أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - حسين ايوب - الشيوعي للبناني ينهي مؤتمره بانتخاب قيادة ((متشددة)) على حساب تيار حاوي















المزيد.....


الشيوعي للبناني ينهي مؤتمره بانتخاب قيادة ((متشددة)) على حساب تيار حاوي


حسين ايوب

الحوار المتمدن-العدد: 698 - 2003 / 12 / 30 - 05:12
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


مني المعارضون في الحزب الشيوعي اللبناني بهزيمة كبيرة في انتخابات المجلس الوطني للحزب الشيوعي اللبناني حيث أفضت النتائج بعيد منتصف ليل أمس إلى أكثرية للائحة التحالفية بين مندوبي الشرعية الحزبية (فاروق دحروج) وما يسمى <<الفريق المتشدد>> وبات الحزب الشيوعي اعتبارا من اليوم أمام واقع سياسي وتنظيمي سيجد تعبيراته الأولى في استحقاق انتخاب الأمين العام ونائبه وأعضاء المكتب السياسي الجديد وهو الامر الذي سيتقرر في غضون اسبوع، وهي مدة كافية لتقييم الاطراف الحزبية المعنية حصيلة المؤتمر ونتائج انتخاب المندوبين.
وقال امين عام الحزب فاروق دحروج ل<<السفير>> انه مرتاح للنتائج <<فانعقاد المؤتمر وانجاز جدول الاعمال هو الانتصار... لقد كانت هناك رهانات على تفجير المؤتمر وتقسيم الحزب وخلافا لكل التوقعات انعقد المؤتمر وأقر بشبه اجماع الوثائق السياسية والتنظيمية كما جرت انتخابات ديموقراطية وانتخبت هيئات قيادية من ابرز معالمها انها اظهرت ان الشيوعيين حريصون على التنوع، فكل المناطق والتلاوين تمثلت وستجتمع الهيئات القيادية الجديدة لانتخاب رئيس المجلس الوطني وأمين سره والأمين العام ونائبه والمكتب السياسي وعلى الارجح بعد عطلة رأس السنة الجديدة>>.
وردا على سؤال عما اذا كان مرشحا للأمانة العامة قال دحروج <<خليها الى وقتها... مهما كان اسم الامين العام هذا ليس بالامر المهم فالاهم ان الحزب لم يعد قابلا للمصادرة من احد بل هو حزب الشيوعيين الذين يصنعون خطه السياسي ويختارون قيادته الجديدة>>.
وقال نائب الامين العام سعد الله مزرعاني ل<<السفير>>: لقد بذلنا جهدنا لأن لا تاتي القيادة الجديدة من لون واحد وهذا يعكس رغبتنا بتمثيل الاتجاهات كافة في المجلس الوطني الجديد>>، وردا على سؤال قال: <<هناك اكثر من مرشح للامانة العامة ونحن تبلغنا من الامين العام فاروق دحروج عدم رغبته بالتجديد والمجال بالتالي مفتوح امام اكثر من مرشح>>. وعندما سئل هل انت بين المرشحين اجاب>> النتائج ظهرت والموازين تحدد الصيغة المناسبة وأستطيع القول انني مرشح الى موقع في قيادة الحزب يتحدد بالتشاور مع الرفاق الذين تعاونت معهم في هذه المرحلة بمن فيهم الرفيق فاروق دحروج>>، وأشاد بالجو الوفاقي والحضاري للمؤتمر.
وفيما اكتفى المعارضون المشاركون في المؤتمر وهم بمعظمهم من المصنفين في خانة <<تيار الوسط>> او تيار جورج حاوي بالقول انهم سيدرسون النتائج ويستخلصون العبر خاصة ان بعض الهيئات لم تتمثل نهائيا في الهيئة القيادية الجديدة، اشار احد اعضاء اللجنة الانتخابية الى ان النتائج افضت الى فوز حوالي عشرة من تيار جورج حاوي بينما اكتسح المتشددون اكثر من اربعين مقعدا في المجلس الوطني ولم تتعد حصة الامين العام فاروق دحروج خمسة وعشرين عضوا في المجلس الوطني.
وفيما رجح احد اركان تيار جورج حاوي اعادة انتخاب دحروج امينا عاما فإن الاخرين رفضوا التاكيد او النفي تاركين الامور الى حين انعقاد المجلس الوطني. وبينت النتائج ان عددا من الفائزين (فوق ال200 صوت) اخذوا من اللائحتين المتنافستين، أي لائحة حاوي ولائحة ائتلاف المتشددين ودحروج فيما بدا ان الفارق بين اللائحتين كان يتراجع كلما تدنت الاصوات نزولا.
وسبق انتخاب اعضاء المجلس الوطني ال75 تبني المؤتمر سلسلة توصيات سياسية وتنظيمية ابرزها التأكيد الحازم على رفض تحول تعدد الرأي في الحزب الى ممارسة سياسية وتحالفات بطريقة مغايرة لما تقرره هيئات الحزب القيادية حيث الاقلية تلتزم برأي الاكثرية.
وتبنى المؤتمرون التوجهات السياسية الواردة في الوثيقة ومعظم الاقتراحات التنظيمية التي تقدم بها الامين العام، والبارز في التوصيات السياسية انتقاد الأداء السوري في لبنان وارتكازه على العامل الطائفي على حساب المؤسسات الدستورية وفي المقابل رفض المراهنة على الاستقواء بالدور الاميركي ضد العامل السوري في لبنان والسعي الى تشجيعه المواقف القومية لسوريا أي جوانب الاعتراض والممانعة في الموقف السوري كما قال احد كبار القياديين في الحزب.
وفي موضوع نشر الجيش اللبناني في الجنوب شدد المؤتمر على بسط سيادة الدولة ورفض الانجرار الى المطالب الاميركية الاسرائيلية بافتعال مشكلة مع حزب الله والمقاومة بذريعة ان التحرير قد انجز والتأكيد في المقابل ان يستمر لبنان طرفا في مواجهة المخطط الاميركي الصهيوني.
وتبنى المؤتمر كلمة الامين العام في الافتتاح ولا سيما ما حددته في مستوى التحالفات الداخلية مع الحزب التقدمي الاشتراكي والتجمع الوطني للانقاذ وحركة التجدد الديموقراطي والشخصيات والاطر الديموقراطية المنسجمة في رؤيتها السياسية مع توجها الحزب الشيوعي اللبناني.
الجدير ذكره ان المؤتمر انتخب ايضا هيئة دستورية ضمت: البير فرحات، انطوان حرب، عماد سماحة، زهير رافع، لينا قازان، ابراهيم الراسي، زينة فرح، مطاوع مراد، ومحمد حديب. كما انتخب المؤتمر هيئة الرقابة المالية المركزية وضمت حبيب فارس، كمال ناصر نصر الله، سهيل الطشم، علي رزق وطارق ضاهر.
 
