أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - مصباح الغفري - فـــك المــربــوط














المزيد.....

فـــك المــربــوط


مصباح الغفري

الحوار المتمدن-العدد: 697 - 2003 / 12 / 29 - 04:08
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


     ليس صحيحاً أن الإنسان حيوان ناطق ،  قد ينطبق ذلك على الإنسان الذي لم يكرمه الله فيخلقه عربياً ، الإنسان وخصوصاً الإنسان العربي هو " حيوان مربوط " ولذلك ازدهرت في السنوات الأخيرة مكاتب وعيادات الطب الروحاني المتخصصة في فك المربوط وجلب الغائب .
     يولد العربي مربوطاً بحبل السرة إلى رحم أمه , وفي المدرسة تربط رجلاه في الفلقة , وما أن يكبر ويطر شاربه حتى يربط بعقد الزواج , ثم يرتبط بعقد عمل , ناهيك عن ارتباطه بالقضية وبالمنجزات التاريخية وبأجهزة الأمن , الإنسان العربي يحب الربط بين ما تقوله القيادات التاريخية وحزب القائد والظروف التي تمر بها الأمة , وهو مرتبط بمواعيد الاستفتاءات الشعبية ، ومواعيد الغرام ومواعيد النضال لتحرير فلسطين ومواعيد العودة إلى اللواء السليب وإلى الأندلس وإلى الصحراء الغربية .
     كلكم مربوط وكلكم مسؤول عن روابطه وارتباطاته , ولذلك رأيت أنا العبد الفقير إليه تعالى ، أن أعمل في مهنة القرن الحادي والعشرين : مهنة فك المربوط , فتحت مكتباً لفك الارتباط عند الكيلو متر 101 قرب حبال الخيمة التي نصبها الرئيس المؤمن محمد أنور السادات بعد حرب التحريك الشهيرة , تزودت بالبخور الجاوي واللبان ومخ الضبع وجميع الوسائل العلمية لفك الارتباط وفك المربوطين , كان الشاعر الفلسطيني معين بسيسو أول زبائني , جاء يحمل قصيدة عنوانها :
       "محاولة لفك الارتباط بين الفاعل والمفعول به في اللغة العربية" 
لاحظت أنه يترنح من السكر وهو ينشد :
ماذا يفصل بين الفاعل والمفعول به في اللغة العربية ؟
فاصلة أم نقطة أم قوات دولية ؟
ماذا يفصل بين الجندي العربي والجندي الاسرائيلي الآن , فاصلة أم نقطة أم قوات دولية ؟
كم أكره أول من علمني الدرس الأول في التاريخ .
كردياً كان صلاح الدين , وانتصر فأصبح عربياً …
ماذا لوهزم صلاح الدين ؟
أصبح جاسوساً كردياً !
     رجوت شاعر غزة هاشم الكبير ، أن يسكت لئلا يقطع رزقي , قلت له مهمتنا هنا هي فك الارتباط بين الفاعل والمفعول به ، وبين الفاعل والمفعول فيه وبين الفاعل وجميع المفعول بهم بشكل مطلق ، فإذا جئت أنت لتحرضنا على عدم فك الارتباط وإبقاء المربوطين على ارتباطاتهم ، فمن أين نأتي بالمال لشراء الدش والفيديو والاشتراك في القنوات الفضائية ؟
     صاح بي معين بسيسو مقلداً لهجة علي بن محمد قائد ثورة الزنج :
يا أهل البصرة , كل يتحسس رأسه !
قلت لصديقي الشاعر :
ـ على رسلك يا أخا العرب , أما أنا فإنني بلغت من الكبر عتيا , هل تذكر صاحبك الدكتور صاحب أكبر شاربين في الشرق الأوسط ؟ جاءني ذات يوم يطلب مني كتابة مقال لينشره باسمه في إحدى الصحف , الأتعاب كانت بضعة كؤوس من البيرة , بدأت أحتسي البيرة على مهل وأنا أكتب الفكرة التي يريد التعبير عنها , كان ينظر إلي بطرف عينيه وأنا أكتب , وفجأة صرخ بي:
   ـ  ماهذا يا أبا يسار ؟ إنك تكتب عن الديموقراطية والحريات , وتريد أن تخرب بيتي ! لو كان هناك أنظمة ديموقراطية لما استطعت أن أدفع عنك ثمن ما تحتسيه من بيرة الآن , نحن حريصون على بقاء جميع الأنظمة الديكتاتورية والتنظير لحكمتها وما تتمتع به من ضبط نفس ومن رؤية للمستجدات , هذه الأنظمة هي التي تدفع لي لكي أدفع عنك ثمن المشروب !
     فهمت وقمت بحذف كل الفقرات المتعلقة بالديموقراطية . وأنت تأتيني اليوم بقصائد ضد فك الارتباط , فمن أين أدفع عنك ثمن الويسكي إذن ؟
     غادرني شاعر فلسطين وهو يؤكد أنني متخاذل , لكنني لم أيأس , جاءني رئيس تحرير مجلة تصدر بالألوان وتعدد دائماً فضائل النفط وأهله وقبائله وعشائره , قال أنه ليس بحاجة إلى خدماتي لأنه فك ارتباطه بقضايا الحرية والديموقراطية قبل أن يرتد إليه طرفه ، وأنه عندما يدور مئة وثمانين درجة لايشعر بالدوخة إطلاقاً ، بل إنه يشعر بالحبور .
     رأيت أن الزبون الوحيد لمكتبي المتواضع المتخصص بفك المربوط هو أنا لاغير ! كيف السبيل إلى فك الارتباط بيني وبين وزارات الإعلام وأصحاب الجرانيل والمواقع الإلكترونية ؟ أفتوني وأجركم على الخالق الذي يرزق من يشاء بغير حساب ويرزقنا بحساب شديد جداً .
                                              



