أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - جورج حداد - هل يكون لبنان الضحية الثانية بعد فلسطين؟!!















المزيد.....



هل يكون لبنان الضحية الثانية بعد فلسطين؟!!


جورج حداد

الحوار المتمدن-العدد: 2250 - 2008 / 4 / 13 - 11:09
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


في وقت سابق، حينما كان الجنرال ميشال عون لا يزال منفيا في باريس، حمل همومه الشخصية والتيارية و"اللبنانية"، وذهب الى واشنطن، وقام بدوره في استصدار "قانون محاكمة سوريا" من قبل الكونغرس الاميركي؛ ومنذ ذلك الحين، بالاخص، اكد ميشال عون انه ليس "صديقا وفيا" فقط لفرنسا، التي انقذته في حينه من الهجوم السوري على قصر بعبدا، ومنحته الحماية واللجوء الى باريس، بل و"صديقا وفيا" للسياسة الاميركية ايضا التي تسعى الى ايجاد افضل السبل لاحاطة اسرائيل بـ"طوق امني" صديق!!
وحينذاك كان "الرفيق" وليد جنبلاط لا يزال يستقبل كضيف معزز مكرم في قصر الرئاسة في دمشق، وكزائر استثنائي في عنجر تلك الايام؛ وكان يزايد ـ ولو كلاميا ـ على السيد حسن نصرالله بالوقوف ضد المخططات الاميركية للمنطقة، وبالاخص ضد اسرائيل، وكان يقوم برحلاته المكوكية "المتعبة" بين المختارة ودمشق وعمان، للقاء مع ممثلي الطائفة الدرزية الكريمة في الاراضي الفلسطينية المحتلة، بهدف اتخاذ موقف موحد ضد الاحتلال الاسرائيلي، وضد تجنيد الدروز في الجيش الاسرائيلي وضد التجنيس الاسرائيلي لدروز الجولان المحتل؛
الان يجري اتهام الجنرال ميشال عون بأنه هو "اداة سورية" لعرقلة "الحل الوطني" في لبنان، ولاستمرار الازمة الدستورية حول انتخاب رئيس جديد للجمهورية اللبنانية؛
وطبعا ان هذا الاتهام يشمل الشخصية الشيعية الابرز بعد السيد حسن نصرالله، ونعني به الاستاذ نبيه بري، رئيس حركة امل ورئيس مجلس النواب اللبناني، الذي لا يقل "صداقة" لفرنسا واميركا عن الجنرال ميشال عون؛
والآن يدعي معسكر "الموالاة" في لبنان، بأن "المعارضة"، وعلى رأسها شخصيات مثل الجنرال ميشال عون والاستاذ نبيه بري، ناهيك عن "حزب الله"، هي التي تعرقل الحل الوطني، من اجل فرض مكتسبات للمعارضة لا تستحقها، ولا يمكن ان يرضى بها معسكر الموالاة؛
ولكن ارباب الموالاة يعرفون تماما انهم لا يقولون الحقيقة، وانهم لا يفعلون سوى التستير على الدور الاميركي في تعطيل "الحل الوطني" المأمول، بقصد كسب وقت ليس وقتهم، اي ليس وقتا للموالاة؛
فيما مضى، قال الجنرال ميشال عون ما معناه " الاميركيون جاؤوا بالسوريين، والاميركيون يخرجونهم". وبالفعل هذا ما حدث، وإن بثمن غال هو التضحية بالرئيس الاسبق رفيق الحريري وعدد من الشهداء الاخرين.
والان، لو شاء الاميركيون تمرير "الحل الوطني"، لاستطاعوا بكل سهولة السماح لما سمي "المبادرة العربية" او "المبادرة الفرنسية" ان تمر. فمن كان سيعترض لو تم تحريك بعض احجار الشطرنج، في اطار الموالاة او المعارضة، على طريقة "الحركة الاستقلالية" لدولة الرئيس ميشال المر مؤخرا في اطار التيار العوني؟ ومن كان سيعترض على وزير بزيادة او وزير بالناقص للمعارضة او للموالاة، لو وافق الاميركيون على مبدأ الحكومة الائتلافية المسماة مجازا، حتى لا نقول "تجليطا"، حكومة "الوحدة الوطنية"؟
فلماذا يماطل الاميركيون، ويدوخوا معهم اركان الموالاة وبعض اركان المعارضة، وجميع الملوك والرؤساء والامراء والحكام العرب، الذين لم يعد لديهم اي شغل سوى مسألة اشغال المقعد الشاغر في الرئاسة اللبنانية؟! وبتعبير ادق: ما هو الوقت الذي يريد الاميركيون ان يربحوه؟!
