أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - ياسين الحاج صالح - وقع الطاغية، أين الضحايا؟














المزيد.....

وقع الطاغية، أين الضحايا؟


ياسين الحاج صالح

الحوار المتمدن-العدد: 696 - 2003 / 12 / 28 - 04:44
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


أوردت الأخبار تعليقات جورج بوش وأعضاء مجلس الحكم الانتقالي في العراق ورؤساء العديد من دول العالم،.. على القبض على صدام حسين. ومن الدول العربية تحدث وزراء؛ فالملوك، ملوكنا، سادة الديمومة المؤبدون، لا يطيقون كل ما له علاقة بالنهايات، حتى لو جاءت على يد الأميركيين، سادة الصيرورة والتغير الدائم. تحدث معظم المتكلمين الكبار عن نهاية الدكتاتورية، ومع ذلك غاب ضحايا الكتاتورية الصغار عن المشهد. ولم نشهد أو نقرأ حوارا مع سجناء سياسيين في "قصر النهاية" أو "أبو غريب" أو غيرهما من سجون الطاغية. لا شك أن كثيرين ممن ظلوا على قيد الحياة من هؤلاء حلموا أن يذوق الطاغية ما ذاقوه، أن يتسنى لهم أن يلقوا نظرة في عينيه وقت أمسى "زميلا"، وربما اشتهى بعضهم أن يبصق في وجهه: تفو! جبان!
لكن هذا لا يحدث. بدلا من المعذبين والمقهورين إليكم ...أحمد شلبي! 
ترى ماذا لو وجدناه فجأة بيننا في السجن؟ هل سنتسلى: اليوم دورك في السخرة يا... أبا الموت! تقدم الطعام وتغسل الصحون وتنظف المرحاض وترمي الزبالة! أم ربما نقطعه إربا؟!
يود الضحايا أن يشاهدوا الطاغية ذليلا، لكن يتملكهم شعور بأنهم خدعوا وأهينوا: أهذا الذي التقط من جحر مثل أرنب هو الذي هرسنا وأرعبنا سنين وعقودا؟! لعله لهذا السبب يشعر عرب كثيرون بالمهانة لطريقة اعتقال السفاح العراقي. إنه يخفض من اعتبارنا في ميزان أنفسنا ويسيئ إلى سمعة ذلنا: فقد أذلنا أشخاص تافهون، جبناء، حاقدون بقدر ما هم وضعاء، متألهون بقدر ما هم ناقصون. كنا نود لو أن من أذلنا كريم، ومن سحقنا شجاع وجبار. كنا محتاجون إلى مقاومة صدام أو انتحاره كي لا نخسر احترامنا لأنفسنا، كي ينقذ كرهنا لمن هزمنا اعتبارنا الذاتي؛ لا نريده أن يكون حقيرا كي لا نختنق باحتقار أنفسنا. 
لا يهتم ضحايا الطغيان بالسجال الذي لا يرى في اعتقال الطاغية غير مناسبة جديدة لاستئناف حرب قديمة بين قوميين وعولميين، إسلاميين وعلمانيين، ديمقراطيين وليبراليين، محليين وأميركانيين. هؤلاء الناس غير معنيين بالعدالة ولا بالحق ولا بإنصاف بالضحايا؛ إنهم معنيون بعقائد من كل الأنواع حول الحداثة والعروبة والوطنية والديمقراطية والليبرالية. هذا السجال في هذا الموقف فضيحة، لأنه يكشف مدى انفصال العقيدة عن العدالة، والمعاني العليا عن المعاناة الإنسانية الحية. 
لن ينال صدام حسين محاكمة عادلة يستحقها ضحاياه ولا يستحقها هو. فمن سيحاكمونه هم من وحوش السلطة مثله: بوش وبلير وبرلوسكوني وأزنار ... وأتباعهم في بلاد الرافدين. يا لهوان الحرية التي أبطالها هؤلاء! سيخطف هؤلاء السادة حق العراقيين في انتقام وحشي من الوحش دون أن يحققوا عدالة سامية ترتفع فوق كل شبهة. وسيفوت الأميركيون على العراقيين فرصة أن يكون إسقاط النظام واعتقال الطاغية ومحاكمته تأسيسا لنظام جديد وعدالة جديدة، أي تقريرا لمصيرهم الحر. وبعد تفاهة ارتدت قناع الجبروت ستحكمهم تفاهة ترتدي قناعا ديمقراطيا.  
الضحايا يثابرون على الصمود في الموقع المخصص لهم: "ضحية يوما، ضحية دوما". وربيع بغداد ليس قريبا!  
دمشق 15/12/2003



#ياسين_الحاج_صالح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من يصلح المصلحين؟
- خطط العالمية المحاربة صناعة الحرب وإنتاج الأعداء
- سورية والعراق والمستقبل
- طريق إلى تدمر
- ما هو غير جيد لأمريكا جيد للعالم
- استراتيجية ضعف عربية!!
- نهاية الوطنية العسكرية
- هل الإرهاب هو نمط الصراع الدولي المناسب لصراع الحضارات؟
- ربـيـع حـقـيـقـي فـي سـوريـا أم سـنـونـوة تـائـهـة؟
- عـقـد مـع ســوريــا
- القوة الامبراطورية والضعف العربي أية استراتيجية ممكنة؟
- نهاية الدولة الوظيفية العربية
- نافذة يسارية
- خريف دمشـــــق
- بعض عناصر خطاب الحرب الأمريكي
- المهاجرون في الأرض
- ثقافة الطوارئ نقد الثقافة السياسية السورية
- الحكم العضوض والتغيير الممنوع
- نحو إعادة بناء الإجماع الوطني في سوريا
- بعد دكتاتورية صدام ديمقراطية فسيفسائية في العراق


المزيد.....




- الجمهوريون يحذرون.. جلسات استماع مات غيتز قد تكون أسوأ من -ج ...
- روسيا تطلق أول صاروخ باليستي عابر للقارات على أوكرانيا منذ ب ...
- للمرة السابعة في عام.. ثوران بركان في شبه جزيرة ريكيانيس بآي ...
- ميقاتي: مصرّون رغم الظروف على إحياء ذكرى الاستقلال
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 150 عسكريا أوكرانيا في كورسك ...
- السيسي يوجه رسالة من مقر القيادة الاستراتجية للجيش
- موسكو تعلن انتهاء موسم الملاحة النهرية لهذا العام
- هنغاريا تنشر نظام دفاع جوي على الحدود مع أوكرانيا بعد قرار ب ...
- سوريا .. علماء الآثار يكتشفون أقدم أبجدية في مقبرة قديمة (صو ...
- إسرائيل.. إصدار لائحة اتهام ضد المتحدث باسم مكتب نتنياهو بتس ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - ياسين الحاج صالح - وقع الطاغية، أين الضحايا؟