أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صادق إطيمش - هل مَن كان يتنظر غير ذلك من أحزاب الإسلام السياسي...؟ القسم ألأول















المزيد.....

هل مَن كان يتنظر غير ذلك من أحزاب الإسلام السياسي...؟ القسم ألأول


صادق إطيمش

الحوار المتمدن-العدد: 2239 - 2008 / 4 / 2 - 10:58
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


قبل أسابيع ، وبعد إنحسار ألإر هاب وتراجع جرائمه بحق الشعب والوطن ، بدأ التفاؤل يداعب أفكار الناس في وطننا الجريح حيث إنتعشت مقومات وإمكانيات استمرار تحسن الوضع الأمني وما سيسفر عنه من تحسن ألأوضاع المأساوية ألأخرى التي إستمر الشعب العراقي يإن تحت وطأتها حتى بعد سقوط البعثفاشية قبل خمس سنوات ، وكأن سقوطها أصبح نقمة على هذا الشعب لا رحمة له بعد أن تكالبت أحزاب ألإسلام السياسي الطائفية على الحكم وكل من إصطف إلى جانبها من العناصر القومية المتطرفة وذوي ألأفكار المتخلفة وحتى بقايا الدكتاتورية التي وجدت في تقاتل هذه ألأحزاب على وراثة السلطة خير منفذ لها تستطيع من خلاله العودة من جديد إلى التحكم بمقدرات البلاد والعباد . وبالرغم من هذا ألتكالب على السلطة من الفئات الطائفية وجعل الشعب العراقي كبش فداءها في هذا التوجه ألإجرامي المقيت , فإن كثيرآ من الناس لم ينظر إلى إقتتال الطائفيين بعضهم ببعض على أنه حرب أهلية , أي أن ألإنسان العراقي لا ناقة له في هذا ألإقتتال الطائفي ولا جمل . وكان التوجه العام السائد هو التمسك بوحدة الوطن بالرغم من بدء ضمور ظهور الهوية العراقية وإحلال الهوية الطائفية أو القومية أو العشائرية أو المناطقية بدلاًً عنها .
وبعد مرور خمس سنوات على سقوط الصنم ، هذه السنوات التي لا يمكن وصفها إلا بالعجاف ، لا يجد ألإنسان العراقي إلا كثيرآ من ألأسئلة وقد إرتسمت على محياه، بعد أن أثبت في عدة مواقف تحديه للإرهاب والإرهابيين وأعلن عن طموحه في السير بالعملية السياسية التي أرادها القائمون على أموره أن تكون عملية إستئصال صبر هذا الشعب والقفز على طموحاته حينما تخلت أحزاب ألإسلام السياسي حتى عن وعودها نفسها التي وعدت فيها الناس حينما طرحت قوائمها ألإنتخابية أمام الملأ . لقد تحجج القائمون على شؤون الناس في وطننا بحجة الإرهاب والإرهابيين كسبب مباشر لعرقلة التطور الذي كان يرجوه الناس . واستبشرنا خيرآ بتراجع ألإرهاب الذي أشارت إليه هذه ألأحزاب نفسها . إلا أن هذه الفرحة العابرة كانت عابرة حقاً حينما حلت هذه ألأحزاب محل ألإرهابيين في إرهابها للناس والإعتداء على كراماتهم وتهديدهم بشتى وسائل التهديد الذي يصل إلى القتل ما لم يمتثل المواطنون لأوامرهم ويطيعون قراراتهم . فماذا تريد هذه ألأحزاب التي تلهج بالدين وتعمل للسياسة ، تقول ولا تفعل ، توعد ولا توفي بوعودها التي كثرت حتى فقدت مصداقيتها بين عامة الناس . يخرج زعماء هذه ألأحزاب على الناس كرجال سياسة ويطلبون معاملتهم كرجال دين لا يحق لأحد إنتقادهم ، ولو فعل إنسان ذلك فيصورونه وكأنه هاجم الدين بشخص رجاله هؤلاء ، وبذلك يحل دمه وماله . أسئلة وأسئلة ترتسم على الشفاه تفتش عن تفسير لتصرفات بعض القائمين على أمور البلاد والعباد من قادة ألأحزاب ألإسلامية الدينية ألعراقية بشقيها الشيعي والسني والذين وجهوا احزابهم وجهة التمحور الطائفي والإقتتال المذهبي الذي جرّ البلاد إلى الوضع التي هي فيه الآن . المعاناة التي يعانيها الشعب العراقي اليوم تنهال عليه من عدة جبهات تخصصت جميعها في تنفيذ جرائمها ضد هذا الشعب , الذي جردوه من كل مقومات ألحياة الإنسانية في القرن الحادي والعشرين من عمر البشرية . وحوش بشرية تنهال عليه كصيد لا حول له ولا قوة. وبالرغم من تناقض المصالح الذي يسود صفوف هذه الجبهات ، إلا انها تشترك جميعآ بالوسيلة التي توظفها لتحقيق ما تصبوا إليه على حساب الملايين المحرومة البائسة . إنها وسيلة الدين والتجارة به كسلعة يتبادلونها في أسواق الإنتهازية والوحشية والجريمة .
لقد وصل توظيف الدين لتحقيق الأهداف السياسية إلى درجة إقتتال أهل الطائفة الواحدة فيما بينهم ، في الوقت الذي كانت تُعرض ألأمور على الملأ وكأن ألإقتتال يجري بين الطوائف المختلفة . ألإقتتال بين أبناء الطائفة الواحدة الذين يسخرهم ألإسلام السياسي لأغراضه دليل واضح آخر على أنهم لا يتقاتلون على خلاف ديني ، بل على خلاف في إقتسام الغنائم وإغتصاب قوت الجماهير وسرقة ممتلكات الشعب .
إن ما يجري بالعراق اليوم لا يشذ عن هذا النمط الذي أصبح قاعدة ترافق هذا النوع من التوجه السياسي الذي يربطه مؤسسوه بالدين ألإسلامي . فأحزاب الإسلام السياسي والمنظمات ألإسلامية داخل السلطة وخارجها أثبتت من خلال الوضع الذي تبلور على الساحة العراقية خلال السنين الخمس الماضية من وجودها على قمة السلطة السياسية بأن تحقيق مشروعها السياسي مرتبط بالعنف والإكراه , بحيث برهن القائمون على هذا المشروع بأنهم لا يختلفون في نهجهم هذا عن أشباههم من القائمين على مشاريع الإسلام السياسي ألأخرى خارج العراق ، حتى وإن إختلفت أساليب القتل والعنف والنهب والسلب من مشروع إلى آخر .
إنهم جميعأً يدعون إنتسابهم إلى ألإسلام ، لا بل إلى المذهب الواحد ، ولا يكفون عن تكرار مقولة وحدة ألإسلام أينما تواجد أتباع هذا الدين في العالم ، إلا أنهم عاجزون تماماً عن تحقيق وحدة أبناء الوطن الواحد الذي يشكل المسلمون الغالبية العظمى من سكانه ,كسكنة العراق مثلاً ، ناهيك عن تحقيق وحدة المنتمين إلى المذهب الواحد من هذا الدين والمرتبطين ببعضهم البعض ليس إرتباطا دينياً فحسب ، بل وعائلياً واجتماعياً ومهنياً وقومياً أيضاً . إن عجز ألإسلام السياسي هذا عن تحقيق أبسط مفاهيم الدين الذي يريد تمثيله على مختلف الأصعدة الوطنية والمتمثلة بوحدة الهدف إنطلاقاً من القناعة بوحدة الدين ، إن هذا العجز إن دل على شيئ فإنما يدل على كذب ونفاق ودجل جميع القائمين على محاولة تحقيق هذا المشروع حينما يجعلون الدين طريقهم لقتل أبناء الدين الواحد الذي يتبجحون بالإنتماء إليه ، وحينما يسعون إلى تقاتل أبناء الطائفة الواحدة ، وكل فريق منهم يبرر قتله للآخرين من أبناء دينه وطائفته بأنه الممثل الشرعي الوحيد والصحيح للدين ، وإن ما سواه على ضلال مبين ، وتظل الناس حيارى بين هذا وذاك لا تدري إلى أين . كما ويدل هذا الإقتتال ايضاً ، وبما لا يقبل أدنى شك ، بأن هدف القائمين على مشاريع الإسلام السياسي هو هدف سياسي بحت وليس دينياً قط . إنه هدف سياسي ألبسوه لباس الدين ليمرروا تحايلهم على البسطاء من الناس المتعلقين بدينهم حقاً في مجتمع كالمجتمع العراقي عانى عقوداً من ألإضطهاد والحرمان والقهر والتعتيم المعرفي ولإنفتاح ألإعلامي الذي جعله كالغريق الذي يتشبث بكل ما تقع عليه يداه .
