أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - هوزان حسن - الحد الأدنى المطلوب















المزيد.....

الحد الأدنى المطلوب


هوزان حسن

الحوار المتمدن-العدد: 698 - 2003 / 12 / 30 - 04:11
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


ما سِرّ تمسك واهتمام الحركة السياسية الكردية في سوريا بالحوار الوطني العام ومطالبتها القوى الوطنية العربية بضرورة إبداء موقف ايجابي إنساني من قضية الشعب الكردي في سوريا العادلة ...؟
إن تأسيس الحركة كان بناءً على واقعٍ يتعرض فيه الشعب الكردي لاضطهاد قومي شوفيني وهضم لحقوقه الديمقراطية المشروعة, وقد سلكت الحركة طريق النضال السلمي وفق برنامج سياسي واقعي وعقلاني يأخذ بعين الاعتبار كافة المعطيات الجغرافية والسياسية والاقتصادية، انطلاقاً من ذلك أبدت الحركة منذ بداياتها حرصها على الوحدة الوطنية والعلاقات العربية الكردية المتينة وانخرطت في النضال الديمقراطي العام حيث لا يخلو أي منشور إعلامي كردي من عبارات التأكيد على الديمقراطية للبلاد والدفاع عنه ضد الأخطار الخارجية وأن الحل النهائي الشامل للمسألة الكردية سيكون في ظل نظام سوري ديمقراطي، في هذا السياق لا يمكن لحركتنا تأجيل نضالاتها اليومية لأجل رفع الغبن عن أبناء شعبنا وإلغاء المظالم الواقعة عليه وانتزاع بعض الحقوق على طريق الحل الوطني العام, أو طي صفحة القضية الكردية إلى يوم الفرج الموعود, بل ستتحرك بشكل مستمر وعلى كافة الأصعدة لتعريف الرأي العام السوري والدولي بوجود الشعب الكردي في سوريا الذي ينوف تعداده المليوني نسمة ويعيش على أرضه التي ألحقت بالدولة السورية الناشئة إبان اتفاقيات سايكس – بيكو والتي أدت إلى تقسيم كردستان التاريخية بين أربع دول، حيث أغلب الساسة العرب السوريون ينزعجون أو يشعرون بالحرج عند سؤالهم عن رأيهم وموقفهم من المسألة الكردية في سوريا ولكي يقفزوا على الموضوع إما أن ينكروا وجود هذه المسألة، أو يطالبوا الكرد بالانتظار والانخراط في النضال الوطني الديموقراطي العام (وكأن الكرد بعيدون عن ذلك) دون التطرق إلى جوهر المسالة، أو يتهمون الكرد بالانفصال والارتباط بالخارج.
إذاً السرّ الذي سألنا عنه في البداية هو مكشوف وعلني ويستند إلى أن:
1- جوهر ومضمون القضية الكردية هو وطني ديمقراطي إنساني حضاري.
2- لغة الحوار هي الأجدى في هذا العصر لحل كافة المسائل، وهي التي تؤدي إلى نتائج إيجابية راسخة وملموسة بعيداً عن التشنجات والاتهامات والتلفيقات.
3- العرب والكرد والأقليات الأخرى شركاء في هذا البلد حيث فرض عليهم هذا الواقع الجغرافي والسياسي ( الدولة السورية الناشئة ) بدون إرادتهم أو مشورتهم، الكرد يريدون العدالة والمساواة والحرية في هذه الشراكة وحلّ قضيتهم في العاصمة دمشق.
4- الحل السلمي الديمقراطي هو السبيل الناجع الوحيد لقضايانا ويجب أن يتم على أيدي أبناء الوطن دون خيارات أخرى قد تجلب إلينا المآسي أو الانتكاسات.
5- نؤسس ونبني ثقافة الاعتراف بالآخر واحترامه لا ثقافة النفي والقمع والتهميش، عسى أن يكون مستقبل المجتمع السوري مزدهراً.
الموقف العربي عموماً لم يتبلور بعد من القضية الكردية في سوريا وهذه مسؤولية تاريخية كبيرة تقع على عاتق الوطنيين الديموقراطيين وعندما نقرأ لبعض الأقلام الجريئة يلاحظ وكأنها تخالف القاعدة وتندرج في إطار الشواذ، علماً أنه نتلمس في إطار اللقاءات العربية الكردية وشفهياً الكثير من المواقف الايجابية التي لا ترى النور في الإعلام والموقف السياسي الرسمي، فرغم شفافية الموضوع هناك عوائق كبيرة أمام رؤى عربية واضحة ومنصفة عن الوضع الكردي في سوريا، تتمثل في جمود الأيديولوجية الإسلامية المتزمتة، والفكر القومي العربي المتعصب بزعامة حزب البعث الذي يحكم الدولة لأكثر من أربعين عاماً وانتهج السياسة الشوفينية تجاه الكرد وأقنع الأغلبية الساحقة من العرب والنخب المثقفة أيضاً (مع الأسف) بنفي الوجود الكردي وخطورته على الدولة وبأن لدى الأكراد أطماع انفصالية وأن كل من يعيش على الأرض السورية هو عربي، وكذلك شلّ السلطة للفاعلية السياسية والحراك المجتمعي، ورغبة الفئات المنتفعة في وجود الأزمات والتي تريد أن تكون مشاكل المجتمع قائمة خدمةً لمصالحها الأنانية الضيقة، حيث أضيف إلى هذه العوائق عامل آخر وهو الموقف السلبي (جداً) لمجمل الحركة السياسية العربية السورية من تعامل القوى الكردستانية العراقية الرئيسية مع الحرب الأمريكية وتصنيفها للحركة الكردية في سوريا بشكل أو بآخر إلى جانب تلك القوى.
