أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - محسن صابط الجيلاوي - قراءة في الرسالة المفتوحة للسيد فاضل ثامر إلى رئيس الجمهورية ( محاولة تحويل شعب كامل إلى شعب متسول )














المزيد.....

قراءة في الرسالة المفتوحة للسيد فاضل ثامر إلى رئيس الجمهورية ( محاولة تحويل شعب كامل إلى شعب متسول )


محسن صابط الجيلاوي

الحوار المتمدن-العدد: 2243 - 2008 / 4 / 6 - 11:06
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


اطلعت على الرسالة المفتوحة التي وجهها رئيس اتحاد أدباء العراق الأستاذ ( فاضل ثامر ) إلى رئيس الجمهورية ( جلال الطالباني ) والرسالة رغم قصرها، لكنها تكثف بوضوح وضع العراق المأساوي كبلد وكشعب وكدولة ونخب...والمحزن أن رئيس أكبر تجمع مفترض للثقافة والمثقفين قد تنازل عن رياديته وطليعيته ومكانته الهامة في صياغة الوعي لأمّة انتهكت كرامتها طويلا في القدرة على التحليل والاستنتاج والفعل في وقف مهازل الحكام الواضحة لكي ينزل إلى مستوى ابن الشارع( الغلبان) في الركض وراء دافعي الهدايا والهبات والعطايا...كقارئ ومحب للثقافة أستغرب على السيد ثامر استخدام مفردات لا تليق بسمعة وكرامة أي مثقف عراقي، فاللقاء برئيس الجمهورية قد يكون احدى نشاطات الاتحاد جماهيريا وهو أمر مبرر، لكن أن يتقبل رئيس أكبر تجمع طليعي في المجتمع هبة بهذا الحجم من شخص في الدولة مهما كان مركزة هو تعبير عن فوضى المعرفة وفهم الديمقراطية ودولة القانون التي كان الأجدر بقيادة الاتحاد على فهمها وممارستها عمليا وعلى لعب دور تنويري في صياغة وعي جمعي لدى الناس في ماهيتها، وماهية احترام موارد الدولة وثرواتها وخيراتها وبالتالي احترام كرامة الناس كإفراد وكمجتمع وكمؤسسات، ولا أعتقد أن أحدا ما يختلف على أهمية هذه المسلمات وخصوصا في وضع العراق اليوم حيث الاحتلال والطائفية والقومية والنهب والسرقات والمليشيات وتفتت الدولة والوطن...فالمعروف في أي بلد ديمقراطي وحتى في الخطوات الأولى نحو ذلك تكون حماية الثروات وطرق توزيعها والإشراف عليها وفق سلطة معززة ومكرسة بالقانون، ولا أعرف أي وضع تهريجي ديمقراطي أباح لرئيس الجمهورية في لقاء وفي لحظة من العظمة والنشوة المفرطة تقديم هذه المنحة، دون أن نعرف من أي خزين، ومن أي جهة، وأي قانون يقف وراء ذلك؟؟؟ لقد تكاثرت منح وعطايا الشخصيات السياسية في العراق فالمالكي والحكيم، والجعفري، والطالباني، والبارزاني، وبيان جبر، وعادل عبد المهدي، والمشهداني، وأياد علاوي وطارق الهاشمي وغيرهم( بعضهم بدأ الأولاد يمسكون عصى الخلافة– كل واحد لديه عدي جديد ) وضعوا أنفسهم بوضع المنقذ لكل مُريد وشهيد ومريض وميت ومحتاج، فلا يمر يوم إلا وتقرأ تبرع ومكرمة ومساعدة منهم هنا أو هناك في ظل غياب سؤال وهام وأساسي من أين لهم كل هذه الأموال والقدرات الهائلة ؟ والمتتبع للصورة العريضة لقائمة التبرعات الشخصية وسعة القوائم التي احتوتها يمكننا القول وبلا تردد انهم حولوا شعب كامل وبجدارة إلى( مجدية/ متسولين) وتلك أهم ميزة لحكامنا الجدد في سرقة عواطف الناس وأصواتهم وأحلامهم وتحويل أموال فقراء العراق لتحقيق تلك الدونية في الاستبداد الشرقي في تحويل أنفسهم إلى منقذين ورحماء وأصحاب فضيلة، هل تناسى السيد ثامر أن صدام مارس ذلك طيلة حكمة، فما النتيجة ؟

