|
نقد الخطاب الديني هو اهم اسباب تغيير المجتمع وتطوره
سرى الصراف
الحوار المتمدن-العدد: 2250 - 2008 / 4 / 13 - 11:32
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
نحن نحلم دائما بمجتمع علماني مدني يضمن الحقوق لكل الناس لافرق بين مسلم ومسيحي ويهودي يتعامل مع الجميع بنفس المقاييس تضمن فيه الحريه والكرامه ويفصل فيه الدين عن الدوله و لايوجد فيه فرق بين احد واخر الابعمله وانتاجه لنتمكن من مواكبه العصر واللحاق بركب التقدم وان نكون شعوبا منتجه وليس مستهلكه فقط .واذا لم تتحقق هذه الأشياء سوف نبقى في التخلف والجهل والأستبداد الذي نعيش فيه , وهنا سؤال يطرح نفسه بألحاح : هل العلمانيه هي فعلا الحل لكل ما نعانيه وهي التي ستحقق كل ما تقدم ؟ وهل المجتمع في وضع ثقافي يسمح له بالتعامل معها وتطبيقها او حتى فهم معناها ؟ هل هي بالفعل العصا السحريه التي ستغير كل شيء نحو المثاليه بغض النظر عن طبيعه المجتمع الذي تطبق فيه وما هي اخلاقياته وعاداته ؟ الحقيقه اني من انصار العلمانيه ومريديها وهي بالفعل حل لكثير من الأمور ولكنها ليست الحل لجميع المشاكل ولو كانت هي بالفعل الحل لكل شيء لما عانت العوائل العربيه او العراقيه التي تعيش في دول اوربيه او علمانيه من ظلم الأب والزوج والأخ او حتى الأم في بعض الأحيان ولما حصلت سلوكيات وتصرفات يندى لها الجبين من قبل العرب عموما والمسلمين خصوصا تتراوح بين الظلم والأستبداد والقمع وقد تصل الى القتل احيانا فكم جريمه حصلت في اكثر الدول تقدما وعلمانيه وهي السويد والولايات المتحده الأمريكيه وغيرها , صحيح ان القانون يقوم بمعاقبه الجناه في هذه الدول لكنه لا يحمي الضحيه من ما تتعرض له داخل الأسره , وبما ان من اهم اولوياتنا هي منع حدوث هذه الأفعال وليس التفكير فيما اذا عوقب المذنبون ام لا , لذا يجب علينا ان لا نغمض اعيننا عن الواقع الذي يعاني من مشاكل نفسيه وسلوكيه لا تعتبر العلمانيه حلا لها واذا قلنا غير ذلك سنصبح مثل اليمينين المتشدديين الذي يدعون ( ان الأسلام هو الحل لكل مشاكل هذه الأمه ) . ان كلامي في هذا الموضوع ليس من باب تخصص او دراسه او بحث ولكن من باب اكثر اهميه وهو معاشرتي لكل طبقات المجتمع وبألخص الطبقات البسيطه ومحاوله فهمي لمشاكلهم وادراك طريقه تفكيرهم والوصول الى ما يحتاجونه لتحسين تفكيرهم وسلوكهم وبالتالي حياتهم ( وكلامي لا يبنبع من اي ايديولوجيه او اتجاه سوى محاوله تغير الواقع للاحسن فأصحاب الأيديولوجيات غالبا ما يعيشون في ابراجهم العاجيه بعيدا عن المجتمع ) . وسوف اقص عليكم حادثه حصلت لي قبل ايام علها تستطيع ان توصل ما اريد قوله : قبل ايام وانا انتظر السائق صباح يوم الأحد ليقلني الى محل عملي فوجئت بأنه غير سيارته التي لم يمضي عليها الكثير في حوزته وعندما سألته عن السبب اجابني انها ضروف خاصه وبعدها بدأ بسرد هذه الضروف بدون اي الحاح مني ( ربما لأنه يعتبرها مفخره ) فتبين من كلامه انه قبل يومين كان في السوق بصحبه زوجته واثناء التسوق تركته زوجته ليدفع الحساب وذهبت للمحل المجاور لتكمل احتياجاتها وفي هذه الأثناء لحق بها شاب وقام بمعاكستها وعندما رأه سائقنا ( الشهم ) وهو يقوم بذلك ( صعدت عنده الغيره ) واخذ عصا حديديه كانت في المحل وانهال على ذلك الشاب بالضرب على كل مكان حتى فقد وعيه ونقلوه اللى الأنعاش ( ملاحظه كان هذا على مرأى ومسمع الجميع في سوق مكتض بالناس ) ولكنهم لم يحركوا ساكنا ! ربما لخوفهم او ربما لأنهم مقتنعين بما يفعله سائقناالسبع ! , وبعدها في نفس اليوم ليلا جاء اهل الضحيه الى بيت السائق وقالوا له نحن نعرف ان الحق معك ( لأن ولدنا