يَجبُ أَنْ نعْرفَ بشكل أفضل،; وعلى بلادَنا .. أَنْ تَتصرّفَ بشكل مشرّف

نورالدين علاك الاسفي

الحوار المتمدن-العدد: 2245 - 2008 / 4 / 8 - 01:34
المحور: الصحافة والاعلام
    

«من تخيفه المساء؟» واحد من الأسئلة الملحة التي يرفعها المشاركون في الوقفات المنظمة للتضامن مع «المساء»، و هي كلمات مكتوبة بالبنط العريض على لوحة لافتة يحملها مواطنون يمثلون هيئآت سياسية ؛ نقابية وحقوقية. و لتصل الرسالة كما هو مرغوب ..الصقوا على الأفواه لصاقا عليه علامة المنع فاكتملت الصورة. و كنا قبل أيام ننصت إلى فاعل حقوقي وقد رفع صوته :" متسائلا «من يريد إغلاق جريدة «المساء»؟و لنا أن نقف لنلملم شظايا هذه الاستفهامات في سؤال جوهري: هل هنا و الآن صار ت الصحافة المستقلة تخيف..؟ و ربما تجاوزنا هذا السؤال إلى غيره .هل وسائل الإعلام خطر على الانتقال الديمقراطي في المغرب ؟. وقراءة سريعة فيما جاء في تقرير 50" سنة من التنمية البشرية بالمغرب وآفاق سنة "2025 حيث يقترح قاعدة معرفية مدعمة بالدلائل والحجج، لتغذية النقاش، مع استخلاص العبر والدروس من التجربة الماضية للبلاد، ومقترحا بعض مسالك التفكير لاستشراف العقدين المقبلين. ولذلك فهو يتوخى مساهمة وطنية، تحركها الروح الوطنية تراعي شروط الموضوعية.. فبفضل هذه النظرة التأملية في نصف قرن الماضي،سيكون بإمكان المغرب، المتصالح مع نفسه ومع ماضيه، والمستفيد من العبر المستخلصة من إخفاقاته؛ أن يسلك، بكل ثقة وطمأنينة،السبيل الواعد لتنمية بشرية أفضل. و يعرج على الصحافة الوطنية المكتوبة واضعا إياها في جملة اعتباراته؛ فيذهب إلى أنها تتميز بماض مناضل و لنا أن نسطر على هذه الكلمة الخفيفة على اللسان و الثقيلة في الميزان .و يسجل إن التسعينيات شهدت ظهور صحافة برأسمال خاص بجانب صحافة حزبية. كما عرفت عناوين الصحافة ازدهارا حقيقيا حيث ارتقت من 306 عنوانا سنة 1990 – منها 182 بالعرية و 124 بالفرنسية- إلى 618 عنوانا سنة 2004 –منها 445 بالعرية 164 بالفرنسية و 5 بالأمازيغية و عنوان واحد الاسبانية. وعرف سلك الصحافيين المهنيين تطورا إن على صعيد الكم أو على صعيد جودة المستوى حيث تزايد عددهم من 614 سنة 1990 الى 2069 سنة 2005 . أكثر من 80 % من الصحافيين يحملون دبلوم جامعي. كون المعهد العالي للعلام و الاتصال منذ تأسيسه سنة 1969 الى يومنا هذا 1050 صحفيا 855 منهم مغاربة؛و يذهب الى انه ساعد على هذا التطور مناخ الانفتاح السياسي و المزيد من حرية التعبير. (تقرير الخمسينية2006).
هذا الكلام التقني أين يجد المواطن مكانا له في خضمه؟و كيف عملت الصحافة المستقلة كسلطة رابعة غير مرغوب فيها على لعب دور في إسماع صوت الشعب؟ و هنا حملت مكرهة حجر سيزيف؛ فما زالت جيوب المقاومة تتضايق مصالحها من هذا الانفتاح؛ لذا هرعت مسرعة في محاولة منها للحافظ على وضع خارج الزمن المغربي؛ فعملت على إيقاظ أشباحها من الظلام الدامس لتعاود العمل من جديد فقد ظهر في الأفق شيطان مارد.. لذا لزم العمل على ملء المكان حتى لايفرخ.. فالأجواء بدأت تنقشع فيها بارقات أمل تبشر بوطن واعد.و تهيأ المجتمع المدني بالسهر على هذا المولود ليؤكد أن الوطن المنشود يرتكز على الحق في الوصول الى المعلومات و الوثائق الإدارية و المعطيات العامة ليتسنى القطع التدريجي مع زمن السرية و التكتم في وضع وتنفيذ السياسات العامة.
إن الوصول الى المعلومات يعد حقا من حقوق الإنسان و مظهرا لحرية الرأي و التعبير التي يقتضيها وجود مجتمع المعلومات الديمقراطي اللازم لتشكيل رأي عام حر. نحن نوَدُّ أَنْ نَرى الميل نحو المساواةِ. ليس فقط مساواة الفرصةِ، لكن المساواةَ الفعليةَ -أي- القدرة، في كُلّ مرحلة من الوجودِ، على الحصول على المعلوماتَ وصنعَ قراراتِ على أساسها. لذا فديمقراطية نظام الاتصالات سَتكُونُ ضامنا لاشتراك الكل و بأوسع النطاقَ ليَعْكسُ المصالح العامة والقيم الواقعية ؛كحقيقةً .. و اكتشاف .(1)
فالنظام سيكون في حرج ظاهر عندما تتعثر وسائل الإعلام في الوصول الى مصادر الخبر و الحصول على المعلومات من مختلف مصادرها .إن الإعلام الصحفي على الخصوص في بلدنا هو الدينامو الوحيد الذي يدور نيابة عن الأحزاب و لجانها..و و الحكومات ووزرائها.. و البرلمان و نوابه بعد أن تعطلت محركاتها. )مصطفى العلوي الأسبوع15 أكتوبر 2004 ( .
و هذا ما استشرفه روبرت بيري "إن النظم السياسية في 2100 سَتَكُونُ متحررة بشكل رائع من نفاقِ القرنِ العشرينِ ِ،إن أجهزةِ إعلام اليومِ .. يُمكنُ أَنْ تَكُونَ متزلّفةَ ووقحةَ وطائشةَ ..لكنها تبقى خاضعة لإرادة الشعب في عملها. (2)
وحتى لا يبقى الوطن ..يتحسر على الأخطاء المميتة؛ المدعومة بنيات مبيتة لا تتجاوز بنظرها مسافة خطوة متعثرة. فانه "يَجبُ أَنْ نعْرفَ بشكل أفضل، لَكننِّا نريدُ بلادَنا حقاً أَنْ تَتصرّفَ بشكل مشرّف.".
................
1-Secrets, Lies and Democracy.Noam Chomsky. 1994.
2-. Is Media a Danger to Democracy? Robert Parry.American Dispatches magazine Feb. 2000

#نورالدين_علاك_الاسفي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات