|
بين إيران، سوريا، إسرائيل، وأمريكا تدور أوراق اللعب المصيرية للمنطقة!
فلورنس غزلان
الحوار المتمدن-العدد: 2244 - 2008 / 4 / 7 - 10:40
المحور:
السياسة والعلاقات الدولية
لم تسفر القمم السابقة عن نتائج يمكنها أن تنقذ أو تصب في الصالح العام أو صالح الشعوب ، حتى يمكن لهذه القمة التي أظهرت مدى هشاشة السياسة العربية والعلاقات القائمة بين الأخوة ( الأعداء حقيقة )، ولا أن تخرج الزير من البير في حل أي أزمة من الأزمات العالقة والملحة ، بل زادت من التضييق والاختناق بكل أبعاده السياسية والاقتصادية على المواطن العربي المنكوب بأنظمة تحضر ويغيب فيها الشعب المغيب دائما ومنذ عقود ...هذا يعود إلى أن اللعبة لا تنتهي بانعقاد قمة ولا بمؤتمر وزراء خارجية...كما أن انتظار الانتخابات الأمريكية للمنتظرين لن يثمر الكثير ..لكن القراءة الفاحصة لما جرى ويجري لهذه المنطقة، أو ماهو قادم إليها، وعلينا أن نضعه نصب عينينا ونستعد له...وبالطبع الشعوب لا تملك من الاستعداد سوى أذرعتها المقطوعة وأقلامها المكسورة وصوتها المخنوق ، واستمرار التنكيل والقمع بحقها ، كما استمرار التجويع.
ــ القضية الفلسطينية لم تكن حاضرة بمعناها العميق..كان الهم منحصرا على كسر حصار غزة والتئام الشرخ الحماسي الفتحاوي بعد لقاء صنعاء، مع الالتزام مجددا بالمبادرة العربية ، التي لن تجد من يسعى لتفعيلها أو يتبناها ويفرضها على إسرائيل من خلال قوة وتضامن عربي بوجه الأطماع الإسرائيلية، التي تنتهز كل فرصة وتماطل من أجل كسب الوقت وفرض الأمر الواقع وبهذا يصبح السلام المزعوم والمنتظر في خبر كان، ومن المستحيل أن يفرض على الأرض لانتفاء شروطه، يكفي أن نلقي نظرة على تسارع بناء المستوطنات خاصة بعد مؤتمر أنابوليس، والإلقاء برأي السيدة رايس بعد زيارتها الأخيرة لإسرائيل عرض الحائط ، حين طالبت أولمرت بتجميد بناء المستوطنات، وعلى الفور صدرت الأوامر وبدأ العد الفعلي لبناء 1400 وحدة سكنية في الضفة والقدس الشرقية بشكل خاص( نقلا عن فرانس بريس)، وبعد فترة وجيزة سيجد الطرف الفلسطيني المعتقد بإقامة السلام ...أن دولته غير ممكنة على أرض ممزقة تخترقها المستوطنات وتحيلها لقطع مبعثرة من الشطرنج يصعب جمعها وتوحيدها سياسيا أو جغرافياً، ناهيك عن وجود ما يزيد على 560 براج( مركز تفتيش)، تقيمه إسرائيل بين مدن الضفة وخاصة بين جنين ورام الله لتحيل حياة الفلسطينيين إلى جحيم مستمر، هذا كله يعني أن العرب في القمة وبدونها تركوا فلسطين وأهلها لمصيرهم المسدود!. لهذا تركز التصريحات الإسرائيلية وعلى لسان مسئوليها أو صحفييها بين فترة وأخرى ( معاريف، يدعوت احرنوت) ، أن الحل الأمثل يكمن بإقامة سلام مع سورية وليس مع الفلسطينيين! ــ إيران تصول وتجول في المنطقة وتمرر مخططاتها بكل هدوء ومن خلال أصابعها المطيعة والمنفذة ، دون أن تُدخل مواطنها أوبلدها مباشرة بالمعركة الدائرة لصالحها فبعد أن أطلقت العنان لتصريحاتها ووصلت بأمان للاستخبارات الأمريكية، بأنها لا تنوي الحصول على القنبلة النووية ، وأن غاياتها سلمية بحتة، وأيدت الصين هذه الرواية انطلاقا من مصالح متبادلة في قمتها البترول الإيراني طبعاً... وبعد أن زار السيد أحمدي نجاد العراق، وتحت حراسة الجنود الأمريكيين وبإذن مسبق من سلطة الاحتلال ــ وهذا يعني بحد ذاته ما يعنيه لمن يفهم من الإشارة ــ وبمجرد انتهاء رحلته اشتعلت الحرب الصدرية في ضواحي بغداد ( الصدر والكوت)، وانتشر اللهيب الحارق للبصرة وكانت فرصة نجاد معدة بعد خروج القوات البريطانية من البصرة وثبتت قوات المهدي نفوذها في كل المناطق الحساسة والاستراتيجية للبصرة خاصة البترولية!!