ولكي أوفر بعض الجهد عن الأخوة العرب وليتجنبوا الحرج أو المغالطة بصدد إبداء الرأي والموقف من المسالة الكردية، هناك بعض الحقائق العلمية والمعرفية الواضحة كسطوع الشمس حول الشعب الكردي في سوريا لا يجوز إنكارها من قبل من يعتبر نفسه علمانياً أو ديموقراطياً أو حتى وطنياً لأن من أولويات الوطنية هو احترام ومراعاة مشاعر ومصالح كل أبناء الوطن بعيداً عن الحسابات السياسية والظرفية، وهي:
1- الشعب الكردي في سوريا ينوف تعداده المليوني نسمة ويعيش في مناطقه التاريخية منذ الأزل ( جزيرة – كوباني – عفرين ) وجزء كبير منه يعيش في المدن الرئيسية الكبرى ( دمشق – حلب – الرقة ) وبعض العائلات في مدن أخرى، وكل من يشكك في أو يجهل هذه المعلومة المعرفية يستطيع أن يزور تلك المناطق والمدن ويتأكد بنفسه من بنيتها المجتمعية، هذه التكوينة تعتبر خصوصية أثنية كردية في سوريا تشكل قوام القومية الثانية التي لا يمكن صهرها في بوتقة القومية السائدة.
2- يتمتع الكرد بخصوصية ثقافية من لغة وتراث وفلكلور وأدب وتاريخ وعادات وتقاليد...الخ ساهمت في بناء حضارة المنطقة.
3- دافع الكرد ولازال عن الكيان السوري فقدموا العديد من الشهداء في المعارك الوطنية وساهموا في بناء الدولة والمجتمع.
4- هناك مظالم وقعت على الكرد ولا تزال مستمرة دون غيرهم من المواطنين مثل قانون الإحصاء الرجعي الاستثنائي ومشروع الحزام العربي ومنع ومحاربة اللغة والثقافة الكردية عموماً...الخ.
    وفقاً لهكذا حقائق العديد من الشرائع والقوانين الدولية تثبت جملةً من الاستحقاقات الواجب تأمينها وتطبيقها بغض النظر عن ماهية أصحابها وهي لا تحتمل التأويل أو التأجيل وإلا سيتضخم الضرر ويلحق الأذى بكل الأطراف المعنية.
إن ذكر هذه الحقائق وما يترتب عليها من استحقاقات بشكل علني ورسمي يعتبر من بديهيات السياسة المبدئية المبنية على أساس مبدأ الدفاع عن مصالح الوطن والمواطن وهي تشكل الحد الأدنى المطلوب في هذه المرحلة الحرجة التي تمر بها المنطقة من ظروف دولية وإقليمية ضاغطة وأجواء داخلية مشحونة غير صحية تحكمها إرادة حزب البعث القمعية، دون الخوض في تفاصيل المسائل الدستورية والقانونية والسياسية المستقبلية المتعلقة بوضع الشعب الكردي في سوريا وسقف حقوقه المشروعة حيث تحسم هذه المسائل في أجواء ديموقراطية تحكمها إرادة جماعية صادقة.
كان لمقالتي الكاتبين أكرم البني وقندريس المعاد نشرهما في جريدة الوحدة العدد/123/ مفعولهما الإيجابي في التواصل وطرح المسألة الكردية على بساط البحث والنقاش رغم تباين المواقف، بدلاً من لغة الخطاب السلبي والتي جاءت مؤخراً على لسان مناضل عربي معروف في معرض إجابته على سائلين كرد، من قبيل( إن كلامك قد دخل من هذه الأذن وخرج من الأذن الأخرى ) و ( لا أقبل أن يأتيني كردي حاملاً خارطة لكردستان تصل حدودها إلى الفرات...).
إن التلاحم الكردي العربي النضالي والذي تجسد على أرض الواقع أمام المحكمة العسكرية بحلب وفي الاعتصام السلمي بذكرى الإعلان العالمي لحقوق الإنسان أمام رئاسة مجلس الوزراء يثبت للجميع أن التفاهم والحوار ممكن وأن الحل الوطني العام المنشود ينجز فقط على أكتاف كل أبناء الوطن المخلصين.
إن مواجهة الواقع بالعلم والمعرفة والحقيقة لا بالجهل أو المزاج أو الحقد تطوي صفحة الماضي البغيض وتنعش الآمال وتمد جسور الثقة بين أبناء الوطن وتبني أسس مستقبل زاهر.



#هوزان_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل يستطيع النظام السوري العودة إلى الشعب ...؟


المزيد.....




- في ظل حكم طالبان..مراهقات أفغانيات تحتفلن بأعياد ميلادهن سرً ...
- مرشحة ترامب لوزارة التعليم تواجه دعوى قضائية تزعم أنها -مكّن ...
- مقتل 87 شخصا على الأقل بـ24 ساعة شمال ووسط غزة لتتجاوز حصيلة ...
- ترامب يرشح بام بوندي لتولي وزارة العدل بعد انسحاب غايتس من ا ...
- كان محليا وأضحى أجنبيا.. الأرز في سيراليون أصبح عملة نادرة.. ...
- لو كنت تعانين من تقصف الشعر ـ فهذا كل ما تحتاجين لمعرفته!
- صحيفة أمريكية: الجيش الأمريكي يختبر صاروخا باليستيا سيحل محل ...
- الجيش الإسرائيلي يوجه إنذارا إلى سكان مدينة صور في جنوب لبنا ...
- العمل السري: سجلنا قصفا صاروخيا على ميدان تدريب عسكري في منط ...
- الكويت تسحب الجنسية من ملياردير عربي شهير


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - هوزان حسن - الحد الأدنى المطلوب