أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - زهير دعيم - حان الوقت لتغيير السُّلّم !














المزيد.....

حان الوقت لتغيير السُّلّم !


زهير دعيم

الحوار المتمدن-العدد: 2250 - 2008 / 4 / 13 - 11:08
المحور: المجتمع المدني
    




كثيرًا ما يأتيني ردود على مقالاتي وخاصّة الاجتماعيّة منها والتي تلقي الضوء على بعض مشاكلنا وهمومنا، وكثيرًا ما يتصل بي اناس من مراكز اجتماعية متنوعة يعرضون عليَّ أن اجريَ قلمي في موضوع اجتماعيّ يقضّ مضجعهم ويؤرّقهم ، كما حدث مع احد الأطباء ، والذي طلب أن أخوض في موضوع سلّم الأولويات في مجتمعنا العربيّ، هذا السلّم الذي ظلَّ منصوبًا كما هو عشرات السنين حتّى بات متهرّئاً تحت أقدام الحضارة!!
هناك قصة مشهورة تحكي عن رئيس بلدية عربية، زار مدينة المانيّة ، فأعجِبَ ايّما إعجاب بالنظافة هناك ، فلما اجتمع الى رئيس بلديتها سأله عن عدد عمّال النظافة في مدينته ، فجاء الردُّ : مائة ألفاً.
فصرخ الرئيس العربيّ من هول العدد، ولكن رئيس البلدية الألماني استدرك قائلاً : كل مواطن في مدينتنا يا سيدي هو عامل نظافة!!
القضية تتعلّق بالتربية والأخلاقيات والعقلية وسلّم الفضليات ، فعندما يُنظِّف كل مواطن بيته وما حوله ، تضحي البلدة بل الدولة كلّها نظيفة .
وسلّم الفضليات هو هو الذي يخلق الأخلاقيات ويُنير العقول ويغيّر الأفكار. ومجتمعنا العربي بحاجة فعلاً الى هزّة شديدة تجعله يستيقظ من سُباته الطويل ومنامهِ الأطول ، والمطلوب من اليوم بل من الأمس تغيير هذا السُّلّم وترتيب درجاته من جديد، ولا بأس بل من الأفضل ان نضع مخافة الله في أول درجات هذا السُّلّم ، شريطة أن تأتي هذه المخافة عن محبة لا عن خوف وارتعاده، فالله الخالق ليس "بُعبعًا"، ومن ثَمَّ يأتي العلم ، فالعلم إن لم يكن في أوّل حساباتنا ، فقد تخبّطنا في القاع وفي الحضيض وخسرنا موكب الحضارة السائر ابدًا الى الأمام ... والحضارة لا تأتي هكذا جُزافًا الى حيِّنا ولا تأتي كضربة حظّ من السَّماء ، بل تأتي مُتوّجةً بالعلم مكلّلة باكليل البحث والاستقصاء.
وكثيرون منّا قد وعوا ذلك الأمر فأضحى بيتهم خلية علم وكعبة للورّاد وقلعة منيعة امام العواصف، بعكس أولئك الذين يقتاتون على الماضي ،فجاء زواج الولد والصبّية في المقدّمة وتلاه بناء البيت والبيوت والعمل حتى الإرهاق من أجل أدخال ابنائنا سلك العمل في السلطة المحليّة ، عدا عن التكاثر الغير مدروس.
إن كانت هذه طموحاتنا –وهي شرعية في بعضها ووقتها- فعلى الدنيا السلام، فسنبقى نلهث خلف الشعوب الراقية ، وستبقى البيوت المضيئة بشهادات أبنائها قلّة ، وستظلّ بلداتنا "ترفل" بالقاذورات "وتميد" بالمدارس والمؤسسات " الخربة الخاوية" ، اقول هذا وأنا متضايق ومتأثر.
كُنّا سّباقين ، وكانت بغداد محط ّ انظار العالم وكذا القدس ودمشق والقاهرة ، فلماذا لا نعيد هذا المجد الضائع، ولماذا يأبى ضميرنا أن نرمي بقشرة على شارع من شوارع باريس ونرضى " بشغف" ان نرمي سَلا ًّ من القاذورات في شوارع القاهرة!!؟ .



#زهير_دعيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحقل الأغلى
- جارة القَمَر مرّة اخرى
- لغةُ الحياة ،لا لغة التكلُّلف
- القلبُ الجديد
- كم من الرجال مثلك يا اسواني؟!
- فصحُ السّماء
- عيد الأمّ
- نهرٌ وصليب
- صداقة - قصّة للأطفال
- عُرس ابن الأرملة
- عيد المرأة العالميّ -فُرصةٌ لحساب النَّفْس
- غدًا يذوبُ الثّلج
- ....وسيسيرُ الربُّ على السَّحاب
- عُشُّ السُّنونو
- رسالة الى مُنتحِر
- كذا أنا (2)
- الذي لا ينام
- هل انقسمَ المسيح ؟
- وطني
- بلادي تتزيّن بالمصريين


المزيد.....




- سويسرا وسلوفينيا تعلنان التزامهما بقرار المحكمة الجنائية الد ...
- ألمانيا.. سندرس بعناية مذكرتي الجنائية الدولية حول اعتقال نت ...
- الأمم المتحدة.. 2024 الأكثر دموية للعاملين في مجال الإغاثة
- بيتي هولر أصغر قاضية في تاريخ المحكمة الجنائية الدولية
- بايدن: مذكرات الاعتقال بحث نتانياهو وغالانت مشينة
- مذكرة توقيف بحق نتانياهو وغالانت: ما هي حظوظ تطبيق قرار المح ...
- مؤسسات حقوق الإنسان الفلسطينية ترحب بالقرار التاريخي للمحكمة ...
- الأمم المتحدة: مقتل عدد قياسي من موظفي الإغاثة في 2024 أغلبه ...
- الداخلية العراقية تنفي اعتقال المئات من منتسبيها في كركوك بس ...
- دلالات اصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرة اعتقال بحق نتنيا ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - زهير دعيم - حان الوقت لتغيير السُّلّم !