أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - احمد سعد - رفض ضباط احتياط من الوحدة المختارة في القيادة العامة للجيش الخدمة في قمع شعب الانتفاضة دالة خير في المعركة لزوال الاحتلال















المزيد.....

رفض ضباط احتياط من الوحدة المختارة في القيادة العامة للجيش الخدمة في قمع شعب الانتفاضة دالة خير في المعركة لزوال الاحتلال


احمد سعد

الحوار المتمدن-العدد: 696 - 2003 / 12 / 28 - 04:42
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


عندما تصل صحوة الضمير الانساني وتتحرك المشاعر الانسانية النبيلة الى صفوف ولدى صفوة عسكرية مختارة أوكلت اليها مهمة قمع ارادة شعب محتل والدوس على ذاته الانسانية ومصادرة حقوقه الشرعية والانسانية واهانة كرامته الشخصية والوطنية فهذا مؤشر خير مدلوله السياسي الأساسي ان سياسة المجرم المحتل بدأت تحاصَر وتواجه سهام الرفض والاحتجاج حتى في عقر داره وفي دائرة يعتبرها حصنه الحصين. فلم تمض اكثر من ثلاثة ايام على طرح رئيس حكومة الاحتلال والاستيطان، اريئيل شارون لخطة "فك الارتباط" التي ترسخ الوجود الاحتلالي الاستيطاني على مناطق واسعة من الارض الفلسطينية المحتلة حتى هبت في وجه سياسته الدموية المغامرة عاصفة جديدة من الرفض والاحتجاج لها وقعها المؤثر الخاص على ساحة الصراع، اثارت وتثير زوبعة من هستيريا التحريض السلطوي، ومن خارج السلطة لاخماد انفاس هذه العاصفة. فالعاصفة الرفضية الاحتجاجية انطلقت يوم الاحد من مطلع هذا الاسبوع، وهذه المرة من داخل الفرقة العسكرية المختارة التابعة مباشرة للقيادة العامة للجيش الاسرائيلي التي وظيفتها القيام بمهمات عسكرية "خاصة" و"متميزة" في اطار ممارسة سياسة القمع والتصفيات التي تنتهجها حكومة الاحتلال والعدوان ضد الشعب الفلسطيني وغيره في المنطقة وخارجها (التصفيات في بيروت وتونس وعملية عنتيبه على سبيل المثال). فما اثار هسترة وحفيظة القيادة السياسية والعسكرية ان ثلاثة عشر عسكريًا، من ضباط وملازمي وجنود الاحتياط من الفرقة العسكرية المختارة التابعة مباشرة للقيادة العامة للجيش الاسرائيلي تحركت في شرايينهم دماء الانسانية ومن خلال محاسبة الذات وتأنيب الضمير عبروا عن مشاعرهم وعن حقهم الدمقراطي بالاعلان عن رفضهم الخدمة في المناطق المحتلة والمشاركة في قهر واضطهاد وقمع الشعب الفلسطيني. فقد وقع هؤلاء الشجعان على عريضة وجهوها الى كل من رئيس الحكومة ووزير الامن والقائد العام للجيش وقائد وحدة الاحتياط التي يخدمون فيها جاء فيها حرفيًا ما يلي: (من منطلق القلق العميق على مستقبل دولة اسرائيل، كدولة دمقراطية، صهيونية ويهودية، ومن خلال القلق لشخصيتها الاخلاقية والقيمية، لا نستطيع اكثر الوقوف متفرجين، ونحن نقول لك اليوم: لن نمد أيدينا اكثر لسلطة القمع في المناطق، لن نمد أيدينا اكثر لمصادرة حقوق الانسان من ملايين الفلسطينيين، لن نكون اكثر جدارًا وقائيًا لحملة الاستيطان، لن نفسد ونسحق الصبغة الانسانية فينا، من خلال تنفيذ مهمة جيش الاحتلال، لن نتنكر اكثر لاهدافنا كمحاربي الجيش الاسرائيلي.
نحن قلقون على مصير اولاد هذه البلاد المكشوف لشر ليس حتميًا والذي نساهم فيه، ومنذ فترة طويلة تجاوزنا حدود المحاربين على صدق طريقهم، وجئنا الى حدود المحاربين لقمع شعب آخر، وهذا الحد لن نتجاوزه اكثر، ونحن نؤكد ونقول، سنواصل الدفاع عن دولة اسرائيل وعن امن مواطنيها مقابل أعدائها".