طبعا من السخف، الذي ما بعده سخف، ان يعتقد احد ان الاميركيين يريدون مزيدا من الوقت للبحث في مواصفات رئيس الجمهورية اللبنانية العتيد، او تركيبة الوزارة اللبنانية العتيدة، او صيغة قانون الانتخابات النيابية اللبنانية العتيدة!
ولكن الجواب عن السؤال عن هذا الوقت الضائع، او الوقت الثمين للاميركيين وحليفتهم الستراتيجية اسرائيل، ليس أحجية، بل يوجد في تقرير فينوغراد حول نتائج الحرب الاخيرة، حرب تموز ـ اب 2006 بين المقاومة واسرائيل.
فالسادة: دولة الرئيس فؤاد السنيورة، ومعالي الزعيم وليد بك جنبلاط، والحكيم الحكيم سمير جعجع، يؤكدون ان لبنان هزم في تلك الحرب، لانه قدم تضحيات جسام في ارواح المدنيين وفي الممتلكات الخاصة والعامة والبنية التحتية والاقتصاد الوطني؛ مما هو حقائق لا يمكن لاحد نكرانها، وهو ما استدعى في حينه ذرف الدموع العزيزة لدولة الرئيس.
ولكن تقرير فينوغراد جاء ليقول شيئا آخر: ان ميزان الربح والخسارة في الحرب، لا يقاس بدموع هذا الرئيس او ذاك الزعيم، ولا بالخسائر الانسانية والمادية للمدنيين والبنية التحتية، بل بمدى تحقيق الاهداف الستراتيجية للحرب. وعلى هذا الصعيد يقر تقرير فينوغراد ان اسرائيل هي التي خسرت حرب تموز ـ اب 2006، لاول مرة في تاريخ الحروب الاسرائيلية ـ العربية.
وكون اسرائيل لا تستطيع، كـ"شعب" وكمجتمع وكدولة وكجيش، ان تحتمل خسارة حرب، لان مفاعيل ذلك ستؤول حتما، وهي بدأت تؤول، الى تفكيك كل المشروع الاسرائيلي الذي خطط له منذ نهاية القرن التاسع عشر، اي منذ قرار تصفية "الرجل المريض"، اي الامبراطورية العثمانية على ايدي الدول الامبريالية، فهذا يعني بكل بساطة ان اسرائيل ـ ولكي تستعيد "توازنها الوجودي" ـ تخطط لحرب جديدة اشرس واشد فتكا وتدميرا من حرب تموز ـ اب 2006!
والمناورات العسكرية الاخيرة التي قامت بها اسرائيل تعطينا فكرة عن طبيعة الحرب القادمة. فقد تمحورت تلك الحرب على "مقاومة" الاسلحة الكيماوية والجرثومية والصاروخية وما اشبه. وهذا يعني ان اسرائيل لن تتورع في المعركة القادمة، بل هي تتحضر على قدم وساق لخوض حرب من هذا النوع، اي تطبيق نسخة مكررة ومضاعفة عن الحرب الاميركية ضد افغانستان وضد العراق، التي استخدمت فيها قنابل من وزن 7 اطنان وما فوق، وقنابل حرارية "ذكية"، وقنابل معززة باليورانيوم المنضب (جاء في الانباء مؤخرا، على لسان احد القادة السابقين للجيش العراقي السابق، انه خلال معركة مطار بغداد في نيسان 2003، القى الاميركيون،باسم "الدمقراطية"، قنبلة واحدة ابادت نصف القوات العراقية المحتشدة في المطار حيث كان الجنود يسقطون جثثا متفحمة بدون ان تتأثر ثيابهم او تحترق. وقد القى الاميركيون على العراق المظلوم، طبعا باسم "الدمقراطية" ايضا، مئات الوف اطنان اليورانيوم المنضب، مما يجعل الاراضي العراقية غير صالحة للسكن السليم لمئات الوف السنين).
ان الخطر الذي يتهدد لبنان اليوم هو اكبر بكثير من ان تتسع له ادمغة تجار "السياسة اللبنانية".
ومثلما كذب جماعة "الموالاة" على انفسهم، قبل ان يكذبوا على اي كان، بالادعاء ان سبب حرب تموز ـ اب 2006 كان هو خطف الجنديين الاسرائيليين من قبل حزب الله، لاجل المبادلة بالاسرى اللبنانيين والعرب؛ فإنهم يكذبون على انفسهم اولا، الان ايضا، حينما يدّعون ان "حماية" لبنان من اسرائيل تكون فقط في "عدم التحرش بها". ان هذه الحجة البالية تشبه تماما حجة ان الحرب العالمية الاولى اندلعت سنة 1914 بسبب اغتيال ارشيدوق النمسا في سرايفو، او ان عدوان اسرائيل على لبنان سنة 1982 وقع بسبب محاولة اغتيال السفير الاسرائيلي في لندن حينذاك.
