|
ما بعد قمة دمشق ... مرحلة الحسم والمواجهة....
يونس العموري
الحوار المتمدن-العدد: 2241 - 2008 / 4 / 4 - 02:55
المحور:
القضية الفلسطينية
هو السؤال الأكثر رواجا هذه الأيام ... حيث ان الكل يحاول جاهدا ان يبحث عن اجابات ... عن ماهية الوضع المتوقع ما بعد قمة دمشق ... وما ستؤول اليه الأمور على المستوى الإقليمي وتحديدا فيما يخص الثالوث المرعب للسياسات المتصارعة على الساحة ( فلسطين والعراق ولبنان) ... ولعل هذا السؤال قد اصبح هاجسا مقلقا لكل صُناع السياسة في المنطقة حتى ان عواصم التاثير تحاول هي الأخرى الإجابة عن هكذا تساؤل فيما يعزز سياستها ومصالحها اولا وقبل كل شيء التي بلا شك ان لها ارتباطات محورية كانت ان صنعتها وخلقتها كمقدمة لما يجب ان تكون عليه المواجهة او اللا مواجهة ... على اعتبار ان المواجهة قدة تكون متطلب عملاني لسياسات الحسم لدى المحور الأمريكي الأمر الذي يعني محاولة تعزيز نهج سياسة محور ما يسمى بالإعتدال العربي الرسمي بعد ان عجز هذا المحور عن امتلاك زمام المبادرة وفرض رؤيته السياسية على المنطقة برمتها سيما وان عناصر ترويج المنهج الأمريكي السياسي وتباعته العربية قد فقد مصداقيته خصوصا فيما يخص بؤر الصراع الأساسية ... كما ان انطمة الإعتدال العربية قد فقدت بالتالي امكانية الطرح الجديد الذي قد يمثل وجه النظر العربية الرسمية او محاولة فرض الرؤية الإعتدالية على اعتبار عدم الثقة بما قد تأتي به هذه الأنظمة الموصوفة بأغلب الأحيان بالخانعة للسياسات الأمريكية على الأرض العربية ... ولعل نجاح عقد القمة بدمشق يمثل التحدي الأكبر لهذه الأنظمة التي حاولت تقويض انعقادها وستحاول بشتى السبل والوسائل وتنفيذا لأوامر البيت الأبيض حسم المواجهة بطرق اخرى غير تلك المعتادة سياسيا ودبلوماسيا لطالما ان الطرف الأخر بمعادلة المحاور قد اظهر الكثير من الصمود والممانعة لمواجهة السياسات الأمريكية وحلفاءها وهو الأمر الذي يعني فيما يعنيه تطور عملية الصراع على الأرض بلغة قد تكون اخرى بعيدة عن سياسة المناكفات السياسية وتعطيل المشاريع عبر القنوات الدبلوماسية السياسية وعلى هذا الأساس اعتقد ان المصلحة الأمريكية وبالتالي العربية الإعتدالية تتجه هذه المرة للحسم بلغة اخرى وان كانت باهظة التكاليف والأثمان... وحيث ان رأس حربة المحور المضاد عربيا (دمشق) غير مضطرة لتقديم االتنازلات السياسية او دخولها في بازار المجاملات الرسمية الدبلوماسية فانها بالتالي ستذهب بإتحاه مواجهة تقويض نتائج القمة هذا اذا ما اعتبرنا ان ثمة قرارات مجدية او فعالة ... الا انها على الأقل ستمضي بسياساتها حتى النهاية وتحديدا فيما يخص الساحة اللبنانية والتي على ما يبدو انها ستتحول الى كرة الثلج الساخنة بالمنطقة بمختلف اشكال المواجهات سواء أكانت تلك الداخلية او كونها ساحة لتصفية حسابات الكبار اقليميا على ارضها .... هو السؤال الأكثر الحاحا اليوم والمتمثل برأيي ... بماذا ستكون عليه الحال بعد القمة...؟ بمعنى هل سنشهد (هبوب رياح ساخنة وحملات متبادلة) ام سيكون نو ع من التهدئة على الأقل بهدف قطع الطريق على تصعيد اضافي وتحول دون المزيد من التدهور في لبنان.... وامكانية اعادة اللحمة الوطنية والوحدة الجغرافية في فلسطين .. ووقف الإستنزاف البشري بالعراق واخذ زمام المبادرة بهدف وقف المتاجرة بالدم العراقي .... فبلا ادنى شك ان الواقع العربي لم يعد على هامش الخطر، بل في أتونه الفعلي ... والكل العربي الرسمي يدرك هذه الحقيقة، وبالتالي يحاول ان يحمي مصالحه القطرية وان كان ذلك على حساب المصلحة القومية ... مع الأخذ بعين الإعتبار ان حقيقة المصالح الضيقة للأنظمة العربية بعيدة كال البعد عن الفهم الموضوعي للمصالح ووقائعها ... وبالتالي فإن هذه المصالح انما تعبر اولا عن مصالح المحاور وامتدادتها وهو الأمر الذي يبدو جليا وواضحا من خلال تعبير كل جهة محورية مضادة للمحور الأخر عن اجندتها السياسية وبالتالي الإرتباطية مع السيد والراعي لهذا المحور او ذاك ... مرة اخرى تنعقد قمة عربية ولا نجد الحد الأدنى من الإجابات الفعلية والعملية التي لربما تشكل خارطة طريق للتحرك العربي الرسمي للتأثير في مسار الفعل العربي الرسمي واخراجه من دائرة تنفيذ برامج الغير على الأرض العربية ... وبالتالي نقع في توقع ما يمكن ان يحدث ما بعد القمة ... ومحاولة رسم السيناريوهات، الا ان هذه المرة مختلفة تماما على اعتبار ان التوقع مختلف تماما ولربما ايضا غير متوقع ... فأمور الثالثوث المرعب في المنطقة (فلسطين والعراق ولبنان) اصبحت بحاجة الى حسم حتى ان الراعي الأمريكي يعتقد بضرورة الحسم لئلا تفلت الأمور من زمام مبادرته وهو الأمر التي أكدته شكل انعقاد القمة وغياب الكثير من الزعماء العرب ... وبذات الوقت فإن المحور المضاد والتي اتضحت معالمه يعتقد بضرورة الحسم ايضا واثبات وجهة النظر الأخرى اتجاه مجريات ومسارات العملية السياسية برمتها وتغير قواعد اللعبة ... والسؤال الكامن هنا .. اين المصلحة العربية الجماهيرية اتجاه كل هذه التجاذبات..؟؟ وهل هناك رؤية عربية فعلية نستيطع الإستناد عليها في فعل المواجهة وبالتالي الحسم ..؟؟ ان قضايا المنطقة لا تجد الحد الأدنى من التفهم العربي لها او حتى الإسهام في محاولة معالجتها ... مما يعني ان النظام العربي الرسمي وكما هي العادة قد اثبت عجزه عن تقديم ايا من الأطروحات التي من شأنها وضع الحلول لقضايا هذه المنطقة بل اننا نجد هذا النظام مجرد معبرا عما تريده القوى الإقليمية بلغة عربية ومنفذا لإرادة اخرى غير الأرادة العربية الشعبية الجماهيرية وبالتالي يقف عاجزا عن المساهمة ولو شكليا في حل الكثير من المسائل ذات البعد المصيري والإستراتيجي للمنطقة كما هي القضية اللبنانية التي اصبحت ساحة للصراع الأمريكي الإيراني من جهة وساحة للمزايدات العربية من جهة اخرى وكل ذلك في بازار الإستقطاب الثنائي الحاد على المستوى الإقليمي دون ان تشكل المصلحة القومية العربية الحد الأدنى من الإهتمام هنا او حتى المصلحة الوطنية اللبنانية وضروراتها ... وما المسألة الفلسطينية وقضية الصراع العربي الإسرائيلي الا خير شاهد عن حالة العجز العربي الرسمي وانتظاره بشكل دائم لأوامر السيد من هنا او هناك ... ولم تطلع علينا القمة الا بتجديد طرح المبادرة العربية للسلام الموفوضة اسرائيليا وبالتالي امريكيا ... و لااعلم لماذا لا يتم سحبها من التدوال على اعتبار انها مبادرة قد تم رفضها ...؟؟ اعتقد ان المنطقة تعيش مرحلة ما قبل الحسم والمواجهة وبالتالي يحاول كل طرف ترتيب موازينه بهذا الإتجاه ...وتبقى المصلحة العربية الشعبية الجماهيرية غير واردة في حسابات احد...
#يونس_العموري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
تساؤلات ما قبل القمة دمشق....
-
على ابواب انعقاد المؤتمر السادس لحركة فتح....
-
الدكتور احمد المسلماني فارس العطاء يترجل....
-
في ظل السياسة الإسرائيلية لابد من انعقاد المؤتمر الوطني الشع
...
-
في أزمة الحكومة الفلسطينية....
-
وقائع السجال اللبناني الداخلي والسقوط لقوى 14 اذار....
-
قراءة بانورامية لمؤتمر انابوليس....
-
من قتل الرئيس...؟؟
-
نحو عقد المؤتمر الوطني الشعبي للقدس...
-
في محاولة فهم وقائع الإشتباكات ما بين حماس والجهاد الإسلامي.
...
-
القدس لا تقبل القسمة او التقسيم....
-
حول دعوة وزير الأوقاف المصري لزيارة القدس
-
للقدس... وعلى القدس... وفي القدس....
-
اسئلة برسم فوضى السجال السياسي الفلسطيني....
-
المجزرة المتواصلة ....
-
في عبثية القتل والضرب وفعل صلاة العراء لابد من الرحيل....
-
تعويذة للمحرومين....
-
تعليقا على دفع الغرامات المالية للمعتقلين في غزة....
-
عشاق العتيقة في حضرة فخامة السيد الرئيس....
-
في تحليل إستطلاع الرأي لمركز القدس للإعلام والاتصال ( JMCC )
...
المزيد.....
-
إليسا تشيد بحملة هيفاء وهبي ونور عريضة في مواجهة التحرش الإل
...
-
ماذا قال أحمد الشرع في أول خطاب له كرئيس لسوريا؟
-
حماس تؤكد مقتل القائد العسكري محمد الضيف، فماذا نعرف عنه؟
-
عاصفة قوية تضرب البرتغال وسيول من رغوة بيضاء حملتها الفيضانا
...
-
ما دور الهلال الأحمر المصري في دعم غزة؟
-
أمير دولة قطر في دمشق للقاء الشرع وبحث التعاون بين البلدين
-
تدريبات قوات الحرس الوطني الخاصة
-
مصر.. وزارة الطيران المدني توضح سبب تصاعد الدخان في صالة الس
...
-
العراق يؤكد دعم مصر ويرفض مخطط تهجير الفلسطينيين
-
ترمب: نتواصل مع موسكو حول كارثة الطائرة
المزيد.....
-
اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني
/ غازي الصوراني
-
دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ
...
/ غازي الصوراني
-
الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024
/ فهد سليمانفهد سليمان
-
تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020-
/ غازي الصوراني
-
(إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل
...
/ محمود الصباغ
-
عن الحرب في الشرق الأوسط
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني
/ أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
-
الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية
/ محمود الصباغ
-
إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين
...
/ رمسيس كيلاني
-
اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال
/ غازي الصوراني
المزيد.....
|