أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث قانونية - صاحب الربيعي - القانون والمواطن














المزيد.....

القانون والمواطن


صاحب الربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 2237 - 2008 / 3 / 31 - 11:27
المحور: دراسات وابحاث قانونية
    


القانون مجموعة من الأعراف والسنن الاجتماعية المتوارثة والمُنظمة لشؤون حياة مجموعة بشرية ما، حيث تصاغ بشكل قواعد قانونية يسري مفعولها على كافة أفراد المجتمع لضمان حالة السلم الاجتماعي. وبغض النظر عن مصادر التشريع القانوني (عُرفي، أو ديني) فإن قواعده الأساس عبارة عن جهد تراكمي لمراحل تاريخية ونتاج مجتمعات بشرية مختلفة طالها الحذف الإضافة لتصبح منسجمة مع متطلبات المجتمعات الراهنة وسًبل معيشتها.
وبالتالي فإن القواعد القانونية تعتبر نتاج وجهد لنخبة حقوقية تعكس اجتهادها وخبرتها (ولربما إسقاط دوافعها الطبقية والنفسية) في صياغتها لتكون ناظمة للعلاقة بين البشر. ويعد مفهوم العدالة والمساواة، مفهوماً نسبياً ذات دلالات مختلفة تبعاً للزمان والمكان وتحقيقه يخضع الى الجزئية وليس الكلية، حيث أن انتهاك القانون بشكل عام يعود إما للحصول على حاجة ضرورية للفرد للاستمرار في الحياة (كالغذاء، والدواء....) وهو ما يقوم به السواد الأعظم من الفقراء.
وإما للحصول على حاجة غير ضرورية للفرد لزيادة الرفاهية في الحياة (كالثروة، والأملاك...) وهو ما يقوم به السواد الأعظم من الأغنياء. وباختلاف درجة الانتهاك للقانون وعقوباته فإن المفهوم ذاته يصبح عرضة للتساؤل حول مبدأ الانصاف والشرعية لتباين دوافع انتهاك القانون.
تاريخياً شرع القانون لأجل حماية مصالح فئة اجتماعية غنية ومتنفذة عرضة للانتهاك من فئات اجتماعية فقيرة ومحكومة، ومازال الأمر كذلك (إلى حد ما) لكن امكانية انتهاك القانون تحت غطاء سلطة مالية أو سياسية متنفذة يمكن تأشيره بوضوح في معظم دول العالم في الوقت الراهن.
يقول ((مايكل بارنتي))"إن قوانين دولتنا وضعت بصفة خاصة لدعم مصالح الأغنياء وعلى حساب بقية أفراد المجتمع، فالغرض الأساس من تشريع تلك القوانين كان تطبيق العدالة والمساواة في المجتمع لكن أُعدت آليات التنفيذ بشكل انتقائي لضمان مصالح الأغنياء".
لاتكمن أهمية القانون بقواعده القانونية المُنصفة والعادلة وحسب، بل في آلية تطبيقها فما جدوى وجود القانون دون وجود آلية لتنفيذ أحكامه؟. إن السلطة التنفيذية (بكامل أجهزتها القمعية) تعد الضمان الأكيد لتنفيذ أحكام القضاء، فهي مكملة ومُفعلة للاجراءات القضائية.
وبالرغم من أن مهام السلطتين (القضائية والتنفيذية) تطبيق العدالة والمساواة للحفاظ على السلم الاجتماعي فإنهما قد تصبحا بؤر للفساد والإفساد للمجتمع خاصة إن كانت السلطة القضائية خاضعة كلياً للسلطة التنفيذية.
إن النقاش الدائر في أوساط النخب الثقافية ليس عن ماهية القانون وقواعده بل عن سلوك وممارسات القائمين عليه، فالأنظمة المستبدة تتستر وراء تشريعات قانونية غاية في العدالة والمساواة ولا غبار عليها على مستوى الفقه القانوني لكن آليات تطبيقه عرضة للتساؤل والكشف عن مدى خرقها لحقوق الانسان.
يعتقد ((محمد زيعور))"أن القانون سلطة، فلو اعتبرنا المتسلط حقاً مطبقاً للقانون ما الذي يضمن حيادية هذا القانون أو شموليته؟. فهذا القانون وضعته في الأصل مجموعة من الناس لتنظيم سيطرتها على بقية فئات المجتمع".
إن تشخيص حالة عدم الإنصاف واللاعدالة التي تشوب بعض جوانب القانون، ليس دعوة لانتهاكه بل دعوة لتسليط المزيد من الضغط على السلطة التشريعية لاعادة النظر في بنوده وكذلك إجراء مراجعة للتحقق من ذمم ونزاهة رجال القضاء والتشديد على السلطة التنفيذية لتفعيل آليات تطبيق القانون على الجميع لاحلال السلم الاجتماعي.
إن سلامة الاجراءات القانونية وسُبل تطبيقها على كافة أفرد المجتمع دون استثناء، يعزز الشعور بالمواطنة ويشجع المواطن على الالتزام بالقانون الذي يحدد الحقوق والواجبات. فحين يشعر المواطن أن حقوقه مصانة من قبل الدولة يكون مستعداً للقيام بواجباته تجاه الدولة باعتبارها راعية لشؤونه العامة.
يعرف ((هوبز))"القانون بإنه عبارة عن مجموعة من القواعد تُلزم المواطن باتباعها عن طريق الكلمة أو الكتابة أو أي شيء يرمز لإرادة السيادة ومن خلالها يمكن التمييز بين الصواب والخطأ".
إن ضعف الثقافة القانونية لدى المواطن للاستدلال على حقوقه وواجباته تجاه الدولة والمجتمع، تتحمل مسؤوليته الدولة فكما أن الأسرة مسؤولة عن تربية الأبناء فإن الدولة مسؤولة عن تربية أفراد المجتمع. فالمناهج التعلمية في الأنظمة المستبدة تفتقد للثقافة القانونية وتعريف المواطن بحقوقه وواجباته، حيث تأخذ الأجهزة القمعية (الأجهزة التأديبية) على عاتقها تربية المواطن وفقاً لنهجها القمعي دون أن يدرك المواطن مساحة حقوقه ومديات واجباته تجاه سلطة القمع وبالتالي تجاه الدولة التي ينتمي اليها.
الموقع الشخصي للكاتب: http://www.watersexpert.se/