ان العدوان الاسرائيلي على لبنان ليس مسألة ان يكون او لا يكون العدوان، بل مسألة: متى وكيف سيكون!
وهنا يصبح من الضروري طرح السؤال المنطقي: وهل يستعد لبنان للحرب الحتمية القادمة، كما تستعد اسرائيل؟
بعد انتفاضة 1958 ضد كميل شمعون وحلف بغداد، طرح المرحوم صائب سلام شعارين "كيانيين"، لا يزالان يترددان الى اليوم في اجواء السياسة اللبنانية وهما: "لا غالب ولا مغلوب" و"لبنان، لا لبنانان".
وكان المقصود بذلك: الجانب الطائفي، والجانب السياسي والزعاماتي والحزبي المرتبط او غير المرتبط بالطائفية.
ويمكن القول الان ان المعارضة، والقسم الحريص فعلا على التركيبة اللبنانية من معسكر الموالاة، يعملان وان بصعوبة لتطبيق شعاري صائب سلام الشهيرين.
ولكن بمعزل عن المفهوم الطائفي، والسياسي، والطائفي ـ السياسي، ففي مواجهة خطر العدوان الاسرائيلي، يبدو فعلا انه اصبح يوجد لدينا لبنانان:
1 ـ لبنان الاول، لبنان المقاومة، على الطريقة الفيتنامية (اثناء حرب الفيتنام كان الاميركيون يصبون حممهم ويقصفون كل شيء يتحرك فوق الارض الفيتنامية؛ ولكنه كان يوجد بالفعل "فيتنام ثانية" تحت الارض: ملاجئ وانفاق؛ هي التي قاومت الاميركيين وفرضت عليهم الاعتراف بالهزيمة. وبهذا الصدد يقول احد الخبراء الستراتيجيين ان الاميركيين كانوا يحلقون على علو 40 الف قدم ويقصفون كل شيء وخصوصا كل شيء يتحرك، ولكن من هذا العلو الشاهق لم يكن بامكانهم ان يروا ويصيبوا "العدو" تحت الارض). لقد ذهل الاسرائيليون في حرب تموز ـ اب 2006، وهذا ما اثبته تقرير فينوغراد، من انهم لم يستطيعوا ان "يرصدوا" لا مواقع مقاتلي المقاومة الذين كانوا يفاجئون الجيش الاسرائيلي من حيث لا يدري، ولا مواقع ومنصات الصواريخ التي استمرت تقصف اسرائيل يوميا بالرغم من كل آلة الرصد الاميركية ـ الاسرائيلية الهائلة. والان، اذا تركنا جانبا النظام السوري المهلهل والمخلخل، وعملنا عملية جمع بسيطة بين "التكنولوجيا الروسية" + القدرات والامكانيات و"الصلوات" الايرانية + الاستعدادات الجهادية للمقاومة الوطنية الاسلامية وغير الاسلامية في لبنان، الا يمكننا الاستنتاج ان المقاومة، او لبنان المقاومة، تقوم بالاستعداد ايضا للمعركة القادمة، مثل اسرائيل واكثر؟ وفي هذه الحالة من يستطيع ان يخمن ماذا يجري في "بطون" الجبال اللبنانية، من مجاهل الجنوب حتى مجاهل عكار، وفي السلسلة الغربية والسلسلة الشرقية على السواء، هذا ناهيك عن السواحل وتضاريسها من الناقورة الى العبدة؟؟! ان اسرائيل تهدد وجود لبنان؛ والاساطيل والقواعد الاميركية في الخليج تهدد وجود ايران؛ والحلف الاطلسي وصل الى جورجيا واوكرانيا ويهدد وجود روسيا؛ فهل يعقل ان السيد حسن نصرالله، والرئيس الايراني احمدي نجاد، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، سيكتفون بستراتيجية "الدموع السنيورية"؟؛ أليس من المنطقي جدا ان نفكر ان "بطون" الجبال والسواحل اللبنانية تخبئ لاسرائيل وللاساطيل الاميركية وربما لتركيا "مفاجآت سارة" جدا للبنتاغون الاميركي ولوزارة الحرب الاسرائيلية، تقتضي لاحقا تشكيل "لجنة فينوغراد" جديدة مشتركة: اميركية، اطلسية، اسرائيلية؟
2 ـ بالمقابل، لدينا لبنان الثاني: لبنان ـ الدولة، العضو المؤسس في الامم المتحدة، والعضو المؤسس في جامعة الدول العربية.
