أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - قاسم حسين صالح - دروس من 9 أبريل 3- تبادل الأدوار بين السنّة والشيعة














المزيد.....

دروس من 9 أبريل 3- تبادل الأدوار بين السنّة والشيعة


قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 2244 - 2008 / 4 / 7 - 10:32
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


دروس من 9 أبريل – تحليل سيكوسوسيولوجي
ما جري في العراق من اقتتال طائفي سببه الرئيسي ، هو السلطة عليها اللعنة . فتاريخها في العراق هو تاريخ العنف والدم وقطع رؤوس الخصوم منذ أن تحولت السلطة العربية والإسلامية الى وراثية عام 61 هجرية . فمن يومها اعتمدت السيف لحلّ النزاعات واجبار من يخالفها على الطاعة والخضوع . وكانت ( السلطة العربية والإسلامية ) على مدى أكثر من ألف وثلاثمائة سنة لا تلجا الى التفاوض والحوار إلا بعد أن تقطف السيوف رؤوس افضل من في القوم . ولهذا فأن العراقيين معبئون سيكولوجيا في لا شعورهم الجمعي بالعنف لا بالحوار في حلّ صراعاتهم السياسية . ولك أن تستشهد بما حصل عام 1958 من تمثيل وحشي بالعائلة المالكة ورموز النظام . وعام 1963 بتمثيل أبشع بشخص أول رئيس جمهورية للعراق ورموز نظامه ، وبآلاف الشيوعيين والوطنيين . وما حصل للبعثيين من حرقهم أحياء بعد هزيمة الجيش العراقي في حرب الكويت عام 1991 . فضلا على الابادات الجماعية للشيعة وحرب الأنفال ومجزرة حلبجة وإبادة الآلاف من الكورد .. الى المشهد اليومي الحاضر الذي لا تستوعب مفردات اللغة وصف بشاعته ولا عقلانيته .. وذلك الموروث اللعين الذي يمتد الى داحس والغبراء ، مرورا بواقعة دهاء أبن العاص وغباء الأشعري التي " أنجبت " فرق الموت والتكفير ...الى نبش الأحداث المخجلة في تاريخنا المتخم بالعنف ، وكأن عقولنا مبرمجة فقط على استحضار الأحقاد من ماضينا .
والمسألة السيكولوجية الثانية ، أن السلطة في الدولة العراقية الحديثة ( من عام 1921 الى عام 2003 ) كانت بيد السّنة العرب .. وفجأة ومن دون تمهيد ديمقراطي أو سلاسة في انتقال السلطة ، حدث تبادل انقلابي للأدوار . فالشيعة الذين كانوا لألف وثلاثمائة سنة في المعارضة ،والذين حاربوا الانكليزي المحتل في ثورة العشرين ،والذين رفضوا دعوة الملك فيصل الأول للاشتراك في الوزارة لأمور فقهية! أصبحوا ( بعد 9/4/2003 ) في السلطة ،واعتبروا قوات الغزو ، التي حاربوها في البدء بضراوة في أم قصر والناصرية ،اعتبروها قوات صديقة وتحالف ساستهم معها ، فيما السّنة أزيحوا الى جبهة المعارضة سواء ضد السلطة او ضد المحتل الذي أعطاهم السلطة في بدء تشكيل الدولة العراقية الحديثة . وتبادل الأدوار هذا يشبه في فعله النفسي تبادل الأدوار بين السيد والعبد ، فأنّى لمن كان سيّدا أن يكون عبدا لمن كان عبدا بالأمس ، لاسيما في سيكولوجية العربي ، والعراقي تحديدا ؟!.
وعلّة نفسية ثالثة ، هي أن الشيعة في العراق ( جماهيرها الشعبية تحديدا ) اعتقدوا أن مصدر ما أصابهم من ظلم وجور وعنف هو السلطة السنّية التي حكمت العراق أكثر من ألف وثلاثمائة سنة ، فعمموا هذا الموقف الانفعالي على كل السنّة ولم يقصروه على رموز الحكم ممن استخدم السلطة وسيلة للظلم والقسوة في التعامل واذلال الآخرين . وحصل أن نشوة الانتصار ووسواس الخوف من ضياع ما يعدّونه الفرصة التاريخية الأخيرة لهم قد تمكنا من الجماهير الشيعية الشعبية، وعملا نفسيا على الاندفاع والانفعال والتطرف .ولقد عزز هذا وغذّاه زهو بعض قادتهم السياسيين والدينيين بحصولهم على ستة ملايين صوت في الانتخابات ( حوالي نصف العراقيين ) ناجمة في حقيقتها من موقف تعاطفي وردّ فعل انفعالي لما أصابهم من حيف ، أكثر منه موقف من برامج سياسية .
بالمقابل ، حصل للجماهير الشعبية من السنّة أن تمكن منها وسواس الخوف من أن الشيعة الذين استلموا السلطة سيفعلون بهم ما فعلت بهم السلطة السنية طوال حكمها للعراق . فضلا عن أن السّنة شعروا بالغبن السياسي والإحباط الذي يصل ذروته في ظروف الأزمات فيؤدي الى العدوان، وهذه حقيقة نفسية تحدث عند إعاقة جماعة عن تحقيق أهداف تراها مشروعة ولا تجد وسيلة أخرى لبلوغها غير العنف .
ومع أن صدام ارتكب الفضائع بحق الوطن " تدمير ثروة العراق الهائلة " وبحق الكورد والشيعة وحتى أقرب الناس إليه ، فأن مشهد إعدامه أساء لعدالة التنفيذ وافتقر الى شجاعة وخلق المظلوم حين يتمكن من الظالم ، وأثار تعاطفا انفعاليا اختزل للرجل الكثير مما يحسب عليه ، وجعل مناسبة العيد( أعدم فجر أول أيام عيد الأضحى بحساب السعودية وسنّة العراق ) عيدين لطائفة وفاجعتين للطائفة الأخرى . والأخطر أن مشهد التشفّي وما فاح به من رائحة طائفية واعلان صريح بأخذ ثأر ...نقل الوساوس من خانة الأوهام ليضعها أمام أبواب الحقائق ،فزادت الواقعة في رمي الحطب وصب الزيت على نار كبرى مشتعلة أصلا ليمتد لهبها الى مناطق أخرى من العراق والعالم العربي ، فكان ما كان مما يحصل الآن .
والدرس الذي ينبغي أن نتعلمه هو:
ان المجتمع الذي فيه طائفتان تستحوذ احداهما على السلطة
بمساعدة المحتل و تتعرض الأخرى الى الاحباط السياسي والاقتصادي
والنفسي فان الحال بينهما يفضي الى الاحتراب الطائفي .



