أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - مجدي شندي - انطباعات حول القمة














المزيد.....


انطباعات حول القمة


مجدي شندي

الحوار المتمدن-العدد: 2239 - 2008 / 4 / 2 - 10:43
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


رغم أن كثيرين راهنوا على فشل قمة دمشق بسبب الحضور الهزيل لمصر والسعودية وغياب لبنان , إلا أن هناك لمحات حدثت تؤكد أن القمة ربما تمثل بداية زمن عربي جديد يجعل المستقبل أقل سوءا من الماضي.
اللمحة الأولى أن هناك إدراكا عميقا بتفاقم خطر الانقسام , وبالهزال الذي أصاب مفاصل العمل المشترك , هذا الإدراك ربما كان موجودا منذ عقود , لكن الجميع كانوا يهونون من شأنه , ويتصورون أن بيانات إنشائية يمكن أن تحل عقدا مستعصية , الآن تخلى الجميع عن هذه النغمة المخدرة وبدأوا يواجهون أنفسهم بالحقيقة . كان ذلك واضحا في كلمات عمرو موسى وبشار الأسد , ووصل إلى ذروته في كلمة معمر القذافي حين قال "لم يعد يجمعنا شيء .. غير هذه القاعة".
ومع أن القذافي عود جمهور القمم دائما على الخروج عن النص , كما تعود الآخرون أن يعتبروا كلامه نوعا من الهزل , إلا أنه اكتسب هذه المرة جدية منبعها إحساس الجميع بعمق الأزمات العربية , وتجلى ذلك في التصفيق الحار الذي دوت به القاعة مع انتهاء كلمته.
اللمحة الثانية تتجلى في كسر احتكار عواصم بعينها أهمها القاهرة والرياض للقرار العربي , فربما تصورت العاصمتان أنهما تخفضان مستوى تمثيلهما في القمة , فإن أكثرية العواصم الأخرى ستفعل الفعل نفسه , وهذا لم يحدث , بل إن زعماء عرب تعودوا إرسال من ينوب عنهم حرصوا هذه المرة على المشاركة , ومغزى ذلك أن العواصم العربية في مجملها قد وصلت سن الرشد السياسي , ولم تعد تعلق قراراتها بالعاصمتين الكبيرتين اللتين احتكرتا أو تبادلتا قيادة المنظومة العربية على مدى العقود الماضية , فالولاء والانقياد لعاصمة ما سلاح ذو حدين .. يكون مفيدا حينما تميل الأنظمة الكبيرة إلى التسامي على الخلافات ووضع المصالح العربية العليا فوق مشاعر الأشخاص , ويكون مدمرا حين تغرق عواصم القرار في الشخصانية وتعتبر أن ما يغضب رئيس الدولة هو بالضرورة يعادي الدولة ذاتها.
اللمحة الثالثة أن المنطقة تبدو وكأنها تتمرد على الضغوط الأجنبية , فليس سرا أن واشنطن وربما عواصم أخرى تدور في فلكها مثل باريس أرسلت إشارات صريحة تدعو إلى عدم المشاركة , وربما كانت تود لو فشلت هذه القمة لمجرد أن تضع سوريا في موقف محرج .
اللمحة الرابعة أن العناد والخلاف حول الموضوع اللبناني وصل إلى ذروته , وهذا يبشر بأن حل العقد يمكن أن يبدأ فور انتهاء القمة , فكثير من القادة الذين حضروها سيقومون دون شك بمساعي خيرة لتقريب المسافات بين المتنافرين , وربما نجد في الأيام أو الأسابيع القليلة زيارات متبادلة على أعلى مستوى تصلح مافسد.
أهم ما في القمة أنها وضعت الأوجاع العربية على طاولة التشريح , وكما يقول الأطباء فإن اكتشاف الداء يمثل نصف الطريق إلى الشفاء . إذ أنه مهما علا صوت الفرقة يدرك الجميع في اللحظات الفاصلة أنه ليس أمام العرب من خيار غير التكاتف , وأن الجغرافيا والتاريخ وأحاسيس الشعوب تجبر أصحاب القرار في النهاية على الميل باتجاه عروبتهم لتمتين أواصرها ووصل ما انقطع منها , وأن الأجنبي مهما قويت علاقته بطرف في المعادلة العربية فإن عينه تظل على مصالحه وحدها دون ان يعير مصالح الطرف الآخر أدنى اعتبار.
قد يكون هذا الكلام متفائلا أكثر مما ينبغي , لكن التفاؤل والإيمان بقدرات العرب إذا اجتمعوا وضياعهم إذا تفرقوا هو ما يصنع الغد الافضل.



#مجدي_شندي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مصر تقزم نفسها‮ ‬
- انسداد حضاري
- طوابير للعصيان المدني‮
- ضرب مصر نوويا
- القلاع الأخيرة
- كسر خواطر ليفني
- دماء المصريين الرخيصة
- الكفر بالعروبة
- صدي الخروج من التاريخ
- نفسية الجواسيس
- مصر ..الخارجة من التاريخ (2من2
- نجاة النادي
- مصر ..الخارجة من التاريخ (1من2
- على اسم مصر
- سطوة الأمن المصري
- دستور الاستعباد
- في رئاء عطية حسن
- تحرش وسط القاهرة
- غزة المرابطة
- الرئيس الذي تحتاجه مصر


المزيد.....




- -ذي تلغراف-: الولايات المتحدة قد تنشر أسلحة نووية في بريطاني ...
- -200 ألف جثة خلال 5 سنوات-.. سائق جرافة يتحدث عن دفن الجثث ب ...
- وليد اللافي لـ RT: البرلمان الليبي انحاز للمصالح السياسية وا ...
- ميزنتسيف: نشر -أوريشنيك- في بيلاروس كان ردا قسريا على الضغوط ...
- خوفا من الامتحانات.. طالبة مصرية تقفز من الطابق الرابع بالمد ...
- ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تدعو إيران إلى -التراجع عن تصعيدها ...
- طهران تجيب عن سؤال الـ 50 مليار دولار.. من سيدفع ديون سوريا ...
- محكمة مصرية تؤيد سجن المعارض السياسي أحمد طنطاوي لعام وحظر ت ...
- اشتباكات مسلحة بنابلس وإصابة فلسطيني برصاص الاحتلال قرب رام ...
- المقابر الجماعية في سوريا.. تأكيد أميركي على ضمان المساءلة


المزيد.....

- افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار ... / حاتم الجوهرى
- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - مجدي شندي - انطباعات حول القمة