، ووصلت مطالب قوات الصدرإلى مطالبة المالكي بسحب الجنود العراقيين المقدرة ب 15000 جندي من البصرة ، كما طالبت بتنحيته باعتباره خائنا لما سبق وعقده من موالاة!!. ضريبة الوفاء والانحناء لمصيدة أحمدي نجاد كلفت العراقيين خلال أربعة أيام ( 488 ) قتيلاً و ( 900 ) جريحا!!!، ...تصفق في الوقت نفسه وتهلل الصحف العربية من سورية إلى لندن...بأن حصيلة الخسائر الأمريكية منذ عام 2003 حتى الآن ( 4000 ) جندي!! لبلاد تعداد سكانها ينيف على 300 مليون نسمة، بينما خسائر العراقيين منذ هذا التاريخ حتى الآن فاقت المليون إنسان لعدد سكان لا يساوي اليوم عشرين مليوناً!!، بعد الهجرات المتلاحقة وخسائر الحروب السابقة ، التي ابتلي بها العراقيون ـــ دون أن نحسب حساباً لفارق القوة الاقتصادية . هذه هي فرصة نجاد لفرض شروطه على الأمريكيين ، فالورقة الرابحة هي العراق، كما أنها الحلقة الأضعف في السياسة الأمريكية، ولو خطر ببال سيد البيت الأبيض ( بوش ) تسديد ضربة لإيران قبل رحيله ــ وقد أعلن عنها في أكثر من تقرير ومناسبة أمريكية ــ لكن نجاد سبقه في إعداد المصيدة العراقية من جهة وتهديده بضرب الموانيء الخليجية لقطع الإمدادات الأمريكية من جهة ثانية، وبضمانه البصرة تحت السيطرة الصدرية يكون الباب الخلفي لإيران محروساً بصدور العراقيين، والخسارة لن تكون إيرانية على كل حال!!. وهذا ما يفسر اختلاف المخطط الإسرائيلي عن الأمريكي، فإسرائيل تفضل ضرب إيران وتستبعد ضرب سورية، بل تسعى لإقامة سلام مع سورية، وقد صدر أكثر من تصريح وعلى لسان أكثر من جنرال ومعلق إسرائيلي، بأن إقامة سلام مع سورية خطوة فيها الكثير من الربح لإسرائيل، حتى لو كلفها إعادة الجولان أو محاولة استئجار بعض أراضيه أو تحييده واعتباره منتجع سياحي تعود فائدته على الطرفين، خاصة وأنها تسعى جاهدة كما سبق وذكرت للحيلولة دون قيام دولة فلسطينية بكل الطرق وخطوط اللعب وأوراقها بيدها طبعا لا باليد العربية. وقد صدر أكثر من تصريح على لسان أولمرت وباراك ينفي رغبة إسرائيل بتغيير النظام السوري، لأنه النظام الوحيد الضامن لأمنها من جهة ولإمكانية فرض شروطها عليه بعد عزله عن إيران ، وبعد أن تبيعه إيران بمقايضة مع أمريكا يدفع ثمنها العراق. ــ لقد جاء مقتل مغنية ضربة قاصمة لسورية، رغم أنها أعلنت عن تقديمها الدلائل غدا وكشفها أوراق الجهات المتورطة بمقتله، وقد أشارت لأجهزة تابعة لدول عربية كما أشارت للموساد، وتعتقد أنها من خلال هذه الورقة يمكنها أن تساوم وقد حاولت قبل انعقاد القمة، لكن ما تطلبه أكبر من مغنية...ما تطلبه هو المحكمة الدولية وما وراءها من سلطة ونفوذ في لبنان، والخشية الإسرائيلية تأتي من انتقام حزب الله لمقتل مغنية، ويمكنه أن يأخذ أكثر من طابع وأكثر من بعد لتأثيره وآثاره، فاستعدادات حزب الله وتمويلها العسكري وصل حداً كبيراً، ربما تطول وتنتشر ...فهل تُقدِم على خطف جنود آخرين تلحقهم بجنديي تموز لعام 2006 ؟ أم ستفاجيء الجميع بعملية خاطفة وخارقة تقتل فيها قياديا إسرائيليا مهماً؟ ..وربما سيؤدي هذا لحرب طاحنة تدخل فيها إسرائيل بكل ثقلها لأنها تعتبر ضربها عملاً ( لا يمكن أن يمر بسهولة)وأن ( ردها سيكون مؤلماً) ، وهذا ما يفسر عودة وزير دفاعها باراك من زيارة لألمانيا ( لسخونة الجبهة الشمالية) !!..مع أن الموقف السوري أيضا يبدو ساخناً، رغم برودته لأربعة عقود خلت! ، وهل الانتشار العسكري في البقاع الغربي ( حيث حزب الله )ومن الطرفين السوري والإسرائيلي دليل انتظار الفتيل؟ ، ومن سيكون الباديء والساعي لإشعاله؟في كل الأحوال؟ ومن خلال قراءتنا لكل الاحتمالات، فإننا نخرج بنتيجة وافية ، أن المنتصر الأهم على الساحة اللبنانية والعراقية ستكون إيران، بالطبع إن لم تأت وتخلق معطيات ومفاجئات جديدة تقلب الموازنات والحسابات، ويمكن لسوريا أن تلعبها بعد أن فشلت القمة الدمشقية في جمع ورأب الصدوع القائمة بين النظام في دمشق وباقي دول( الاعتدال العربي) ، علما أن هذه الصدوع والشروخ من منتج الأنظمة القائمة وصناعتها!، ويمكن لسورية أن تحاول شراء الكسب الداخلي( الغارق اجتماعيا واقتصاديا وسياسيا حتى السكرات الأخيرة قبل الموت)، والعربي من خلال تورطها في حرب رأس حربتها حزب الله اللبناني، وقد انسلت من بين يديها كل خيوط اللعب والمساومة، سواء مع أمريكا، أو مع الدول الأوربية، ولم يبق لديها سوى لبنان ورئاسته وورقة مقتل مغنية، وكيف يمكنها اللعب في توريط أنظمة الاعتدال والموساد! وبهذا تضمن تمديد وقت الفراغ الرئاسي أكثر، كما تساوم أيضا على نهاية حقبة بوش الرئاسية، وكأن القادم لن يكون بوشي السياسة وأمريكي الصناعة والمصلحة؟!. فهل السخونة القادمة تعني أن انهياري يعني انهياركم معي؟ .
#فلورنس_غزلان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
نيروز منا وفينا، ولن يموت بموت بعضنا
-
ليلنا الدمشقي
-
المواطن السوري متهم ... لايعرف ما يحق له وما لايحق!
-
عنف السلطة بحق الوطن، وبحق عائلة الحوراني
-
أمن الخطأ أن تتقدم سوريتي على عروبتي؟
-
هل تنبت قرنفل دمشقية بعدك يا فيروز؟
-
أساطير البؤس العربي، والموقف من إعلان دمشق
-
دمشق عاصمة للثقافة العربية لعام 2008، والدكتورة حنان قصاب حس
...
-
نواعير حماة، وفداء حوراني الأسيرة
-
كلنا مع معتقلي إعلان دمشق
-
المرأة العربية ضحية الإرهاب ومنتجته!
-
إلى الحوار المتمدن ...جمرة الحرية ورقم الصحافة الصعب...في عي
...
-
كل المفاجآت والمفارقات تأتينا من مصر العربية ودمشق الفيحاء و
...
-
اربطوا الأحزمة...لتهبطوا في النعيم السوري!
-
هل يحتمل أن نكون شهوداً على انهيار الحلم؟
-
نحن السوريون، هل يمكننا التفاؤل؟
-
أسئلة موجهة للمعارضة السورية
-
بسطة على الرصيف في السوق السياسية السورية الرائجة
-
الموسيقى تحتفل بالحرية
-
من حق المرء اختيار دينه
المزيد.....
-
السعودية تعدم مواطنا ويمنيين بسبب جرائم إرهابية
-
الكرملين: استخدام ستورم شادو تصعيد خطر
-
معلمة تعنف طفلة وتثير جدلا في مصر
-
طرائف وأسئلة محرجة وغناء في تعداد العراق السكاني
-
أوكرانيا تستخدم صواريخ غربية لضرب عمق روسيا، كيف سيغير ذلك ا
...
-
في مذكرات ميركل ـ ترامب -مفتون- بالقادة السلطويين
-
طائرة روسية خاصة تجلي مواطني روسيا وبيلاروس من بيروت إلى موس
...
-
السفير الروسي في لندن: بريطانيا أصبحت متورطة بشكل مباشر في ا
...
-
قصف على تدمر.. إسرائيل توسع بنك أهدافها
-
لتنشيط قطاع السياحة.. الجزائر تقيم النسخة السادسة من المهرجا
...
المزيد.....
-
افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار
...
/ حاتم الجوهرى
-
الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن
/ مرزوق الحلالي
-
أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا
...
/ مجدى عبد الهادى
-
الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال
...
/ ياسر سعد السلوم
-
التّعاون وضبط النفس من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة
...
/ حامد فضل الله
-
إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية
/ حامد فضل الله
-
دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل
...
/ بشار سلوت
-
أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث
/ الاء ناصر باكير
-
اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم
/ علاء هادي الحطاب
-
اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد
...
/ علاء هادي الحطاب
المزيد.....
|