أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - إدريس ولد القابلة - ابتلاع مجموعة بنك الوفاء من طرف البنك التجاري المغربي -المخزن الاقتصادي- استراتيجية البحث عن مخرج الأزمة- الحلقة3














المزيد.....

ابتلاع مجموعة بنك الوفاء من طرف البنك التجاري المغربي -المخزن الاقتصادي- استراتيجية البحث عن مخرج الأزمة- الحلقة3


إدريس ولد القابلة
(Driss Ould El Kabla)


الحوار المتمدن-العدد: 697 - 2003 / 12 / 29 - 03:13
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


يكاد المحللون الاقتصاديون يجمعون على أن الانعكاسات على القطاع المالي ستكون سلبية. لأن المجموعة ستصبح متحكمة في السياسة المالية للبلاد، و ذلك بفعل تحكمها أكثر من غيرها في نسبة الفوائد و بفعل انخفاض التنافسية و تقزيم دور البورصة. لاسيما و أن وراءها مجموعات أخرى تابعة"لأونا" و الشركة الوطنية للاستثمار، و كلها ترتكز على قوة السلطة السياسية للقصر. و هذا قد يتناقض و التوجه الليبرالي و اقتصاد السوق ما دام سنكون في مواجهة شبه احتكار مالي. و من شأن هذا الوضع أن يحدث سيطرة الخوف على المستثمرين لأن المقاولات سنكون تحت رحمة المجموعة بوصفها مدعومة بسلطة سياسية تمنحها الامتياز. و لا شك أن هذا سيخيف المستثمرين سواء المغاربة منهم أم الأجانب على حد سواء. علما أن الرأسمال بطبيعته جبان، و هذا الوضع من شأنه أن يولد تكريس العزوف عن الاستثمار.

و بذلك يرى البعض أن استراتيجية المجموعة الجديدة تنطوي على مخاطرة كبيرة، لاسيما على الصعيد السياسي و الاجتماعي، علما أنه منذ رحيل عبد الرحمان اليوسفي بدأت تبرز انتقادات حول هيمنة الحكم على الحياة السياسية. إذ أضحى و بشكل مباشر يمارس تدبير الشأن العام خصوصا و أن المجتمع أصبح يتحدث عن ثروة العائلة الملكية و نشاطها في العديد من المجالات و القطاعات. و من شأن إخفاق استراتيجية المجموعة الجديدة أن يولد انعكاسات اجتماعية و اقتصادية و سياسية. كما من شأنه تشجيع هروب رؤوس الأموال و بالتالي انخفاض الاستثمار الوطني و هذا بدوره سيساهم في تكريس انخفاض القدرة الشرائية لأغلب فئات الشعب المغربي. كما سيؤدي – على عكس ما يتم الترويج إليه – إلى المزيد من انكماش فرص التشغيل. و بذلك لن تزيد الأزمة إلا تعمقا و استفحالا.

و المشكل في واقع الأمر لا يكمن في اندماج بنك الوفاء بمؤسسة أخرى، و إنما يكمن في طبيعة هذا الاندماج الذي يسعى للهيمنة قبيل انفتاح أبواب المغرب على مصراعيها في 2010 أمام الغزو الاقتصادي الأجنبي. و إن ارتفاع حدة المنافسة على صعيد السوق الداخلية بين المنتوجات المحلية و المنتوجات الآتية من الخارج سيفرض فرضا على المقاولات المغربية الخضوع للمعايير الدولية (الجودة و السعر)، و هذا ما سيدفعها دفعا للبحث عن طرق لتقليص كلفة الإنتاج، و لعل أول هذه الطرق العمل على خفض تكلفة اليد العاملة. إضافة إلى أن جملة من المقاولات المغربية لن تقو على مسايرة الركب و ستضطر للتخلي عن الجمل بما حمل.

و في هذا الصدد أشارت أكثر من دراسة، و من ضمنها دراسات البنك الدولي، التي أكدن أنه مع الانفتاح ستتحسن مداخيل بعض القطاعات التصديرية (الفوسفاط، الحوامض، البواكر). إلا أن أغلبية القطاعات الأخرى ستتضرر أضرارا بالغة و قد يؤدي ذلك إلى اغتيال ما يناهز 65 في المائة من مكونات النسيج الاقتصادي المغربي. و مما لا شك فيه أن الانعكاسات ستكون و خيمة على التشغيل و سوق العمل، و بذلك سترتفع البطالة بشكل غير مسبوق. علما أن بعض القطاعات يمكنها أن تعرف انتعاشا (قطاع الآليات و الصناعات الغذائية و القطاع المالي و البنكي و الخدمات)، لكن هذا الانتعاش لن يتمكن من امتصاص جيوش البطالة المرتقبة.

كما أن هذا التوجه من شأنه تشويه الدورة الإنتاجية بالمغرب و ذلك بإحداث اختلال في نمو القطاعات، و بالتالي تكريس الاعتماد على الخارج حتى في مجال الخدمات سيتأكد هذا المنحى.

