أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - صلاح بدرالدين - هل الجامعة العربية بصدد تجديد وتطوير الموقف من القضية الكردية















المزيد.....

هل الجامعة العربية بصدد تجديد وتطوير الموقف من القضية الكردية


صلاح بدرالدين

الحوار المتمدن-العدد: 697 - 2003 / 12 / 29 - 04:10
المحور: القضية الكردية
    


 وصول وفد الجامعة العربية بأسم امين عامها الى العراق وزياته لاقليم كردستان أثار مسألة غاية في الاهمية وهي الدور الغائب لجامعه العربية في العلاقات الكرديه - العربيه على مستوى المنطقه والعالم . قبل /57 / عاماً دعا السيد عبدالرحمن عزام باشا – اول امين عام للجامعة الى تعزيز العلاقات الاخويه بين العرب والاكراد والتضامن مع حقوق الشعب الكردي القومية المشروعة ومن حينها لم يسمع احد أي موقف او اشارة صدرت عن الجامعة بخصوص الوضع الكردي . فالحريصون على علاقات الشعبين من الطرفين كانوا يتمنون دوماً ان يكون للجامعة – وهي تمثل كل الطيف الرسمي العربي – صوتا مسموعاً باتجاه السعي نحو تفاهم العرب والاكراد وازالة الشوائب التي تتراكم بين الحين والآخر ، كان الامل أن تبادر الجامعة الى اعلان تضامنها مع الحق الكردي في بلدان تواجدهم وان تدين ماتعرضوا له من مذابح وقمع وتهجير وتنكيل وان تحث الاطراف المعنية على العودة الى التفاهم والحوار والابتعاد عن عمليات الاساءة الى شعب عريق صديق وشريك للشعب العربي امتزج تاريخهم منذ قرون ، وواجهوا العدو المشترك سوية ولن يستقيم الوضع بدون ازالة الغبن واحقاق الحق والعودة الى التآخي الحقيقي على قاعدة الاعتراف المتبادل بالوجود والحقوق .
    كان المأمول أن تقدم الجامعة بما عجزت عن تقديمه هذه الدولة العربية أو تلك منفردة بخصوص وضع البرنامج السليم والعملي لايجاد الحل الديموقراطي السلمي لقضايا القوميات التي تقيم في عدد من الدول العربية وتتعايش مع العرب وخصوصاً ابناء القومية الكردية من السكان الاصليين في مناطقهم في اطار دولتي العراق وسوريه وان تسعى الى التدخل الاخوي وتتوسط في اجراء الحوار وتسهل عمليه التوصل الى الحل المنشود . 
     ان المنحى السليم لانتهاج جامعه الدوله العربيه خلاصة الموقف العربي الحقيقي – الذي يأخذ مصالح الطرفين بعين الاعتبار من الشريك الكردي هو عدم الالتزام بموقف هذه الدوله العربيه او تلكك الرسمي المعلن منه وغير المعلن لاسباب تتعلق بطبيعة انظمتها الاستبدادية وهناك دون شك مآخذ جديه على الموقف الرسمي العربي تجاه شعوب وقوميات المنطقه وبالاخص الشعب الكردي حيث يتسم باللامبالاة احياناً وبالمغالات في تشخيص الحاله القائمة من جهة ابداء الشكوك والتخوف من قضيه التقسيم والانفصال المزعومين ، ذلك الموقف الذي لم يخرج حتى الآن من دائرة النظرة الاحادية على حساب الجانب المتعلق بالحق الكردي ومن الملفت أن الموقف المصري بهذا الشأن يكاد يكون تقليدياً ومزمناً دون أي تبديل رغم ما يحث من تطورات محليه واقليميه ودولية بخصوص يقظة القوميات والتمسك بالهوية الذاتية وحق تقرير المصير ورغم ما يجري من تبدلات حتى في قلب اوروبا لمصلحة حقوق القوميات وتفكك الدول الكبرى المتعددة الاثنيات واعادة النظر في الحدود المرسومة منذ الحربين العالميتن الاولى والثانية وظهور كيانات جديده . بعكس ما هو متوقع ومطلوب من دولة عربية مثل مصر بثقلها