لقد أثبت القائمون على تنفيذ مشروع ألإسلام السياسي بالعراق أن المكاسب الشخصية البحته من مال وجاه ومميزات لم يكونوا يحلمون بها ، تأخذ الموقع ألأول ضمن أولوياتهم , يلي ذلك وضمن المرتبة الثانية من هذه الأولويات ألأهل والأقارب والعشيرة , أي صلة الرحم كما يسمونها, مبررين ذلك دينيآ أيضآ بمقولة ألأقربون أولى بالمعروف , إذ أن سرقة أموال الوطن والتلاعب بمقدرات الرعية من قبل القائمين على هذه الرعية يقع ضمن أعمال المعروف , حسب فتاواهم . ثم يلي ذلك وفي المرتبة الثالثة من أولوياتهم الحزب أو الجماعة التي أوصلتهم إلى هذا الموقع بغض النظر عن سلوكية وتاريخ وأخلاق أفراد هذه الجماعة التي تضمن لصاحب الجاه هذا أمنه وحمايته ونفوذه مقابل الجماعات الأخرى المنافسة , نعم المنافسة في توظيف الدين . وهنا لا تلعب حتى الطائفة أي دور ولا يفرز حتى ألإنتماء الطائفي أي عامل يحدد إستعمال الوسيلة الناجعة للتخلص من هذا الخصم أو ذاك قتلآ أو إختطافآ أو أية وسيلة مشابهة أخرى. المهم في ألأمر أن تؤدي هذه الوسيلة إلى ملئ خزانة الحزب لتكون عصاباته المسلحة مؤهلة في أي وقت للتخلص من منافسيه ألآخرين سواءً من الطائفة نفسها أو من خارجها من التنظيمات ألإسلامية ألأخرى , ويجوزون " شرعآ " إستعمال هذه الوسائل ضد التنظيمات غير ألإسلامية أيضآ . وفي المرتبة الرابعة من ألأولويات يقف ألإنتماء الطائفي ليشكل العامل المشترك مع الشركاء الآخرين في النهب والسلب والقتل والإختطاف .
فبإسم الطائفة تقام حفلات النصر على أعداء الدين والمذهب وبإسم الطائفة تُخلق المناطق المُغلقة ويجبر الجار على التنكر لجاره والصديق لصديقه والزميل لزميله وربما الزوج لزوجته أو بالعكس , فللدين الطائفي هذا ضرورات تبيح المحظورات حسب الفقه المعمول به عمومآ في هذه ألأيام , يجري فيه سحب العام على الخاص وكفى ألله المؤمنون ألإيمان بالطائفة دون سواها . وفي سياق هذه الأولويات تفتش عن شيئ إسمه الوطن وقد تجده أيضآ , ولكن كمن يجد ألأوراق المهملة في سلة المهملات , قد يمكن ألإستفادة منها يومآ ما كما يُستفاد من ألأوراق المهملة كمسوَّدات تُستعمل في ظرف إنتخابي طارئ أو نقاش تجاري عابر أو لأي غرض آخر شريطة أن لا يمس بجوهر ألأولويات التي ليس لمصطلح الهوية العراقية موقع فيها , وإن تجرأ أحد على النطق بها أمام دهاقنة ألإسلام السياسي فما هو إلا عَلماني كافر أو متآمر على الدين وأمته أو مجنون يهذي بمصطلح لا يقره الدين الذي لا وطن له ، حسب تخريجاتهم.

القتل والخطف والتهجير والحرمان والبطالة والأمراض والفقر والجوع والظلام الدامس والبرد القارص والحر القاتل والخدمات المُعطلَة والمحروقات المسروقة والرشوة المستشرية والمحسوبية العشائرية والمناطقية والبسمة الغائبة عن الوجوه والحزن والكآبة التي عمت النفوس والهجرة المتواصلة خارج الوطن......والمزيد المزيد من المآسي المنظورة والمخفية....هل كل هذا من عمل التكفيريين ألأوباش والمجرمين من حثالات البعثفاشية التي لفظها الشعب شر لفظة ......؟ إن كان ألأمر كذلك حقآ فماذا أنتم فاعلون أيها السيدات والسادة الحاكمون....؟ أين ما وعدتم به الناس حينما ربطتم قوائمكم ألإنتخابية بتلك ألآيات والأحاديث التي تلوتموها على الملأ صباح مساء واعدين من ينتخبونكم ليس بحياة النعيم على ألأرض فقط , بل وبجنات السماء أيضآ , إذ جعلتم إنتخابكم عبادة وإنتخاب غيركم كفراً, وها أنتم تكفرون أشد الكفر بمن وضع ثقته بكم وتتنكرون لمن إرتجى بكم خيرآ وبمعسول كلامكم أملآ . لقد فشلتم وفشل معكم مشروعكم الطائفي من أي مذهب كان ولأي مدرسة دينية انتمى . كم من الضحايا تتنتظرون , بعد كل هذه الدماء العراقية , لتثبتوا لأنفسكم فشل الطائفية التي تبناها إسلامكم السياسي تمامآ كما فشل الذين من قبلكم في مشاريع إسلامهم السياسي . فمتى تتعظون وتعقلون ...؟ ألناس تريد الحياة على ألأرض اليوم ولم تعد تلتفت أقل إلتفاتة إلى وعودكم بمنحها حياة السماء .
