أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مجدي جورج - من الصعب أن تعيش قبطيا في مصر















المزيد.....

من الصعب أن تعيش قبطيا في مصر


مجدي جورج

الحوار المتمدن-العدد: 2242 - 2008 / 4 / 5 - 12:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


توفر لي صحيفة القدس العربي نافذة هامة من خلال المقتطفات اليومية التي تقدمها من الصحافة العبرية استطيع النظر من خلالها إلى الأوضاع في الدولة العبرية وأوضاع عرب الداخل الذي كنت أظن أن وضعهم يشبه وضع الأقباط سواء من حيث نسبتهم العددية أو من ناحية معاناتهم التي شبعنا كلام من الإعلام العربي عموما والمصري خصوصا حول عنصرية إسرائيل تجاههم وظلمها لهم ورغم اعترافي بمعظم هذه المظالم التي يتعرض لها الفلسطينيين في داخل إسرائيل إلا اننى وجدت من خلال متابعتي لمقتطفات الصحف العبرية أن المظالم والتهميش الذي يتعرض له الأقباط ربما وصل بل وفاق في بعض الأحيان مايتعرض له العربي في إسرائيل حتى بات من الصعب إن تعيش قبطيا في مصر .
وتكشف مقتطفات الصحافة العبرية أن هناك الكثير من الاسرائيلين الذين يقفون جالدين لدواتهم ولمجتمعهم اليهودي ومدافعون عن عرب الداخل ومعترفين بالمظالم التي يتعرض لها الفلسطينيون ومكونين للجمعيات التي تدافع عن حقوق هؤلاء العرب واكتشفت أيضا أن هناك فى إسرائيل صحافة حرة لا تخجل من عرض هذه المظالم ففي جرائدهم الكبرى كيديعوت احرنوت (أخر الإخبار) وهأرتس (تعنى البلاد) ومعار يف (مباشر المساء) وهذه الجرائد الكبرى توازى الأهرام والإخبار والجمهورية عندنا وهناك نماذج لثلاث موضوعات هامة ناقشتها الصحافة العبرية الأسبوع الماضي وتهمنا كأقباط وساترك الحكم للقارئ كي يقارن بعدها بين أوضاعنا وأوضاع عرب إسرائيل فربما وجد أن وضعنا فى بعض الأحيان هو الأسوأ من أوضاع عرب إسرائيل :
أولا :العلم والتعليم والتوظيف :حيث كتب جدعون ليفي في هأرتس بتاريخ 30 مارس مطالبا من وزيرة التعليم في الحكومة الإسرائيلية يولى تامير أن تعود إلى خلفيتها اليسارية وتعارض الحصار الذي تفرضه الحكومة الإسرائيلية على غزة رغم انه يعترف لهذه الوزيرة بخطوتين هامتين وجريئتين وهما السماح للعرب بتدريس النكبة في المدارس العربية وقيامها بإعادة الخط الأخضر إلى الخرائط المدرسية .
والمتأمل هنا لجرأة هذه الوزيرة يجد أن إدخال كلمة النكبة في مناهج التعليم خطوة ليست بالهينة فكلمة النكبة عند العرب توازى حرب الاستقلال والانتصار عند اليهود وهى بداية تكوين دولتهم وقد قوبلت هذه الوزيرة بالاتهامات من الكثيرين ولكنها صمدت حتى استطاعت تنفيذ قرارها وقالت أن هذا القرار سيمس بأطفال 20 % من السكان وهم عرب الداخل ويجسر الهوة في أذهان هؤلاء الأطفال بين مايسمعونه في منازلهم عن النكبة وطرد العرب من وطنهم وبين مايتلقونه في المدرسة..لو قارنا بين هذا وبين مايفرض على أطفال الأقباط فى المدارس الذين يفرض عليهم أن يدرسوا ويحفظوا عن ظهر قلب آيات وأحاديث دينية إسلامية تسبهم وتكفرهم ...لو قارنا بين قرار الوزيرة الإسرائيلية وبين بعض مطالبنا كأقباط في مصر فنحن لم ولن نطالب بتدريس نكبة الأقباط بدخول العرب لمصر ولا الفظائع والمذابح التي عانى منها اجدادنا عند الغزو العربي لمصر ومن أهمها مذبحة البشموريين وغيرها ولكن كل ماطالبنا به هو تدريس لمحة عن التاريخ والآثار والحضارة القبطية .. اليهود فى إسرائيل رغم كل الكلام عن عنصريتهم لم يغتالوا اللغة العربية فى إسرائيل بل هناك الكثير من المدارس تدرس بها وهناك أقسام كثيرة فى جامعات إسرائيل ومنها جامعة تل ابيب تدرس اللغة العربية وهناك صحف وكتب وإذاعات باللغة العربية بينما العرب عندما دخلوا قطعوا لسان الأقباط المصرين على التحدث بالقبطية ولازالت مناشداتنا كأقباط للدولة بفتح أقسام لتدريس اللغة القبطية في بعض جامعات مصر لاتجد أذان صاغية للان .