لقد اختلط الحابل بالنابل في تعريف ماهية سرق الأموال العامة، ومن يقف وراء هذا الفساد الفظيع، وذلك الإفقار للناس... وتعجب السيد ثامر عن عدم صرف المنحة هذه السنة في محله، لكنه قد لا يعرف كما يبدو أن وضع الهبات الشخصية دائما هكذا فهي تخضع لمجسات الحاكم ورؤيته الشخصية ولدائرة مستشاريه وأبواقه طالما لا يوجد وضع قانوني واضح يبيح ويدعم ذلك..وفي كل الدول الديمقراطية تُدعم أي مساعدة أو منحة بوضع قانوني وذلك لحماية كرامة المُستلم وكذلك لحماية المال العام من العبث، وأعتقد أن أموال العراق وثرواته كافية بما لا يقبل الجدل لتحقيق الرفاهية والسعادة والعيش للجميع ولأصبحت الدولة هي الحاضن لاحتياجات الناس والحفاظ على كرامتهم..هل يعرف السيد ثامر أن كل الديمقراطية تفرق بين العمل الوظيفي في الدولة وبين النشاط الخاص لكي يكون هناك وضوح وسهولة في وقف أي فساد محتمل ؟ كان الأجدر بالإتحاد رفض أي منحة لا تأتي من الدولة العراقية ومن مؤسساتها المعروفة وطبعا اتحاد بحجم اتحاد الأدباء يستحق أكثر من هذا...!
لقد بدا يتأكد لي يوما بعد يوم كمواطن عراقي ما يردده الشاعر سعدي يوسف عن المثقف التابع، فالثقافة العراقية تتعرض إلى تشويه وإلى محاولة إفراغها من مهامها الأصيلة والجوهرية في الدفاع عن التقدم والجمال والحق والخير والنظافة..عبر تحويل شخوصها إلى (قرقوزات) تستجدي الحكام عند كل منعطف وحاجة، وبذلك تحولت اليوم إلى سمسرة وارتزاق ومهرجانات ممسرحة ورخيصة يعبث بها نفر من أنصاف المثقفين وأصحاب المال واللصوص والسراق وحرامية الأحزاب ورجال السلطة الكُثر وبالتالي تحقق الأبشع والأخطر هو تحول النخب إلى هتافين وعديمي فائدة في أن يلعبوا دورا هاما وطليعيا ومستقلا في قيادة الناس والوعي والثقافة والفكر نحو أفاق تحد من الاستبداد وتؤسس للحرية والكرامة والقانون والتقدم الحقيقي...!
على السيد فاضل ثامر أن يتحمل عتب مواطن مثلي على هذه الهفوة بان ينزلق شخصيا ومعه اتحاد الأدباء في هذه المفارقات والمغالطات العجيبة مع التأكيد على احترامي الشديد له كشخص خدم الثقافة العراقية بشكل واضح ومشهود...!
اتحاد فقير ومتهالك البناية ولكن رمز باهر وشريف وأصيل للمعرفة وللثقافة المشاكسة والمستقلة هو ما يحتاجه العراق وسيبقى ذلك محط تقدير ونقطة ضوء هامة في تاريخه وتاريخ ثقافته بوجه سياسة الخراب التي تعصف به اليوم..!
الثقافة هي حائطنا الأخير في الدفاع عن وطننا وعن شعبنا وعن قيمنا الأخلاقية والاجتماعية، انهيارها يعني أن العراق في وضع صعب للخروج من هذه المحنة سريعا..لينتبه لذلك كل مثقف ووطني عراقي مخلص والذي عليه واجب هام اليوم أكثر من أي وقت مضى أن يلتحف عذابات الناس بحق وبصدق وعبر ممارسات تقدح وتدعم تفكير الناس بالأفضل والأصح والأجدر للبقاء والتفرد والديمومة وصياغة بديل مشارك إنسانيا مع عالم اليوم فكرامة امّة بأكملها في خطر حقيقي...!

