احد العملاء الخونة (كما يراه قاتليه) يتخللها صوت (فقط) للقتيل اثناء قطع راسة. ينتقل الفيلم لاية اخري تحدثنا عن العلاقة مع غير المسلمين، يظهر بعدها متطرف يتحدث عن انه لن يتردد في قتل اي مسلم يتحول عن الاسلام، ثم داعية يتحدث عن علو الاسلام علي باقي الديانات الاخري، ومشهد لشخص يقوم بتدمير صليب فوق بناية تبدو انها كنيسة. ها هي اية اخري تتحدث عن قتال غير المسلمين يعقبها مشهد لاحمدي نجاد يتحدث عن مستقبل الاسلام، ثم تصريحات لدعاة عن حكم الاسلام للعالم في المستقبل، وصور لمسيرات ولافتات تحمل نفس المعني مثل (الاسلام سوف يسيطر علي العالم) (فلتذهب الحرية الي الجحيم). ثم يعرض الفيلم صورة محتملة لمستقبل هولندا في ظل المد الاسلامي من وجهة نظر مخرجه ومنتجه الذي يضع احصائيات لاعداد المسلمين في هولندا واوروبا خلال السنوات الماضية، مع مشاهد لمنقبات ومحجبات في شوارع هولندا ورجال شرطة هولنديين يدخلون مساجد هولندية، مع بعض الاصوات التي تتحدث عن ان المساجد سوف تكون جزء رئيسي من النظام الحاكم الهولندي، وشخص يتحدث عن انه سيقتل أمه او أخته اذا مارسوا الزنا، واخر يتحدث عن حكم الرجم علي الزانيات والشواذ، تتخللها مشاهد لاطفال وسيدات واسلحة ودماء. ثم تظهر عناوين من صحف هولندية متنوعة بعضها لفيلدرز نفسه وسلمان رشدي ونظرة المسلمين للديمقراطية وحرية التعبير، ومدارس الجهاد في هولندا، ورحلات مدرسية مجانية لمكة، وتتكرر صور فيلدرز بوصفه مطلوبًا. لتظهر في النهاية يد تمسك صفحة من صفحات القرآن المفتوح وتختفي الصورة ونسمع صوت تمزيقها، وينتهي الفيلم بالصورة الكاركاتيرية ذاتها وصورة للقرآن وعلى يمينه كلمة فتنة. تباينت التوقعات والتكهنات بردود الافعال علي اثر اذاعة خبر عرض الفيلم علي احد المواقع علي شبكة الانترنت، وفعلا جاءت هذه المرة مختلفة قليلا واقل حدة عن ازمة الرسوم الدانمركية، ولكن رد الفعل الذي اثار انتباهي هو قيام مدون سعودي يدعي رائد السعيد بانتاج فيلم بعنوان الانشقاق الديني Schism مستخدما نفس أسلوب فيلدرز باخراج النصوص من السياق لتدعوا للقتل والعنف، وربطها بمشاهد عنف ودعوات متطرفين مسيحيين للمحاربة غير المسيحيين واطفال ينصتون لهذه الدعوات وبعض مشاهد لحرب العراق، وينتهي الفيلم برسالة توضح سبب انتاج الفيلم بأنه ردا علي فيلم فتنة مستخدما ذات النهج الذي استخدمه فيلدرز. كل من فتنة والانشقاق الديني اثارا في نفسي تسأولا هاما هو: الي متي سنستخدم حرية التعبير من اجل نشر الحقد والكراهية والضغينة، انهما اثباتا ان البعض يفهم حرية التعبير فهما خاطئا علي انها ازدراء معتقدات الغير، لن اشكر كل من فيلدرز والسعيد علي انهم اظهروا لنا الجانب المظلم في كلا الجانبين، لاننا لا نريد افلام كهذه لانها لن تحل المشكلة، فقط اطالبهم باستخدموا حرية التعبير المسئولة في نشر السلام والمحبة فنحن في اشد الحاجة اليهم الان بعدما اوصلونا بحريتهم المستهترة الي هذا التوتر.
#صموئيل_رمسيس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
فتوى جديدة
المزيد.....
-
رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن
...
-
وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني
...
-
الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
-
وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله-
...
-
كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ
...
-
فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
-
نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
-
طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
-
أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق
المزيد.....
-
السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي
/ كرم نعمة
-
سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية
/ كرم نعمة
-
مجلة سماء الأمير
/ أسماء محمد مصطفى
-
إنتخابات الكنيست 25
/ محمد السهلي
-
المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع.
/ غادة محمود عبد الحميد
-
داخل الكليبتوقراطية العراقية
/ يونس الخشاب
-
تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية
/ حسني رفعت حسني
-
فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل
...
/ عصام بن الشيخ
-
/ زياد بوزيان
-
الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير
/ مريم الحسن
المزيد.....
|