#صاحب_الربيعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صراع النفوذ داخل الجماعة
- مهام القيادة والقائد
- غريزة القطيع عند الكائنات الحزبية
- صناعة الأصنام في المجتمعات المقهورة
- مسؤولية السلطة في تفشي الفساد في مؤسسات الدولة
- مظاهر الفساد والإفساد في مؤسسات الدولة والمجتمع
- بنية الكيانات الحزبية في السلطة والمعارضة
- المفاهيم التقليدية للسياسية العربية
- الأسباب والمعالجات لإنهيار السدود (سد الموصل نموذجاً)
- ((سلطة الاستبداد والمجتمع المقهور))
- ((دور الفكر في السياسة والمجتمع))
- كتاب جديد للباحث صاحب الربيعي بعنوان ((رؤية الفلاسفة في الدو ...
- نداء وتحذير للبرلمان العراقي والقوى الخيرة من أبناء شعبنا -ب ...
- الخطاب النسوي في المجتمع
- أنسنة الإنسان ونبذ السياسة
- موجبات الاختلاف في العمل السياسي
- الدولة والأمة
- سوق المزايدة السياسية على التاريخ والوطن والأمة
- الهوية وعقدة الهوية
- الوطن والأمة


المزيد.....




- منظمة التعاون الإسلامي ترحب بإصدار المحكمة الجنائية الدولية ...
- البنتاجون: نرفض مذكرتي المحكمة الجنائية الدولية باعتقال نتني ...
- الأونروا: 91% من سكان غزة يواجهون احتماليات عالية من مستويات ...
- الإطار التنسيقي العراقي يرحب بقرار الجنائية الدولية اعتقال ن ...
- وزير الدفاع الإيطالي: سيتعين علينا اعتقال نتنياهو وغالانت لأ ...
- قرار الجنائية الدولية.. كيف سيؤثر أمر الاعتقال على نتانياهو؟ ...
- أول تعليق للبنتاغون على أمر الجنائية الدولية باعتقال نتانياه ...
- كولومبيا عن قرار المحكمة الجنائية الدولية باعتقال نتنياهو وج ...
- تتحجج بها إسرائيل للتهرب من أمر اعتقال نتنياهو.. من هي بيتي ...
- وزير الدفاع الإيطالي يكشف موقف بلاده من أمر اعتقال نتنياهو


المزيد.....

- التنمر: من المهم التوقف عن التنمر مبكرًا حتى لا يعاني كل من ... / هيثم الفقى
- محاضرات في الترجمة القانونية / محمد عبد الكريم يوسف
- قراءة في آليات إعادة الإدماج الاجتماعي للمحبوسين وفق الأنظمة ... / سعيد زيوش
- قراءة في كتاب -الروبوتات: نظرة صارمة في ضوء العلوم القانونية ... / محمد أوبالاك
- الغول الاقتصادي المسمى -GAFA- أو الشركات العاملة على دعامات ... / محمد أوبالاك
- أثر الإتجاهات الفكرية في الحقوق السياسية و أصول نظام الحكم ف ... / نجم الدين فارس
- قرار محكمة الانفال - وثيقة قانونيه و تاريخيه و سياسيه / القاضي محمد عريبي والمحامي بهزاد علي ادم
- المعين القضائي في قضاء الأحداث العراقي / اكرم زاده الكوردي
- المعين القضائي في قضاء الأحداث العراقي / أكرم زاده الكوردي
- حكام الكفالة الجزائية دراسة مقارنة بين قانون الأصول المحاكما ... / اكرم زاده الكوردي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث قانونية - صاحب الربيعي - القانون والمواطن