|
الكرد الفيلية : سيرة معبدة بالشرف ..
حسن حاتم المذكور
الحوار المتمدن-العدد: 2251 - 2008 / 4 / 14 - 08:22
المحور:
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
تاريـخ نضالـي ... مـواقف وطنيـة متميـزة .. تضحيـات جسام .. مسيـرة فـي طريـق معبـد بالشـرف.. هـل يدرك المتجاهلون حقيقـة تلك الشريحة الباسلـة التـي احترقت فـداء علـى الجبهـات القوميـة والمذهبيـة والنضال الوطنـي التحـرري لتجـد نفسهـا اخيـراً مخـذولـة يحاصرهـا الأحباط وخيبات الأمـل واليأس مـن وفـاء الآخرين تبحث فـي وجـوه الآخـوة عـن حيـز لزراعـة العتب ’ قـد يثمـر مواقفاً تضامنيـة متواضعـة ’ لقـد تحـول العتب اليآئس الـى صـراخ فيلـي رددتــه معهـم الحناجـر العراقيـة المتضامنـة ’ كان مـدويـاً بالحـق والصراحـة ولا يمكـن للضميـر الوطنـي والوجدان الأنساني الا ان يستيقظ استجابـة للعـدل والأنصاف . علـى امتداد اكثـر مـن اربعـة اعـوام لـم يترك الكرد الفيليـة بـاباً لـم يطرقـوه وجهـداً الا بـذلوه وشقيقـاً الا وذكـروه ووطنـاً الا وعاتبـوه ... شريحـة مضحيـة ضحيــة مسالمـة صبـورة تنتظـر مـن ينصفهـا ويصالحهـا يعيـد شيئـاً مـن حقهـا او علـى الأقـل يساعدهـا فـي البحث عـن رفـاة شهـدائهـا ويجاملهـم بقصـاص ممـن ارتكبوا جريمـة ابادتهـم وتهجيرهـم اجتثاثـاً وحشيـاً ثـم يخصصـوا فـي تاريـخ العراق صفحـات يخلدون فيهـا انجـازاتهـم الوطنيـة والحضاريـة والمعرفيـة . هـل حقـاً يـوجـد مـن لديـه القدرة علـى تجاهـل التاريخ النضالي والتضحيات الجسام للكـرد الفيليـة ويتجنب رؤيـة الجـرح العراقـي فيهـم ولـم يحمل وجدانـه وضميـره قليلاً مـن اوجاعهـم ويتحمـل المسؤوليـة الأخلاقيـة والأدبيـة لمـا يحـدث مـن اهمـال وتجاهـل لا تفسيـر لـه وغير مقبول على الأطلاق ... ؟ هـل مـن الأنصـاف والوطنيـة والقيـم الأخلاقية ان يتفـرج المسؤلون ومنهـم الأقربون بشكل خـاص علـى صـرخة الكرد الفيليـة نـازفـة دون استجابـة او مجـرد ردود افعـال وطنيــة ... ؟ وهـل حقـاً ان الوطـن هـو الآخـر كالمسؤولين جفت علـى جبينـه قطـرة الوفـاء لتضحيـات اهلــه ... ؟ ابـــداً ــ لا ــ ان الوطـن مجروحـاً فيهـم ’ وان بنات وابنـاء العراق يحملون اوجاعهـم ويصرخـون بمظلوميتهـم ومعهـم خطـوة علـى خطـوة ... وكف علـى خف ففـي المعاناة الفيليـة تتشكـل كـل تقاسيـم مظلوميات المكونات الأخرى للمجتمـع العراقـي . في الأيام القـلـيـلـة القـادمة سيسـافـر وفـد عراقي متضامن مـع اشقاءه الكـرد الفيلية ’ اجتمعت فيـه جميع مكونات الطيف العراقي تقريبـاً ’ يحملـون فـي وجـدانهـم صـرخـة مظلوميتهـم وفـي عبرتهـم دمـوع الأمهـات والأخـوات ولوعـة الذين يبحثـون عـن اشقائهـم وابائهـم واجدادهـم وجـذور اسلافهـم ’ وطـناً مزروع فيـه تاريخهـم عطـاء وتضحيـات .. وفـد اخـوي سيتحمـل اعبـاء ثقـل التضحيـة الماديـة والمعنويـة والجسديـة مـن اجـل ان يطـرح هــم اخـوانـه علـى طاولـة المسؤولين عتبـاً واستغاثـة وحــق طال انتظـاره . سيكتسب الـوفـد العراقي اهميته من اهميـة القضية التي يحملـون ’ انهـا رمـز لكـل قضايا مظلومي العراق والباب الأوسع بأتجاه المستقبـل المشترك ’ فالكرد الفيليـة كانـوا ولا يزالون مثالاً وسيـرة ومسيـرة معبــدة بالشرف الوطنـي والفــداء . الفـضول يـرهـق مخيلتـي اسئلــة .. كيف سيواجـه المسؤولون ذلك الوفـد العراقـي وفـي عيون اعضاءه الهـم الكبير للكرد الفيليـة ’ مـاذا سيجيب شقـائهـم فـي القوميـة وكيف سيكون مـوقف اخوتهـم فـي المذهب ’ وكذلك الوطـن الذي زرعـوه مقابـرجماعيـة لفـلذات اكبادهـم جيلاً بعـد جيــل ...؟ هـل سيقدمـون اعتذاراً علـى الأقـل عـن الأهمال والتجاهـل للأعـوام الأربعـة الأخيـرة ... او هـل سينهضوا على الفور تجاوبـاً مـع الحق الفيلـي ليرفعـوا اضابيرهـم عـن الرفـوف التـي تركهـا عليهـا البعـث مغبـرة كئيبــة ... ؟ املنـا كبيـر : ان اشقائهـم فـي اقليـم كردستان وكذلك المسؤولين فـي بغـداد سيفتحـون قلوبهـم قبـل ابواب مكاتبهـم ويكونون هــم الوفـد والأكثـر حرصـاً على تحقيق ما يستطيعـه فـرحـة الـى عيـون الضحايـا مـن اخوانهـم فـي العراق الكرد الفيليـة . ومـوقف القوى الوطنيـة الأخرى مـن داخل و خارج ماكنـة السلطـة الرسميـة ’ احزاب ومنظمات وشخصيات مستقلة ’ كيف سيكون موقفهـا وردود افعالهـا اذا مـا واجههـم الوفـد العراقي بمحنة ومعانـاة اشقائهـم الكرد الفيليـة التي استنزفتهـم ماديـاً ومعنويـاً وروحيـاً ونفسيـاً وعلـى امتداد اكثـر مـن ( 28 ) عامـاً ’ لا يوجـد امام الخيرين موقفـاً اخراً غيـر الأنحيـاز للحق والعدل والأنصاف ’ وليس سويـاً ذاك الـذي لا يتعطش لمذاق المواقف الوطنيـة والأنسانيـة وامتنـان التاريـخ . سيسـافر الوفـد وسيلتقي بالخيرين وسيكون شكره جهورياً وكذلك شكـر وامتنان اكثر مـن المليون ونصف المليون كردي فيلي صـرخـة لكـل مـن سيتنفس مظلوميتهـم ومآساتهـم ولوعتهـم برئـة وطنيـة تعبـر عـن حب العراق والوفـاء لأهلـه . نهيب بأخواتنـا واخوتنـا مـن شريحـة الكرد الفيليـة ’ ان يوحـدوا صرختهـم ويتماسكـوا صبـراً وجهـداً ’ فنصرهـم يكبر الآن في عيـون اهـل العـراق ’ كما نهيب بمجمـل مكونات الشعب العراقي ان يتحملـوا مسؤوليتهـم الوطنيـة والأنسانيـة ليكونـوا بجانب اشقائهـم تضامنـاً ودعمـاً وعملاً مشتركـاً ’ فبأنتصار قضيتهـم ستفتـح الأبواب امـام حقوق جميـع المغدوريـن مـن اهـل العراق امنـاً وعدلاً ومكاسبـاً اجتماعيـة ’ وتـردم والى الأبـد جميع منعطفات الردة والعودة الى ازمنـة التسلط العنصري الطائفـي ومظالـم الأقليات المتسلطـة غـدراً وهمجيـة ’ وتقطـع شرايين تـدفق عـار العصابات البعثيـة ارهابيين وانتحاريين ومفخخين واوكار مخابراتيـة خطيـرة . انكـم ايهـا الكرد الفيليـة ’ ورغـم كـل الصعوبات والعوائق والعثرات ’ تقفـون الآن علـى الضفـة الأقـرب الـى تحقيق اهـدافكم ’ ومهما كانت الصعوبات ’ فطريق قضيتكم معبـداً بالشـرف الوطني ’ والى جانبكم اهلكـم فـي العراق . الوفـد الذي سيسافـر قريبـاً ’ هـو جهـد عـراقـي ’ سبقتـه جهـود وستلحق بـه جهـود ’ هــو وفـد قضيتكـم ’ كـونوا لـه سنـداً عنويـاً واعلاميـاً فالصرخـة لا يمكن لهـا ان تنتصـر ان لـم تكـن عـراقيـة مشتركـة .
#حسن_حاتم_المذكور (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
من دم المطران رحو : تولد المحبة .
-
اليسار القديم في الواقع الجديد ...
-
راجمات ثقافية ...
-
حرق المراحل في البصرة ...
-
البعث الذي في البصرة وليس سواه ...
-
الصرخة المشتركة ...
-
بعد التغيير : العراق الى اين ... ؟
-
ايها المطران : اقبلك جرحاً في العراق ...
-
لصوص المظلوميات ..
-
لا تصالح موتنه ...
-
راح القطار الما اجه ...
-
السيد المالكي واللاحكومته ...
-
العراق في رسالة للسيد مسعود البرزاني ...
-
لا جديد في العدوان التركي ..
-
عودة ....
-
المستقبل العراقي : بين الجنوب وكردستان ...
-
خسرتم ويبقى العراق ...
-
بائع الكلية ....
-
الكرد الفيلية : مجزرة بلا متهم ...
-
رغم ذلك : سيبقى العراق لنا ...
المزيد.....
-
رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن
...
-
وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني
...
-
الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
-
وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله-
...
-
كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ
...
-
فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
-
نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
-
طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
-
أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق
المزيد.....
-
الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية
/ نجم الدين فارس
-
ايزيدية شنكال-سنجار
/ ممتاز حسين سليمان خلو
-
في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية
/ عبد الحسين شعبان
-
موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية
/ سعيد العليمى
-
كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق
/ كاظم حبيب
-
التطبيع يسري في دمك
/ د. عادل سمارة
-
كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟
/ تاج السر عثمان
-
كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان
/ تاج السر عثمان
-
تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و
...
/ المنصور جعفر
-
محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي
...
/ كاظم حبيب
المزيد.....
|