أسماء أعضاء المجلس الوطني
أريج شما 302، رشيد يوسف 272، أنيس شعيتو 262، ناصيف خطار 258، غسان عبد الله 257، رمزي عواد 256، مروان البتلوني 245، ملحم صليبا 241، فاروق دحروج 239، عبد الله حسونة 237، عبد الأمير نجدة 208، موريس نهرا 205، خالد حدادة 202، جهاد المعلم 201، حنا غريب 192، سعد الله مزرعاني 197، سعد الله سابا 194، حسان حمدان 190، مفيد قطيش 190، الياس ضومط 187، كاسترو عبد الله 187، ماري الدبس 187، غسان الرفاعي 184، اقبال سابا 183، حسين حمدان 183، ملحم أبو رزق 183، جوزف بوعقل 182، علي غريب 182، عبد الله حداد 181، حسين كريم 180، خالد شلحة 180، عايدة الخطيب 180، عبد فتوني 180، عطا عساف 179، جميل صافيه 177، عادل ناصر 177، حسين إسماعيل 176، حسين دياب 175، رجا سعد الدين 175، جورج حبيقة 174، جوزف ونسة 174، حسن عوالة 174، مهدي خليل 174، خالد خداج 173، رفيق سعد 173، محمد المولى 173، إبراهيم الحاج 172، علي سلمان 172، أجود الجردي 171، بيار مطر 170، علي محي الدين 170، رياض صوما 169، عبد العزيز الفليطي 169، علي الحاج علي 168، محمد علي مقلد 168، خالد فوعاني 167، موريس شعبان 167، سمير دياب 165، فياض النميري 164، إبراهيم سرور 162، خليل سليم 161، سعد المصري 160، محمد بشير 160، 4عاطف نهرا 158، علي الحسيني 157، وليد نعوس 156، نبيل فواز 155، نديم علاء الدين 155، أحمد مراد 154، سلام حرب 154، منير بركات 154، علي غريبة 153، ربيع رمضان 152، كمال البقاعي 152، إبراهيم حداد 151.
 