ودورها التاريخي في النضال العربي ومواقفها الحريصة على العلاقات العربية الكردية التي توجها الزعيم الراحل جمال عبدالناصر بافتتاح اذاعة تبث باللغة الكردية واستقبال الزعيم الخالد مصطفى البارزاني
في طريق عودته من منفاه الى بلده العراق ، وتعاطيه المتواصل مع القضية الكردية في العراق بما فيه ممارسة الضغط على التيارات الشوفينية في الانظمة العراقية للاستجابه لمطالب الاكراد المشروعة .
     قبل اكثر من عامين بادرت الامانه العامه للجامعة العربية الى عقد لقاء موسع في القاهره حول – حوار الحضارات – ودعت اليه نخبه من المفكرين والمثقفين العرب من كافةالاقطار العربية ، وبكل أسف ورغم ايجابية المبادرات من هذا النوع فان البرنامج ارتكز بالاساس على مسألة الحوار الاسلامي – الغربي ، أو حوار الحضارتين الاسلاميه والغربية ، وهذا ابتعاد أو – تهرب – من جوهر الموضوع فكان الاولى أن يكون البرنامج على مرحلتين . المرحله الاولى حوار الحضارات ، أو الثقافات المحلية المتواجدة في البلدان العربية وكذلك بلدان منطقه الشرق الاوسط الغنية خاصة وانها تتضمن تاريخياً وجغرافياً اهم منابع الحضارة من وادي النيل – الى بلاد الرافدين – الى الحضاره الفينيقية الى حضارة بلاد فارس ، وتكون المرحلة التالية حوار الشرق والغرب أو الحضارة الاسلامية والغربية فبدون تمازج وتفاهم وتفاعل ثقافاتنا المحلية لايمكن الانتقال السوي وبثقه بالنفس الى مرحلة اعلى . ومن السهل أن يطعن الغرب في مصداقية الدعوة الى الحوار حينما يطرح على بساط البحث قضايا الثقافات غير العربية التي تتعرض للتجاهل والقمع في بعض البلدان من اعضاء جامعه الدول العربية ، كما أن كل الدعوات النظرية والاعلامية الصادرة من انظمة اسلامية في منطقتنا مثل ايران وتركيا حول مسائل الحوار بين الحضارات تسقط ميته عندما يكتشف المرء دون عناء احوال واوضاع الثقافات غير الفارسيه وغير التركية التي تتعرض للتجاهل والحرمان في هذين البلدين .
     نحن لا نطلب من الجامعه العربية مالا تستطيع تقديمه ونشعر مع الاخرين ان الجامعة كمؤسسة ظهرت في وضع عربي ودولي معين مثل غيرها من المؤسسات والمنظمات الاقليمية والدولية التي انبثقت نتيجه موازين قوى معينة والتي وصلت الى درجة في بدايه القرن الجديد وبسبب التغيير الهائل في موازين القوى العربية والاقليمية والدولية تتطلب اعادة النظر في هيكلياتها وبرامجها ومضامينها وادوارها ، وهذا الامر ينطبق على حاضر ومستقبل الجامعه ورغم كل هذه الاحتمالات المختلفه بقيت الجامعة بهذا لشكل أو تبدلت فإنها لن تغير من قناعاتنا في تشخيص مهام الجامعة أو اية منظمة اقليمية عربية اخرى ومسؤولياتها تجاه علاقات الشعبين العربي والكردي .
    لقد اراد الامين العام الجديد – تحريك – مفاصل الجامعة بعد جمود مزمن فاختار عدداً من الشخصيات العربية المرموقة لتبوؤ مسؤوليات على شكل مفوضين في شؤون الاعلام ، والمجتمع المدني ، وحوار الحضارات ، وكان من المأمول أن تستكمل الخطوة باقامة مفوضية لشؤون العلاقات العربية – الكردية ، تتحول مرجعية تاريخية ومعلوماتية ، وتؤسس لصياغة مشروع حضاري واقعي لحل المسأله القومية الكردية في بلدين عضوين بالجامعه العربية على اساس مبدأ حق تقرير المصير واعادة الاعتبار للتآخي القومي بين الشعبين على مستوى المنطقه والعالم وبذلك تكون قد ساهمت في دعم دولتين