اعتدى على عرضك وشرفك ) ولكننا نطلب منك مبلغ من المال الذي ترتضيه انت ( فصل ) ولك مطلق الحريه . فقام ببيع سيارته في اليوم التالي واعطاهم 3 ملايين دينار وقال لهم انها تكاليف علاجه او تكاليف دفنه في حال موته وبالفعل فارق الشاب الحياه غير مأسوف عليه من احد ( لأنه قام بجريمه نكراء في نظرهم ) فهم لم يفكروا انه قد يكون مريض نفسيا اوقد يكون مخمور او انه يعاني من الكبت المستمر فحاول ان يخرج قسم من كبته بهذه الطريقه ( وهي طريقه خاطئه بالتاكيد لكنها بدون ادنى شك لا تستحق هذا العقاب الذي حل به ) التي لم يدرك انها سوف تؤدي الى انهاء حياتهه بهذه الصوره الفضيعه فلو كان مدركا لفضل البقاء على الكبت الذي يعيشه كما يفعل الكثيريين من امثاله ( علهم يجدون الفرج في الجنه ! ) والشي الغريب في الامر ان هذا السائق لايشعر بالندم او الألم او في اقل تقدير شيء من تأنيب الضمير بل يشعر بمتعه غريبه في سرد الأحداث ويتكلم بكل عنتريه وكبرياء فهو يقول : ( نحن نموت من اجل العرض والمال والسلاح ! ) . فيما تقدم صوره واضحه عن العدوانيه والعنف والقسوه وعدم الرحمه التي يتعامل بها الناس في مجتمعنا هذا من جانب اما الجانب الاخر وهو الأهم فيتبين فيما يلي : اثناء الكلام عن المجني عليه قلت : ( الله يرحمه ) فأجابني السائق بعصبيه ( لتكوليين الله يرحمه كولي الله يلعنه ) وكانه هو الأله وهو الذي يحدد انه سيرحم او لا , و اثناء كلامه كان يقول ان هذه الحادثه قضاء وقدر وانها اراده الله وان القسمه والنصيب حكمت في تلك الساعه وغيره من الكلام الذي نسمعه كثيرا ( وكأن هذه الأقدار لا تقع الى على راس العراقيين وان الله لايكتب القتل والعنف الا في العراق ) ويقول ايضا ان الشيطان وسس له ليقوم بما فعل ( وانا اكاد اجزم ان الشيطان قد يكون اكثر برائه ورحمه منا ) كما ويقول ان الله قد وضع هذه العصا الحديديه بالقرب من يده ولو اراد الله لأبعدها ( فالله في نظره يوزع ادوات القتل على المجرمين ويسهل عليهم الجريمه ) ومن طريقه كلامه يشعرك بأنه هو المجني عليه وليس الجاني فهو يقول بكل ثقه ( خليت عيني بعين الله والله يعوض عليه بالفلوس الي راحت ) . قد يعتبر كلامه هذا مستهجننا و مثير للسخريه الا انه غير مستغرب فهذا هو كلام اغلبيه الناس وهو نتيجه التربيه الدينيه الخاطئه التي يخضعون لها في البيت و المدرسه و الشارع فأول مايتعلمه الأطفال بأن الله شديد العقاب وقوي وجبار و ذو بأس شديد واي شيء خطأ يقومون به سوف يكون عقابهم القائهم في نار جهنم وغيرها من تفاصيل لا احب الخوض فبيها عن عذاب الأخره والحساب هذا بالأضافه الى الأيمان المطلق بالأقدار و ان الله مسؤول عن كل شيء يحدث في هذه الحياه , هذا يجعلهم يفقدون الثقه في انفسهم ويرمون كل اخطائهم ونزواتهم على الله فحسب قولهم ان كل شيء يقدره الله سواء اكان جميلا وعادلا ام كان قبيحا وظالما وبما ان حياه العرب مليئه بالنكبات والظلم والأستبداء والدكتاتوريات وكنتيجه لهذا الواقع المر ونتيجه القناعه بأن الله قد قدر لهم هذا تولد لديهم شعور داخلي قد يدروكه او لا بأن الله هو مستبد وظالم , فاذا كان الأله ظالما فكيف نريد من العبد ان يكون عادلا , اذا كان الأله دكتاتورا كيف يمكن للعبد ان يكون ديمقراطيا واذا كان الاله شديد العقاب فكيف يكون العبد رحيما ومتسامحا .