أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - جادالله صفا - اللاجئين الفلسطينيين بتشيلي المحيط من امامكم والعدو من ورائكم، وما لكم............














المزيد.....

اللاجئين الفلسطينيين بتشيلي المحيط من امامكم والعدو من ورائكم، وما لكم............


جادالله صفا

الحوار المتمدن-العدد: 2247 - 2008 / 4 / 10 - 02:31
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    



تسعة وعشرين ساعة على متن طائرة تابعة للخطوط الجوية الفرنسية، الى اقصى نقطة بغرب الكرة الارضية، على شاطيء للمحيط الهادي في دولة تشيلي، وصل 39 لاجئا فلسطينيا، الاصل من حيفا، ثمانية عائلات عاشت سنوات قهر بمخيم في داخل الحدود السورية، هربا من مليشيات الموت، التي لاحقتهم بمدن وشوارع وازقة العراق، فبحثوا عن مأمن، عسى ان يجدوه بسوريا الشقيقة، اغلقت كل الابواب امامهم، ليكتشفوا بعد سنوات القهروالظلم، ان تشيلي اكثر اخلاصا لفلسطين من سوريا، واكثر انسانية، احتضنتهم كما تحتضن الام ابنها الرضيع، ذرفت دموع التشيليين كما ذرفت دموع الفلسطينيين، فرحا ام حزنا لا اعرف، ولم تذرف دمعة مواطن عربي، هي المأساه، المأساة بكل ما بها من معاني، ماساة شعب فقط يبحث عن وطنه، الذي تامروا عليه اوروبيين، صهاينة وعربا.

لماذا سوريا لم توافق على استقبال اللاجئين الفلسطينيين؟ ولماذا لم تحتضنهم كما احتضنتهم تشيلي؟ اللاجيء الفلسطيني هو ليس كاللاجيء العراقي الذي سيعود الى بلده، فهي مسألة وقت فقط، سيعود اكيد اللاجيء العراقي الى بلده حال انتهاء الاحتلال الامريكي، واستقرار الوضع بالعراق، وبسط سيادة عراقيه على ارضه، اما اللاجيء الفلسطيني اقتلعته مؤامرة غربية صهيونية من ارضه وطردته، وترفض عودته، تامرت عليه الامم المتحدة، وتامرت عليه الدول الغربية، تامرت عليه الحكومات العربية، وتامرت عليه الصهيونية، شركاء بالمؤامرة، شركاء بالمأساه، شركاء بالجريمة.

ثمانية عائلات فلسطينية لم تجد لها ثمانية بيوت بسوريا لتسكنها، ولم تجد لها بيوتا على مساحة عشرة ملايين كيلومتر مربع من الارض العربية، سبحان الله كم كانت ارضنا العربية صغيرة، سبحان الله، ضاقت عليهم الدنيا ولم يجدوا الا تشيلي، فالكرم التشيلي كان ارقى من الكرم العربي بشكل عام، وارقى من كرم سوريا الوطنية، سوريا الام، سوريا الثورة، سوريا الصمود، سوريا التحدي، سوريا العزة، سوريا الكرامة، سوريا الوحدة، سوريا الحرية ، سوريا الاشتراكية.

لماذا نقلوهم الى تشيلي وقبلهم نقلوا اخوة لهم للبرازيل؟ ليعودوا الى فلسطين؟ من سيطالب بحقهم بالعودة؟ ابحث عن الكلمات فلم اجد الا كلمات الالم والقهر والعذاب، كلمات التحدي، ولكن تحدي من؟ واتساءل، هل سوريا عدوتنا، اجيب طبعا لا، ولكن لماذا لم تسمح لثمانية عائلات بالبقاء على ارضها وتسهل لهم الحد الادنى من متطلبات الحياة؟ اذن سوريا عدوتنا ومتامرة، اراجع نفسي واقول لا ليست متامرة وليست عدوة، فهو مستهدفه من قبل امريكا واسرائيل، وهناك احتمالات كبيرة لضربة موجعة لها قد تكون قريبا، وهذا ما جعلها غير قادرة على احتضان ثمانية عائلات فلسطينية خوفا على مصيرهم، اذن هي وطنية! فهل ساسمح لنفسي بالوقوف الى جانب امريكا واسرائيل في حال وجهوا ضربة لسوريا؟ طبعا لا، لاني هكذا ساكون عدو عروبتي وقوميتي الى جانب امريكا واسرائيل، اذا ما هو المخرج؟