رابط رسالة السيد فاضل ثامر
http://www.sotaliraq.com/articlesiraq.php?id=11085



#محسن_صابط_الجيلاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تحية إلى الوطنية ( التركمانية ) العراقية..!
- يوم الشهيد الشيوعي، عظمة الشهيد، وقبح ونفاق الطبقة السياسة ا ...
- قصة الطفلة العراقية ( زهرة ) وعار المنطقة الخضراء كما ترويها ...
- تحية لمجلة الآداب ورئيس تحريرها من الناجين من مجزرة بشتآشان ...
- القتلة يخافون الجمال – من وحي سطوع نجمة باكستان والعالم بناز ...
- عن الاحتلال الوطني، الكوت نموذجا...!
- ( هجاء لبقايا العقل الخاوي )
- القيادات الكردية أمام امتحان صعب..لا مكابرة إلا الاحتماء بال ...
- ( وصف العيش.. نصف العيش )
- عن القيادة والشهداء والحزب وتلك الأيام..حوار مع الأخوين سمير ...
- الله لا يجعلها شماتة يا قيادات الحزب الشيوعي...!
- لا تدعوا المحتل والخونة والقتلة وسارقي قوت وثروات الشعب العر ...
- ( من وحي المؤتمر الثامن للحزب الشيوعي العراقي ) قراءة في أزم ...
- الشعب اليزيدي شعب الأبطال..سيخرج من هذه الظروف منتصرا مع الع ...
- فضائية الفيحاء وورطة الأماكن المستهترة بالإنسان و بالعقل الع ...
- رسالة حب إلى أخ عراقي أصيل من الديانة اليهودية
- البرلمان العراقي( منتخب ) ولكن ضد الناس..!
- ثوب الحرية الجميل الذي يلبس جزافا...!
- نداء من موقع الكوت ...لتبقى محافظتنا كما كانت دوما رمزا عراق ...
- فضيحة السفارة العراقية في السويد - سفارة القچقچية


المزيد.....




- مصر.. حكم بالسجن المشدد 3 سنوات على سعد الصغير في -حيازة موا ...
- 100 بالمئة.. المركزي المصري يعلن أرقام -تحويلات الخارج-
- رحلة غوص تتحول إلى كارثة.. غرق مركب سياحي في البحر الأحمر يح ...
- مصدر خاص: 4 إصابات جراء استهداف حافلة عسكرية بعبوة ناسفة في ...
- -حزب الله- يدمر منزلا تحصنت داخله قوة إسرائيلية في بلدة البي ...
- -أسوشيتد برس- و-رويترز- تزعمان اطلاعهما على بقايا صاروخ -أور ...
- رئيس اللجنة العسكرية لـ-الناتو-: تأخير وصول الأسلحة إلى أوكر ...
- CNN: نتنياهو وافق مبدئيا على وقف إطلاق النار مع لبنان.. بوصع ...
- -الغارديان-: قتل إسرائيل 3 صحفيين في لبنان قد يشكل جريمة حرب ...
- الدفاع والأمن القومي المصري يكشف سبب قانون لجوء الأجانب الجد ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - محسن صابط الجيلاوي - قراءة في الرسالة المفتوحة للسيد فاضل ثامر إلى رئيس الجمهورية ( محاولة تحويل شعب كامل إلى شعب متسول )