ماذا يفعل هذا اللبنان الثاني، لمواجهة الخطر الاسرائيلي القادم والداهم؟
ـ انه يفعل اي شيء، وكل شيء، الا الاستعداد لمواجهة الخطر القادم!
وهنا ايضا يخطئ تماما "حسنو النية" من "اللبنانيين"، من امثال سمير فرنجية، وخاصة البطريركية المارونية وانصارها، بأن سلبية "لبنان ـ الدولة" حيال اسرائيل، ستعفي هذا اللبنان من العقاب.
لا نقصد هنا ما سيتعرض له المدنيون اللبنانيون من قتل وتدمير وتشريد. فـ"الدولة اللبنانية" اثبتت بامتياز ان آخر همها مصير المواطنين اللبنانيين.
ما نقصده على وجه التحديد هو مصير "الدولة اللبنانية" ذاتها.
لا شك ان السيدة الجميلة غونداليزا رايس، والجنتلمان الاميركي جورج بوش، لا ينيان يصرحان بأنهما يدعمان بقاء السنيورة في الحكم والحكومة. ولكن هذا شيء، وبقاء لبنان ـ الدولة شيء آخر.
وكي نكون صادقين مع انفسنا علينا الاعتراف ان الاميركيين، وطبعا اسرائيل، والدول الاستعمارية الاوروبية (التي يعود لها "فضل" ايجاد "دولة لبنان الكبير" بموجب اتفاقية سايكس ـ بيكو) ليست راضية عن "لبنان ـ الدولة"، اي لبنان الثاني، ايضا.
وعلينا ان نعرف طبعا: لماذا؟
في الماضي القريب، بعد تأسيس اسرائيل، قال احد "الآباء المؤسسين"، دايفيد بن غوريون، انه واثق "ان لبنان سيكون ثاني دولة عربية توقع معاهدة سلام وتعترف باسرائيل" ولكن ـ دائما يوجد ولكن ـ يقول بن غوريون "أعطوني الدولة الاولى".
وفي هذا الصدد ينبغي القول ان "بيت القصيد" في اتفاقية سايكس ـ بيكو هو "وعد بلفور"، اي التضحية بفلسطين لاجل قيام "وطن قومي يهودي" هو "اسرائيل".
اي عمليا: ان الاعتراف "العالمي" بأي دولة عربية، يعني ان "من واجب" هذه "الدولة العربية" ان تعترف باسرائيل.
فماذا اعطتنا "التجربة" على ارض الواقع؟
ـ لنأخذ، على الاقل، ما كان يسمى: دول الطوق.
ـ لقد اعترفت مصر وطبّعت، طبعا مصر ـ الدولة، لا مصر ـ الشعب المظلوم، الذي تضاعف ظلمه، بكل المقاييس، بعد "كامب دايفيد" و"التطبيع".
ـ واعترف النظام الهاشمي الاردني، الذي يعتبر نفسه الوريث الشرعي لـ"الثورة العربية الكبرى" بقيادة الشريف حسين بن علي رحمه الله.
ـ ووقع النظام "الثوري" السوري اتفاقية فصل القوات في الجولان المحتل، وهو يمنع ـ تحت طائلة الموت تحت التعذيب في اقبية المخابرات السورية ـ اي مقاومة مسلحة لاحتلال اراضي "الدولة السورية" السايكس ـ بيكوية، وينادي بأن هدفه هو الوصول الى "السلام العادل والشامل" مع اسرائيل.
ـ وحتى منظمة التحرير الفلسطينية وقعت "اتفاقية اوسلو"، التي ذهب ويذهب ضحيتها الى الان الوف والوف الشهداء الفلسطينيين، بمن فيهم الرئيس ياسر عرفات نفسه؛ والرئيس الفلسطيني المنتخب محمود عباس يذوب شوقا للتفاهم الفلسطيني ـ الاسرائيلي، برعاية اميركية، حتى لو لم يبق في فلسطين فلسطيني واحد غيره.
اما لبنان ـ الدولة، فقد شذ عن هذه القاعدة. كيف؟ ولماذا؟ تلك هي المعضلة، التي تحاول الامبريالية الاميركية والصهيونية العالمية ان تجدا لها "حلا".
ـ سنة 1920، بعد سحق الجيش العربي في ميسلون، جمع المفوض السامي الفرنسي الجنرال غورو "وجوه الصحارة" اللبنانية في مقره في "قصر الصنوبر" ببيروت واعلن "دولة لبنان الكبير" (متصرفية جبل لبنان + الاقضية الاربعة) وقال لهم بالفم الملآن: "ان الفتية الفرنسيين الذين قدموا ارواحهم في سهل ميسلون هم "عرّابو" استقلالكم". ومنذ ذلك الحين سمى بعض اللبنانيين فرنسا "الام الحنون"، التي صار لبنان بالنسبة لها "الابن المدلل".
