أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مراد كافان علي - كفاكم ... تجريحاً للأيزيديين ؟!7














المزيد.....

كفاكم ... تجريحاً للأيزيديين ؟!7


مراد كافان علي

الحوار المتمدن-العدد: 2250 - 2008 / 4 / 13 - 11:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الحلقة السابعة :ـ كــــــردسـتــــان ... والأصــنـــــــام
يكفي الأكراد فخراً أنهم لم يعبدوا الأصنام والأوثان على مدى الدهور بل يجهلون وجود الأصنام والأوثان وعبادتهم بفضل عقيدتهم العريقة . حيث لم يظهر في أرض كردستان أصنام وأوثان ، وإنما كانوا يعبدون الخالق العظيم (خودى أو ئيزي) منذ الخليقة ، بينما تألمت القوميات والأمم الأخرى كثيراً من ويلات ومآسي عبادة الأصنام والأوثان منذ زمن سحيق ، والأوطان الأخرى كانت مسرحاً لكل مظاهر التخلف والإحباط جراء عبث الأصنام والأوثان . بإمكان أي سائح أو باحث أن يجول في أرض كردستان القديمة من بلاد سومر إلى أزمير وبحيرة فان(وان) ثم تبريز وعبادان وكذلك فرق التنقيبات الأثرية سيصبحون على يقين تام هي إنعدام ظهور أو وجود الأصنام والأوثان حتى في التنقيبات التي تجري في أرض كردستان الشاسعة ، بينما هذه الآثار المختلفة موجودة في بقية بقاع العالم القديم وخاصةً آسيا وأفريقيا قبل اكتشاف العالم الجديد ، وكانت تأخذ أشكال وأوضاع مختلفة . أن أغلب الكهنة حافظوا على هذه الأصنام والأوثان لأنهم كانوا مستفيدين من هذه التداعيات المرهقة والمحبطة بحق الإنسانية ، وكانوا مصدر جاه ورفاه للكثير من المشعوذين والمتطفلين على كاهل الفقراء البائسين في المجتمعات المختلفة .
يحكى ذات مرة أن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب (ع) الخليفة الراشدي الثاني وهو في مجلسه وإذا به يبكي ثم يضحك . وما كان من الجالسين ألا أن سأله : يا أمير المؤمنين ما الذي جعلك تبكي ثم تضحك وأنت جالس ؟ فأجاب الخليفة وقال : عندما بكيت تذكرت إنني قد دفنت أبنتي وهي حية ، علماً هي التي نظفت ملابسي من الغبار قبل دفنها تحت التراب ، ولم أشفق عليها ، لأنها عادة أهل الجاهلية في وأد البنات تحت التراب وهن أحياء ، ثم أضاف وضحكت عندما تذكرت وأنا في الصحراء للصيد وداهمني الجوع .، فأجبرت أن آكل صنمي الذي صنعته بيدي من التمر للقضاء على الجوع ، وبذلك ضحكت على العقلية في العصر الجاهلي .
ربما سائل يسأل : لماذا لم يعبدوا الأصنام في أرض كردستان رغم الويلات والدمار ؟ والجواب ببساطة: أن العقيدة الكردية القديمة كانت تؤمن بالخالق العظيم (خودي) منذ الخليقة ولم يحيدوا عن عبادته رغم المآسي والآلام . والدليل على هذه الفضيلة السامية نأتي بحالتين وهما :ـ الأولى ننقل لكم هذا النص الديني الأيزيدي ( به دشى من هه زار و ئيك نافه ، ئه ف دنيايه ل با وى سه عه ت وكافه ، ئه و دزانت ل به حرا جه ند كه شكوول ئافه ، و ل به ستا جه ند كه فر دنافه ، ئه وي هه وا كره بووك و ئادم كره زافه ) وتترجم كما يلي :ـ ( لخالقي ألف وإحدى أسم ، هذه الدنيا عنده مثل الساعة والخطوة ، يعرف بالبحر كم كشكولٍ من الماء ، ويعرف كم صخرةٍ في المنحدر ، هو الذي جعل حواء عروسة وآدم عريس .) والحالة الثانية :ـ أن الأكراد الأيزيديين يحتفلون بعيد رأس السنة (سه رى سالى) في أول يوم أربعاء من شهر نيسان وغير محدد البداية لهذه المناسبة العظيمة ، وان الاحتفال لازال شائعاً وبحرارة وخاصةً بين الأكراد الايزيديين . أن مراسيم هذا العيد هو سلق البيض ثم تلوين البيض بألوان زاهيةٍ بشكل رمزي ، باعتبار أن البيض قبل السلق تمثل الحالة السائلة للكرة الأرضية والبيض بعد السلق تمثل الحالة الصلبة للكرة الأرضية وتلوين البيض بكافة الألوان تمثل حالة الرخاء والاستقرار والجمال للكرة الأرضية . . . هذه هي النظرية الكونية والخليقة لدى الأكراد الأيزيديين حسب العقيدة الكردية القديمة . لذلك لم تستطع الصنمية والوثنية التوغل في أرض كردستان منذ الخليقة ولحد الآن ... وبالعكس قرأنا في العهد القديم ( التوراة ) أن النبي موسى ( عليه السلام ) أثناء مكوثه مع الخالق في جبل سيناء لمدة أربعين يومٍ لاستلام الوصايا من الخالق . أبلغه الخالق بان اليهود لم يصبروا لهذه الفترة القصيرة وحادوا عن الطريق وغضب عليهم غضباً شديداً . وكذلك غضب النبي موسى ( عليه السلام ) عندما رأى اليهود قد صنعوا عجلاً من الذهب ليعبدوه ، ( فلماّ أقترب موسى من المحلة رأى العجل والرقص ، فاشتدّ غضبه ورمى باللوحتين من يديه وكسًرهما في أسفل الجبل ) 2 هكذا حتى الأنبياء فقدوا توازنهم من تخبط السفهاء المرتدين من عبادة الخالق العظيم ، ولكن شقيق النبي موسى هارون خفف من غضبه من سوء سلوك هؤلاء المفسدين وقال :ـ ( لا يشتد غضبك يا سيدي . أنت تعرف الشعب أنهم من الرعاع .) 3وبرر سوء تصرف الجهلاء ، ولكن لم يستقر الأمر إلا بقتلهم ( فسقط من الشعب في ذلك اليوم ثلاثة آلاف رجل .) 4هذه هي تداعيات الحمقى من عبادة الأصنام والأوثان بحق الشعوب والملل ، وإخفاقاتهم مستمرة حيث حولوها إلى وكر آخر هو الإرهاب البديل الشرعي للأصنام والأوثان ... وأن المؤمنين بالعقيدة الكردية القديمة متشبثين بهذه القيم السامية التي تدعوا إلى الأيمان بالخالق العظيم (خودي) ثم طاوؤس ملك رئيس الملائكة والتآخي والمحبة والعدالة لجميع البشر بغض النظر عن الدين أو المذهب أو القومية ، بعيداً عن العنف والإرهاب والتقوقع المقيت ... والسعي لبلوغ المجد المشرق للأكراد وللبشرية الواعدة...
1:ـ قه ولى هه زار و ئيك ناف
2:ـ العهد القديم
3:ـ نفس المصدر
4:ـ نفس المصدر