إن ما يمر به الوطن وما يعاني منه الشعب تحت هذه الظروف العصيبة التي ساهمتم بخلقها ، ما هو إلا نتيجة للهجمة الشرسة التي يوجهها أعداء الشعب والوطن القدامى منهم والجدد . ولكم ألخيار في أن تضعوا أنفسكم , يا قادة ألإسلام السياسي بالعراق , بين أي من هؤلاء الأعداء حتى وإن إستمر كذبكم على الملأ في مقابلاتكم التلفزيونية وخطبكم الرنانه التي تتنصلون فيها اليوم عن الطائفية والمذهبية والعشائرية والقومية الشوفينية والمناطقية , كما تنصل بعضكم عن البعثفاشية بالأمس , وأنتم تمارسون ألإثنين فعلاً وواقعاُ ، والدماء التي سالت ولا زالت تسيل على أرض وطننا منذ خمس سنوات خير دليل على ذلك .
لم تكن عصابات القاعدة وفلول التكفيرين وكل من إنخرط في عصابات هذه التنظيمات ألإجرامية بقادرة على تنفيذ الكثير من مخططاتها ألإجرامية ما لم تُمهد لها الطريق الثغرات التي أوجدها إقتتال القائمين على أمر البلاد والعباد بالعراق من أحزاب الإسلام السياسي حيث تبنت خلال السنين الخمس الماضية أعمالاً لا تقل عن أعمال القاعدة جرمآ وتحاكيها في تخلفها الفكري وبدائيتها وتسويقها الرخيص لبضاعة الدين في أسواق تجارتها الطائفية وعلى حلبات صراعاتها المذهبية وفي أروقة محاصصاتها السياسية وعلى ربوع الإنتماءات العشائرية والقومية الشوفينية , بين أحزاب وكيانات , أغلبها حكومية , وهذه هي الطامة الكبرى , جعلت من عصاباتها السائبة المنظمة منها والتي تعمل لحساب هذا التنظيم السياسي الحكومي أو ذاك أو تلك التي تعمل على شكل " مقاولات " إنفرادية لحساب هذا السياسي البرلماني أو ذاك , جعلت من هذه العصابات أشباحاً ملثمة تجوب الشوارع لتقتل وتختطف وتذبح من لا يروق عمله أو منظره أو إعتقاده لسيدهم وقائدهم ومرجعهم وإمامهم , وما أكثرهم في هذه الأيام العجاف وكأن ظهورهم الكثيف والمفاجئ هذا قد إرتبط تاريخيآ أو عن طريق الصدفة بسقوط البعثفاشية , ألله أعلم . فكان القتل والإعتداء والتخريب والإذلال من نصيب الحلاقين وبائعي المسجلات الغنائية وبائعي المشروبات الروحية والنساء السافرات , وذوي ألإختصاصات العلمية والطبية من أساتذة ومفكرين ومثقفين وفنانين , ثم التهجير القسري للعوائل وتفكيك البنى ألإجتماعية التي صبغت المجتمع العراقي بتلك ألألوان الزاهية للفسيفساء العراقي الجميل ،فتحولت ألمقرات الدينية إلى بؤر للتخريب ومراكز للتخطيط لنشر الرعب والجريمة وجعلت من المنائرمواقع لقناصتها ومن غرف المساجد مخازن لأسلحتها ومن المناسبات الدينية فرصآ لنشر سمومها وتسويق بضاعتها التي سمَّتها الدين الذي لا دين غيره والطائفة الناجية التي لا يحق لغيرها الوجود ، ثم زادت على توجهها هذا الوكالة على تدَّيُن الناس , هذه الوكالة التي لم يسمح بها الدين الحق لصاحب الرسالة نفسه حينما قال له " وما أنت عليهم بوكيل" .
