أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جهاد علاونه - الغيورون على الإسلام















المزيد.....

الغيورون على الإسلام


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 2254 - 2008 / 4 / 17 - 10:42
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الدول العربية وبعض قادتها أو الغالبية منهم ليسوا غيورين على الإسلام لكي يدافعوا عنه ويستنكروا الهجمة على رسول الله محمد عليه الصلاة والسلام !
ولكنهم غيورين على النظام السياسي والإجتماعي الذي للإسلام به فضل كبير عليهم وعلى مصالحهم فالإسلام يحافظ على النظامي السياسي, والإجتماعي القديمين .
وبفضل الإسلام تبقى المجتمعات العربية وأنظمتها المدنية والسياسية بلا تغيير لأن الإسلام يرفض كثيرا من المعطيات السياسية والإجتماعية الحديثة وهي في الوقت الحالي لا تضر تلك الأنظمة الإجتماعية بمصالح القادة الكبرى ولكنها قد تتطور في المستقبل العاجل لتطل رقاب القادة كما طالت حرب الخليج أعناق قادة حزب البعث ومن والاهم .
إن غالبية أو بعض القادة العرب _وأنا هنا لا أحب لغة الجزم_ليسوا غيورين على الإسلام لدرجة تجعلهم يقاطعون المعلبات الدينماركية والمنتجات الدينماركية لمجرد رسم صورة لرسول الله عليه أفضل الصلاة والتسليم !
لأنهم أصلا غير ملتزمين بقواعد الإسلام الشرعية والفقهية ويتحايلون على الشرع والعقيدة في كل مرة من أجل تمرير قرار سياسي وآخر إجتماعي زد على ذلك أن طبيعة بنائهم النفسي يتقبل الخروج على أصول وقواعد الفقه الإسلامي وربما أنهم في الأغلب الأعم ينحازون لسلطانهم في سبيل تمرير قواعد البيانية التي تجعلهم يحكمون قبضتهم على المجتمعات العربية .
والإسلام كان نظاما سياسيا وإجتماعيا نشأ في ظروف بدوية ضمن تعاليم عرقية إثنية رعوية وما الناس والصحابة المؤمنين برسول الله إلا إحدى أهم تلك الركائز الإجتماعية والسياسية التي تعتبر الركيزة الأساسية في بناء وإستقطاب المجتمعات البدوية .
والذين آمنوا برسول الله وإزدادوا هدى ما كانوا ليرو في الإسلام تغييرا لعاداتهم وتقاليدهم الإجتماعية بل على العكس زاد الإسلام من نمو تلك العادات والتقاليد البدوية بفضل الدعاية الدينية التي بثها في نفوس الصحابة الأجلاء , ولم يكن الإسلام معارضا لهم في شيء بل على العكس حتى الأشياء العقائدية الإسلامية كانت سائدة في المجتمع المكي قبل ظهور الإسلام وإبان ظهوره مثل :
الحج
العمرة
الزكاة
وبعض القوانين الحربية الخاصة بتقسيم الغنائم على المسلمين إذ كانت سائدة في العرب ويستعملها ملوك الحيرة والغساسنة ولم يغير بها الإسلام شيئا .
إن القادة العرب ليسوا غيورين على الإسلام وأنا مع أنني علماني أكاد أن أقول أنني أكثر منهم غيرة على أهلي وعلى الإسلام والمسلمين .
حتى الإنسان العربي المسلم الذي إنتفخ كرشه وأشهر سيفه للدفاع عن الصور المسيئة لرسول الله عليه الصلاة والسلام ليس غيورا على الإسلام لهذه الدرجة ,لأننا لو بحثنا في طبيعة بناء الشخصية المسلمة داخل الإنسان العربي المسلم نجدها ناقصة في الشكل والمضمون لطبيعة بناء الشخصية المسلمة في العقيدة الإسلامية والأصح أن يغار المسلمون وأنا كمواطن واحد منهم على الفقراء والمساكين الذين ينامون وبطونهم فارغة والذين يرون إخوانهم في الإسلام يفتقرون على الأغلب لأبسط وسائل الرفاهية بنفس الوقت الذي يرفض به إخوانهم في الدين أن يساعدوهم أو أن يقدموا لهم ما تجود به أنفسهم لكي يستعينوا بها على صروف الدهر والأيام .
والأصح أن يغار أولئك المسلمين الأجلاء على إخوانهم وأن يتوقفوا عن إسداء النصائح وتوزيع الإرشادات الدينية التي تحث الإنسان المسلم على الصبر دون أن يرى الطرف الآخر من المسلمين يمد له العون والمساعدة .