إن ما جاء في هذه العريضة الرفضية الاحتجاجية يعتبر وصمة عار في جبين المحتل الغاشم وادانة صارخة للمحتل ولوجود الاحتلال وللجرائم التي يرتكبها في المناطق المحتلة. ولهذا لم يكن من وليد الصدفة ان يثير موقف الموقعين على هذه العريضة زوبعة من التعليقات المختلفة، التحريضية من قبل أرباب السلطة السياسية والعسكرية، والانتهازية النقدية من بعض قوى اليسار الصهيوني امثال "ميرتس"، والترحيب والتأييد من انصار السلام العادل ومن مناهضي الاحتلال والاستيطان. فمثل الذئاب الكاسرة انطلقت قوى اليمين والاحتلال والاستيطان تحرض على موقعي عريضة رفض خدمة جرائم الاحتلال. فالوزير بنيامين نتنياهو يدعي ان العريضة جاءت لخدمة اهداف سياسية!! ويؤكد "اذا حدد اناس خدمتهم العسكرية حسب آرائهم السياسية فلن يبقى لنا جيش، ولن تبقى لنا دولة"! نائب وزير الامن، عضو الكنيست الليكودي، زئيف بويم، يطالب بنزع بدلاتهم العسكرية ومحاكمتهم والوزير المفدالي ايفي ايتام يقول "ان الموقعين على العريضة ليسوا بمقاتلين"، ورئيس الحكومة السابق ايهود براك حزب "العمل" يقول "لا مكان للرفض"، اما القائد العام للجيش، موشيه يعلون فيدعي بأن توقيع الموقعين على العريضة لا يعدو كونه "استغلالاً لا يستحق اسم الوحدة او الوظيفة. من يريد ان يعبر عن مواقف سياسية ممنوع عليه ان يستعمل الجيش"! واذا استثنينا النائب رومان برونفمان (ميرتس) الذي علق "انه موقف شجاع من مجموعة على درجة عالية من المستوى وطليعية قامت بخطوة هامة لانقاذ الدولة من مأساة الاحتلال المُفسد"، إذا استثنيناه فان قادة "ميرتس" لم يتخلوا عن موقفهم الانتهازي في معارضة ظاهرة رفض الخدمة في المناطق المحتلة والتحريض على رافضي الخدمة. فالنائب يوسي سريد اعلن عن معارضته لرفض الخدمة ولكنه حذر من "ان رفض مقاتلي فرقة القيادة العامة عبارة عن اثبات اضافي على ان الاحتلال يهدم الجيش ايضًا" وزميله من ميرتس عضو الكنيست افشالوم فيلان يقول معلقا "مع كل التفهم لدوافع الموقعين التي تنبع من الاحتلال المفسد لكل قطعة جيدة، ممنوع على اليسار ان يكسر الاطار الاخير الذي يجمع بين جميع اطراف المجتمع"!!

إن ما يثلج الصدر ان اوساطًا جديدة في المجتمع الاسرائيلي وحتى من خارج ما يطلق عليه اليسار الصهيوني الحقيقي (الحزب الشيوعي والجبهة) وقوى السلام التقليدية بدأت ترى في الاحتلال وجرائمه وبقائه مفسدة وترى من الاهمية بمكان التخلص منه. كما ان ما يثلج الصدر انه بدأت تتبلور في اسرائيل وبين جماهير واسعة نفسية مناهضة للاحتلال والاستيطان تتسع دائرتها باستمرار، وان تحديد الموقف حول مصير الاحتلال الاستيطاني أصبح الاجندة المطروحة على بساط النقاش والصراع الدائر بين اوساط الرأي العام الاسرائيلي.