بالتاكيد الاخوة اللاجئين وصلوا الى تشيلي وهم يدركوا انهم تركوا وراءهم اخوة يعانوا نفس المعاناه، يدركوا جيدا اخوتنا اللاجئيين الجدد بتشيلي، ان اي ترحيل لهم او طردا ليس امامهم الا المحيط الهادي، وان عودتهم الى الخلف هي بمواجهة عدوهم، فمن سيسمح لهم بالعودة؟ هل شركة الطيران الفرنسية ستسمح لهم بالطيران على شركتهم لتعيدهم الى فلسطين؟ هل ستسمح لهم الدول العربية بالهبوط على اراضيهم؟ بالتاكيد لا يوجد امامهم وامام شعبنا الفلسطيني الا ارادة واحدة، ارادة النضال ومواجهة الاعداء مهما كثروا ومهما تامروا ، ولن تكون وجهتهم ووجهتنا الا فلسطين.

جادالله صفا
كاتب فلسطيني مقيم بالبرازيل
07/04/2008



#جادالله_صفا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا المقاطعة لمؤتمر القمة العربية؟
- من تاريخ الهجرة الفلسطينية الى البرازيل (الجزء الاول)
- لمحة سريعة على واقع اللاجئيين الفلسطينيين بالبرازيل
- المازق الفلسطيني الراهن واحتمالات العودة للخيار الاردني
- المؤسسات الفلسطينية بالبرازيل وافاقها المستقبلية
- قطاع غزة - المحرقة - والنازية الجديدة
- اولى الضحايا اللاجئين الفلسطينيين بالبرازيل
- الشرعية الفلسطينية ومأزقها.... ازمة ام مؤامرة؟
- اللاجئون الفلسطينيين بالبرازيل يقرعون جدار الخزان
- قطاع غزة الى اين؟ انفصال عن الضفة ام انهاء الاحتلال الاسرائي ...
- الموقف الصهيوني تجاه القضية الفلسطينية ومستقبل الوطن العربي ...
- الاعلام الفلسطيني بامريكا اللاتينية - الواقع والافاق
- النشاط الصهيوني بامريكا اللاتينية واثره على القضية الفلسطيني ...
- هل ستدفع الدول العربية مائة مليار دولار تعويضا لليهود العرب؟
- الجالية الفلسطينية بامريكا اللاتينية ماضي- حاضر- مستقبل
- نظرة سريعة على مواقف الجبهة الشعبية
- مؤامرة سايكس- بيكو تعود بثوب جديد
- اللاجئون الفلسطينيين بامريكا اللاتينية
- الواقع الفلفسطيني الراهن والمشروع الصهيوني
- اسئلة مشروعة للوفد الفلسطيني في مؤتمر الخريف


المزيد.....




- من زاوية جديدة.. شاهد لحظة تحطم طائرة شحن في ليتوانيا وتحوله ...
- أنجلينا جولي توضح لماذا لا يحب بعض أولادها الأضواء
- مسؤول لبناني لـCNN: إعلان وقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرا ...
- أحرزت -تقدمًا كبيرًا-.. بيان فرنسي حول وضع محادثات وقف إطلاق ...
- هجوم صاروخي روسي على خاركيف يوقع 23 جريحا على الأقل
- -يقعن ضحايا لأنهن نساء-.. أرقام صادمة للعنف المنزلي بألمانيا ...
- كيف فرض حزب الله معادلة ردع ضد إسرائيل؟
- محام دولي يكشف عن دور الموساد في اضطرابات أمستردام
- -توجه المحلّقة بشكل مباشر نحوها-.. حزب الله يعرض مشاهد من اس ...
- بعد -أوريشنيك-.. نظرة مختلفة إلى بوتين من الولايات المتحدة


المزيد.....

- العلاقة البنيوية بين الرأسمالية والهجرة الدولية / هاشم نعمة
- من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية / مرزوق الحلالي
- الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها ... / علي الجلولي
- السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق ... / رشيد غويلب
- المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور ... / كاظم حبيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟ / هوازن خداج
- حتما ستشرق الشمس / عيد الماجد
- تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017 / الجمعية المصرية لدراسات الهجرة
- كارل ماركس: حول الهجرة / ديفد إل. ويلسون


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - جادالله صفا - اللاجئين الفلسطينيين بتشيلي المحيط من امامكم والعدو من ورائكم، وما لكم............