أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث قانونية - صاحب الربيعي - فساد الجهاز القضائي














المزيد.....

فساد الجهاز القضائي


صاحب الربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 2239 - 2008 / 4 / 2 - 10:49
المحور: دراسات وابحاث قانونية
    


إن محاولات السلطة التنفيذية للهيمنة على السلطة القضائية وتجييرها لخدمة نهجها التسلطي، لم يقتصر على شراء ذمم القائمين عليها وإنما على تقويض الجهاز القضائي من خلال تسيس الجامعات (كليات الحقوق، والمعاهد القضائية) وحصر القبول فيها فقط بمنتسبي حزب السلطة وبغض النظر عن أهليتهم ونزاهتهم وسلوكهم وانعكاس ذلك مستقبلاً على سمعة الجهاز القضائي. إن الحقن المتواصل للعناصر الحزبية والمخابراتية في جسم الجهاز القضائي التي تعمد إليه السلطة المستبدة، يهدف للهيمنة واخضاع السلطة القضائية كلياً للسلطة التنفيذية.
لقد ألحق الحزبين من القضاة المنسبين إلى الجهاز القضائي العار بالسلطة القضائية وشرف المهنة بعد عمدوا لطمس الأدلة والوثائق التي تدين المتنفيذين من السياسين بتهم الرشاوى وانتهاك القانون، وأشرف البعض منهم على حفلات أعدام المعارضين للسلطة التنفيذية أو أعدام أشخاص معاقين جسدياً بدلاً من مجرمين عتاد صدرت بحقهم أحكام قضائية بالموت مقابل رشاوى أو تنفيذاً لقرارات السلطة المستبدة لاستغلالهم في أجهزتها القمعية لتعذيب المعارضين مقابل أعفائهم من الموت.
إن السلطة القضائية عبارة عن (بنت الهوى!) لأي سلطة تنفيذية مستبدة، فهي بحاجة إلى حماية والسلطة المستبدة بحاجة إلى غطاء شرعي. فالتغيير السياسي الذي يحدث في أي دولة من دول العالم النامي يؤدي إلى محاسبة رجال السلطتين التنفيذية والتشريعية السابقة مقابل إعفاء رجال السلطة القضائية (بالرغم من إجرام البعض منهم) بغية عدم تقويض مصداقية القضاء والقانون أمام المجتمع والتعريض بنزاهة السلطة القضائية التي تحتاجها السلطة الجديدة لإظفاء الشرعية عليها.
يقول ((ميشيل فوكو))"هناك خطر تحول رجل القانون الذي يحكم بين (أ، ب) إلى منحاز ومعني بالمشكلة المطروحة. فتعامله مع النص يقع في خطر تحويل النص من نص له طابع المعرفة وقانوني صحيح إلى وجه آخر فيه نسبة من المعرفة الجزئية إذا لم نقل ذاتية وأحياناً كثيرة يستمع إلى مرجع قانوني أعلى من حيث الترتيب الوظيفي".
إن شعور السلطة القضائية ورجالها بأنهم معفيون من المساءلة والحساب، بعكس رجال السلطة التنفيذية والتشريعية جعل البعض منهم ينتهك القانون ويتعاطى الرشاوى ويخل بشرف المهنة متسلحاً بقدرته على إخفاء معالم جريمة انتهاكه للقانون.
لقد أثبتت الكثير من الوقائع أن معظم رجال السلطة القضائية في دول العالم النامي، مرتشون ومنحازون إلى السلطة التنفيذية ضد المجتمع. لذلك يفضل المواطن فض نزاعاته مع الآخرين بالتراضي أو اللجوء إلى العُرف العشائري وتحاشي اللجوء إلى المحاكم، لأن معظم القضاة مرتشين وغير عادلين بأحكامهم.
اعتادت السلطة الرابعة تسليط الضوء أكثر على انتهاك وتجاوز السلطتين التنفيذية والتشريعية على القانون وتعفي السلطة القضائية منها لاعتقادها الخاطئ بإنها فوق الشبهات والانتهاكات القانونية وباعتبارها الحارس الأمين على القانون!. لكن الحقيقة تؤشر عكس ذلك في معظم دول العالم النامي حيث تبين أن السلطة القضائية أكثر فساداً من السلطات الأخرى فانتهاك القانون في أي مرفق من مرافق الدولة بالرغم من أثره السلبي لكنه لايشكل خطراً على إنهيار مقومات الدولة. وعلى الضد من ذلك فإن الانتهاك للقانون من قبل السلطة القضائية يقوض ركائز الدولة لأنها قائمة على أساس قانوني ودستوري تعكس هويتها الاعتبارية.
إن السلطة الرابعة هي سلطة رقابية ومشرفة على أداء السلطات الثلاث (التنفيذية، القضائية، والتشريعية) وغير معنية بالمراكز الوظيفية للقائمين عليها لأنها تمثل ضمير المجتمع، فمنتهك القانون أي كان مركزه الوظيفي وانتماءه الحزبي يجب أن يخضع للمساءلة والحساب.
ولربما يخشى البعض من منتسبي السلطة الرابعة فضح انتهاك رجال القضاء للقانون لعدم وجود قانون يحمي الصحافيين من المساءلة، فهذا الهاجس أدى لإعاقة فتح ملف الفساد في أخطر سلطة في الدولة والبحث في صلب الأحكام القضائية للتحقق من صحتها وخلوها من الرواسب السيئة والكامنة في الذات الإنسانية باعتبار رجل القضاء كائن بشري يخطأ ويصيب كما الأخرين.
يعتقد ((باريتو))"أن دور القاضي ينطوي على أمور تتجاوز مجرد التطبيق المنطقي للقواعد القانونية المجردة على الحالات الملموسة حيث أن أحكام القضاء تكشف بدرجة ملحوظة عن عواطف رجال القضاء، بل أن الاحتكام الى القانون يعد بمثابة تفسير بُعدي لقرار أو حكم أمكن إتخاذه بأسلوب آخر".
إن البحث والتحقق في ذمم القائمين على السلطة القضائية يعد الإجراء الأكثر أهمية في قيام دولة القانون واستعادة ثقة المواطن بالدولة وأجهزتها باعتبارها الرب العادل للمجتمع في المعمورة.
كما يتوجب دعم استقلالية السلطة القضائية ومساندتها ضد محاولات الهيمنة التي تعمد إليها السلطة التنفيذية، وبذات الوقت يقع على عاتق القائمين على السلطة القضائية إجراء مراجعة وتقييم وتحقق من ذمم رجال القضاء للمحافظة على القانون باعتباره الوسيلة الوحيدة (على الأقل في الوقت الراهن) في العالم للحفاظ على السلم الاجتماعي وتحديد الحقوق والواجبات للمواطنين تجاه الدولة والمجتمع.
الموقع الشخصي للكاتب: http://www.watersexpert.se/