ان ما سبق قد يؤدي الى اتهامي من قبل البعض بأنني غير موضوعيه وقد يكونون محقين بعض الشيء فتكون حجتهم علي ان هذا هوما يقوله الأسلام والأديان الأخرى وهذا صحيح وهو الذي يقودنا الى النقطه التي اريد الوصول اليها من البدايه والتي يجب ان نبدأ منها التطوير والتغيير وهي ( نقد الدين والخطاب الديني المعاصر ) واظهار الجانب الأيجابي وترك السلبي وليس الغاء الدين كما يريد البعض لأن الشارع لن يتقبل هذا بسهوله فالشارع مقتنع ان العلماني كافر والشيوعي كافر ومقتنع بكلام الدعاه ورجال الدين اكثر من اقتناعه بالمثقفين هذا واقع حتى لو انكره البعض لذا فالسير في نفس الطريق من محاوله ازدراء الأديان والتحدث مع الناس بفلسفات لا يفقهوها هذا الأسلوب الذي اثبت فشله سابقا واستعمال نفس اللغه الخشبيه مع الناس سوف يؤدي الى نفس النكسات السابقه وعلينا ان نتذكر دائما ( اذا اردت ان لاتطاع فأمر بما لا يستطاع ) لذا يجب ان نهتم بتغير نضره الناس الى الله والتعامل معه بحب وود والقناعه ان الله هو مثل الأب او الأم التي مهما قست على اولادها لن تتمكن من ايذائهم وان كل شيء جميل هو من الله وكل شي قبيح هو من فعل الأنسان لنحثهم على الثوره ضد كل افعال الأنسان الظالمه , وترك الخوف جانبا وهذه هي مرحله مهمه يجب المرور بها ( فمثل هذا السائق الذي حدثتكم عنه هل ممكن ان يكون متحضرا ما لم يتم تغير مفاهيمه .الدينيه والأجتماعيه ) والتي تؤدي فيما بعد الى سلوك جيد وحريه في التفكير فما ان يزول الخوف حتى يبدأ الأنسان بالتأمل والتعقل والتطور . لذا يجب ان يكون هدفنا الأول هو تغير الثوابت التي يقوم عليها الدين الحالي وتكسير الأصنام التي من غير الممكن التقرب لها وفضح كل المرتزقه والدجالين والذين يرتدون ثوب الفضيله والدين وهذا لن يتم الا بأناس من داخل هذه المؤسسه كما فعل الكثير مثل نصر حامد ابو زيد وشهيد الكلمه فرج فوده وغيرهم من المستنيرين ولعل جمال البنا ( في كلامه عن الزواج والطلاق والحجاب واخيرا فتواه عن القبل بأنها ليست من الكبائر بل هي من اللمم التي تمحيها الحسنات ) فبالرغم من ان كلامه يلاقى بأستهزاء البعض اذا لم يكونوا الأغلبيه لكنه اثر في الشارع واخذت الناس تتكلم في الموضوع بالرغم من ان هذه المواضيع مطروحه مئات المرات من قبل المثقفين ومن هنا يجب ان نأخذ العبر . قد اكون مخطاه وكلامي غير مقنع بالنسبه للكثيرين واكيد سوف اتهم بعدم الفهم وقله الخبره ولكن هذا بالفعل ما لمسته من احتكاكي مع المجتمع ومع الجهله والأميين الذين لايوجد اكثر منهم في المجتمعات العربيه والأمانه كانت تحتم علي ان انقل ما رأيته بدون تزييف او مجامله لأحد خدمه لمصالح الناس التي ندعي دائما اننا نناضل ونسعى في سبيلها وعسى ان اكون وفقت في نقل الصوره .
#سرى_الصراف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
هل انا حره ؟ ......
-
زياره الأربعين ... موجهه لمن ؟
-
لست وحدك من تعانين يا عزيزتي ( باسنت موسى )
-
أتحبني بعد الذي كان ؟ ... سؤال من انثى
-
تحسن الوضع الأمني ..بين الحقيقه والخيال
-
هزيمه الأنسان العراقي .... الى متى .....والى اين
-
وهم الرخصه الدينيه لجرائم الشرف
المزيد.....
-
آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
-
دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه
...
-
في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا
...
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
-
عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
-
مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال
...
-
الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي
...
-
ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات
...
-
الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
-
نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله
...
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|