حميد الهاشمي الجزولي
الحوار المتمدن-العدد: 2243 - 2008 / 4 / 6 - 11:17
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
القوى المحافظة وإستراتيجية الاستحواذ:
من مهام القوى المحافظة المتأسلمة ، حالا وبشكل مكثف الاستحواذ على شعارات ومطالب القوى الديموقراطية المناضلة، ومنها مطالب من قبيل تغيير الدستور ومطالب ديموقراطية مرتبطة بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، وهذه المطالب في جوهرها ليست مطالب للقوى المتأسلمة، ولا ترتبط بمشروعها إلا في شقه التنظيمي-التعبوي في أفق السيطرة على الساحة الجماهيرية من اجل توجيهها في اللحظة المناسبة لتحقيق مشروعها الاستبدادي الذي ينبني على حاكمية الله كغطاء لحاكمية زمرة من زبانية شيخ أو شيوخ .
وكان الباحث المغربي سامر ابو القاسم في كتابه "التدين والسياسة" ، قد فكك خطاب أحد "زعماء" المتأسلمين حول المسألة الدستورية من خلال وثيقة كان قد تقدم بها المتأسلم الرميد حول الموضوع .
طفولية يسارية تعيد إنتاج طفوليتها:
للأسف ينخدع العديد من الرفاق الذين يتموقعون داخل اليسار، بشعارات هذه القوى، بل يذهب البعض منهم إلى حدود ممارسة تحالفات وتنسيقات لاطبيعية مع هذه القوى ،والمنطلق فقط، هو أنها تعارض "المخزن"، وهذا التفكير كما مستتبعه في الممارسة إعادة إنتاج لممارسة سياسية لا تميز بين التناقضات الأساسية و التناقضات الثانوية ، ولا تمارس السياسة ضمن تصور ديناميكي عبر الزمان والمكان.
وهذا المنطق له ممثلوه داخل كل التنظيمات السياسية اليسارية بدون استثناء، أما أسبابه فتاريخية من حيث نشوء وتطور كل تنظيم، وفكرية-سياسية حيث كان التحاق العديد من "القيادات" بتنظيمات يسارية على أساس الشعار السياسي وليس المشروع الفكري للمشروع التنظيمي الذي غالبا ما أجهض.
ونحن على أبواب انتخابات 2009 :
هل لنا أن نعدد الأسباب التي تجعل الانتخابات البلدية والقروية ذات أهمية إستراتيجية في تحديد المستقبل المغربي، بين أن يكون ظلاميا أو مفتوحا على أفق ديمقراطي لم تظهر ملامح إمكانه بعد؟ لا اعتقد، لأن كل الفاعلين واعون بذلك.
ما المطلوب؟
المطلوب هو خلق شروط تجاوز الوضع المعطل السائد، وتكسير حالة الجمود التي تفرضها قيادات لم تعد قادرة على إنتاج متطلبات "اليومي" فكيف لها أن تنتج استراتيجيات، أو تكتيكات، او حتى سياسات.
المطلوب أن يتوجه اليساريات واليساريون إلى حيث يسكنون وإلى حيث يعملون ومن خلال المجتمع المدني، لخلق شروط تعاقد يساري قاعدي من اماكن العمل ومن الحي والدوار والقرية والمدينة، ثم الجهة، حول مطالب الجماهير الحقيقية في الديموقراطية والعيش الكريم.
هذه المطالب التي بلورتها القوى الديمقراطية عبر تضحيات جسام ، وفي جدلية نضالها الوطني والأممي، والتي تحاول قوى الاستبداد المتسترة بالدين وبشعارات اليسار الاستحواذ عليها، للانقضاض على السلطة وتدمير المجتمع.
ولتكن البداية بتسييد مبدأ الانتخاب الديموقراطي للذين يريدون أن يترشحوا باسم القوى اليسارية، عبر تنظيم انتخابات أولية محليا، والاحتكام في إعداد اللوائح المحلية للمبدأ الديموقراطي.
#حميد_الهاشمي_الجزولي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