أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عمار ديوب - التدخل الأمريكي والاستعصاء العربي















المزيد.....

التدخل الأمريكي والاستعصاء العربي


عمار ديوب

الحوار المتمدن-العدد: 2251 - 2008 / 4 / 14 - 10:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حين سقط النظام الشمولي في العراق .هلّل قسم من المعارضة العربية والسورية خاصةً.وسند وبرّر هذه الطريقة في السقوط بعض المثقفين.بأن الاستبداد يغلق الأفق ويعدم التناقض ويسكّن الحركة ويدخل البلاد والعباد في استعصاء لا حل له ولا شفاء منه والاستعمار هو هو فقط ،طريق الحل والحق؟! وبالتالي لا حل للاستبداد إلا بالاستعمار وكلاهما برأيهم من طينة واحدة! وإذا كان ذلك كذلك ،فلماذا لا نصبح جنوداً مع الاستعمار ونقضي على الاستبداد الذي أذاقنا ما أذاقنا!! وهي نفس نظرية القوى العراقية التي قادت الدبابة والطائرة الأمريكية.وبواسطة همة الشباب المكافح! تمّ استعمار العراق.
وقد نجحوا في إسقاط الاستبداد"القومي"وأتوا للعراقيين بالحرية والديمقراطية أقصد أتو باستبدادات "طائفية ومذهبية وإثنية وإقليمية وشوارعية".
الآن وبعد خمس سنوات ،صدام سقط وبوش ربح ولكن أيضاً لا صدام سقط ولا بوش ربح.والعراق فقط في دائرة التلاشي.هذا العراق الذي سقط حينذاك ولا يزال وأفرح قلوب معارضين يائسين ومنهارين سقط فيه حتى الآن أكثر من مليون وستمائة ألف إنسان واسميهم شهداء بسبب الاستعمار والاستبدادات التي أفلتها وكذلك بسبب"تنظيم القاعدة "التي أهداها بوش وجيشه لشعب العراق إمعاناً في تقتيله وتدميره إلى عقود وربما لقرنٍ قادم.
الذين وقفوا إلى جانب الاحتلال وكانوا قبل ذلك ناقدين جديين وحصينين للاستبداد وهو دون شك كان يجتث الحي والأخضر وذوي الروح. خطيئتهم الكبرى أنهم أصبحوا عناصر في جيش الاحتلال؛ الذي بدوره يلغي نفس الأشياء وبعهر لا محدود كما يجري وجرى في العراق.هؤلاء لا ينفكوا يكرروا اللازمة نفسها.فالشعب برأيهم غير قادر على حسم المعركة ولا بد من مجيء الاستعمار.نقول لهؤلاء أن الشعب بدأ حركة واسعة تمتد من المغرب إلى مصر إلى الأردن إلى اليمن إلى دول أخرى إلى العراق وهو يطلّ علينا كل يوم بإضراب واحتجاج أو تظاهرة وغداّ سيكون هناك عصيان مدني في إحدى الدول العربية.وهناك تنظيمات جديدة تحاول أن تؤسس نفسها وتتلمس مع الشعب والنقابات طريق الحرية والخبز والخبز والحرية على حد قول النقابي السوري الهام بدر الدين شنن.إن حراك الشعب يطوي النظرية المؤيدة للاستعمار ويحدد ويشق طريقه بعيداً عن ثنائية الاستعمار والشمولية.بل إنه أصبح يعرف طريق الخلاص ويدرّب نفسه نحوه بدمائه ومن كيسه وليس من كيس السياسيين البائسين ومكاسبه لا تنفك تتكرس رغم كل الأزمات العميقة .نعم إن هذا الحراك المشتد في أصقاع العالم العربي في السنوات الخمس يُبطل أية قيمة لمعارضة عينها نحو المشروع الأمريكي.ويقلع أقدامها من الاصطفاف الداخلي .إن تحركات الشعب تنبه الساسة الذين لا يزالون يقيسون الأمور بالعقل قبل المصلحة وبالعقل والمصلحة معاً أن التغيير الذي سيتم بواسطة الاستعمار سيكون له فقط وحال العراق أكثر من جرح نازف والتغيير الذي يتم بواسطة قوى الشعب سيكون له فقط كذلك.
