المسافة مابين المدينة المحكومة من قبل الفاشست والجبال المحيطة بها والمحررة من قبل الانصار الشيوعيين في اليونان كانت اقصر من المسافة مابين قناعات القس وافكاره وعواطفه ، وما شاهده من عمق ولامحدودية المشاعر الشيوعية لحظة احتفالهم بانتصار الشيوعيين الصينيين في رائعة نيكوس كازانتزاكي ( الاخوة الاعداء )
لم تكن لحظة من الزمن بل كانت سنوات من التساؤلات عاشها القس الذي توسط لايقاف الحرب بين ما كان يسميه بحرب الاخوة الاعداء، اوجزها في السؤال الذي سبقه الاخرين وسيسأله اللاحقون ( اية افكار يجعلهم بشر مختلفين في اتساع قلوبهم ولامحدودية مشاعرهم ويجعلوا من العالم قريتهم والتاريخ عمرهم ! ) ،تساءل القس عن سر احتفالهم بانتصار اناس مختلفين وبعيدين في حين ان حدود القلب يحوي الاهل والاقارب وسكان القرية وفي احسن الاحوال سكان المدينة . وهنا نتساءل هل ان القلب الشيوعي له عواطف عابرة القارات ، ان القرى الكوردستانية كانت مسرحا لسؤال القس الازلي فقد تساءل الفلاحين الكورد كثيرا مالذي يجمع العربي ، التركماني ، الاشوري ، الكلداني ، اليزيدي ، المسيحي ، الصابئي ،بالكوردي وتجعل احلامهم مشتركه ؟ مالذي يجعل محمد العربي ينتقل من مدينة طويريج الكربلائية ليدافع عن القرية الكوردية المعرضة للانفال الفاشي؟ ليصبح قبره مزارا للفلاحين الكورد في منطقة كرميان ، وما هي الفكرة التي جعلت من الشهيد هاشم التركماني مختلفا عن ايتام اتاتورك ليصل به الامر ان يترك مقاعد الدراسة في الجامعة المستنصرية اوائل الثمانينيات ليجعل من الطريق المؤدي الى مدينة قلعة دزه الكوردية طريقا لحلم بوطن حر وشعب سعيد
ان العراق الديموقراطي والفيدرالي بحاجة الى قلوب باتساع قلب الشهيد محمد الطويرجاوي وهاشم التركماني والاف الاكراد الذين استشهدوا في مدن الوسط والجنوب العراقي ولايمكن خلق هذه النماذج الابقيام الاحزاب الغير كوردية بحملة تثقيف صريحة ويومية لقواعدها بحق الكورد بتقرير مصيرهم بما فيها حق الدولة وقيام الاحزاب الكوردية بتوعية قواعدها بان العراق المشترك ، الديموقراطي والفيدرالى ليس هو المركب بل انه الشراع والمركب ، الضفاف واحلام المدينة