أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - علاء الكاشف - هل نحن بحاجة لخطة فرض القانون على الفساد ؟














المزيد.....


هل نحن بحاجة لخطة فرض القانون على الفساد ؟


علاء الكاشف

الحوار المتمدن-العدد: 2248 - 2008 / 4 / 11 - 03:43
المحور: المجتمع المدني
    


الفساد كما هو معروف آفة مجتمعية عرفتها المجتمعات الإنسانية وعانت منها منذ ظهور الإنسان على وجه البسيطة وحتى يومنا هذا. وهي اليوم موجودة في كافة المجتمعات الغنية والفقيرة، المتطورة والنامية، القوية والضعيفة. فظهورها واستمرارها مرتبط برغبة الإنسان في الحصول على مكاسب مادية أو معنوية. ولذا فهو يلجأ إلى وسائل غير سوية للوصول لها، منها إقصاء من له أحقية فيها، ومنها أيضاً الحصول عليها عن طريق رشوة من بيده الأمر أو عن طريق آخر هو المحسوبية أو الواسطة عند ذوي الشأن كما يمكن للفساد إن يحدث عن طريق استغلال الوظيفة العامة من دون اللجوء إلى الرشوة وذلك بتعيين الأقارب ضمن منطق (المحسوبية والمنسوبية ) أو سرقة أموال الدولة مباشرةً.
ان من أهم الدوافع التي تؤدي الى الفساد هو غياب القيم الأخلاقية لدى بعض الأشخاص وهي من أهم وسائل الرقابة الذاتية للفرد أمام الله ثم المجتمع، بالإضافة الى غياب ثقافة المواطنة مما يدفعهم الى استغلال الوظيفة العامة التي يمارسنها وهذا ما ينعكس سلباً على إعادة الإعمار فالميزانية التي رصدت من قبل الحكومة العراقية لإعادة الاعمار في العراق وصلت الى 48 مليون دولار ولكنها من غير المتوقع ان تؤدي الحاجة المطلوبة في ظل الفساد المستشري في اجهزة الدولة المختلفة , وفي هذا الشأن يذكر ( وليد خالد ) الخبير في الشؤون الاقتصادية أن المشكلة لا تكمن في حجم الميزانية بل إذا ما تم إنفاقها بصورة صحيحة وبشكل يخلو من الفساد الإداري والمالي ويضيف ما الفائدة التي عادت على المواطنين من ميزانية العام الماضي التي كانت ضخمة هي الأخرى ؟ إقرار الميزانية ليس هو المشكلة بل أن المشكلة هي كم عراقياً سينتفع منها .
احد طلبة كلية الإدارة والاقتصاد أشار إلى ان ارتكاب أي مسؤول كبير تجاوزات قانونية ومالية وعدم معاقبته حسب الأصول القانونية والدستورية للدولة فإن ذلك سيشجع كل موظف في وزارات الدولة على ارتكاب تجاوزات مماثلة مما يؤدي إلى تراكم الفساد، وتصبح معالجته مسألة غاية في الصعوبة وهذا ما نعاني منه في الوقت الحاضر فأغلب المفسدين في وزارات الدولة سواء كان بدرجة وزير او أدنى منه يتم التغاضي عنه بحجة المصالحة الوطنية فتجده يعيث في الفساد دون محاسبة قانونية ,
انا في رأيي ان الفساد في العراق هو فساد قيمي نحن نقدر ونحترم الفاسدين لانهم الاغنياء ونضعهم في اعلى مراتب المجتمع وان الاصلاح يجب ان يتم بشكل تدريجي والمكافحة يجب ان تنجز بهدوء وخطوة خطوة .
احد أساتذة جامعة بغداد يعتقد أن الفساد له عدة أبعاد وعدة أشكال يمكن أن نقسمها إلى فساد سياسي يتمثل في الحكم الشمولي الفاسد، وفقدان الديمقراطية، وسيطرة نظام حكم الدولة على الاقتصاد وتفشي المحسوبية , وفساد مالي يمكن ملاحظته في الرشاوى والاختلاس وتخصيص الأراضي والمحاباة والمحسوبية في التعيينات الوظيفية وهناك نوع يسمى بالفساد الإداري ويتمثل عدم احترام أوقات ومواعيد العمل في الحضور والانصراف أو تمضية الوقت في استقبال الزوار، والامتناع عن أداء العمل أو التراخي والتكاسل وعدم تحمل المسؤولية ويمكن ان نضيف الفساد الاخلاقي أي أن يستغل الموظف مركزه الوظيفي لتحقيق مآربه الشخصية على حساب المصلحة العامة كل هذا الفساد من شأنه ان يهدر الأموال والثروات والوقت والطاقات ويعرقل أداء المسؤوليات وإنجاز الوظائف والخدمات، وبالتالي تشكل منظومة تخريب وإفساد تسبب مزيداً من التأخير في عملية البناء والتقدم ليس على المستوى الاقتصادي والمالي فقط ، بل في الحقل السياسي والاجتماعي والثقافي، ناهيك عن مؤسسات ودوائر الخدمات العامة ذات العلاقة المباشرة واليومية مع حياة الناس.
وحول عمل المفتشين العموميين وهيئة النزاهة يقول أن هذه الهيئات لا زالت تعمل بقوانين إدارة برايمر السابقة لحد الآن لم يشرع مجلس النواب قوانين تنظم عمل هذه الهيئات , وبرأيي ان الأمر 57 الذي يتعلق بالمفتشين العموميين وديوان الرقابة المالية والنزاهة الذي اصدرته سلطة الائتلاف المؤقتة من ارقى القوانين التي صدرت ولكنها لن تلق تطبيقاً كاملاً على ارض الواقع فهو وضِعَ ليكون المفتش العام سيفاً على الفساد والمفسدين في كل وزارة , ولكن هذا القانون يعاب عليه ان المفتشين العموميين موظفون لدى الوزراء والمفتش العام يقدم تقريره الى الوزير ومن غير الممكن ان ينتقد الوزير .
لماذا تعتبر ظاهرة الفساد الإداري قضية مهمة ..؟
لأنها شي يمس الاخلاق قبل ان تمس خسارة أموال او وظيفة ... فالفاسد يفسد من حوله الى ان يصبح المجمع بأسره فاسد واستشهد بقول الرصافي ( لا تربط الجرباء حول صحيحة خوفاً على الصحيحة تجرب )
السيد ( قيس كامل ) يقول إننا بحاجة إلى خطة لفرض القانون على مؤسسات الدولة وليس على الشارع ان الحاجة الى وجود القانون في دوائر الدولة من أهم الأمور , ذلك ان الفساد الإداري واحد من الأسباب الرئيسة للإرهاب عن طريق الرشاوى في تمرير المعاملات المزورة والتساهل في تطبيق القانون فضلا عن استنزاف أموال الدولة بأمور غير مهمة كل هذا من شأنه ان ينعكس سلباً على الشارع فتجد العاطلين عن العمل والمتسولين يجوبون الشوارع , ان الحاجة في الوقت الحاضر تتطلب تطبيق العدالة ومبدأ المساواة بين الجميع في المسار الاجتماعي والاقتصادي والاهم من هذا وضع آلية للتخلص من الفساد الإداري حتى نصل إلى قيادات كفوءة للمحافظة على المال العام .
وبناء على ما ذكر ينبغي التأكيد على ان الفساد في مؤسسة او وزارة معينة هو كالمرض الخبيث ينخر جسد الوزارة وعلى الوزير ان يشجع عمل المفتشين ولجان النزاهة .
ان ما نحتاج اليه هو النظر إلى معايير كفاءة وخبرة الفرد وحاجته المجتمعية. إن تطبيق مثل هذه المعايير السليمة قد يفسح المجال أمام كفاءات كثيرة من أبناء الوطن لكي تبرز وتبدع وتعمل بإخلاص. كذلك السماح بوجود مثل هذه المعايير يؤدي إلى ظهور طبقات اجتماعية جديدة جلها من المبدعين والتكنوقراط الذين يتميزون بالإبداع في كافة المجالات حين يرون أن الأفق أمامهم مفتوح، وأنه لا حدود يمكن أن تعيق طموحاتهم.