#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)       Qassim_Hussein_Salih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دروس من 9 أبريل- تحليل سيكوسوسيولوجي
- دروس من 9 أبريل / 1- سيكولوجية الاحتماء
- الكراهية والتعصب ..واذكاء الشعور بالمواطنة /مدخل لثقافة المص ...
- الكراهية والتعصب..واذكاء الشعور بالمواطنة(مدخل لثقافة المصال ...
- الكراهية والتعصب..واذكاء الشعور بالمواطنة (مدخل لثقافة المصا ...
- الكراهية والتعصب ..واذكاء الشعور بالمواطنة (مدخل لثقافة المص ...
- دور وزارة التعليم العالي ....
- مؤتمر الخدمات النفسية والرعاية الأساسية عقب الكوارث ، الرؤى ...
- حوار مع فرويد - 5
- حوار مع فرويد -4
- حوار مع فرويد -3
- حوار مع فرويد - 2
- حوار مع فرويد
- ماركس ولينين ام فهد وسلام ؟!
- بعض الأمراض النفسية في قوى اليسار العراقي
- البديل المنقذ لعراق مدني ديمقراطي ..وساطة لتوحيد قوى اليسار
- البديل المنقذ لعراق مدني ديمقراطي / ملاحظات على دعوة ..ودعوة ...
- العلم العراقي ..المقترح اقراره
- ذكريات مع الدكتور علي الوردي
- العراقيون ...شعب أسطوري !


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - قاسم حسين صالح - دروس من 9 أبريل 3- تبادل الأدوار بين السنّة والشيعة