لقد أدّت جرائم هذه العصابات البدرية والمهدية والعمرية والمحمدية وكل العصابات التي تسترت بالإسلامي أو ألإسلامية خلف أسمائها إلى ما يعيشه الوطن وأهله اليوم من سوء ألأوضاع المعاشية وانعدام الخدمات العامة وفقدان ألأمن والتكالب على المناصب واستشراء الفساد الإداري ونهب خيرات الدولة وانتشار العصابات السائبة وتفشي المحاصصات بين الأحزاب الدينية التي سيطرت على السلطة السياسية والإثراء السريع الفاحش لبعض الرموز الحاكمة اليوم بعد أن كانت بالأمس لا تملك شروى نقير واستغلال الإنتماء الطائفي لخلق دكتاتورية معممة أو محجبة والإهمال المتعمد للجماهير الكادحة الفقيرة التي عانت الويلات من النظام البعثفاشي المنهاروخدع الجماهير بالشعارات الزائفة التي إستغلت التعلق الفطري لكثير من الجماهير الشعبية الكادحة بالتعاليم الدينية التي جعلتها إحدى ملاذاتها ضد الجور والظلم والدكتاتورية في عهودها المختلفة , ونشرت ألأفكار الظلامية من خلال ألأبواق المعممة الجاهلة التي تُسوِق الدين كما يمليه عليها فكرها البدائي , إذ أنها لا تفقه من الدين الحق شيئآ والتلاعب بمشاعر الناس من خلال الوعود الكاذبة التي ما زال المواطن بانتظارها , إلا أنه يفقد الأمل بالحصول عليها يومآ بعد يوم والدماء التي تسيل في شوارع الوطن المستباح , وسوف يطول بنا الحديث ويطول جدآ إذا ما أردنا التطرق إلى كل " منجزات " ألأحزاب الدينية العتيدة السنية منها والشيعية التي سيطرت على أمور البلاد والعباد في السنين ألخمس الماضية بعد سقوط البعثفاشية المقيتة . إلا أننا نعود ونقول بأن ذلك كله قد قادنا , أرضيت ألأحزاب الدينية الطائفية الحاكمة أم أبت , إلى تمزيق الهوية العراقية وتشذيبها إلى هويات بائسة تافهة تخلت عن العراقي لتضع مكانه الطائفي أو العشائري أو القومي أو المناطقي , الهويات المتعددة هذه التي نشرتها ألأحزاب السياسية الدينية جميعآ على الساحة العراقية والتي أخذت تتعامل معها كبديل عن الهوية العراقية التي أصبح تمزيقها وتشتيتها سهلآ على ألعصابات ألسائبة . وعلى هذا ألأساس فإن التبريرات التي يرددها البعض بجعل الإرهاب التكفيري القاعدي الطالباني هو المسؤول وحده عن هذا الوضع المأساوي الذي يمر به وطننا وأهلنا, لا تصمد أمام الحقائق التي تشير إلى الظروف التي خلقتها أحزاب المحاصصات بمختلف توجهاتها والتي مهدت الطريق لهذا ألإرهاب أن ينفذ مشاريعه ألإجرامية هذه بحق الشعب والوطن . وللحديث صلة....



#صادق_إطيمش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يا وليد الربيع.....نشكوا إليك غيبة ربيعنا
- شهاب التميمي......مناضل حتى النفس ألأخير
- الجامعة العربية والغزو التركي للعراق
- هكذا تكلم روبرت كيتس وزير الدفاع ألأمريكي
- أبا نزار....يا صاحب القلب الطيب...وداعآ
- إلى التضامن ألأممي مع الموقع ألإعلامي الحر - روج تي في -
- ألأنظمة العربية يؤرقها كابوس ألإعلام الحر
- من فمك أدينك يا أوردغان
- جرائم الثامن من شباط تلاحق البعثفاشية وأعوانها
- هل تجاوز اليسار العراقي دور المخاض...؟ ألشعب ينتظر الوليد ال ...
- هزيمة علماء الشيعة أمام جهلتها
- محنة الدين في فقهاء السلاطين القسم الثالث
- محنة الدين في فقهاء السلاطين القسم الثاني
- يا مراجعنا العظام....هل قتل النساء حلال أم حرام...؟
- محنة الدين في فقهاء السلاطين
- من خزين الفكر الجاهلي...وأد البنات بالأمس....وقتل النساء الي ...
- العثمانيون الجدد يمارسون سياسة التتريك المقبورة
- أكاذيب الشوفينية التركية
- عودة إلى حوار حول العلم العراقي
- رهائن حزب العمال الكوردستاني في سوق المقايضة


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صادق إطيمش - هل مَن كان يتنظر غير ذلك من أحزاب الإسلام السياسي...؟ القسم ألأول