عربيتين قبل اكرادهما وتكون قد أوجدت قاعدة متينه لوحدتهما الوطنية والجغرافية والتاريخية وأزالت عن اكتافهما عبئا ثقيلا ، وأوقفت مصادر الاستنزاف في كيان البلدين ومن اجل ان تكون الخطوة ناجحه ومؤثرة من المفيد أن تبادر الامانة العامة للجامعة الى عقد لقاء ثقافي عربي – كردي في مركز الجامعة تشارك فيه نخب الشعبين لاجراء حوار صريح ومفتوح حول الماضي والحاضر والمستقبل .
   بهذا تكون جامعه الدول العربية تسد جزءً من فراغ دورها الكردي وتؤدي قسطاً من واجباتها المنصوصة عليها في ميثاقتها ، وتسدي خدمة الى القضيتين العربية والكردية في وقت عصيب ودقيق وخطير تمر به منطقتنا .
     التلاقي الكردي – العربي كان يحصل طوال تاريخنا المشترك خلال الاحداث والتحولات العظيمه وفي فضاء أوسع من حدود الدول والكيانات القائمة . بدءً بالفتوحات الاسلامية وانضمام الكرد سلماً الى الدين الجديد ومروراً بعهد الامبراطورية الايوبية التي شملت التلاحم بين كردستان وبلاد الشام ومصر وحتى اليمن في مواجهه المعتدين والحفاظ على المقدسات المشتركة ، وانتهاء بمرحلة مواجهه الكولونيالية التي شملت مواجهه المستعمر في العراق وبلاد الشام من اجل الحرية والاستقلال . فهل ستعيدنا جامعه الدول العربية مرة اخرى الى ذلك الفضاء الواسع في التلاقي العربي – الكردي على مستوى الشرق الاوسط من اجل اعادة بناء صرح التآخي الذي عبث به العابثون وبناء قاعدة التعايش من جديد حسب مبادئ التعدديه والاعتراف بالآخر الكردي وحقه في الحياة الحرة الكريمة .  



#صلاح_بدرالدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- على طريق الفدرالية : محاولة في تعريف فكرة - المؤتمر الشعبي ا ...
- التعاون الأمني السوري –التركي حول ماذا ؟ وكيف ؟
- دروس أولية من سقوط الدكتاتور
- خيار الفدرالية القومية الجيو – سياسية من الثوابت الكردية في ...
- خيار الفدرالية القومية الجيو –سياسية من الثوابت الكردية في ا ...
- نص كلمة رابطة كاوا للثقافة الكردية و اللجنة التحضيرية لتكريم ...
- الحوار المتمدن تشغل مكانة خاصة في عالم الصفحات الالكترونية
- نحو مواجهة الازمة بالتصدي للعامل الذاتي أولاً 4 – 4
- نحو مواجهة الازمة بالتصدي للعامل الذاتي أولاً 3 – 4
- نحو مواجهة الازمة بالتصدي للعامل الذاتي أولاً 2 – 4
- نحو مواجهة الازمة بالتصدي للعامل الذاتي اولاً 1 – 4
- هل نحن أمام نهج امريكي جديد
- ث ك ك – كادك – مؤتمر شعب كردستان - عمق الازمة وسطحية المعالج ...
- الموقف العربي الرسمي من الفدرالية في العراق بين الآمس واليوم ...
- اجتماع دمشق : امن الأنظمة بديلا عن مصالح الشعوب
- العنوان الكردي لرحلة – ميرو – التركية - 2
- العنوان الكردي لرحلة – ميرو – التركية
- العراق الجديد والحركة التحررية القومية الكردية
- نزار نيوف عندما يجسد شراكة التاريخ والجغرافيا والمصير وموقع ...
- العجائب السبع


المزيد.....




- الأونروا: أكثر من مليوني نازح في غزة يحاصرهم الجوع والعطش
- الأونروا: إمدادات الغذاء التي تدخل غزة لا تلبي 6% من حاجة ال ...
- الاونروا: الحصول على وجبات طعام أصبح مهمة مستحيلة للعائلات ف ...
- الأمم المتحدة: السودان يواجه أكبر أزمة نزوح في العالم
- غرق خيام النازحين على شاطئ دير البلح وخان يونس (فيديو)
- الأمطار تُغرق خيام آلاف النازحين في قطاع غزة
- 11800 حالة اعتقال في الضفة والقدس منذ 7 أكتوبر الماضي
- كاميرا العالم توثّق معاناة النازحين بالبقاع مع قدوم فصل الشت ...
- خبير قانوني إسرائيلي: مذكرات اعتقال نتنياهو وغالانت ستوسع ال ...
- صحيفة عبرية اعتبرته -فصلاً عنصرياً-.. ماذا يعني إلغاء الاعتق ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - صلاح بدرالدين - هل الجامعة العربية بصدد تجديد وتطوير الموقف من القضية الكردية