بودي ان اورد مثلين يعكسان الى حد ما نفسية الصراع مع الذات وما يختمر ويتبلور من موقف حول موضوع رافضي الخدمة والاحتلال. المثل الاول يعكسه مضمون ما كتبه المحرر في صحيفة "يديعوت أحرونوت" اليكس فيشمان يوم 22/12/2003 تحت عنوان "توجد مشكلة"!! يبدأ تعليقه بأن ظاهرة رفض الخدمة في المناطق المحتلة "أصبحت حريقًا، ممنوع علينا مواصلة الكذب على أنفسنا، فهذه ليست بحريق صغير هبت في "اعشاب هامشية". وهذه نار تلتهم الاشجار الباسقة. فوباء الرفض وصل الى النوعية القائدة في الجيش، الى نماذج تحتذى في الجودة والتضحية، الى عمود النار امام المعسكر. لا يمكن بعد تكنيس (اخفاء) الموضوع تحت البساط بمعالجة املاء طاعة عينية، بعزل الناس وادانتهم - كما حدث مع الطيارين. شتموهم وعاقبوهم ولكنهم لم يحلوا شيئًا. عالجوا الطيارين (رافضي قصف المدنيين الفلسطينيين - أ.س) ولم يعالجوا المرض. واتضح ان المرض معدٍ. وزير الامن، شاؤول موفاز، قال في مؤتمر هرتسليا ان على المجتمع الاسرائيلي أن يبعد من بين صفوفه رافضي الخدمة. وسيلة اخرى للهرب من مواجهة الواقع .... من اعالي الطابق الرابع لا يرى شيئًا مما يراه المحاربون في الطابق السفلي. بعد قليل سينتقل وزير الامن والقائد العام الى بناية جديدة - لطوابق اعلى، ومن الممكن عندها ان يريا اقل. لان من لا يريد، لا يرى، واذا لم يفحصوا باستقامة، وبعمق، فانهم لا يعلمون شيئًا. المرض المعدي للرفض ينتشر الى مختلف الاتجاهات. تعالوا نفحص أنفسنا، قبل ان يكون متأخرًا. رافضو الخدمة هؤلاء يحركون اتجاهات. يعتبرون مثلا يحتذى للآخرين، سيتبعهم آخرون. والظاهر انه تحت، في الساحة، تراكم في الثلاث سنوات الاخيرة الكثير من الاهمال الانساني - ان كان ذلك بالنسبة للمحتلين وان كان ذلك بالنسبة لمن هم تحت نير الاحتلال، وبشكل لا يمكن بعد كبح جماح الصرخة التي تعود وتنفجر".

اما المثل الثاني، فانه يعكس ما يختمر من تفاعلات داخل جيش الاحتلال الاسرائيلي في المناطق المحتلة. فقد كتب المحرر في "يديعوت أحرونوت" 22/12/2003 عوفر شيلح ما يلي "خمس وثلاثون سنة يقولون في الجيش الاسرائيلي ان الجيش لا يختار مهامه، وخمس وثلاثون سنة ينفذ الجيش مهام ليست لها صلة بأهدافه - الدفاع عن حدود الدولة - ولا مع المُثل التي يربى عليها مقاتلوه. خمس وثلاثون سنة ينفذون بالقوة اعمالاً لا يوجد اسوأ منها. يعترف ضباط كبار في الجيش الاسرائيلي ان الخدمة المتواصلة في المناطق (المحتلة) تعكس آثارها عليهم. القلب يصبح اكثر قساوة، وسهولة الضغط على الزناد تصبح اكثر سهولة. معاناة الآخر، بما في ذلك الناس الابرياء، تفقد معناها. من السهل جدًا القول "لا تنفذوا اوامر غير قانونية بشكل واضح". ولكن في مهنة الاحتلال يختلط الاسود بالابيض و"بشكل واضح" يصبح اقل وضوحا. لقد تحول الجيش الاسرائيلي في الخمس والثلاثين سنة الاخيرة الى جيش عشرات الالوف من محاربيه قد "حظوا" بملاحقة شبان، اخراج مسنين من فراشهم، تخريب اثاث عائلات امام اعين اطفالهم، بعد ان ينتهوا من محاكمة رافضي الخدمة وادانة الرفض، يجب في نهاية المطاف ان يسأل نفسه الى أين يقود هذا الجيش والدولة"؟

