ثائر الناشف
كاتب وروائي
(Thaer Alsalmou Alnashef)
الحوار المتمدن-العدد: 2252 - 2008 / 4 / 15 - 08:54
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
من الطبيعي أن تكون هناك حالات اعتراض من مختلف شرائح المجتمع السوري على مجمل سياسات السلطة الداخلية قبل الخارجية , بحيث تتراوح شدتها من مرة لأخرى حسب تقلبات الطقس السياسي , لكن الغير طبيعي , أن تكون هناك معارضة أو أن يتحول هذا الاعتراض المسجل في النفوس إلى معارضة حقيقية تقول كلمتها متى شاءت .
حتى لو تحول هذا الاعتراض الضامر إلى معارضة ظاهرة , وأصبح ما هو غير طبيعي في زمانه طبيعي في مكانه , فإن الاستثناء الوحيد من هذا الاعتراض سيشمل الطائفة العلوية لأغراض خارجة عن الضبط الاجتماعي , هواجسها المُرّة تُستحضر من التاريخ القريب والبعيد , فاعتراضها كاعتراض أي طائفة أخرى , طلباً بتحسين معاشها والقليل من حياتها الإنسانية , ولا يرقى إلى حد الخصومة المباشرة مع السلطة , فالذي يحكم سورية بموجب نظرية السلطة ,هي الحالة الوطنية وليست الطائفية .
الدلائل حول هذه النظرية, تقول إن هذه الحالة الوطنية لم تنضج ثمارها إلى مستوى المواطنة, تماماً كحال المجتمعات الغربية, فكيف تكون وطنية والمواطنة مفقودة ؟ حقوق المواطنة وواجباتها مثلما هي مفقودة في سورية , مفقودة أيضاً في أرجاء العالم العربي.
إذن , هي حالة يختلط فيها بعض الوطني بالطائفي , فتغدو الوطنية في أسر الطائفية , لا تستطيع الأولى الفكاك من أسر الثانية , مهما أظهرت من حراك شعبي معارض , الطائفية تدعي أن مصيرها يتهدده الخطر , لذلك تعمل دائماً على ترويض وتدجين محيطها عبر انفلاشها الواسع في مؤسساته , لتبدو جزء منه وهو جزء منها , عندئذ تدخل الطائفية في سرداب الوطنية بيسر وسهولة , بشروطها لا بشروطه .
الطائفية تنشب أظفارها اليوم في كل مكان ... لبنان أصبح مخموراً بها , والعراق مدمناً عليها , ولا تبعد سورية كثيراً عن هذا وذاك , لأن ما لهذا وذاك من طوائف , موجود لديها , تتفاعل مع تفاعل مثيلاتها .
ومن وحي هذا الزحف الطائفي المقيت , يتأكد بأن هناك معارضة مسيحية وشيعية ودرزية وعلوية , وما لا يمكن تأكده أن هذه المعارضات حقيقية , فأدوارها مكشوفة ولعبها أضحى طائفياً مزوراً لصالح جهات الاستخدام ذاتها .
يتساءل البعض بلسان وطني غيور, هل هناك معارضة علوية في سورية ؟ تساؤلهم لا يحتاج إلى غوص عميق بحثاً عن جواب, فالجواب واضح, هناك اعتراض فردي يدفع ثمنه بعض العلويين مثل غيرهم, وهناك معارضة مزورة, أرقامها وأشكالها مكررة كالعملة المزورة.
ختاماً, في المعارضة المزورة (الأداة) تصبح السلطة أكثر وطنية وأقل طائفية,
أما في المعارضة الحقيقية (الفعل) تعارض السلطة نفسها بنفسها, فأيهما ظاهر الآن ؟ هذا هو السؤال.
#ثائر_الناشف (هاشتاغ)
Thaer_Alsalmou_Alnashef#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