#مصباح_الغفري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فضل الكلاب على كثير من الصحفيين والكتاب
- الخوف والتقيَّـــة في الديموقراطية العربيّــــة !
- تأبّـــطَ شَـــرّاً
- منتخــــب الكـــــــلام في تفســــير المنــــام
- حوار رزكار المتمدّن وأنظمة الإستبداد المتعفن !
- الحـــــــرباء في آراء ســـــــيادة اللـــــواء
- الدَّهــلَــزَة والكَهْرَزة!
- - العــورة - الوثقــى
- بيضــة العقــر وديموقراطية الثيب والبكــر!
- الأطيبان و الأخبثان و الأمـــران !
- وداعاً للسلاح …
- صناعة القرار في زمن التراجع والفرار
- تغييــر الأدوار بين القظـــلار والدفتــردار !
- الوصــايا العشـــر
- الكــلامُ المُــباح في مســـألة الحَمْــلِ والسّــــفاح
- مرشــد الحيران في ذكـر ما جـرى في بطـــــانة الســــلطان
- حــروفُ الشــوْك بين مســرح الشــوْك وحكومــات الشــوْك!
- حكايــة الواوي الذي بلع المنجل !
- الســيد - شن - وزوجته السيدة - طبقة - !
- الرفيـــق المنــاضـــــل كوجـــوك علي أوغــلو وولده - دده بي ...


المزيد.....




- جلسة فوق السحاب.. مصور يوثق نزهة سعودية من وحي الخيال
- ضربة إسرائيلية في شمال غزة تخرج المستشفى الأهلي المعمداني عن ...
- رحلة استثنائية لـ6 نساء نحو النجوم!
- -سي إن إن-: كوريا الشمالية ربما تبني أكبر سفينة حربية في تار ...
- بعد أشهر من الاعتقال.. وصول 9 أسرى محررين من السجون الإسرائي ...
- طهران توضح سبب الحوار -غير المباشر- مع واشنطن
- يفتقر إلى -حقائق مهمة-. ..إسرائيل تنتقد تصريح بيربوك بشأن ال ...
- باريس تدعو الجزائر إلى العدول عن قرار طرد موظفين في السفارة ...
- عُمان.. القبض على مصري بمساعدة -الإنتربول-
- الصليب الأحمر الدولي يكشف مصير مسعف فلسطيني فقد بعد هجوم رفح ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - مصباح الغفري - فـــك المــربــوط