رسالة من مواطن عراقي الى الحجاج بن يوســـــــــــــف الثقفـــــــــــــــــــي

زهير كاظم عبود

الحوار المتمدن-العدد: 125 - 2002 / 5 / 9 - 09:01
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    

لاتحية ولاسلام
قدر الله لنا نحن أهل العراق أن نصبح تحت سلطة سيفك ، وأن تصبح والي ولايتنا الأوحد ، جميعنا عرباً وأكراداً وتركمان وأقليات أخرى تحت سلطتك ، وتأسيساً على مقولة أن الساكت عن الحق شيطان أخرس أقول لك :

لقد استهنت بإنسان هذه الأرض واستخففت بالناس ونصبت نفسك فرعون ونمرود وأنت تعلم أنه لولا الناس ما كنت والياً ولاوصلت الى منصبك هذا الذي لم تكن تحلم به في حياتك .

بدأت بعملية إذلال الناس لمرض نفسي وعقد تغلف حياتك وتطغي على عقلك وقمت بتأسيس دعائم سلطتك على العسس والمخبرين والتقارير والوشايات وملاحقة معارضيك الى أبعد حدود

الله ودون رحمة ، ومع أن نهجك خاطئ ومسيرتك في ولايتنا ممتلئة بالخطايا والكبائر ونتائج أفعالك وخيمة علينا وأن بطانتك فاسدة ومكروهة من الناس أجمعين .

حولت أيامنا الى ساعات ممتلئة بالخوف والإرهاب من ظلم سيفك وسيوف أتباعك المتجردين من قيم الرجولة والنخوة والشهامة والدين والإنسانية ، ورغم المطبات العميقة التي تعثرت بها وأوقعت بها الولاية لم تتعض كما يفعل العقلاء وتوقفت عن الاستمرار على نهجها ولاسمعت نصح ناصح وستنتهي الى حفرة أعمق .

ونتيجة لعدم فهمك لحق الإنسان في الحياة وحقه في التعبير والاختلاف في الرأي فقد أتبعت شتى الأساليب التي لا يرتضيها ضمير شريف لتدمير كل صوت لمجرد الاختلاف أو عدم التوافق معك وتلبسك رغبة التدمير والتهديم والقتل وحز الرقاب وصمل الأذان وسمل العيون وقطع الأرجل والصهر بالسيانيد وسقي السم الزعاف .

أجبرت أطفالنا أن يحملوا مع دفاترهم سكاكين وسيوف حادة وأسلحة أوتوما تيكية وكواتم للصوت وأدخلت في مناهج التعليم أساليب التجسس على الأهل والأصدقاء والأقارب ، وعلمت أولادنا طرق الخيانة الحديثة وزرعت في عقولهم قيم بالية منها أن المال هو أغلى قيمة في الدنيا وأهم من الإنسان ، جعلت شعرائنا يمزجون أشعارهم بغاز الأعصاب ، وكتاب الأغاني يمجدون سيفك الذي يقطر دماً وحصانك وأجبرت شيوخنا على القفز رقصاً وأنت تضحك على شيخوختهم وقمت بالاستفتاء على تمديد ولايتك بورقة كتب عليها ( نعم ) وجها وقفا ، ومن قال لا عاد لأهله جسداً بلا رأس ومن قال نعم عاد رأسا بلا جسد .

بعثرت ثرواتنا بحمق وأشتريت لنا أطنان من السيوف والرماح وقطع الغيار ونحن عراة وجياع وبلادنا محطمة وشوارع مدننا بائسة وعلى حالها ، ولم تنس حصتك العائلية من ثرواتنا .

بعثرت ثروتنا الإنسانية من الشعراء والأدباء والفنانين والعلماء وأساتذة الجامعات والشباب الواعي وطفولتنا المعذبة وشبابنا وكراتنا المهانة .

مسحت من ذاكرة أولادنا كل شيء جميل في ولايتنا وحولت أيامنا الى بؤس وغيوم تغطي الحياة في عز ظهيرتنا .

زرعت فينا الخوف والرهبة والقلق وسلطت علينا كلابك المسعورة والمدربة في كل الدروب حتى أنتهكت حرمة مساكننا ، ورغم كل الفساد والعناء والجور والهزائم التي ما تحملتها أمة من أمم الأرض مازلت تجبرنا أن نحتفل بالانتصارات رغم أننا لم نلمس النصر مرة واحدة في حياتنا المعاصرة .

نحن نعرف أنك أبن جلا ألا أنك أستكلبت علينا وأن قصصك وحماقاتك وحروبك العبثية التي أكلت نصف شبابنا وكل خيراتنا ملأت الأفاق وأنك صدقت أكذوبتنا بأننا نفديك بالروح والدم فأسلت منا الدماء .

كيف لنا أن نجعلك تفهم مرة واحدة بحياتك بأنه لم يسلم حاكم ووالي ظالم واحد بتاريخ العراق من عقاب وانتقام الناس وسيتذكرك التاريخ ليس كوالي تابع لأل أمية وأنما ظالم يكره الناس وأن عمره مع عمر الولاية فأذا انتهت الولاية أنتهى عمره أبداً ، وسيأتي اليوم الذي يتبرأ منك جميع الخلق وسيتذكرك التاريخ باللعنات ولن يأسف لرحيلك أحد .

أرحل عنا عليك لعنة الله والعالمين فلن تتبقى بعدك الا ذكر الأفعال السيئة والخصال الملعونة التي جنيتها خلال حكمك لولايتنا .

نستغيث بالله منك ومن جبروتك وطغيانك أعاننا الله عليك وعلى ظلمك وسنقول لك الى جهنم وبئس المصير وعليك لعنة الله والناس أجمعين ..

أيها الوالي الطاغي سنتذكر دوما قول رسول الإسلام محمد بن عبد الله ( ص ) الكريم : لايبغي على الناس الا ولد بغاء أو فيه عرق من بغاء .

اللهم أن ظلم والينا قد تمكن في بلادنا حتى مات العدل فينا ومحقق وبطل الصدق وظهر الشر وأنزاح الخير وثبت الضير وتزايد الفساد ... اللهم أعنا على مانحن فيه من محنة هذا الوالي علينا .. اللهم عجل برحيله وأسكن نفوسنا الملهوفة يا أرحم الراحمين .

#زهير_كاظم_عبود (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات