أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - باتر محمد علي وردم - كارثة الإنفاق العسكري في العالم العربي














المزيد.....

كارثة الإنفاق العسكري في العالم العربي


باتر محمد علي وردم

الحوار المتمدن-العدد: 696 - 2003 / 12 / 28 - 04:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


العالم العربي ملئ المفارقات والتناقضات، وبالنسبة لأي محلل أو مراقب خارجي فإن الأمر يحتاج إلى الكثير من الصعوبة في التفكير لمتابعة هذه المفارقات والتي قد لا تتواجد في أية منطقة أخرى في العالم. العرب ومنذ العام 1973 لم ينتصروا في أية معركة سياسية أو عسكرية أو اقتصادية، وزاد معدل الجهل والدكتاتورية والمرض والتفكك وضياع القرار السيادي وخسارة الأرض والموارد ولكن ذلك الانهيار ترافق مع زيادة هائلة في معدلات الإنفاق العسكري بدرجة غير معقولة.
ففي عقد الهزائم العربية 1990-2000 أنفق العرب على الأسلحة المتراكمة في المخازن ما مجموعه 190 بليون دولار أميركي ذهبت لمصانع الاسلحة والوسطاء والتجار، وكل هذه الأموال تم انتزاعها من حق المواطن العربي في الرعاية الصحية والاجتماعية والنمو الاقتصادي والأجور والتعليم لتذهب في أسلحة مكدسة لا يوجد مجال لاستخدامها إلا في الحروب الداخلية.
ربما تكون الولايات المتحدة هي أكبر دولة تنفق على الأسلحة لدعم استراتيجتها الاستعمارية، ولكن في مقارنة حجم الإنفاق العسكري بعدد السكان ومعدل الدخل القومي  فإن العالم العربي يأتي في المقدمة، حيث يمثل الإنفاق العسكري 7,5% من معدل الناتج القومي الأجمالي في العالم العربي مقارنة بحوالي 2,5% في الدول الأخرى. ويكفي أن نقارن هذا مع معدل الإنفاق العربي على البحث العلمي والذي لا يتجاوز 0,3% من الناتج القومي ومعدل الإنفاق على الصحة والتعليم الذي لا يتجاوز 2-3% وتقوده الأردن بمعدل 3,7% على هذين القطاعين الحيويين.
ويصل معدل إنفاق دول مجلس التعاون الخليجي إلى 70% من مجمل الإنفاق العربي على الأسلحة، ونتمنى أن تكون للأحداث الأخيرة في العراق وسقوط نظام صدام الذي كان يشكل "بعبع" للمنطقة فائدة حقيقية في تقليص هذا الإنفاق الهائل وغير المبرر على السلاح والتوجه نحو المزيد من الإتفاق على العمل الوطني والعربي التنموي واستثمار أموال النفط في التنمية. فدولة الإمارات تنفق حوالي بليون دولار سنويا على الأسلحة، بينما تنفق السعودية 15% من دخلها القومي على السلاح وهي بالتالي ثاني أكبر دولة انفاقا في هذا المجال في العالم بعد كوريا الشمالية التي تشكل ظاهرة عجيبة في إنفاق 20% من دخلها على السلاح وشعبها يموت جوعا بكل معنى الكلمة.
أما في شمال إفريقيا ودول المغرب العربي فقد زاد معدل الإنفاق العسكري بنسبة 9% في السنوات العشر الأخيرة في دول تعاني الكثير من المشاكل الاقتصادية والتنموية، وهذه الظاهرة تتكرر بشكل أخف في دول الهلال الخصيب وتصل الزيادة إلى 4%.
إذا كانت الدول العربية قد اتخذت قرارا فعليا بالاستغناء عن المواجهة المسلحة مع مصدر التهديد الرئيسي للأمن العربي وهو إسرائيل فإنه لم يعد مقبولا أن يستمر هذا الإنفاق الكبير في شراء الأسلحة وتكديسها للاستعراضات الوطنية، لأن هناك أولويات  تنموية واقتصادية أهم بكثير للدول العربية من الإنفاق العسكري.
والمشكلة أن كل هذه الأموال من الثروة العربية تذهب إلى جيوب سماسرة السلاح والشركات الأميركية، ونتذكر تماما كيف قام رتشارد بيرل بجولة تسويقية للسلاح في دول الخليج قبيل اندلاع الحرب ضد العراق، وهو من أهم الشخصيات التي مارست النفوذ السياسي لاتخاذ قرار الحرب وبيع المزيد من الأسلحة لدول الخليج لردع التهديد العراقي الأكيد!!
حرام كل هذا الهدر في الأموال، ويكفي للدلالة على الكارثة أن الصراع المسلح غير المنطقي الذي يدور في السودان منذ سنوات طويلة قد ساهم في زيادة أرباح شركات ووسطاء السلاح بما معدله 400 مليون دولار سنويا، والشعب السوداني الشقيق  يعاني من قائمة طويلة ومخيفة من المشاكل التي تحتاج إلى تدخل فوري بكل الموارد المالية المتاحة في العالم العربي.
الجوع في العراق والسودان والصومال وجيبوتي، والفقر في اليمن وموريتانيا، والتباين الاقتصادي في الأردن وسوريا ومصر ولبنان والمغرب والتدمير لكل مقومات الحياة في فلسطين لا يمكن أن يتجانس مع ضياع مليارات الدولارات من الثروة العربية لصالح شركات السلاح الأجنبية ومصاصي الدماء من تجار الحروب. ويكون الحديث في التعاون العربي والمستقبل المشترك مهزلة حقيقية في ظل هذه التناقضات، والتي تتحمل مسؤوليتها الدول العربية وحكوماتها سواء التي تعتدي على جيرانها أو تلك التي تخشى الاعتداء أو التي تمارس الفساد أو التي تريد فرض إرادتها على المعارضة الداخلية. 



#باتر_محمد_علي_وردم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زعيم العصابة الأكبر إذ يصفي منافسيه!
- مواطنون عراقيون...لا شيعة ولا أكرادا!
- إلى نقابة المحامين الأردنية: هل قرأتم لائحة الاتهام؟
- الشعوب العربية تريد الديمقراطية لنفسها والدكتاتورية للعراقيي ...
- العرب والمسلمون: معايير مزدوجة في تقدير قيمة الحياة الإنساني ...
- ردا على ناهض حتر: الخطأ ليس في مضمون رسالة الحزب الشيوعي الع ...
- ضد الاحتلال الأميركي، ودكتاتورية البعث معا!
- فاجعة للثقافة العربية
- العالم في 11 سبتمبر 2003
- كانكون: ولادة مجموعة الثلاثة وعشرين في مواجهة العولمة
- الفيتو الأميركي: واشنطن تخسر وعرفات يكسب
- توجهات الموقف الأردني من العراق ( 3 من 3): المعيار القومي
- توجهات الموقف الأردني من العراق ( 2 من 3): المعيار الوطني
- الموقف الأردني من العراق ( 1 من 3)- المعيار الأخلاقي
- لو كانت أنا ليند عربية!
- شركة القاعدة-الموساد المتحدة للعمليات الإرهابية!
- جولة بن لادن السياحية، وثقافة الكراهية!
- العالم العربي...قوة طاردة للعقول!
- العرب والعراقيين بين ذهب صدام وسيفه
- النزعة الإنعزالية للمثقفين العراقيين


المزيد.....




- الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي ...
- -من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة ...
- اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
- تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد ...
- صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية ...
- الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد ...
- هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
- الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
- إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما ...
- كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - باتر محمد علي وردم - كارثة الإنفاق العسكري في العالم العربي