لقد أنفق أبو بكر الصديق على العبيد والفقراء في مكة أكثر من 50 أوقية ذهب من أجل تحرير العبيد وإطعام الفقراء والمساكين , ولم ينفق أبو بكر غراما واحدا من الذهب في بداية العهد المكي على بناء المساجد لأن بناء الإنسان أولا أهم بكثير من نقل الحجارة وترصيفها أفقيا وعاموديا .
وكذلك عبد الرحمن بن عوف وكذلك عثمان بن عفان .
وكانت العرب في بداية الإسلام والمشركين يسبون رسول الله ويهجونه بأشعار بذيئة وكانت صحابته يردون عليهم بأقذع مما يهجون به الرسول ,ولكن الأغنياء من الصحابة كانوا يتجهون إلى صرف المال على المسلمين والإنفاق عليهم أكثر من بذخها وصرفها هنا وهناك.
وليس من الحضارة أن نسب بعضنا بعضا وليس من اللأئق أن نشتم بعضنا بعضا و(أدعو إلى سبيل ربك بالحكمة والموعضة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن ).
وكان من عادة أهل السنة في الدولة الأموية أن يسبوا من على منابرهم آل البيت حتى جاء عمربن عبد العزيز وأمرهم بعد كل رفع أذان أن يقولوا (إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعضكم لعلكم تذكرون )بدل سب أسباط الرسول من آل بيته.
وإنه ليس من الحضارة في شيء أن نتخذ بعضنا هزوا وإنه في القانون والقوانين المدنية في الدول المدنية لا يجوز بها سب مواطن عادي سواء أكان عاملا أو موظفا إداريا أو وزيرا , ومن حق الغلوط بحقه أن يرفع قضية شتم وتحقير على من يتطاول عليه , فإذا كان مواطنا عاديا لا يجوز سبه وإذا كان شخصية إعتبارية نجد أن العقوبة أشد وإن كان وزيرا فكذلكم الأمر فكيف إذا كان رمزا دينيا وعقائديا !!!!
الشتم والسب والتحقير هي لغة الجبناء أما الأقوياء فإنهم لا يشتمون وإنما يقدمون أدلة وبراهين علمية على ما يريدون قوله أو نفيه أو إثباته .
ثم إننا في مرحلة تجاوزنا به أشياء كثيرة حتى المسكوت عنه في التراث لم يعد مسكوتا عنه بفضل أقلام العلمانيين وغيرهم من الكتاب أصحاب الخبرات والمتخصصين تخصصات علمية دقيقة .
والدول العربية إعلاميا لا تدافع غيرة على الإسلام لأنها أصلا غير ملتزمة بقواعد الإسلام والإسلام بتعاليمه الفقهية يبدو أنه في الغالب ينمو نموا كريها في وزارات القادة العرب وهم يحافظون عليه فقط من أجل رغبتهم بعدم التغيير في الأبنية الإجتماعية والسياسية ولأنهم لا يرغبون بالإنتقال لمؤسسات مجتمع مدني حديث لذلك ليس الإسلام وحده من يحافظ على تلك الأبنية القديمة بل المسيحية أيضا تحافظ على ذلك واليهودية والبوذية كل على حسب منشأه في دولته وقارته المستقلة .
إنهم ليسوا بغيورين على الإسلام بل السبب أن غالبية عظمى من البيروقراطيين العرب مستفيدة من الأنظمة الإجتماعية القديمة وبفضلها وبفضل بقائها يبقون مستفيدون من تلك الأنظمة وبالثال على ذلك :
القاضي الذي يأخذ راتب شهري عشرة أضعاف ما يحصل عليه موظف حكومي من الدرجة الأولى لا يقبل مثلا بمقولة شيوعي يطالبه بأن يكون أجره عاديا لذلك يصدر عليه حكمه بدون رحمة لأنه يرى بكلامه تهديدا له ولمصالحه وجشعه ونموه الكريه.
وكذلك النظام الإسلامي الذي يرى به المسلمين إطاعة الحاكم والدعاء له بالبقاء حتى وإن كان فاسدا , فمن الطبيعي أن يغار الحاكم على المسلمين الذين يدعون له في كل صلاة بالبقاء وطول العمر سواء أكان فاسدا أو مصلحا وهنالك المفسدون وهنالك الصالحون.
لذلك الغيرة ليست على الإسلام بل هي على فضل الإسلام , وفعلا فضل الإسلام كبير على الأنظمة العربية السياسية والإقتصادية والإجتماعية , ولا أقول لأنها أنظمة فاسده !!بل لأنها أنظمة ترفض التغيير والتعديل في التشريعات المدنية والقانونية وترفض التعديل في النظام الإجتماعي المدني إلا ماكانت مغصوبة عليه رغم أنفها من قبل دول قوية مثل أمريكيا .
فللإسلام فضل كبير على بعض قادة العرب وكذلك السياحة الدينية هنالك آلاف مؤلفة من العائلات مستفيدة من السياحة الدينية في غالبية المزارات الدينية .

إن بعض الناس لا تفهم أسباب غيرة بعض الدول العربية على الإسلام ويجب أن يفهموها من هذا المنطلق وأتمنى على نفسي أن أكون مخطئا في تحليلي وأن يكونوا فعلا غيورين على الإسلام لأنهم مسلمون , يحبون بعضهم البعض ولا يبخلون على إخوانهم .







#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خمسة ملايين يتيم في العراق
- شريعة النساء أرحم من شريعة السماء
- حجاب المرأة الإجتماعي1
- الضعفاء والأقوياء
- ليس من حق الرجال التصرف بأجساد النساء2
- شريعة الرجال شريعة الغاب
- فقهاء المرأة يشتمونني1
- التكافل الإجتماعي نظام متخلف
- الديانات الثلاثة والتغيير2
- الاسلام واليهودية والمسيحية وأشكال الصراع 1
- ليس من حق الرجال التصرف بأجساد النساء
- قبلاته يا أبتي !
- اعذريني
- نجاسة الرجال وطهارة النساء
- إمرأة تتحرش بي جنسيا 2
- إمرأة تتحرش بي جنسيا1
- الرجال تأتيهم الدورة الشهرية كما تأتي النساء1
- تعدد الزوجات في الإسلام نظام متخلف
- هل المرأة إنسان؟
- الثقافه والتطور


المزيد.....




- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جهاد علاونه - الغيورون على الإسلام