ـ وفي 1946، حينما اضطرت فرنسا للجلاء عن لبنان وسوريا، "تنازلت" عن "القاعدة البحرية" (base navalle) الشهيرة في بيروت لـ"حزب الكتائب اللبنانية" بقيادة الشيخ بيار الجميل (والد الرئيسين: بشير وامين). وتحولت "الباز نافال" الفرنسية الى "البيت المركزي" للكتائب اللبنانية، وفي حرب السنتين الى "المجلس الحربي" الشهير، وبعد الاجتياح الاسرائيلي تحول هذا "المجلس الحربي" الى مقر للمخابرات الاسرائيلية ـ الموساد، قبل ان ينتقل المقر الى "اوتيل الاسكندر" في محلة الاشرفية.
ـ وفي 1953 (وكان اليهود اللبنانيون لا يزالون موجودين في لبنان بكثافة، اي لم يكونوا بعد قد تلقوا الاوامر بالمغادرة الى اسرائيل)، وخلال اول انتخابات نيابية في العهد المشؤوم لكميل شمعون، فاز اول نائب "كتائبي" هو جوزف شادر، باصوات يهود حي وادي ابو جميل، حيث صب الى جانبه ثلاثة الاف صوت يهودي. وقد اعترف الياس ربابي (عضو المكتب السياسي لحزب الكتائب) في مذكراته بالاتصالات الكتائبية ـ الاسرائيلية، والدعم المالي والسياسي (والخافي اعظم) الذي تلقاه حزب الكتائب من اسرائيل، اعتبارا لما كان وسيكون! ومنذ ذلك الحين تحول حزب الكتائب الى رقم طائفي صعب (موال للغرب واسرائيل) في المعادلة الكيانية اللبنانية.
ـ وبالرغم من "مسيحيته" (اليوضاسية!)، كان حزب الكتائب ينادي دائما بالحياد في الصراع العربي ـ الاسرائيلي، وكان الشيخ بيار الجميل يرفع شعار "لبنان قوته في ضعفه". ولكن بعد يأس الجماهير الفلسطينية المشردة، من الانظمة العربية، وخصوصا بعد هزيمة حزيران 1967، وظهور العمل الفدائي بقوة، كشر حزب الكتائب، والى جانبه تنظيم "نمور" كميل شمعون، عن انيابهم الاسرائيلية، واخذوا يتدربون بكثافة ويتلقون الاموال والاسلحة من ايران الشاه والسعودية والاردن، و"سرا" من اسرائيل (يقول كثير من المعلومات الصحفية ان كميات كبيرة من الاسلحة السوفياتية وغيرها التي غنمها الجيش الاسرائيلي في حرب 1967 قد وصلت بسحر ساحر الى ايدي الكتائب والشمعونيين)، وبالتعاون مع الطابور الخامس الموالي للغرب الاستعماري واسرائيل، داخل اجهزة السلطة اللبنانية، بدأ ما يسمى "اليمين اللبناني" المناوشات العسكرية، التي تطورت الى ما يسمى "الحرب اللبنانية" في 1975، ضد المقاومة الفلسطينية وحليفتها القوى الوطنية اللبنانية.
ـ ولكن التطورات الدرامية للحرب اللبنانية كانت ستقود حتما الى هزيمة ساحقة لحزب الكتائب وحلفائه، والى انتصار الحركة الوطنية اللبنانية بقيادة الشهيد كمال جنبلاط. فأسرع الاميركيون، ومعهم ضمنا الاسرائيليين، لعقد صفقة سرية مع النظام الدكتاتوري السوري (لم تتضح الى اليوم كل حذافيرها؛ والايام كفيلة بكشفها) وادخاله الى لبنان، استنادا الى قاعدة "الكحل احسن من العمى". وكانت اولى "الانجازات القومية!" للنظام السوري في لبنان المساهمة في اسقاط مخيم تل الزعتر الفلسطيني، واحياء حاجين وشرشبوك والمسلخ والكرنتينا وبرج حمود والنبعة في ما كان يسمى "بيروت الشرقية" و"الشرقية"، ومحاصرة القوات الوطنية المشتركة في صنين وانقاذ الكتائب وحلفائهم من الهزيمة المحققة في معركة المتن. وكل ذلك تحت الشعار الكاذب الذي اطلقه الرئيس السوري الراحل (بطل "الدفاع" عن الجولان في حزيران 1967) حافظ الاسد، ونعني به شعار "الدفاع عن المسيحيين!". كأنما المسيحيون هم فقط الخونة وعملاء اسرائيل: الكتائب والشمعونيون واضرابهم. ولاحقا قام النظام السوري بالتصفية الجسدية لكمال جنبلاط، واشترك، مع الاجهزة الليبية وبعض الاطراف الفلسطينية وربما الايرانية ايضا، في المؤامرة الاميركية ـ الاسرائيلية لـ"تغييب" الامام موسى الصدر، بهدف اضعاف روح المقاومة والنضال لدى الجماهير الوطنية اللبنانية، ولا سيما الجماهير الشعبية الشيعية التي كانت تعاني الامرين من النظام الرأسمالي ـ الطائفي اللبناني ومن قيام اسرائيل في 1948. وطوال حوالى الثلاثين سنة حول النظام الدكتاتوري السوري لبنان الى مغارة علي بابا والاربعين حرامي، والى غابة "الداخل اليها مفقود والخارج مولود". ولكن كل ذلك لم يستطع ان يخمد الروح الوطنية والكفاحية لدى الجماهير الشعبية اللبنانية والفلسطينية في لبنان.