إذن بعد الصفقة أصبح القصر ينحكم في جملة من المواد انطلاقا من المواد الأساسية كالسكر و الزيت و الدقيق...، و هذا مظهر من مظاهر الاحتكار الضخم الذي في مقدوره التحكم في جملة من المقاولات حتى تلك المنعوتة بالقوية منها، و التحكم في السوق و تحديد الكميات الواجب إنتاجها و تصنيعها و تحديد أسعار بيعها. و لاشك أن مثل هذا الوضع سيكون له وقع سلبي على المستهلك المغربي، ما دام أنه عموما لا يمكنه أن يستفيد إلا في ظل المنافسة القوية بين المنتجين. و بذلك أضحى القصر يتحكم في رقبة المستهلك و رجل الأعمال و رجل المال. علما أنه بموجب الدستور الحالي للملك سلطة التعيينات، فهو الذي يعين والي بنك المغرب و وزير الاقتصاد و المالية و القائمين على البورصة و المسؤولين الكبار في مختلف القطاعات، و هذا كذلك من شأنه أن يزيد لا محالة من هاجس الخوف و القلق لدى رجال الأعمال و الفاعلين الاقتصاديين المغاربة. باعتبار أن الادارات و الأبناك و المؤسسات و الوزارات و المجموعات المالية و الاقتصادية ستكون رهن إشارة المجموعات التابعة للقصر، و بالتالي فكل ما يتجه لصالحها سينم تطبيقه و ما ليس كذلك سيتم التخلي عنه أو محاربته. و هذا في نظر البعض يناقض الاتجاه الذي أراد المغرب السير فيه، ألا و هو تكريس نظام سوق حرة و ليبرالية اقتصادية و تشجيع المبادرة الحرة.

قد يبدو من الأكيد أن مجموعة في حجم "أونا" و قوتها في إمكانها أن تشكل قاطرة للتنمية الاقتصادية، كما لعبت هذا الدور في نطاق الاقتصاد الحر سابقا بفعل قوتها. إلا أنه من طبيعة الاقتصاد الحر إغناء الذين يملكون رأسمال القاطرة، و بالتالي فلن تقوم مكان الاقتصاد الاجتماعي الذي تسيره الدولة و الساعي إلى تفعيل سوق الشغل و تقليص الفقر و تحقيق التغطية الصحية و تعميمها و توسيع مجال التعليم و التمدرس. و هذا يجرنا إلى إشكالية توزيع السلط و فصلها كمطلب أساسي شرعي و سياسي يرتبط بمطلب آخر و هو إصلاح الدستور الذي يقوم بالأساس على فصل السلت التشريعية و التنفيذية و القضائية.

و تأتي هذه الصفقة لتعقيد الإشكالية أكثر، و ذلك بربط السلطة السياسية بالسلطة الاقتصادية، و هذا في وقت وجب فيه أن يكون هناك فصل فعلي بينهما.

يتبع



#إدريس_ولد_القابلة (هاشتاغ)       Driss_Ould_El_Kabla#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ابتلاع مجموعة بنك الوفاء من طرف البنك التجاري المغربي -المخز ...
- ابتلاع مجموعة بنك الوفاء من طرف البنك التجاري المغربي -المخز ...
- فعل الترجمة فعل إنساني و كوني
- التعليمات الشفوية تستهدف مركز ابن خلدون بالرباط
- الحرس الجامعي يراكم التنديدات بالمغرب
- على العرب إعادة قراءة تاريخ الاقتصاد
- الاقتصاد و المخزن بالمغرب
- الفنان محمد القاسمي الفيلسوف الصامت
- من فضائح القائمين على الأمور بالمغرب هل سيبدأ مسلسل كشف الفض ...
- حصار الفنان الفكاهي أحمد السنوسي حلقة من حلقات تضييق الخناق ...
- لازال علي المرابط خلف الأسوار الرمادية العالية و وراء القضبا ...
- هل المسألة الأمنية تعد من الأولويات بالمغرب؟
- -الإهانة في زمن الميغا- أمبريالية- للمهدي المنجرة في طبعتها ...
- داء فقدان المناعة (السيدا أو الأيدز) بالمغرب
- صناعة القرار السياسي بالمغرب
- الحوار المتمدن طوقت نفسها بحتمية الاستمرارية
- المغرب و الجزائر الى متى التنافر؟
- الشهادة المدرسية المزورة فعلت فعلها في الانتخابات بالمغرب
- نمو لن و لم تكن كافية كنسبة%3
- الهجرة السرية معضلة القرن


المزيد.....




- لثاني مرة خلال 4 سنوات.. مصر تغلظ العقوبات على سرقة الكهرباء ...
- خلافات تعصف بمحادثات -كوب 29-.. مسودة غامضة وفجوات تمويلية ت ...
- # اسأل - اطرحوا أسئلتكم على -المستقبل الان-
- بيستوريوس يمهد الطريق أمام شولتس للترشح لفترة ثانية
- لندن.. صمت إزاء صواريخ ستورم شادو
- واشنطن تعرب عن قلقها إزاء إطلاق روسيا صاروخا فرط صوتي ضد أوك ...
- البنتاغون: واشنطن لم تغير نهجها إزاء نشر الأسلحة النووية بعد ...
- ماذا نعرف عن الصاروخ الروسي الجديد -أوريشنيك-؟
- الجزائر: توقيف الكاتب الفرنسي الجزائري بوعلام صنصال
- المغرب: الحكومة تعلن تفعيل قانون العقوبات البديلة في غضون 5 ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - إدريس ولد القابلة - ابتلاع مجموعة بنك الوفاء من طرف البنك التجاري المغربي -المخزن الاقتصادي- استراتيجية البحث عن مخرج الأزمة- الحلقة3