الأنظمة التي لم تسقط وعمّرت بالحكم منذ عقودٍ وعقود.هي بقيت كذلك لان أزماتها كانت ما تزال تحلّ؟وتجد لها مخارج ،تديم التناقض وتمنع تفجره .فقد كان التناقض محلولاً ولم يكن استعصاءاً لا يُحل.أو لا حلّ له إلا بالاستعمار.حلوله كانت ليست بالشمولية العارية فقط، بل وكذلك بطرق اقتصادية واجتماعية وغير ذلك.إلا أن تلك الحلول التي كانت تؤمن السكينة والاستقرار وتقمع الحركات السياسية المناهضة للديكتاتورية وتحصر عملها في مجالات محددة وتديم الديكتاتورية والشمولية لم تعد ممكنة في العقد الأخير.فالأزمة الاقتصادية فجرتها تلك الشموليات نفسها ،فهي لم تعد فقط شمولية بل أصبحت طبقات جديدة ولا يكفي هنا مفهوم الفساد الذي استهلك بما فيه الكفاية لتحليل الأزمة التي تركن فيها البرجوازيات العربية.وبالتالي أصبح لها مشروع جديد هو هو الليبرالية الاقتصادية وهو بالضبط ما فجر التناقضات .وقد غلبت مصر السادات ومبارك العالم العربي في الليبرالية.وعالمنا العربي والعالم برمته ينحو ذاك الطريق المميت.ولذلك نجد أن الأزمة الاقتصادية تتعمق وتتفجر فقراً وجوعاً ونقصاً في الخدمات والعمل والتعليم والمياه والسكن والكهرباء والنفط والخبز والقمح والأرز.وهذا ما مهّد للازمة الاجتماعية بالتصاعد والانطلاق في عموم العالم العربي والعالم ،حيث التظاهرات والاحتجاجات والحركات السياسية المعارضة اليسارية وقد بدأت هذه الحركات بالتحدي والخروج على السكينة والقتال في الشوارع ،إنه الصراع الاجتماعي نتيجة التمايز الاجتماعي؛الذي ما ينفك يتصاعد دون توقف.لهذا نقول:إن أزمة البرجوازيات العربية وصلت حدود بداية الحل ولكنها ستنتظر زمناً أخر كي تتبلور فيه حركات وأحزاب وقوى يسارية وعلمانية وشبابية ونسائية وعمالية وحقوقية تدافع عن مصالحها وحقوقها ضد الاستعمار والشمولية.
إذن ولا محالة ستسقط أنظمة جديدة،وإن سقطت بيد قوى الشعب ستجد لها دولةً جديدةً تعفيها من هول الكارثة العراقية ولكنها إن لم تسقط بفعل قوى يسارية[استوعبت قيم الحداثة الليبرالية والاشتراكية معاً] لا بفعل قوى ليبرالية أو ديمقراطية سيكون الداخل العربي معرض لاستبدادات جديدة كالطائفية والعشائرية والمافيات.هذه مشكلة كبيرة لا يعي خطورتها المشروع الليبرالي العربي ويعمل لأجلها المشروع الطائفي الأصولي ولا يزال المشروع القومي العربي(الماركسي والقومي)ساهٍ عنها وغارق في تهويمات عمومية دون تبصر ونقد عميق لإشكالياته،أو تطوير لمشروعه في عموم العالم العربي.
إذن العالم العربي قابل للتغيير داخلياً وكل أوهام التغيير الخارجي،أحلام مثقفين وسياسيين بأسين وضيقي الأفق وغير قادرين على إنتاج سياسة جديدة دون عون خارجي.وهم ينتظرون ذاك العون بفارغ الصبر كي يكونوا الحكام الجدد.إنهم ليسوا أكثر من استبداد جديد ينصب نفسه سلفاً مكان الشعب ودون استفتائه. وكأن ذلك الشعب قطيع من النعاج؛ الذي يجب سوّقه دائماً وهم هم الرعاة للرعايا فهم يعرفون الطريق والمنزل ومكان الغذاء؟!
وسلطتهم المرغوبة لا بد أن تكون ديمقراطية! وليبرالية! وليست علمانية! وليست حتماً اشتراكية !أو حتى قومية!أي ستكون سلطتهم على شاكلة السلطة العراقية أو الفلسطينية أو المصرية المباركية؟!!
هكذا،وبعد أن شرحنّا قليلاً كيف ستسقط هذا الأنظمة وبينّا تهافت نظرية التغيير الاستعماري،فإننا نضيف أن المغيّيرين الاستعماريين لا يزالوا يورطوا أنفسهم في ذات النظرية حيث وبعد موافقتهم على ذلك التغيير فإنهم لا بد أن يقفوا إلى جانبه من جديد.وذلك لأن أن فلول الاستبداد تبدي المقاومة والممانعة والعرقلة والديمقراطية لم تتوطّد وبالتالي وكي تتعزز الديمقراطية وحقوق الإنسان لا بد من الموافقة على دعم الاستعمار والاحتلال وتحويله إلى قوات صديقة وعقد اتفاقيات جديدة معه تشيد وتعيد الاستقلال أو الندية أو الكرامة للعراقيين!! وهو ما أشار أليه جلال طالباني(اقرأ ما كتب عنه سعدي يوسف)والمالكي ورهط من مغيّيري الاستعمار كي يدوم الاستعمار وتدوم الديمقراطية!!العراقية.عاشت تلك الديمقراطية النبيلة!!.