ـ وفي 1978 "اضطرت" اسرائيل لاحتلال ما يسمى "الشريط الحدودي" في لبنان الجنوبي. وشكلت "دولة سعد حداد" التي تحولت فيما بعد الى "دولة لحد" وجيشها المرتبط مباشرة باسرائيل (مع ان عناصره "الجيشية" السابقة ظلوا يتلقون معاشاتهم من "اليرزة") المسمى "جيش لبنان الجنوبي". ولكن كل ذلك لم يؤد الى كسر شوكة الجماهير الوطنية اللبنانية والفلسطينية والجنوبيين والشيعة خصوصا؛ بل على العكس، فإن ضاحية بيروت الجنوبية (التي كانت تعد حوالى مليون انسان) ومنطقة البقاع الشرقي وغيرها، ناهيك عن المخيمات الفلسطينية، اصبحت تغلي كالبركان.
ـ وفي صيف 1982 "اضطرت"، مرة اخرى، اسرائيل لاجتياج لبنان واحتلال عاصمته بيروت نفسها. وصعد أريئيل شارون بشحمه ولحمه الى قصر بعبدا، وازاح رئيس الحرس الضابط رفيق الحسن من مقعده، وجلس مكانه بكل عنجهية، ليأخذ صورة تذكارية. ثم جاؤوا ببشير، ابن حليفهم "التاريخي" بيار الجميل، وفرضوه بقوة الدبابات الاسرائيلية رئيسا للجمهورية اللبنانية. وذهب "الرئيس المنتخب!" بشير الجميل صاغرا الى اسرائيل، واجتمع بمناحيم بيغن، الذي طلب منه (تحقيقا لـ"نبوءة" دايفيد بن غوريون) توقيع معاهدة سلام بين لبنان واسرائيل، على غرار معاهدة كامب دايفيد. ولكن في العجلة من امره (والعجلة من الشيطان!) فإن مناحيم بيغن نسي او تناسى ان لبنان ليس بلدا عربيا دكتاتوريا، يكفي فيه ان يأتي ضابط او زعيم ميليشيا او شيخ عشيرة الى كرسي الرئاسة او المملكة حتى يصبح الحاكم بأمره؛ بل هو "بلد دمقراطي" يتنعم بـ"الدمقراطية الطائفية التوافقية" ولا يستطيع ان يحلق الا بـ"جناحيه" (المسيحي ـ المسلم)، ومن ثم من الضروري الحصول على توقيع القيادات الاسلامية على اتفاقية "السلام" مع اسرائيل، الى جانب توقيع عائلة الجميل (باسم المسيحيين!!). طبعا خاب امل مناحيم بيغن. ولكن خيبة امل بشير الجميل كانت اكبر. فقد عاد الى لبنان يحمل هما اكبر منه، وهو هم تحقيق نبوءة بن غوريون في توقيع اتفاقية السلام مع اسرائيل. ولكن التاريخ الاسود لبشير الجميل، في ذبح عشرات الوف المسلمين اللبنانيين على الهوية... خدمة لاميركا واسرائيل، اصبح يشكل عبئا عليه في اقناع القيادات "الاسلامية" بوضع تواقيعها الى جانب توقيعه على معاهدة السلام مع اسرائيل. وفتح هذا الفشل للرئيس المنتخب بشير الجميل الطريق امام تصفيته جسديا، والمجيء بمن هو اقدر على توقيع الاتفاق مع اسرائيل.