#علاء_الكاشف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحفاظ على نظافة البيئة . . . يحتاج إلى قانون ؟ أم تربية ؟
- الدور الخفي للاحزاب السياسية والدينية في الجامعات العراقية
- الاصنام البشرية بين الجاهلية والقرن 21


المزيد.....




- من لبنان وتركيا والأردن.. ضوابط لعودة اللاجئين السوريين إلى ...
- اعتقال قاضي المحاكم الميدانية في سجن صيدنايا بسوريا
- اعتقال -سفاح صيدنايا- في طرطوس وحراك دبلوماسي سوري مع دول ال ...
- منظمة حقوقية: أكثر من 10 آلاف مهاجر لقوا حتفهم بالبحر العام ...
- استشهاد 3 أطفال رضع في خيام النازحين بغزة
- الحرس الثوري الإيراني يعلن اعتقال جاسوس في مدينة أردبيل
- الداخلية الأردنية تكشف عدد اللاجئين السورين العائدين إلى بلد ...
- تعذيب أسر أورهان من قبل صوفيا.. احداث ناريه في مسلسل المؤسس ...
- استخبارات حرس الثورة تعلن اعتقال شخص كان يتجسس لصالح دولة جا ...
- سوريا: 17 قتيلا في اشتباكات بريف طرطوس أثناء محاولة اعتقال ض ...


المزيد.....

- أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية / محمد عبد الكريم يوسف
- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - علاء الكاشف - هل نحن بحاجة لخطة فرض القانون على الفساد ؟