أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بلقيس حميد حسن - النار تخلّف رمادا, بين فرض القانون وحقوق الانسان














المزيد.....

النار تخلّف رمادا, بين فرض القانون وحقوق الانسان


بلقيس حميد حسن

الحوار المتمدن-العدد: 2242 - 2008 / 4 / 5 - 12:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الكثير من الناس ومنهم بعض السياسيين وناشطي حقوق الانسان من العرب وغيرهم , يخلطون بين فرض القانون وانتهاك حقوق الانسان , ويعتقدون ان مباديء حقوق الانسان تفرض الوقوف العشوائي مع الانسان وان كان معتديا ومجرما ومنتهكا لحريات الاخرين وحقوقهم ومعتديا على ارواحهم وممتلكاتهم ..
ان مايميز الدولة المدنية هو فرض القانون والتعامل السلمي بين افرادها الذين من المفترض ان يحترموا نصوص القانون والالتزام به حتى يصبح اخلاقا والتزاما عاما من اجل الحياة المشتركة وبناء المجتمع المتحضر الذي يريدونه لتحقيق مايطمحون له بحياة هادئة بعيدا عن الدم والقتل والقهر ..
وما الفوضى التي امتاز بها العراق بعد سقوط النظام , إلا نتاج انبعاث ميليشيات مسلحة ضمت بين صفوفها الخارجين عن القانون والبعثين من الجيش الشعبي الصدامي الذين استبدلوا بدلاتهم الزيتوني بلباس الاسلام والادعاء بالدين , هؤلاء الذين لايريدون بناء دولة قانون , ولايريدون فرض النظام العام عن طريق السلطة التنفيذية التي واجبها السيطرة على الامن الوطني لتسير الحياة الطبيعية في شوارع ومدن وقصبات العراق ومراكزه العامة , بل هم يريدون تدمير الدولة العراقية وجعل العراق خربة كما رددها كبيرهم صدام حسين, والا مامعنى ان يقوم المسلحون بقتل عمال النظافة وتفجير المنشآت والممتلكات العامة والخاصة لأحداث الفوضى التي تتسبب بانتشار الاعتداءات والانتهاكات المؤدية الى المزيد من العنف وبالتالي انهيار الدولة .
هذا اضافة للدور الحقير الذي يلعبه تنظيم القاعدة وافكاره الدموية المتعصبة ضد الطوائف والاديان والعقائد المتنوعة التي تميز النسيج العراقي المعروف بتاريخه الموغل في القدم والشاهدة عليه أحجار أور وبابل وآشور ..
ان تأمين حقوق الانسان في اي بلد كان لابد وان تسبقه خطوة استتباب الامن في ذاك البلد , واستتباب الامن لايمكن ان يكون مع انتشار السلاح في ايدي الجهلة والمراهقين والممضللين والمرتزقة واصحاب العلاقات المشبوهة بجهات غير معلومة تمول لهم الاسلحة والمعدات والمال للقيام بابشع الجرائم واحداث الفوضى والموت اليومي المفضي الى انهيار الدولة ..
ان ماتقوم به المليشيات المسلحة في العراق هو اكبر انتهاك لحقوق الانسان حيث ان حق الحياة هو اول واقدس حق له , وبانتهاك هذا الحق تسقط كل الحقوق اذ ينتفي وجود الانسان ويصبح جثثا مجهولة ومقطوعة الرؤوس ومفقودة مبعثرة في الشوارع والماكن العامة ومثيرة الهلع والرعب والامراض النفسية والكوابيس ...
من هنا فان ما قامت وتقوم به الحكومة العراقية من القضاء على المليشيات ومحاولة حصر السلاح بيد السلطة التنفيذية هو اول خطوة لبناء مجتمع مدني امن بعد ان بات الموت يهدد الانسان العراقي اينما كان , وان القضاء على المجرمين والخارجين على القانون امر واجب على كل حكومة تريد حماية امن وكرامة الانسان في اي بلد , وكان من واجب الحكومة العراقية ان يكون هذا الاجراء مبكرا , فلقد تأخر تنفيذه وكم طالبت به عقول المفكرين والمثقفين العراقيين دون ان تستجيب الحكومة لهم .
ان مايثير الاستغراب في التيار الصدري الذي يضم بين صفوفه غالبية المسلحين ومنتهكي حقوق الانسان انه يصرح اليوم بالدعوة لتظاهرة مليونية دفاعا عن النظام الدموي المقبور , وكأن الشهيد الصدر الكبير لم يقتل على ايدي جلاوزة النظام العراقي وعلى مرأى ومسمع صدام واعوانه , وهذا اكبر دليل على نوايا هذا التيار غير الوطنية بالدفاع عن قاتلي الشعب ومالئي ارض العراق بالمقابر والاحزان, وهذا الموقف يذكرني بمقولة تكررها امي عندما ترى خلفا سيئا لسلف عظيم قائلة : النار تخلــّف رمادا....
فأين الشهيد الصدر الكبير الذي دفع حياته ثمنا دفاعا عن المظلومين والمقهورين في عهد صدام , من الصدر الصغير الذي يحاول بكل الاساليب بشاعة عودة قاتلي ابيه وقاتلي الشعب والوطن !
3-4-2008



#بلقيس_حميد_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مرحى ليوم المرأة في العراق
- مسامير بذاكرةِ الياسمين ؟
- المرأة العربية في -دنيا جات-
- الحوار المتمدن, الاجمل في الاعلام العربي
- تعالوا انظروا , الدم في الشوارع..
- صوت المسافات
- في هذه البقعة من الأرض
- العرب واشكالية الانتماء والاستقلالية
- ماذا سنكتشف بالعراق بعد؟
- جنازة الملائكة
- وجاء الهولُ
- أين البرلمان من الذبيحة ؟
- ألا مِن ذاب ٍ عن العقل في اعلامنا العربي؟
- قُتلت دعاء!
- مجموعة مسلحة مجهولة في الناصرية تهدد الطائفة المندائية
- جائزة اليونسكو وحقيقة الأمية في العراق
- الى وزارة حقوق الانسان في العراق جرائم مرعبة ومستترة
- مباديء حقوق الانسان بمواجهة الارهاب
- البراغماتية في الثقافة العربية
- قمة الأمية العربية


المزيد.....




- رصد طائرات مسيرة مجهولة تحلق فوق 3 قواعد جوية أمريكية في بري ...
- جوزيب بوريل يحذر بأن لبنان -بات على شفير الانهيار-
- مراسلتنا: اشتباكات عنيفة بين -حزب الله- والجيش الإسرائيلي في ...
- لحظة هروب الجنود والمسافرين من محطة قطارات في تل أبيب إثر هج ...
- لحظة إصابة مبنى في بيتاح تكفا شرق تل أبيب بصاروخ قادم من لبن ...
- قلق غربي بعد قرار إيران تشغيل أجهزة طرد مركزي جديدة
- كيف تؤثر القهوة على أمعائك؟
- أحلام الطفل عزام.. عندما تسرق الحرب الطفولة بين صواريخ اليمن ...
- شاهد.. أطول وأقصر امرأتين في العالم تجتمعان في لندن بضيافة - ...
- -عملية شنيعة-.. نتانياهو يعلق على مقتل الحاخام الإسرائيلي في ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بلقيس حميد حسن - النار تخلّف رمادا, بين فرض القانون وحقوق الانسان