عطا الله:
قريبا نخاطبكم
من موقع آخر
<<لو سئلت عن توصيفي للمؤتمر التاسع للحزب الشيوعي قلت إنه مؤتمر أقل من عادي في زمن استثنائي.
أقول ذلك مع جهد مركز لرفع منسوب الإنصاف والتطبيع مع مؤسسة تتناقص معها بشكل مضطرد نقاط التشابه والتقاطع مع اقتناعاتي الفكرية وخياراتي السياسية ومنطقي التنظيمي وما يتضمنه من صيغ منقحة.
إنه مؤتمر أقل من عادي وأقل من مكتمل. مؤتمر بمن تيسر.. يطرح ويقر خيارات سياسية وتنظيمية على خلفية فكرية وكلها لا تحمل أي جديد اللهم سوى أنها أصبحت أكثر تقادما عما كانت عليه منذ خمس سنوات أي انها شاخت خمس سنوات إضافية وهي الفترة الزمنية بين مؤتمرين. الرفاق اختاروا الصمود في الماضي وأداروا الظهر لتحديات المعطيات الموضوعية الجديدة. أحد المثقفين الكبار قال لي أريد الحفاظ على الود مع الحزب لذا لن أكتب ولا كلمة عن وثيقتهم. صحيح أن أحدا من المؤتمرين لم يناقش الوثيقة ولكنها باتت خط القيادة الجديدة القديمة، والنظام الداخلي هو هو منذ <<الكومنترن>>.
أما خطاب الافتتاح للأمين العام فهو عرض إباحي خال من الإغراء، والأسوأ أنه تكرار ربما متعمد لإظهار الفصام بين ما نطالب به الغير من نظم ديموقراطية قائمة على النسبية والنزاهة ورفع اليد وعدم التدخل وبين ما تفرضه القيادة على مؤسستها حينما تكون في موقع السلطة حيث يصار الى فرض النظام الأكثري الإلغائي ويباح التدخل والتلاعب بالأرقام وكسر الإرادات عبر التدخل الفظ الإداري للسلطة التنفيذية.
عالم يتغير بشكل دراماتيكي، نظم تنهار ومفاهيم تتهاوى، هزائم وتخليات واستسلامات وقائية بالجملة والرفاق ساهمون عن الحاضر وعلى الأرجح غير متنبهين لمسؤوليتهم النسبية عن إنتاج هذا الواقع الكارثي في لبنان ودنيا العرب. انتظرنا إشارة تفيد أنهم على موجة الحاضر فلم تأت. مشغولون بالحفاظ على <<السلطة>> كجميع الأنظمة وعين أخرى يقظة على <<الأعداء>> من الرفاق المتجرئين على الاختلاف معهم لإخماد المؤامرة في مهدها و<<تطهير>> الحزب من آثارهم، سيرا على مقولة ستالين العظيم: الحزب يقوى <<بتطهير نفسه>>. قريبا سوف نخاطب شعبنا ونخاطبكم من موقع آخر بعد أن تعذر علينا الجلوس على منبركم. وننصحكم بإقفال كل الفجوات والكوات حرصا على طهارتكم المستحيلة>>.
 
حاوي يقرر مغادرة <<الشيوعي>>:
هذه وصيتي ... الأصح توصيتي

 

 

