ثائر الناشف
كاتب وروائي
(Thaer Alsalmou Alnashef)
الحوار المتمدن-العدد: 2243 - 2008 / 4 / 6 - 05:13
المحور:
المجتمع المدني
لأن رحلة الوصول إلى سورية لا زالت طويلة وشاقة, وقد لا تصل مع اقتراب شبح المحكمة الدولية, يقول الدكتور رفعت الأسد واثقاً .. الحرية سبيلنا إلى القوة والرفاهية, قوله هذا مؤشر على انعدام الرفاهية ودليل على الضعف بجميع مستوياته في سورية, التي لولا حبه لها لما نادى بالحرية.
مهلاً .. مهلاً , الكل ينادي بالحرية , النظام ينادي بالحرية , ويقول للعالم بلسان وزير إعلامه محسن بلال , تعالوا وانظروا إلى الحرية , المعارضة باختلاف أطيافها تنادي بالحرية , الكل من موقعه يعزف على وتر الحرية , وعلى الجميع الإصغاء لعزفه , وفي النهاية يقرر الجمهور أي نوع يختار , ومَن يقع عليه اختيار الجمهور , هو الفائز في مسابقة العزف على وتر الحرية .
العازفون على وترها كثر , ولا يُفهم من هذا العزف إلا على أنه عرض لاستدراج الجمهور لكل ما هو جديد , فلا جديد في حياته , لكن الجديد هو في طيات ذلك العزف , وببالغ الأسف صارت الحرية في معناها ومبناها تعزف على وتر الإعلام والمنابر , فيما الأساس أن لا تزحزح عن مكانها الصحيح في المؤسسات والنقابات .
من الطبيعي أن ينادي جيل الأمس (جيل النكبة والنكسة ) بالحرية متأخراً , فليس غيرها مَن يغسل عار الهزيمة التي يتجرع مرارتها جيل اليوم , لو جاءت الحرية على يد جيل الهزيمة افتراضاً , فلن تبيض صفحات هزائمهم السوداء , فقوة عدوهم في ازدياد مضطرد لا يساويها إلا ازدياد القمع والهزيمة .
الأحرى بجيل الهزيمة أن يسعى إلى السلام مع إسرائيل ومع جمهوره , إذا أراد أن يكفر عن ذنوب هزيمته المدوية , ولا يطنن أحد أن السلام يعني الاستسلام , فلا تبدأ الحرية إلا عندما تطوى صفحات الصراع , ولا طعم لها مادامت صورة الهزيمة حية ومرتسمة في الذاكرة .
واهم من ينادي بالحرية في سورية , والظاهر , لا ينادي بها سوى جيل الهزيمة , ففراغ الهزيمة لا يملأه إلا السلام , أما الحرية فهي واجبة لجيل اليوم , الجيل الذي حرمته الهزيمة طعمها وجعلته يكفر بها .
من يَقدر على المزايدة فليزايد على إسرائيل, ومن لا يقدر, فليسكت, لأن السكوت من ذهب.
#ثائر_الناشف (هاشتاغ)
Thaer_Alsalmou_Alnashef#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