#مراد_كافان_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كفاكم تشتيتاً ... للديمقراطية الزاهية ؟! 8
- كفاكم تشتيتاً ... للديمقراطية الزاهية ؟!7
- لماذا قتل وخطف المسيحيين في الموصل ؟!
- كفاكم ... تجريحاً للأيزيديين ؟!6
- تشابه النكبات وتباين الإسناد ... سنجار وزنجلي ؟!
- هولاكو ... يجتاح كردستان؟!
- شاهه سوار يناصر كابارا 4
- التشرد والتفكك ... والمستطيل المظلم ؟!
- رسالة وأدٍ للتهميش ...مع عتابٍ خفيف ؟!3
- كفاكم تجريحاً ... للأيزيديين ؟!5
- العراق بلد الساعتين كهرباء أو أقل ؟!
- رسالة استغاثة إلى رئيس إقليم كردستان ؟! 2
- دافوس ... والمستقبل الضبابي ؟!
- لمن خيرات العراق ... والمآسي ؟!
- الصحوة ... والتكنوقراط ؟!
- البطاقة التموينية ... ليست استجداء ؟!
- بيان مجلس محافظة نينوى ؟!
- الأيزيدياتي ... وفلسفة إلى الوراء ، إلى الأمام ؟!
- من يتجاوز على محافظة الأقليات ؟ !
- الطلبة الأيزيديون ... والاضطهاد البشع ؟!


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مراد كافان علي - كفاكم ... تجريحاً للأيزيديين ؟!7