|
عن الإضراب سألونى
كرم حليم
الحوار المتمدن-العدد: 2247 - 2008 / 4 / 10 - 10:49
المحور:
المجتمع المدني
إيه الأخبار ؟؟
البلد كانت عاملة إيه ؟؟
هذه هى عينة الأسئلة التى تناقلتها الناس مساء يوم الإضراب السادس من أبريل 2008
غالبية المصالح و الجهات الحكومية هددت بإجراء تحقيق و خصم عدة أيام و لفت إنتباه لكل من يتغيب عن العمل
نزلت وسط البلد صباح يوم السادس من أبريل لقضاء بعض المصالح و مررت على ميدان التحرير مرورا بشارع القصر العينى الذى كان يصلح لمرور حاملة طائرات وقت الظهيرة
شاركت الطبيعة المصريين بإعلان غضبها بالعواصف الرملية و الأمطار الممزوجة بحبات الرمال إحتجاجا على سعر الطماطم ( 4 جنيهات للكيلو الواحد ) !!!
سرت على الكورنيش و رجعت إلى وسط البلد لشراء بعض المتطلبات كان الكثير من المحال مغلقا بسبب يوم الأحد و بسبب العواصف الرملية
و لكن السبب الأكبر هو الخوف من الحرق و التدمير سواء من الغاضبين أو المندسين عليهم من البلطجية المجهولى الهوية و المعروفين
كانت المظاهرة الوحيدة فى شرفة نقابة المحامين و كانت غاضبة بدون أضرار
لم أستطع تمييز العديد من الهتافات بوضوح بسبب الكردون الأمنى فى تقاطع شارع 26 يوليو مع شارع رمسيس
أستقبلت موقف الإخوان بغبطة بالغة فعدم وجودهم يعنى خوفهم من الملاحقات الأمنية قبل إنتخابات المحليات
كما إن هذا ينقص من رصيدهم لدى فئات الشعب المغرر بهم من إستخدامهم السياسى للدين لإلهاء الشعب الذى إعتاد وقوفهم ضد عرض فيلم أو ملابس راقصة أو حتى قميص عليه نجمة داود
لكن وقت الشدة فهم يتمثلون بحكمة النعاج و دهاء الثعالب و تقوى النساك !!!!
إنتقلت إلى العتبة بحثا عن كتب فى مكتبة سور الأزبكية و بعدها توجهت لشارع عبد العزيز و شارع العطار لشراء بعض الإحتياجات الأخرى
شارع عبد العزيز التجارى كان فارغا تماما بأكثر مما هو عليه فى الأحاد العادية أما شارع العطار و الأزهر فكانت الحركة أقل من المعتاد
ركبت المترو و لا حظت التالى :
غالبية الركاب إستغلوا اليوم لشراء متطلباتهم أو لخروج الخطباء أو الأزواج أو الأصدقاء و نسبة عدد الركاب أقل مما تكون عليه فى نفس الوقت من النهار
تقريبا لم ألحظ وجود طلبة مدارس وسط الركاب على غير العادة من المواعيد فى منتصف النهار و تقريبا لم يوجد سوى طلاب الكليات العملية المنشغلين بالإمتحانات
ماحدث فى المحلة الكبرى هو معروف للكل و نشرته الصحف
لكن الذى يمكن أن يضاف أن من الممكن إستئجار بلطجية ب ( علبة كشرى و سيجارتين فرط ) و هذه فى إستطاعة كل أطراف النزاع فى المحلة أو غيرها اللجوء إليها بلا إستثناء
مما ينفى مسئولية الشغب على طرف و تحميلها لأخر
ثانى يوم الموافق السابع من أبريل نزلت بنفس الطريق و نفس الوقت من النهار و قطعت شارع القصر العينى فى عشرون دقيقة تقريبا و مررت بميدان التحرير
تهيأ لى بأن البلد إستوردت بشر لتملىء بهم الميدان الذى كان فارغا بالأمس
الصحف الحكومية و المعارضة و الصفراء و الحمراء كانت عناوينها كالتالى :
الصحف الحكومية : الحياة بقى لونها بمبى ....... و أنا جنبك و إنت جنبى !!