إن نظرية الاستعمار المحرّر والمحبّب تخلق قابلية دائمة لتقبل الاستعمار وقد يسند هؤلاء رؤيتهم الساذجة بان الأمريكان موجودين في كل مكان،وفي ألمانيا وفي اليابان الخ وكأن الجيش الأمريكي هناك يلعب بالحكومات الألمانية واليابانية!!نقول هنا:لقد أمعن هؤلاء كثيراً في إذلال الشعب العراقي والعربي وفي تقزيم إمكانياته في الانتصار للديمقراطية والتحرر من الاستعمار والاستبداد ولا يزالوا يعيثون فسادا وقتلاً ودماراً بالعراق ويكملون مسيرة القائد الشمولي صدام وأمثاله من الشموليين.
ستسقط الأنظمة العربية والبرجوازيات العربية بفعل تراكمات وتفاعلات الأزمات الداخلية التي بدأت تُبرز قوى جديدة تتلمس طريقها نحو ثلاث قضايا كما حال حركة كفاية المصرية تقريباً:
-رفض الاستبداد والشمولية وانتهاك الحريات والعمل من أجل الديمقراطية وفصل السلطات وإقرار دستور مدني علماني وفصل الدين عن الدولة والسياسة.
-رفض الاستعمار واعتباره مسئولاً عن جرائم الكيان الصهيوني باعتبار الأخير جزءاً منه والواقعة على الشعب الفلسطيني وفي تدمير العراق وشريك أساسي للشمولية العربية في إذلال الشعب العربي.
-التأكيد أن التغيير لا يتم إلا بالحركات السياسية العربية ذات الطبيعة اليسارية:الديمقراطية والعلمانية،والاشتراكية،والحقوقية.وبالتالي هو تغيير يستند إلى فقراء العالم العربي وكل من يتحالف معهم في هذا المشروع.
أخيراً نؤكد:أنه لن نعدم وجود استمرارية معارضات أمريكية،وستكون متحالفة مع الشيطان من أجل الوصول إلى السلطة ولن تختلف برامجها عن برامج الأنظمة القائمة في الاقتصاد والاجتماع والسياسة وربما باستثناء –ولست متأكد من ذلك بعد تجربة مصر والعراق وفلسطين ولبنان-وجود بعض الحريات العامة.ولكن ومن ناحية أخرى سيشهد العالم العربي احتجاجات شعبية عارمة ورافضة للاستعمار والشمولية وستكون ذات طبيعة يسارية بامتياز.وهذا بالضبط المعوّل عليه في التغيير العربي ولكن سيكون أمامها عقبات وعقبات وأشرنا لبعضها وبالتالي عليها مواجهتها والتصدي لها وكذلك تغيير آليات عملها بما يحوّلها قوى يسارية ديمقراطية علمانية واشتراكية وقومية ووطنية وشعبية بامتياز.
فهل بعد مظاهرات واحتجاجات مصر والمغرب واليمن والأردن ولبنان وفلسطين بدأ مشروع العرب القومي الديمقراطي النهضوي بالاستئناف والتحقق.





#عمار_ديوب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفقر الموحّد والأنظمة المتعدّدة
- القمة العربية عربة على طريق
- الطائفية في الكويت ،هل من حل
- واقع الكتاب العربي جزء من أزمة الواقع العربي
- في آفاق المسألة الفلسطينية
- ضرورة النقد ضرورة العقل
- في نقد المعارضة السورية: ضرورة الانسحاب لا التجميد
- لسنا أصحاب ضمير أو عقل
- ماذا يفعل بوش في المنطقة
- حوار مع الأستاذ مازن كم الماز- من أجل استنهاض جديد لقوميات ا ...
- بعض أزمات سوريا في العام 2007 وبداية 2008
- بعض من أخطاء إعلان دمشق
- حركة كفاية والاحتجاجات في مصر
- سوريا تودّع مفكرها الأهم المفكر عصام الزعيم
- في آفاق الحوار المتمدن
- دولة واحدة ديموقراطية أم دولة ديموقراطية علمانية
- المشكلة في الدولة الصهيونية
- قراءة في أفاق المسألة الفلسطينية
- من أجل دولة ديموقراطية علمانية
- مواليان يخدمان الهيمنة


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عمار ديوب - التدخل الأمريكي والاستعصاء العربي