في نفس الصحيفة وبنفس التاريخ كتب يوأف شيترن عن أن هناك ثورة أكاديمية في أوساط عرب إسرائيل تواجه بجحود في سوق العمل وقد ناقش في مقالته مدى الصعوبات التي يواجهها عرب إسرائيل في الحصول على فرصة عمل سواء في الإدارات الحكومية أو في القطاع الخاص رغم حصولهم على اعلي الدرجات الأكاديمية فهل يختلف وضعنا كأقباط عن هذا الوضع ؟
الم نسمع عن استقالة د.سالم سلام من رئاسة قسم طب الأطفال بجامعة المنيا بسبب تعنت الجامعة واضطهادها الباحثة/ ميرا ماهر رءوف الطبيب المقيم الأقدم بالقسم من قبل بعض أعضاء هيئة التدريس بسبب ديانتها وهذه لم تكن الحالة الأولى ولن تكون الحالة الأخيرة في مسلسل إقصاء الأقباط عن كافة المواقع الوظيفية رغم حيازتهم لكافة المؤهلات اللازمة لذلك ؟.
ثانيا الثقافة :وهنا كتب يعقوب احيمئير في صحيفة معاريف بتاريخ 30 مارس معترضا على سماح مسرح الكامرى الحائز على جائزة إسرائيل بعرض مسرحية "عائد إلى حيفا" المستندة لقصة غسان كنفاني يعدد الكاتب في مقالته أسباب اعتراضه على هذا العرض ولكن هذا ليس مجالنا الآن بل مجال حديثنا هو أن هناك مسرح كبير في إسرائيل سيقوم بعرض مسرحية كتبها اسرائيلى مستندا لرواية عربية تبشر بحق العودة إلى إسرائيل مع كون هذه المسالة تعتبر خط احمر ومسالة حياة أو موت للاسرائليين ومع ذلك لم تخرج مظاهرات منددة بهذا العرض أو مهاجمة لهذا المسرح كما حدث عندما قامت مجموعة من شباب إحدى كنائس الإسكندرية بعرض مسرحية تحت عنوان "كنت اعمي وألان أبصر " التي صورت العودة ولكن بطريقة أخرى وهى عودة مسيحي إلى المسيحية بعد أن تم خداعه من قبل بعض الجماعات المتاسلمة ودخوله في الإسلام فقامت الدنيا وهاج المتظاهرون وتجمع حوالي عشرين إلف متظاهر حول هذه الكنيسة وحرقوا ونهبوا الكثير من كنائس وبيوت المسيحيين في الإسكندرية وأصابوا إحدى الراهبات وقتلوا احد الأقباط بدون اى ذنب أو جريرة ارتكبها الأقباط ب .
ثالثا تصاريح البناء حيث كتبت تالي نير (محامية في جمعية حقوق المواطن في اسرلئيل) في صحيفة يديعوت احرونوت مقالة منتقدة تعسف الإدارة الإسرائيلية في إعطاء تصاريح البناء للعرب في داخل إسرائيل ومنتقدة بعض تصرفات الإدارة الإسرائيلية التي تقوم بهدم منازل العرب التي بنيت بدون تصاريح وعندما قرأت هذا الأمر تعجبت من شجاعة هذه المحامية وشجاعة هذه الصحيفة التي تنشر مثل هذه الموضوعات في إسرائيل الدولة التي تعلمنا منذ نعومة أظافرنا أنها دولة عنصرية ومصدر هذا العجب أن هذه الاتهامات بالعنصرية توجه من مسئولين مصريين للدولة العبرية مع أنهم يمارسون العنصرية ليل ونهارا وبطريقة فجة ضد الأقباط ..فحدث ولا حرج عن معاناة الأقباط في مصر في حصولهم على تصاريح البناء للكنائس والأديرة بل وهدم بعض أسوار هذه الكنائس والأديرة كما حدث في هدم أسوار دير بطمس ودير الأنبا انطونيوس وهذا الأمر ليس قاصر على الكنائس والأديرة فقط بل امتد الآن إلى تصاريح بناء المنازل فهناك تضييق عليهم في كل شئ . ولعل أهم حادثة تبين هذه المعاناة هي معاناة قرية دير درنكة التى قام الجيش المصري فيها ببناء سور عازل يفصل بين السكان والمقابر وللدخول إلى منطقة المقابر أو دفن احد الموتى لابد من الحصول على تصريح من الجيش بل وقام الجيش أيضا بمنع السكان فى هذه القرية من البناء والتوسع سواء راسيا أو أفقيا حيث يقوم بمصادرة جميع مواد البناء الداخلة للقرية وحجته في ذلك أن مساكن هؤلاء السكان تطل على معسكرات الجيش في حين أن هناك قرى أخرى واقرب لمعسكرات الجيش من هذه القرية ولم يتم منع البناء فيها كما حدث في قرية دير درنكة ذات الغالبية القبطية .
هذه النماذج الثلاثة السابقة والتي نشرت فى كبريات الصحف فى إسرائيل ودفاع بعض الاسرائيلين عن حقوق العرب هناك وانعدام مثل هذه المناقشات الجادة لمشاكل الأقباط من صحافتنا القومية وندرة عدد المسلمين المصريين المدافعين عن حقوق الأقباط في مصر يجعلنا نشعر كأقباط بالمرارة خصوصا أن الظلم والتهميش الواقع علينا يأتي من مصريين مثلنا ولا ياتى من جيش احتلال وهذا الظلم يجعلنا نردد مع الشاعر قوله :
وظلم ذوي القربى أشد مضاضة *** على النفس من وقع الحسام المهنّد .



