أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - ساطع راجي - سيادة الدولة...مبادئ ومصالح














المزيد.....

سيادة الدولة...مبادئ ومصالح


ساطع راجي

الحوار المتمدن-العدد: 2251 - 2008 / 4 / 14 - 08:24
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


تمثل الدولة حالة الانتظام المؤسسي الارقى للمجتمع بإعتبارها تجاوزا للفوارق والاختلافات الفردية والفئوية من خلال تنظيم عملية الاختلاف الساكن المتمثل في الهوية أو في الاختلاف المتحرك المتمثل في الاراء والمصالح، والدولة في تمامها تعامل مواطنيها بالتساوي من خلال تعريف دستوري واضح للمواطن ومن خلال قوانين تنظم عمل مؤسسات الدولة الفرعية، وتسيطر الدولة على إدارة المفاصل الحيوية في المجتمع بغض النظر عن شكل النظام السياسي او فلسفته وفي مقدمة هذه المفاصل الامن والمال العام والقضاء والعلاقات الخارجية، ولا تسمح لمواطنيها كأفراد أو جماعات بالتسلط على إدارة أي من هذه المفاصل.
هذا التوصيف هو حالة نموذجية قابلة للتحقق في أوج نضج الدولة ولكن قبل ذلك هناك الكثير من الالتباسات والمعرقلات التي قد ينجح المجتمع في تجاوزها ليصل الى مرحلة النضج الكامل في بناء الدولة أو إنه يفشل فيعود المجتمع الى حالة الفوضى، ومعظم العراقيل التي تواجه الدولة في نضجها هي تلك القادمة من مرحلة ما قبل الدولة وأحيانا حتى من مرحلة بناء الدولة نفسها، حيث تتعلق مصالح بعض الافراد أو الفئات بتكوينات ما قبل الدولة أو بتكوينات حالة النشوء والبناء وعندما يتشبث الافراد والفئات بتلك التكوينات البدائية تظهر حالة الصراع بين طرفين، الاول يريد إكمال البناء والثاني يريد التوقف عند حد معين أو التراجع الى المرحلة سابقة وحالة الصراع هذه من الناحية الموضوعية هي نتيجة لترابط مصالح كل طرف بمستوى معين من نضج الدولة فيحاول أحد الاطراف الوقوف عنده بينما يحاول الطرف الاخر تجاوزه الى ما هو أرقى.
عانت دول المنطقة ومنها العراق من حالة النكوص المستمر وإنهدام المؤسسات والعودة الى نقطة البداية بين فترة وأخرى بسبب سعي المكونات الفرعية للسيطرة على الدولة وتحجيمها مثل الاحزاب أو الجيش أو العشيرة أو الدين وتماهت هذه المؤسسات او التكوينات التابعة لها مع الدولة ومؤسساتها حتى إعتقدت إنها هي الدولة وإن أي تقدم في البناء لن يكون إلا أستهدافا لوجودها هي ولذلك تقف هذه القوى سواء كانت في السلطة أو خارجها بمواجهة عملية التقدم في البناء، وأسوأ ما قد تواجهه الدولة هي حالة الصراع بين قوى تتجه جميعها الى فرض ذاتها على الدولة.
العراق وصل في هذه المرحلة الى خيارات صعبة ومصيرية في بناء الدولة فالعملية السياسية إفترضت إن السنوات الاربع الاولى بعد التصويت على الدستور وتكوين الحكومة هي مرحلة إنتقالية فاصلة في بناء الدولة تؤسس لحالة إستقرار المؤسسات وفرض سيادة الدولة، وإذا كانت المواجهة الحالية شملت فصيلا سياسيا أو من يعتبرون أنفسهم أتباع ذلك الفصيل إلا إن الواقع السياسي العراقي يؤشر تعددا في القوى التي تحول دون إكتمال سيادة الدولة وتتعدد أهدافها أيضا بل إن الوجود السياسي للبعض يتعلق بجمود بناء الدولة عند المرحلة التي وصل إليها لتكون سيطرتها على المؤسسات العامة ممكنة.
إن وجود سلاح وتنظيم عسكري خارج إدارة الدولة هو نقض علني لمبدأ السيادة كما إنه تهديد يومي مباشر لإستقرار البلاد ويتطلب من الحكومة وقفه بكل حزم مع مراعاة مبدأ العدالة في فرض سيادة الدولة التي يجب أن تشمل الجميع فلا يمكن نزع سلاح طرف دون آخر وإلا سكون ذلك إخلالا بمبدأ آخر هو المساواة لذلك فإن عملية نزع سلاح المليشيات يجب أن يشمل الجميع وبصورة مستمرة وأن لا يرتبط بحالة مواجهة محددة بسبب الخلافات السياسية وهذه مهمة كبيرة ومصيرية على الحكومة العراقية أن تنجح فيها ما دامت قد شرعت فعلا بالعمل وأي توقف سيكون له آثار سلبية وسيكون إضعافا للدولة ونقضا لسيادتها وتشويها لصورة الاجهزة الامنية.



#ساطع_راجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحاجة الى معايير جديدة
- عوامل العنف الكامنة
- خصخصة الحرب في العراق
- تفعيل قانون الأقاليم
- كفاءة الديمقراطية في العراق
- مسارات السياسة في الإقتصاد العراقي
- شفير المواجهة
- الملامح العراقية للإتفاق القادم
- خرائط معقدة
- محنة قانون المحافظات
- المستقبل في الجدل السياسي
- القدرة على التغيير
- الموازنة ..حكاية طويلة
- العراق وانتخابات الرئاسة الأمريكية
- إمكانيات التقدم السياسي
- الارهاب والاستبداد
- تجربة الهيئات المستقلة
- جدل الاتفاق العراقي الامريكي
- قضية الحرية
- باريس تقترب...


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - ساطع راجي - سيادة الدولة...مبادئ ومصالح