إننا اذ نحيي الموقعين على عريضة رفض المشاركة في عملية اضطهاد الشعب الفلسطيني في المناطق المحتلة، فإننا على ثقة، انه رغم عواء ذئاب السلطة السياسية والعسكرية وقوى اليمين وتحريضهم الدموي على الموقعين على العريضة، فإن صرخة الـ 13 من الوحدة العسكرية الخاصة التابعة للقيادة العامة ستسهم في المعركة السياسية - الجماهيرية ضد الاحتلال وجرائمه ومن اجل زواله.

 

نقلا عن موقع الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة

http://www.aljabha.org/



#احمد_سعد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في مؤتمر هرتسليا: نتنياهو سكت دهرًا ونطق كفرًا بطرحه المعادل ...
- حوار أخوي مع شيوعي عراقي حول الاوضاع المعقّدة والمتفجّرة في ...
- حين يتكلم بوش عن الديمقراطية!!
- غروب ظلام حكومة شارون الشرط الهام للتقدم نحو التسوية والسلام ...
- هي الرسالة الحقيقية من وراء عملية الارهاب العدوانية الاسرائي ...
- بمرور ثلاثين سنة على حرب تشرين (اكتوبر): الرِّدَّة الساداتية ...
- مع دخول الانتفاضة عامها الرابع:المعطيات المخضّبة بالدماء وال ...
- في يوم السلام العالمي:لا أمن ولا استقرار ولا سلام في ظل استر ...
- محاربة الارهاب- وسيلة ادارة بوش لتنفيذ مخططها للسيطرة على ال ...
- مع اعلان نتنياهو مشروع التقليصات الجديدة في موازنة 2004: الج ...
- هل يمكن انقاذ ((خارطة الطريق))؟
- الشعب الفلسطيني بحاجة الى حلول جذرية وليس الى أقراص مخدرات و ...
- التنسيق الاسرائيلي- الامريكي لحرف خطة خارطة الطريق عن الطريق
- ماير فلنر الانسان والفكر والقائد الشيوعي في الذاكرة دائماً
- خطة -خارطة الطريق- في ارجوحة موقف شارون وحكومته
- عولمة الثراء وفقر العولمة


المزيد.....




- وقف إطلاق النار في لبنان.. اتهامات متبادلة بخرق الاتفاق وقلق ...
- جملة -نور من نور- في تأبين نصرالله تثير جدلا في لبنان
- فرقاطة روسية تطلق صواريخ -تسيركون- فرط الصوتية في الأبيض الم ...
- رئيسة جورجيا تدعو إلى إجراء انتخابات برلمانية جديدة
- وزير خارجية مصر يزور السودان لأول مرة منذ بدء الأزمة.. ماذا ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن تدمير بنى تحتية لحزب الله في منطقة جبل ...
- برلماني سوري: لا يوجد مسلحون من العراق دخلوا الأراضي السورية ...
- الكرملين: بوتين يؤكد لأردوغان ضرورة وقف عدوان الإرهابيين في ...
- الجيش السوري يعلن تدمير مقر عمليات لـ-هيئة تحرير الشام- وعشر ...
- سيناتور روسي : العقوبات الأمريكية الجديدة على بلادنا -فقاعة ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - احمد سعد - رفض ضباط احتياط من الوحدة المختارة في القيادة العامة للجيش الخدمة في قمع شعب الانتفاضة دالة خير في المعركة لزوال الاحتلال