طلب جورج حاوي الكلام في الجلسة التنظيمية الأخيرة قبيل بدء انتخاب أعضاء المجلس الوطني الجديد والأمين العام وقال في كلمته:
ماذا عساني أقول في آخر اجتماع مركزي أحضره في هذا الحزب، الذي يصادف في اليوم نفسه الذي عقدت فيه أول اجتماع حزبي لي في فرقة بتغرين. يومها دعاني الرفيق نقولا المر الى اجتماع ليبلغني قبول عضويتي في الحزب. وكان مكان الاجتماع في غابة الصنوبر لأن الحزب آنذاك كان سريا، لا يعقد اجتماعات في أماكن معروفة. نظرت الى الرفاق فكنا سبعة، سألته أين الآخرون وكنت اعتقد ان في قريتي حوالى 60 عضوا في الحزب. قال أولئك ليسوا اعضاء بل مناصرون. نحن هنا النواة الصلبة نجتمع ونخطط والآخرون يلتزمون فأعترتني الدهشة وأنا ادرك ان بين الآخرين كثرا أكثر صلابة منا في المعارك السياسية والانتخابية.
لقد تفاقم الصراع الداخلي في الحزب الى درجة اننا أصبحنا أسرى الصيغ التي اقترحناها والمواقف التي التزمنا بها ولم نعد ندرك ان لدى الغير اقتراحات قد تكون مناسبة، فلماذا نرفضها انطلاقا من هوية مقدمها لا من ماهيتها بالذات، اقول لرفاقي الذين تبنوا شعار التنوع والتعدد بصفته سنّة للحياة وحقيقة موضوعية لا يمكن تجاهلها بعدما ثبت فشل قواعد الوحدة القائمة على الدعوة الى <<بيت الطاعة>> سواء لتثبيت الوحدة بقوة القانون والنظام الداخلي او كما كان يجري قبل 20 عاما للسيطرة على العائلة من خلال رب البيت الصارم. نقول لهؤلاء الرفاق ان اقتراحاتنا للتنوع والتعدد تتلاءم مع جوهر الاقتراحات التي تقدم بها الأمين العام للحزب فاروق دحروج والتي تأخذ بعين الاعتبار هذه المبادئ وهواجس جميع الشيوعيين على اختلاف آرائهم. وكلهم مخلصون للحزب ويتصرفون وفق قناعاتهم مؤكدين استقلالية قرار الحزب واستعصاءه على تدخل الأجهزة والقوى والمؤثرات الأخرى في المجتمع.
بالنسبة لي كنت ولا ازال من أنصار النسبية التي، خلافا لما قال البعض، تمنع تشتت الحزب وتمزقه وليس العكس، حيث ان التشتت قد تم في ظل النظام الأكثري وفي ظل قرار المؤتمر الثامن بمنع التيارات. يقول البعض ان الخلل هو في عدم تطبيق هذا القرار ولكنني اؤكد في المقابل ان تطبيقه لم يكن ممكنا، ولو جرى المزيد من الحزم من أجل تطبيقه لكان الحزب أكثر شرذمة وتفككا.
اقتراحات الأمين العام أساس لحل المشكلة ولا اعني بذلك مسألة اللائحة الناقصة التي ليست في الحقيقة سوى شكل من اشكال الانتخاب الذكي في النظام الأكثري. حيث بعض <<البسطاء>> يرشحون لائحة كاملة وبعض <<الاذكياء>> يشكلون لائحة ناقصة ليحصلوا على الأكثرية ولا يشتتوا أصواتهم.
الأهم في اقتراحات الأمين العام بعد مسألة التثبت من العضوية هو إعادة النظر في تركيب مؤتمر الحزب ليصبح المؤتمر مشكلا من ممثلين للفروع يتم انتخابهم مباشرة، وعلى قاعدة الأكثرية بالطبع، كون الفرع هو دائرة صغرى لا تصح فيها القاعدة النسبية وربما كان خطأنا الأكبر في التحضير لهذا المؤتمر هو تجاوز الفرع واعتماد المنطقية أي القضاء والحفاظ على النظام الأكثري، فكانت النتيجة ما سمي بالمحادل والباصات وجملة الاقصاءات التي حصلت هنا وهناك. وكنا في ذلك متناقضين مع ما نقدمه للمجتمع من حلول، حيث نقترح قانون انتخابات على قاعدة النسبية إذا ما اعتمدت الدائرة الواسعة او نعتمد الأكثرية إذا ما اعتمدت الدائرة الصغرى.
ولما كان قد نشأ في الحزب بعض الحساسية المرضية حيال كلمة النسبية فلا بأس من ان نتركها الآن لنعتمد النظام الأكثري مع الدائرة الصغرى أي مع الفرع، ونكرس التنوع والتعدد من خلال تمثيل الفروع والقطاعات بشكل مباشر.