الصحف المعارضة : الحياة بقى لونها كحلى .....و أنا أجيلك و أنت تروحلى !!!
و لم أعرف كيف أميز الأخبار لأنى أصبت وقتئذ بعمى ألوان صحفى
فالصحف الحكومية تسجل أعلى معدلات حضور و إنتاج و فرح و إبتهاج و رقص و مزمار و تردد أغنية ( كله يرقص كله يغنى )
و أعتبار يوم السادس من أبريل يوما للعمل تعبيرا عن رفض الشعب العظيم للقوى المغرضة المدعومة من الصهيونية و الإمبريالية الدولية التوسعية الإستعمارية
و التى تسعى للقضاء على أمال و طموحات و تطلعات شعبنا و أمانيه إلخ إلخ إلخ ......... خ
أما صحف المعارضة فلخصت الموقف بأن نسبة الغياب 95% و كل قوى الشعب العاطل و الجائع شاركت فى الإضراب
و نموت نموت و تحيا مصر و غطينى و صوتى عليا يامه !!!
خلاصة القول
الجميع كسب من هذا اليوم
الرسالة وصلت للنظام بدون إضطرابات أو إحراق أو سلب يكون الشعب هو الخاسر الوحيد فيه فى القاهرة و الإسكندرية بإستثناء المحلة الكبرى
الشعب عبر عن غضبه بصورة سلبية بدون أن يواجه مشكلات أو إضطرابات بأكثر مما يعانيه
الأمن قام بتحييد المظاهرات من اليوم السابق و تفادى الإنتقادات التى كان سيواجهها لو وقع ضحايا فى هذا اليوم
الخاسرون الوحيدون هم الصحف الحكومية فبعد أن رأى الناس كيف سار اليوم و رأوا ما كتب فيها لن يعودوا لتصديقها بمن فيهم النخبة من القراء التى تواصل قرائتها منذ عشرات السنين
ما الحل ؟
أولا : دعم الحكومة للفلاحين و تطبيق الإصلاح الزراعى بصورة صحيحة بعد عودة الإقطاعيين من المحاسيب و المهللاتية و إستلابهم حقوق الفلاحين و قفل باب الهجرة للمدن و تشجيع الهجرة العكسية للريف ليس بالمشروعات الصناعية بل بالعودة للزراعة و هذا لن يكلف نصف ما ندفعه فى الدعم و الإستيراد
ثانيا : التأكد من إستغلال الأراضى المباعة فى توشكى للخليجيين بعد إستصلاحها لصالح إنتاج الغذاء للمصريين و ليس لتربية خيول و بعير و ماعز الخليجيين فما تحتاجه مصر يحرم على غيرها
ثالثا : الحل هو الشعب فى أن يقرأ و يثقف نفسه و من يريد فالإنترنت به بحار المعرفة كاملة بدون أى تكاليف لغير القادرين و العديد من المهن تكتفى الأن بالشهادات الدولية كمهنة محترفى الكمبيوتر بفروعه و محترفى البيع و مديرى الموارد البشرية و لا أحد ينظر للمؤهلات الدراسية المعتاده كما كان سابقا كما يمكن تطوير الزراعة من الإنترنت بدلا من شراء مراجع علمية تحتاج لسنوات للوصول إليها
رابعا : الإقتداء بالشعوب المفكرة التى تحررت من الجهل و عرفت كيف تطور ذواتها و من ثم كيف تعمل و تنتج و يصبح الإنتاج جزء من الحياة لا تستقيم بدونه كما تفعل اليابان و النمور الأسيويين و نطرح جانبا فكرة فرض نموذج يخالف تقاليدنا و إرثنا الثقافى فإرثنا الثقافى نفسه يحتاج لتنقية و تجديد للخطاب الفكرى حتى نتقدم و نساير الشعوب المتقدمة
خامسا : أطرد الخوف فمن وهب النفس الحياه قادر على إستلابها متى أراد فلا يوجد مبرر للخوف الأذعر الغير مبرر
سادسا : أد واجباتك و أحرص على مستقبلك و طور مهاراتك كفرد منفصل و كجزء من منظومة المجتمع
تمسك بموقفك بكل الطرق القانونية حتى تحصل على حقك
و إن لم يحدث فيكفيك أن تطور خبرتك و مهاراتك لتبدأ فى عمل أفضل و تستطيع بالمعرفة و الخبرة بأن تنظم عملك لتلافى عوامل فشله