#مجدي_جورج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لكل وقاحة حد تنتهي عنده إلا وقاحة القذافى فهي بلا حدود
- لكل وقاحة حد تنتهي عنده إلا وقاحة العقيد القذافى فهي بلا حدو ...
- فرحة ما تمت أخذها الغراب وطار
- الأزمة الكينية والأزمة اللبنانية: نجاح لكوفي انان وفشل لعمرو ...
- الأزمة الكينية والازمة اللبنانية : نجاح لكوفي انان وفشل لعمر ...
- الفوضى الخلاقة والهوية الشخصية في مصر
- الفراعنة يعانقون المجد
- أنفلونزا الطيور والخنازير وأشياء أخرى
- حادثة الاعتداء على دير ابوفانا والتغطية الاعلامية له
- على من تتلو مزاميرك يا داود؟
- مأساة أسرة مرسى مطروح -المؤلفة قلوبهم وأسلمة مايكل وأخوته-
- في الذكرى الثامنة لشهدائنا في الكش
- اغتيال فرانسوا الحاج معنى الحدث ودلالاته
- هل الهدف الحفاظ على حرمة أماكن العبادة ام اغتيال صوت الأقباط ...
- الأقباط ومؤتمري المواطنة و منتدى الشرق الأوسط للحريات
- ما هكذا تورد الإبل للمياه يا دكتورة زينب
- تقرير منظمة هيومان رايتس وتش والحرية الدينية فى مصر
- قالوا للارهابى وقع نفرج عنك
- قليل من الذكاء إذا كان الحياد والحياء غير موجودان-خبر وتعليق ...
- المؤتمر القبطي بشيكاغو:المكان والزمان


المزيد.....




- فوضى في كوريا الجنوبية بعد فرض الأحكام العرفية.. ومراسل CNN ...
- فرض الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية.. من هو يون سوك يول صا ...
- لقطات مثيرة لاطلاق صاروخ -أونيكس- من ساحل البحر الأبيض المتو ...
- المينا الهندي: الطائر الرومنسي الشرير، يهدد الجزائر ولبنان و ...
- الشرطة تشتبك مع المحتجين عقب الإعلان عن فرض الأحكام العرفية ...
- أمريكا تدعم بحثا يكشف عن ترحيل روسيا للأطفال الأوكرانيين قسر ...
- -هي الدنيا سايبة-؟.. مسلسل تلفزيوني يتناول قصة نيرة أشرف الت ...
- رئيس كوريا الجنوبية يفرض الأحكام العرفية: -سأقضي على القوى ا ...
- يوتيوبر عربي ينهي حياته -شنقا- في الأردن 
- نائب أمين عام الجامعة العربية يلتقي بمسؤولين رفيعي المستوى ف ...


المزيد.....

- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مجدي جورج - من الصعب أن تعيش قبطيا في مصر