نحن بحاجة الى حزب يمارس الديموقراطية الى اقصى الحدود خلال عملية اتخاذ القرار، والالتزام الاقصى خلال عملية تنفيذ القرار. ولا بد للأقلية ان تخضع للاكثرية متى اتخذ القرار بصيغة ديموقراطية، وللهيئات الدنيا ان تخضع للهيئات العليا وفق القاعدة نفسها. ولا شك ان عدم الالتزام بقرار متخذ ديموقراطيا يعني ان صاحب هذا الموقف يضع نفسه خارج الحزب. ديموقراطية قصوى في اتخاذ القرار ومركزية قصوى في التطبيق هذه هي المعادلة، وليس مركزية قصوى في اتخاذ القرار وفلتان في التنفيذ.
اما دعاة الحسم فأنا ادعوهم لتبريد رؤوسهم قليلا لأن كلمة الحسم تستخدم ضد العدو، ينبغي ان نحسم ضد اميركا وضد اسرائيل وضد اعداء الداخل وحتى ضد من نختلف معهم خارج الحزب لا ان نحسم داخل الحزب. في الحزب ينبغي ان يسود منطق الوفاق والوحدة. نحن نلتقي كما اثبتت النقاشات على المسائل الستراتيجية في المجال الفكري (المرجعية والهوية) وفي المجال السياسي اي في برنامج التغيير الجذري الديموقراطي للنظام الطائفي الفاسد الراهن.
الخلاف هو على وسائل التنفيذ وعلى الأداء وعلى البرامج المرحلية، ومثل هذا الخلاف امر طبيعي لا يستدعي الانشقاق والانقسام بل يستدعي الحوار في مناخ من الوحدة. فأستراتيجيتنا في التغيير الجذري للنظام اللبناني هي التي تجمعنا ولكن لا يجوز اذا اتفقنا على ذلك ان نتفرج على المعارك اليومية التي تدور، سواء في المجال الوطني والقومي او مجال التصدي للخلل الديموقراطي في النظام او في تغير الغابن دون إزالة الغبن او في ما يتعلق بارتفاع منسوب الصراع الطائفي بما يهدد باعادة الحرب الاهلية او باستشراء نهج القمع او في ما يتعلق بمطالب الجماهير الشعبية. ان الاكتفاء بالنضال من اجل الاهداف الاستراتيجية يجعل الحزب عديم التأثير في المجتمع. كما ان عدم ربط النضالات اليومية السياسية والمطلبية بالبرنامج الستراتيجي يلغي الطبيعة الثورية للحزب. والقضية الاساس في صحة خطة الحزب وحسن اداء القيادة هي في اتقان الربط الصحيح بين الاستراتيجية والتكتيك، فالتغيير الجذري هو الستراتيجية والدعوة الى الوفاق والمصالحة والاصلاح المرحلي وسواها هي اعمال تكتيكية من شأنها تسهيل مهمة النضال من اجل التغيير الستراتيجي.
اتفقت مع الامين العام ان تكون كلمتي كلمة وداع لهذا الحزب الذي امضيت في صفوفه 48 عاما وان تكون بمثابة وصية فاستدرك قائلا بل بمثابة توصية، ذلك ان الوصية تتم في حالة الوفاة... اجل وصية لان لا حياة لي خارج الحزب، فالحزب هو حياتي وهو تاريخي وهو مستقبلي وأنا فخور بالانتساب اليه ومتمسك بكل هذا التراث النضالي، لا شك انني مقبل في ما بعد على نقد ذاتي هادئ يشكل مدرسة تثقيفية للمناضلين لا يؤثر بي لا المديح المفرط ولا الشتم ولا الاتهامات. وانتم تعرفون مدى الاتهامات التي وجهت لي خلال ازمة الحزب الكبرى عام 1967 1968 ولكنني مضطر امامكم ان ارد على ادعاء سمعته في اليومين الماضيين ينشر في الخفاء ويتهمني انني في التسعينات قد دعوت الى مغادرة السفينة قبل ان تغرق ملمحا الى خروجي من الامانة العامة في الحزب بهذا السياق. هذا الافتراء مسيء للحزب وليس لي فقط. أنا قلت إن على حزبنا أن يغادر السفينة السوفياتية المحكومة بالغرق قبل أن تغرق. لقد استشرفت غرق السفينة وفشل البريسترويكا فاستندت الى ما لهذا الحزب من زخم وطني