أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - علي البزاز - جدال حول فيلم -فتنة- للهولندي خيرت فيلدرز هاوي تطرّف لا يتكلم العربية ويسيء تأويل القرآن














المزيد.....

جدال حول فيلم -فتنة- للهولندي خيرت فيلدرز هاوي تطرّف لا يتكلم العربية ويسيء تأويل القرآن


علي البزاز

الحوار المتمدن-العدد: 2243 - 2008 / 4 / 6 - 11:10
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يقول نابوليون بونابرت: "اذا اردت ان تحققق احلامك فاذهب إلى الشرق". اليوم، اذا اردت ان تصبح مشهورا، فتناول الاسلام بالسوء. لا يرقى فيلم "فتنة" للهولندي خيرت فيلدرز الى ما دون مستوى افلام الهواة الذين بفضل التقنية السينمائية الحديثة يستطيعون انتاج افلام اكثر حرفية من الفيلم الهولندي المذكور، والذي يبدأ بلقطة لكتاب غامق يشير الى القرآن مع صورة النبي محمد وقنبلة في عمامته من عمل الرسام الدانماركي ويسترغارد عام 2005 بالتزامن مع قراءة للآية 60 من سورة الانفال: "واعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونه"، ثم صورة لطائرتين من ارشيف هجمات الحادي عشر من أيلول تخترقان برجيّ مركز التجارة العالمي. يستمر الفيلم في عرض لقطات من الارشيف لتفجيرات لندن وبرشلونة، الى خطب تحريضية يلقيها ائمة مساجد يذكرون كيف انتشر الاسلام في العالم، وبطاقة سياحية لهولندا مكتظة بالمساجد وعبارة "تحيات من هولندا" تشير الى الخوف من سيادة الدين الاسلامي هنا.
اسوأ ما في الفيلم الذي يكشف سطحية خيرت فيلدرز ثقافيا وسينمائيا هو هذا المشهد: مذيعة تسأل طفلة محجبة عن الذين تكرههم فتجيب الطفلة بأنها تكره اليهود لانهم موصوفون في القرآن بالخنازير. وكأنه يريد الادانة تلحق بالقرآن من طريق طفلة وقعت ضحية تربية هي ايضا متحاملة على الاخر.
ينتهي الفيلم بصوت تمزيق صفحة، وعبارة باللغة الهولندية تشير الى ان هذا التمزيق هو لدليل هاتف. ثم الانتقال الى صورة النبي محمد حيث تنفجر القنبلة في عمامته وصورة القرآن مكتوبة بجانبها كلمة "فتنة". ليس في الفيلم سوى الولع بتجميع الحوادث ولصقها من خلال مونتاج ساذج بعيد عن مواصفات العمل السينمائي وحتى عن اسلوب الريبورتاج، ناهيك بخلو الفيلم تماما من لغة التعبير الفني. فقط افكار الطعن والاهانة المفكَّر فيها سلفا، تتحكم باللقطات ومن دون بناء دراميّ. وعليه، يفتقر الفيلم تماما الى خطة مونتاج تظهر الحبكة الغائبة أصلاً، مما يقود الى خلاصة مفادها ان فيلدرز غير عارف بفن السينما ويفتقر الى المبادئ الاساسية للصناعة السينمائية على رغم الدعم المالي الهائل والتغطية الصحافية غير المسبوقة قبل عرض الفيلم، متزامنة مع مخاوف الحكومة الهولندية من العواقب التي قد يثيرها العرض.
سقط الفيلم كما كان متوقعا في فخاخ التأويل الخاطئ الذي دأب بعض المستشرقين على ترويجه بعد أيلول 2001 للآية 60 من سورة الانفال. اذ فسّروا خطأ كلمة ترهبون بمعنى الارهاب. يقول الامام علي بن ابي طالب "ان القرآن حمّال اوجه". المقصود هنا كثرة التأويل، فلا تفسر الآيات القرآنية بمعزل عن السياق التاريخي والاجتماعي لنزولها، يضاف الى ذلك مسألة في غاية الاهمية وهي ضرورة معرفة اللغة العربية حاضنة القرآن، بخلاف الديانتين المسيحية واليهودية وعلاقتهما باللغات المنقولة اليها. تفسير القرآن أو تأويله يتطلبان المعرفة الدقيقة بآليات اللغة العربية، وفيلدرز هذا لا يتكلم العربية، وتقتصر معرفته بالاسلام والقرآن على مصادر الترجمة والتي هي احيانا بعيدة عن الاصل. فاللغة العربية، لغة وصفية مشحونة بالدلالات والمعاني، اما اللغة الهولندية فهي لغة وظيفية.
قال فيلدرز يوما: ان المسلمين يجب ان يمزقوا نصف القرآن. وهناك في هولندا الى الان من يطلق على المسلمين عبارة "المحمديون" التي تنطوي على الجهل والاساءة الى الاسلام. الرد الحضاري الذي قامت به الجالية الاسلامية في هولندا تمثل في فتح المساجد يوم الجمعة بعد عرض الفيلم معتبرةً هذا اليوم للتسامح وللتشجيع على معرفة الاسلام، مما فوّت على المخرج الفتنة التي كان ينتظرها من فيلمه. ومن خلال اللقطات المبنية على اسلوب "التجميع"، نكتشف عدم وجود سيناريو يوجه البناء او القصّة بخلاف فيلم submission للمخرج الهولندي تيو فان غوغ الذي قُتل بسببه. فقد شاركته الصومالية هيرشي علي في كتابة السيناريو، وكان تيو صحافيا وأنتج افلاما للتلفزيون الهولندي على رغم وجود اعتراضات كثيرة ايضا على فيلمه.
اما فيلدرز فلم يُعرف عنه من اهتماماته الثقافية والفنية سوى عدائه السافر للاسلام. بعد فيلم "فتنة" ينبغي للجالية المسلمة في هولندا، استعمال ادوات الغرب الثقافية وهي الحوار والفن والثقافة كمصادر للتعبير، وعدم التلويح بالرد العنيف اذا تعرضت للاساءة. كان مخرج الفيلم يصرح دائما بأن فيلمه هو ضد القرآن ككتاب وكمنهج للمسلمين، وسوف يثبت بالدليل القاطع انه يشجع على الارهاب. لكننا لم نر في فيلمه مقابلات مع مستشرقين او مع مهتمين بالشأن الاسلامي، او تثبيت ما كتب في الثقافة الغربية عن القرآن. واعتقد ان العبارة التي تقول "ان هذا التمزيق هو لدليل هاتف"، تؤكد تراجع تصميمه على ان القرآن يحرّض على العنف في حين هو يقصد تماما تمزيق صفحة من القرآن، الامر الذي يقود الى الاستنتاج بعدم حرفية المخرج ومحاولتة الصريحة لجعل فيلمه فتنة تهدد المجتمع الهولندي. وهذا ما اثار امتعاض الاوساط الثقافية والسياسية التي طالبت بعرض القضية على القضاء ليصدرحكمه