ـ فجاء (ما حدا غريب) الابن الثاني لبيار الجميل، المحامي المكيافيلي والسياسي المحنك والجريء في نفس الوقت (الذي لم يتوان يوما من صفع رئيس الوزراء اللبناني الاسبق رشيد الصلح في مجلس النواب بالذات) الى رئاسة الجمهورية، بمهمة رئيسية هي توقيع معاهدة السلام مع اسرائيل، حتى يمكن لبقية "قطار السلام العربي"، الذي توقف في المحطة اللبنانية، ان يتابع المسير. ونظمت "طاولة ثلاثية" وعقدت محادثات اسرائيلية ـ لبنانية برعاية اميركية، نتج عنها "اتفاق 17 ايار 1983" المشهور، للسلام بين لبنان واسرائيل، ونجح امين الجميل في الحصول على توقيع رئيس الوزراء المسلم شفيق الوزان، كما وفي الحصول على تصديق مجلس النواب اللبناني على الاتفاق، بمن فيه من "نواب الامة" المسلمين. ولم يعارض الاتفاق سوى النائبين الوطنيين زاهر الخطيب (مسلم) ونجاح واكيم (مسيحي). ولكن "الداهية السياسي" امين الجميل تريث في توقيع الاتفاق بصفته رئيسا للجمهورية، حتى لا يعطي الاسرائيليين "صكا ممنوعا من الصرف". ذلك ان الشارع الوطني كان يغلي، وعمليات المقاومة الوطنية اللبنانية ضد الاحتلال الاسرائيلي كانت قد بدأت واخذت تتوسع، وفي اواخر 1983 تم تفجير مقر المارينز حيث سقط حوالى 250 عنصرا من القوات الاميركية المدللة، وتفجير مقر القيادة الفرنسية حيث سقط عشرات الجنود والضباط الفرنسيين. وفي 6 شباط 1984 انشق الجيش اللبناني ذاته على نفسه، وعادت دورة العنف الى لبنان. وفي 5/3/1984 اضطر امين الجميل لان يلغي "اتفاق 17 ايار".
ـ وهكذا تحطمت تماما "نبوءة" دايفيد بن غوريون، واصبح من الواضح انه لا لبنان الاول (لبنان المقاومة)، بل ايضا لبنان الثاني (لبنان الدولة)، بين جميع دول سايكس ـ بيكو العربية (عربية جدا!!)، بما فيها السلطة الوطنية الفلسطينية (وطنية جدا! وفلسطينية جدا جدا!!) يسير بعكس السير، على طريقة "مكرها اخاك لا بطل".
ـ وكانت الطامة الكبرى، بالنسبة للمخططات الاميركية ـ الاسرائيلية للمنطقة، انه ـ بعد التحرير في 25 ايار 2000 ـ حاول رفيق الحريري، بما كان يمثل من مصالح طبقية، مالية وسياسية كبرى، سعودية ولبنانية وعربية واسلامية، ان يجد "معادلة تفاهم" مع حزب الله على قاعدة التوفيق بين معركة التحرير والمصالح الرأسمالية التي تعمل وتغطي نشاطاتها المشروعة وغير المشروعة تحت شعار "التنمية". فضربت الاجهزة الاميركية ـ الاسرائيلية، وشركاؤها المكشوفين والسريين اللبنانيين والسوريين والعرب، ضربتها بإزاحة هذا الاحتمال المزعج، عن طريق التصفية الشخصية لرفيق الحريري.
ـ ومرة اخرى "اضطرت" اسرائيل للتدخل العسكري المباشر، في حرب تموز ـ اب 2006، لتصحيح مسار "قطار السلام العربي"، عن طريق تحطيم لبنان الاول (لبنان المقاومة) واجبار لبنان الثاني (لبنان الدولة) على توقيع معاهدة السلام مع اسرائيل.
ولكن العدوان فشل فشل ذريعا، واعترفت اسرائيل ذاتها بالهزيمة، وشكلت ـ لاول مرة في تاريخها ـ لجنة تحقيق في اسباب الفشل والهزيمة هي لجنة فينوغراد التي سبق واشرنا اليها.
والان فإن لبنان هو ابعد ما يكون عن تحقيق "نبوءة" بن غوريون، ليس فقط لان اسرائيل تدرك الان ان كل "اراضيها" اصبحت مهددة بالمقاومة وفدائييها وصواريخها، بل ولان لبنان الدولة ايضا يبتعد اكثر فأكثر عن احتمال القبول باتفاقية السلام مع اسرائيل. حتى السيدة المحترمة ستريدا سمير جعجع تصرح ان "لبنان سيكون آخر دولة عربية توقع معاهدة سلام مع اسرائيل". تصوروا ان لبنان الدولة سيوقع مثل هذه المعاهدة بعد الصومال وجزر القمر، وربما ـ بل والاكيد ـ انه لن يوقع حتى حينذاك.
ماذا تبقى لاميركا واسرائيل ان تفعلاه مع "العقدة" اللبنانية، التي تهدد بافشال كل مخططات "الشرق الاوسط الكبير الجديد" التي سبق واعلن عنها جورج بوش؟
ـ جواب ترجيحي: "العقدة" التي لا يمكن حلها... من الافضل ان يتم كسرها.