سابعا : مستوى المعيشة فى مصر إرتفع بالفعل لكن لا يستفيد منه سوى التجار و الحواة المعتمدين على التحكم فى الأسعار و مجاراة الفساد
و كذلك المتعلمين القادرين على تطوير أنفسهم بالمال الذى لا يملكه الكثيرون غيرهم ممن يضيعون أعمارهم بدون فرصه حقيقة لإثبات ذواتهم بخلاف ما يستطيعه أبناء القادرين
سابعا : و الأهم و هو الفساد و هو المتسبب فى الإحتكار و الغلاء الفاحش
الفساد نتاج نظام قبلى مبنى على الشكل الهرمى رأسه بأعلى و قاعدته بالأسفل و هو عكس النجاح فالنجاح يبدأ من القاعدة حتى يصل للقمة و لا يمكن تخيل بقاء قمة بدون قاع يحملها
تغيير الأنظمة لا يصلح من أحوال الشعوب بل يطيح غالبا بحاكم فاسد ليأتى بفاسد أكبر و ربما يطيح بحاكم صالح ليحل محله أخر فاسد
فالشعوب هى التى تصنع الأنظمة و ليست الأنظمة هى التى تصنع الشعوب
الإنسان هو من يكفر المصلحين و هو من يهدى صولجان القوة للطغاة و المفسدين
و هو نفسه من يزرع و يصنع و يبنى و يربى و يعلم و يشفى الجراح النفسية و الجسدية
و فى كل الأحوال هو من يصنع التاريخ
الإنسان هو الحل
www.egystricker.blogspot.com
#كرم_حليم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
فى المترو 2
-
برافو حماس
-
إستراتيجيات رميح
-
قتلى العراق و شهداء فلسطين
-
طابور كوميونيتى
-
يا شماتة أبلة ظاظا فيا
-
جزاء سنمار
-
دولة الخلافة قادمة
-
تعقيب على موضوع باسنت موسى-خبرة شاب في بيت للدعارة
-
متى نبدأ بالكلام
-
لا توظفهم يا سيدى
-
الأهلى و عمايله
-
رغيف العيش
-
ماذا يريد الإخوان المسلمون من مصر و ماذا تريد مصر منهم
-
ما الذى يحدث فى مصر من 1997 إلى الأن
-
البهائيين و الحنجوريين
-
العلمانيون و محاولات إصلاح المجتمع
المزيد.....
-
إمكانية اعتقال نتنياهو.. خبير شؤون جرائم حرب لـCNN: أتصور حد
...
-
مخاوف للكيان المحتل من أوامر اعتقال سرية دولية ضد قادته
-
مقررة أممية لحقوق الانسان:ستضغط واشنطن لمنع تنفيذ قرار المحك
...
-
اللجان الشعبية للاجئين في غزة تنظم وقفة رفضا لاستهداف الأونر
...
-
ليندسي غراهام يهدد حلفاء الولايات المتحدة في حال ساعدوا في ا
...
-
بوليفيا تعرب عن دعمها لمذكرة اعتقال نتنياهو وغالانت
-
مراسلة العالم: بريطانيا تلمح الى التزامها بتطبيق مذكرة اعتقا
...
-
إصابة 16 شخصا جراء حريق في مأوى للاجئين في ألمانيا
-
مظاهرة حاشدة مناهضة للحكومة في تل أبيب تطالب بحل قضية الأسرى
...
-
آلاف الإسرائيليين يتظاهرون ضد نتنياهو
المزيد.....
-
أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال
...
/ موافق محمد
-
بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ
/ علي أسعد وطفة
-
مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية
/ علي أسعد وطفة
-
العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد
/ علي أسعد وطفة
-
الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي
...
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن
...
/ حمه الهمامي
-
تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار
/ زهير الخويلدي
-
منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس
...
/ رامي نصرالله
-
من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط
/ زهير الخويلدي
-
فراعنة فى الدنمارك
/ محيى الدين غريب
المزيد.....
|