أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - باتر محمد علي وردم - بوش وبلير والديمقراطية الليبية!














المزيد.....

بوش وبلير والديمقراطية الليبية!


باتر محمد علي وردم

الحوار المتمدن-العدد: 698 - 2003 / 12 / 30 - 05:12
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


إذا كان العقيد معمر القذافي قرر أن يتخلى عن صناعة اسلحة الدمار الشامل طوعا فهذا موقف جيد ويحسب له لا عليه، فلا يوجد سبب واحد يجعل دولة مثل ليبيا لا توجد لها عداوات أقليمية تقوم بإنتاج اسلحة دمار شامل وتبديد ثروات الشعب الليبي على هذه الأسلحة. وسيكون الأمر في غاية الروعة لو تمكن العقيد القذافي من أن يجمع ما بين التوقف عن صنع الأسلحة وما بين التوجه لصنع أجهزة الحاسوب والاتصالات وتشجيع التكنولوجيا الحديثة والاستثمار في التعليم العالي ورفع المستوى الاقتصادي والعلمي والسياسي للشعب الليبي والانفتاح على الثقافات والحضارات العالمية والأهم من ذلك طبعا دعم التعددية السياسية في ليبيا.
إذا كان العقيد القذافي، كما يقول منتقدوه يقوم بالتراجع عن "مواقفه" القديمة ويمتثل لرغبات الولايات المتحدة فهذا أيضا تطور ايجابي إذا كان يتضمن الابتعاد عن تمويل عمليات التدخل في سياسات الدول الأخرى وتفجير الطائرات المدنية والتوجه نحو تطبيق الديمقراطية والانفتاح السياسي على المعارضة الليبية وتشجيع مشاركة الأحزاب في الحياة السياسية وإخلاء السجون من المعتقلين وتداول السلطة ، اي ببساطة تطبيق المبادئ الديمقراطية التي تطالب بها الولايات المتحدة علنا.
ولكن للأسف فإن شيئا من هذا لن يحدث، والتنازلات التي يقوم بها العقيد هدفها واحد أحد هو البقاء في السلطة والهروب من مصير مشابة لمصير صدام حسين يوما ما. وبالمقابل فإن سيد البيت الأبيض غير معني من قريب ولا من بعيد بالديمقراطية في ليبيا، ولا يهتم ولو لثانية واحدة في حال بقي عشرات الآلاف من الليبيين في المعتقلات والسجون والمنافي، ولن يخسر ليلة نوم واحدة لو بقي الشعب الليبي محروما من مقومات الحياة الكريمة ولن يقول للسيد العقيد يوما ما أن عليه أن يطبق سياسات ديمقراطية وانفتاحية في ليبيا لأن المطلوب ببساطة هو الطلاق البائن بين العقيد وأية سياسات في غير مصلحة الولايات المتحدة، وهذا ما يحدث حاليا بثمن بخس.
الرئيس بوش والسيد بلير أعربا عن الرغبة في لقاء القذافي في أرض محايدة، وقد تطلب الأمر إذا مجرد تصريح واحد بايقاف برامج اسلحة الدمار الشامل ليصبح القذافي زعيما شرعيا في نظر البيت الأبيض بدون أن يتضمن ذلك اي انفتاح نحو الديمقراطية والإصلاح السياسي.
والأسوأ من ذلك أن ثمة صفقات أخرى يتم طبخها من أخطرها قيام ليبيا بتسليم واشنطن ملفات سرية وهامة حول التنظيمات الأسلامية وتنظيمات المعارضة في ليبيا وبالتالي قيام النظام الليبي بلعب دور هام في "الحرب على الإرهاب" وكذلك الاستعداد النفسي من قبل ليبيا لكسر حاجز التطبيع مع إسرائيل.
وحتى هذا كله، ربما يكون من الممكن قبوله في حال ترافق مع إصلاحات ديمقراطية حقيقية في ليبيا تعيد للمواطن الليبي حقه في المشاركة السياسية والمعارضة، وتساهم في استثمار ثروات الشعب الليبي على التنمية والتكنولوجيا والتعليم ومكافحة الفقر والجهل ولكن هذا كما قلنا لن يحدث فلا توجد مؤشرات لدى العقيد القذافي أو أنجاله الذين يستعدون لتولي سلطة الثورة الوراثية نحو التنمية السياسية والاقتصادية، فلا زالت أموال الشعب الليبي تذهب إلى عصابات إفريقيا وآسيا من أجل تحرير الرهائن الغربيين أو إلى شركات الدعاية ولاعبي وأندية كرة القدم العالمية من أجل الموافقة على استضافة ليبيا لكأس العالم!
على كل حال، لا تستغربوا أبدا أن يلتقي الرئيس بوش والسيد بلير بالعقيد في لقاء سياسي حميم يصرح بعده بوش بأن الكتاب الأخضر قد يكون وصفة مناسبة للديمقراطية في العالم العربي!!



#باتر_محمد_علي_وردم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما هي الدولة العربية الناجحة؟
- كارثة الإنفاق العسكري في العالم العربي
- زعيم العصابة الأكبر إذ يصفي منافسيه!
- مواطنون عراقيون...لا شيعة ولا أكرادا!
- إلى نقابة المحامين الأردنية: هل قرأتم لائحة الاتهام؟
- الشعوب العربية تريد الديمقراطية لنفسها والدكتاتورية للعراقيي ...
- العرب والمسلمون: معايير مزدوجة في تقدير قيمة الحياة الإنساني ...
- ردا على ناهض حتر: الخطأ ليس في مضمون رسالة الحزب الشيوعي الع ...
- ضد الاحتلال الأميركي، ودكتاتورية البعث معا!
- فاجعة للثقافة العربية
- العالم في 11 سبتمبر 2003
- كانكون: ولادة مجموعة الثلاثة وعشرين في مواجهة العولمة
- الفيتو الأميركي: واشنطن تخسر وعرفات يكسب
- توجهات الموقف الأردني من العراق ( 3 من 3): المعيار القومي
- توجهات الموقف الأردني من العراق ( 2 من 3): المعيار الوطني
- الموقف الأردني من العراق ( 1 من 3)- المعيار الأخلاقي
- لو كانت أنا ليند عربية!
- شركة القاعدة-الموساد المتحدة للعمليات الإرهابية!
- جولة بن لادن السياحية، وثقافة الكراهية!
- العالم العربي...قوة طاردة للعقول!


المزيد.....




- ما حقيقة إعلانات إسرائيلية تروج لبيع منازل في الضفة الغربية ...
- إيران تلوح بتعديل موقفها حول امتلاك سلاح نووي وتقرير سري أمم ...
- هل الهدنة مع حزب الله يمكن أن تستمر لسنوات؟.. نتنياهو يرد
- -لن نخضع للابتزاز-.. جورجيا تجمد محادثات الانضمام للاتحاد ال ...
- الجيش السوري يعلن القضاء على مجموعات مسلحة تنكرت في زيه الرس ...
- إيران تبلغ الوكالة الدولية للطاقة الذرية بتركيب أجهزة طرد مر ...
- تغريم زوج إعلامية مصرية بدفع 30 مليون جنيه كتعويض لورثة ضحية ...
- بوتين يهدد بضرب مراكز -صنع القرار- في كييف
- مصر ترد على تصريح -خطير- أطلقه نتنياهو يخص لبنان
- فنزويلا تستهدف داعمي العقوبات الأمريكية المفروضة عليها


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - باتر محمد علي وردم - بوش وبلير والديمقراطية الليبية!