وهذا هو الارجح: اي ان الامبريالية الاميركية والصهيونية العالمية، ومعهما حلفاؤهما السريين والمكشوفين العرب، سيعملون ـ تحت الشعارات الاميركية المنادية بـ"الفوضى البناءة" او "اللااستقرار البناء" ـ على فتح الدفاتر القديمة، وتقسيم لبنان الى دويلات صغيرة (اسهل على "الهضم")، مثل:
1 ـ جمهورية سمير جعجع نصف ربع عشر المسيحية (المارونية) وعاصمتها (اي مغارة صالحة في وادي قاديشا).
2 ـ امارة وليد بك جنبلاط نصف ربع عشر الدرزية وعاصمتها خيمة مضروبة فوق اطلال قصر المختارة.
3 ـ مملكة سوليدار المالية وعاصمتها بناء سوبر عصري، يربض على مدخله جمل وناقة من الربع الخالي، فوق مزبلة النورماندي.
ولكن حتى لو افترضنا المستحيل ونجح مخطط التقسيم الطائفي للبنان، فمن المشكوك فيه ان يجرؤ احد على توقيع معاهدة السلام مع اسرائيل، لانه صار من الواضح تماما ـ في لبنان ـ ان الذي يوقع على معاهدة سلام مع اسرائيل، لن يفيد اسرائيل، لانه ليس في يده ان يضمن السلام لاسرائيل، بل كل ما سيفعله هو انه سيحكم على نفسه بالاعدام، السياسي اولا.
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
*كاتب لبناني مستقل



#جورج_حداد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جورج حبش: مأساة الامة العربية والعالم المعاصر في مأساة رجل
- بين زيارتين رئاسيتين: بوتين يحقق نقلة نوعية كبرى في الجيوبول ...
- من كاتون الكبير الى بوش الصغير: -قرطاجة يجب ان تدمر!-
- -3 الاعلام الامبريالي الاميركي الصهيوني وامكانيات الرد الث ...
- 2 الاعلام الامبريالي الاميركي الصهيوني وامكانيات الرد الثو ...
- 1 الاعلام الامبريالي الاميركي الصهيوني وامكانيات الرد الثور ...
- عقدة كيانية سايكس بيكوية، حلها في الميدان لا في البرلمان
- حوار الطرشان ... حقا طرشان!!!؛
- العداء الاستعماري الغربي للشرق العربي، و-الوعد الشيطاني-؛
- الشهيد ياسر عرفات... ضحية وهم -السلام- مع اسرائيل
- وأي رئيس جمهورية يريد حزب الله؟!
- وثيقة شيوعية بلغارية تفضح التواطؤ الستاليني الصهيوني
- العرب والبلغار على المسرح الحضاري العالمي
- حرب تموز 2006، والخطة -السلمية- الاميركية لاحتواء حزب الله
- الفتنة ليست طريق الخلاص لسوريا
- اغتيال الشيخ رفيق الحريري وصراع الكتل المالية الدولية للسيطر ...
- نحو جبهة أممية موحدة
- نحو بناء التنظيم الشيوعي الثوري العربي الموحد
- احمدي نجاد ليس معتوها، بل -العرب- متخاذلون!
- 1 العلاقة التناحرية الروسية الصهيونية،والمصير الملتبس لاسر ...


المزيد.....




- -ذي تلغراف-: الولايات المتحدة قد تنشر أسلحة نووية في بريطاني ...
- -200 ألف جثة خلال 5 سنوات-.. سائق جرافة يتحدث عن دفن الجثث ب ...
- وليد اللافي لـ RT: البرلمان الليبي انحاز للمصالح السياسية وا ...
- ميزنتسيف: نشر -أوريشنيك- في بيلاروس كان ردا قسريا على الضغوط ...
- خوفا من الامتحانات.. طالبة مصرية تقفز من الطابق الرابع بالمد ...
- ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تدعو إيران إلى -التراجع عن تصعيدها ...
- طهران تجيب عن سؤال الـ 50 مليار دولار.. من سيدفع ديون سوريا ...
- محكمة مصرية تؤيد سجن المعارض السياسي أحمد طنطاوي لعام وحظر ت ...
- اشتباكات مسلحة بنابلس وإصابة فلسطيني برصاص الاحتلال قرب رام ...
- المقابر الجماعية في سوريا.. تأكيد أميركي على ضمان المساءلة


المزيد.....

- افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار ... / حاتم الجوهرى
- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - جورج حداد - هل يكون لبنان الضحية الثانية بعد فلسطين؟!!