يسمح له بجعله غير محكوم بالانهيار مع انهيار التجربة الام، فالحزب الشيوعي اللبناني قد ولد من أب وأم لبنانيين عربيين وليس في كنف الاتحاد السوفياتي وبنى له بمعزل عن الاتحاد السوفياتي مشروعه الوطني وهو مشروع الاستقلال والجلاء ومشروع طرد الاستعمار وعروبة لبنان فكان بالحرب الأهلية كذلك مدافعا عن هذه القيم، وعن قضية التغيير الوطني الديموقراطي في ظل مشروع شامل ربما أخطأنا في بعض تكتيكاته ولكننا تمسكنا باستراتيجية صحيحة. ومشروعنا في إطلاق المقاومة الوطنية ضد الاحتلال الإسرائيلي كان ويبقى مفخرة لنا بمعزل عن وجود انهيار الاتحاد السوفياتي. ان حزبنا نشأ واستمر حزبا وطنيا أسس له قدماء المناضلين بدمائهم وعذاباتهم وسجونهم، وحددت ملامح برامجه مؤتمراتهم وبخاصة مؤتمر تجدده الثاني والثالث ليأتي المؤتمر السادس ويجدد مقومات انطلاقتنا المستشرقة لانهيار النموذج. ولما كنا نعي مسبقا أن البريسترويكا ستقود الى الانهيار بفعل أخطاء الداخل وتآمر الخارج دعونا الي مغادرة السفينة، أي الى مغادرة النموذج ليسلم الحزب لا ليسلم الأشخاص. أما أنا فلم أغادر السفينة إلا بعدما اطمأننت الى رسوها على شاطئ الأمان. فبدا وطيدا في وحدته في لجنة مركزية ومكتب سياسي وأمين عام جديد كان نائبا للأمين العام السابق، إنني أودع النضال الحزبي المركزي لأنطلق الى أمرين:
1 الاهتمام بالشأن الوطني العام وبالهموم الوطنية والقومية والنضالية الأخرى بالتنسيق مع الحزب وقيادته أيا كانت.
2 محاولة العمل للإسهام في دراسة التجربة الغنية المتمثلة في الحزب الشيوعي اللبناني مع من بقي على قيد الحياة من رفاقي القدماء الذين عاشوا هذه التجربة وساهموا بها وبخاصة الرفاق كريم مروة وجورج البطل وغسان الرفاعي ونديم عبد الصمد والياس الهبر وعزيز صليبا وبارو ريرتسيان وسواهم...
ربما كان دورنا هناك أكثر جدوى من دورنا هنا. أشكر الرفاق الذين ضغطوا عليّ للترشح للمناصب القيادية وأعتذر منهم بسبب عدم رضوخي لهذا الضغط، كما أعتذر من جميع الرفاق الآخرين الذين ربما قسوتهم أحيانا في النقد والحوار.
لقد فشلت محاولات شق الحزب وستفشل محاولات استبدال دور الحزب الشيوعي اللبناني بأدوار أخرى، لا إصلاح دون الحزب ولا تقدم ولا ديموقراطية. على الحزب أن يرتقي الى مستوى هذه المهمة كي يستطيع القيام بدوره...
وأخيراً نأتي الى الوصية. وصيتي لكم أيها الشيوعيون الوحدة، الوحدة، الوحدة...

السفير



#حسين_ايوب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ورقة عناوين الحوار الداخلي المقدمة من المكتب السياسي للحزب ا ...


المزيد.....




- الحوثيون يزعمون استهداف قاعدة جوية إسرائيلية بصاروخ باليستي ...
- إسرائيل.. تصعيد بلبنان عقب قرار الجنايات
- طهران تشغل المزيد من أجهزة الطرد المركزي
- صاروخ -أوريشنيك-: من الإنذار إلى الردع
- هولندا.. قضية قانونية ضد دعم إسرائيل
- وزيرة الخارجية الألمانية وزوجها ينفصلان بعد زواج دام 17 عاما ...
- حزب الله وإسرائيل.. تصعيد يؤجل الهدنة
- مراسلتنا: اشتباكات عنيفة بين مقاتلي -حزب الله- والقوات الإسر ...
- صافرات الانذار تدوي بشكل متواصل في نهاريا وعكا وحيفا ومناطق ...
- يديعوت أحرونوت: انتحار 6 جنود إسرائيليين والجيش يرفض إعلان ا ...


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - حسين ايوب - الشيوعي للبناني ينهي مؤتمره بانتخاب قيادة ((متشددة)) على حساب تيار حاوي