#صاحب_الربيعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مهام السلطة القضائية والتنفيذية (التداخل والتعارض)
- القانون والمواطن
- صراع النفوذ داخل الجماعة
- مهام القيادة والقائد
- غريزة القطيع عند الكائنات الحزبية
- صناعة الأصنام في المجتمعات المقهورة
- مسؤولية السلطة في تفشي الفساد في مؤسسات الدولة
- مظاهر الفساد والإفساد في مؤسسات الدولة والمجتمع
- بنية الكيانات الحزبية في السلطة والمعارضة
- المفاهيم التقليدية للسياسية العربية
- الأسباب والمعالجات لإنهيار السدود (سد الموصل نموذجاً)
- ((سلطة الاستبداد والمجتمع المقهور))
- ((دور الفكر في السياسة والمجتمع))
- كتاب جديد للباحث صاحب الربيعي بعنوان ((رؤية الفلاسفة في الدو ...
- نداء وتحذير للبرلمان العراقي والقوى الخيرة من أبناء شعبنا -ب ...
- الخطاب النسوي في المجتمع
- أنسنة الإنسان ونبذ السياسة
- موجبات الاختلاف في العمل السياسي
- الدولة والأمة
- سوق المزايدة السياسية على التاريخ والوطن والأمة


المزيد.....




- تقنية التعرف على الوجه سلاح الجيش الإسرائيلي للإعدامات والاع ...
- نائبة مندوب روسيا لدى الأمم المتحدة تشير إلى ازدواجية معايير ...
- أول رد فعل من نتنياهو بعد اعتقال اثنين من مكتبه في قضية التس ...
- حماس: اتفاق يوليو الماضي هو المفتاح لوقف الحرب وعودة الأسرى ...
- ممثل الأمم المتحدة يؤكد للسيستاني عدم التدخل في شؤون العراق ...
- فيديو: ما وراء قرار الاحتلال وقف عمل وكالة الأونروا؟
- السيسي يؤكد لعباس دعم مصر للسلطة الفلسطينية وحماية حق تقرير ...
- بعد توقيف 4 أشخاص بمكتب نتنياهو.. اعتقال ضابط إسرائيلي في قض ...
- أسامة حمدان: حظر الاونروا يؤكد اصرار الكيان على التمرد والاس ...
- موسكو تطلق سراح بعض العسكريين الأوكرانيين الأسرى


المزيد.....

- التنمر: من المهم التوقف عن التنمر مبكرًا حتى لا يعاني كل من ... / هيثم الفقى
- محاضرات في الترجمة القانونية / محمد عبد الكريم يوسف
- قراءة في آليات إعادة الإدماج الاجتماعي للمحبوسين وفق الأنظمة ... / سعيد زيوش
- قراءة في كتاب -الروبوتات: نظرة صارمة في ضوء العلوم القانونية ... / محمد أوبالاك
- الغول الاقتصادي المسمى -GAFA- أو الشركات العاملة على دعامات ... / محمد أوبالاك
- أثر الإتجاهات الفكرية في الحقوق السياسية و أصول نظام الحكم ف ... / نجم الدين فارس
- قرار محكمة الانفال - وثيقة قانونيه و تاريخيه و سياسيه / القاضي محمد عريبي والمحامي بهزاد علي ادم
- المعين القضائي في قضاء الأحداث العراقي / اكرم زاده الكوردي
- المعين القضائي في قضاء الأحداث العراقي / أكرم زاده الكوردي
- حكام الكفالة الجزائية دراسة مقارنة بين قانون الأصول المحاكما ... / اكرم زاده الكوردي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث قانونية - صاحب الربيعي - فساد الجهاز القضائي