#علي_البزاز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الذاكرة بيت غير جغرافي مفاتيحة الماضي
- شكرا امريكا للعراقي عادل جودة
- السلطان والمدينة : تحولات الحياة والملك في امبراطورية آل عثم ...
- مهرجان الفيلم الوثائقي العالمي في امستردام IDFA ...تفاهم عال ...
- الفيلم الوثائقي-الكتابةالاولى- هذا الذي راى كل شيء فغني بذكر ...
- مهرجان ميلانو للسينما العراقية... مخرجون يخترعون الصور كي لا ...
- الحكمة مزينة بالضوء وبالموسيقي.. وريادة النوع
- الفيلم الوثائقي ( بلاد مابين الحربين ) *العراق منهوب الكرامة
- الفيلم الوثائقي - سندباديون - تيتانك عراقية معاصرة
- الفيلم القصير - المهد -عدالة السلوك
- الفيلم العراقي القصير - الليلة الثانية بعد الالف - الحكاية ا ...
- الفيلم الوثائقي – الدرامي - ذاكرة وجذور - ذاكرة الثلج االحار
- أحقاً كان الزرقاوي مُطارداً ؟
- -بعيداً عن بغداد- لقتيبة الجنابي المكان المنفي يعثر على صورت ...
- الفيلم الوثائقي -المراسل البغدادي الحلم يبدد رغبة العدم -
- الفلم الوثائقي دبليو دبليو دبليو كلكامش صداقة كلكامشيه وعراق ...
- مهرجان روتردام السينمائي تطور أم تراجع؟
- أضرحة وتعاويذ لتوطين النار وحفظ الأسرار الكتب الصناديق في م ...
- المعرض الفوتوغرافي العالمي الأرض من السماء
- الفيلم الوثائقي (أم ساري) الحرب: إرهاب للمستقبل


المزيد.....




- كاتدرائية نوتردام في باريس.. الأجراس ستقرع من جديد
- “التحديث الاخير”.. تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah T ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف بالصواريخ تجمعا للاحتلال ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تعلن قصف صفد المحتلة بالصواريخ
- المقاومة الاسلامية في لبنان تقصف مستوطنة راموت نفتالي بصلية ...
- بيان المسيرات: ندعو الشعوب الاسلامية للتحرك للجهاد نصرة لغزة ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تقصف بالصواريخ مقر حبوشيت بالجول ...
- 40 ألفًا يؤدُّون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى
- المقاومة الاسلامية في لبنان تواصل إشتباكاتها مع جنود الاحتلا ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف تجمعا للاحتلال في مستوطنة ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - علي البزاز - جدال حول فيلم -فتنة- للهولندي خيرت فيلدرز هاوي تطرّف لا يتكلم العربية ويسيء تأويل القرآن