أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - محيي هادي - المستعصم المقامر الذي خسر بغداد أيضا-القسم التاسع و الأخير















المزيد.....

المستعصم المقامر الذي خسر بغداد أيضا-القسم التاسع و الأخير


محيي هادي

الحوار المتمدن-العدد: 694 - 2003 / 12 / 26 - 05:54
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


تنجيم و تنجيم مضاد قبل قتل المستعصم  
يقال أن أحد المنجمين الفلكيين قرأ لهولاكو أن كل من تجاسر على التصدي للخلافة و الزحف بالجيش الى بغداد لم يبق له العرش و لا الحياة، و إذا أبى الملك أن يستمع الى نصحه و تمسك برأيه فسينتح عنه مهالك: تموت الخيل، و يمرض الجند، و لن تطلع الشمس، و لم ينزل المطر، ثم يموت الخان الأعظم.
اما إبن الطقطقي فإنه قد ذكر  أن هولاكو لما فتح بغداد و أراد قتل الخليفة المستعصم، ألقوا إلى سمعه أنه متى قتل الخليفة اختل نظام العالم و احتجبت الشمس و امتنع القطر و النبات. فاستشعر لذلك ثم سأل بعض العلماء في حقيقة الحال عن ذلك فذكر ذلك العالم و قال: إن علي بن أبي طالب كان خيرا من هذا الخليفة بإجماع العالم ثم قتل و لم تجر هذه المحذورات، و كذلك الحسين و كذلك أجداد هذا الخليفة قتلوا و جرى عليهم كل مكروه و ما احتجبت الشمس و ما امتنع القطر. فحين سمع ذلك زال ما كان قد حصل في خاطره، واعتذر ذلك العالم عن هذا القول، بأن هيبة السلطان كانت عظيمة وسطوته مرهوبة، فما تجاسرت أن أقول بين يديه غير الحق.

كيفية قتل المستعصم
يذكر الطقطقي أن  المستعصم   استشهد  في رابع صفر سنة ست وخمسين وستمائة (السبت 16/شباط/1258 م).
و العصامي في ( سمت النجوم في ابناء الأوائل و التوالي) يذكر أن هولاكو استبقى المستعصم أياما الى أن استصفى أمواله و خزائنه و ذخائره، ثم رمى رقاب أولاده و ذويه و أتباعه، و أمر أن يوضع الخليفة في غرارة، و يرفس بالأرجل حتى يموت.
و يذكر العصامي أيضا رواية ، دون أن ينسبها لأحد، عن خروج المستعصم الى هولاكو قبل وقوع شئ.
أما  الدميري في (حياة الحيوان الكبرى) يذكر أن المستعصم قد أُخذ فخلع و وضع في جوالق و ضرب بالمرازب و قيل بمداق الجص الى أن مات.
و أما النويري فيذكر في (نهاية الأرب) أنه لما ملك هولاكو بغداد أحضر الخليفة المستعصم بالله و أمر أن يجعل في عدل و يداس بأرجل الخيل حتى يموت، ففعل به ذلك. و من عادة التتار أن لايسفكوا دماء الملوك و الأكابر. و سبي كل من احتواه القصر من الحريم، واستولى على ذخائر الخلفاء، و نهبت بغداد، و بذلوا السيف فيها سبعة أيام متوالية ثم رفع في اليوم الثامن.
أما الذهبي فيذكر في (العبر في خبر من غبر) أن التتار دخلوا بغداد و بذلوا السيف و استمر القتل و السبي نيفا و ثلاثين يوما. فقل من نجا.
و أما أبو الفداء فيقول في (المختصر من أخبار البشر) انهم قتلوا الخليفة، و لم يقع الإطلاع على كيفية قتله، فقيل خُنق، و قيل وُضِع في عدل و رفسوه حتى مات، و قيل غرق في دجلة، و الله أعلم بحقيقة ذلك.  و أن القتل و النهب دام نحو أربعين يوما.
و في  قتل المستعصم يذكر أيضا إبن الكتبي في (فوات الوفيات) فيقول: و اختلفوا كيف كان قتله، قيل أن هولاكو لما ملك بغداد أمر بخنقه، و قيل رفس الى أن مات ، و قيل غرق، و قيل لف في بساط و خنق، والله أعلم بحقيقة الحال.

عدد القتلى 
يقول الذهبي، في العبر، أن هولاكو أمر بعدِّ القتلى فبلغوا ألف ألف و ثمان مئة ألف و كسر. فعند ذلك نادوا بالأمان.
أما إبن خلدون فيذكر في تاريخه إن الذي أحصي في بغداد من القتلى ألف ألف و ثلاثمائة ألف. و استولوا من قصور الخلافة و ذخائرها على ما لا يحصره العدد و الضبط و ألقيت كتب العلم التي كانت في خزائنهم بدجلة معاملة، بزعمهم، لما فعله المسلمون بكتب الفرس عند فتح المدائن. و اعتزم هولاكو على إضرام بيوتها نارا فلم يوافقه أهل مملكته.
أما السيوطي فيذكر أن القتال  استمر في بغداد نحو أربعين يوماً فبلغ القتلى أكثر من ألف ألف نسمة ولم يسلم إلا من اختفى في بئر أو قناة، وقتل الخليفة رفساً.
و ذكر العصامي ان التتر  قتلوا في ثلاثة أيام ما ينوف على ثلاثمائة ألف وسبعين ألفاً، وسبوا النساء و الأطفال، ونهبوا الخزائن والأموال، وأخذ هولاكو جميع النقود، وأمر بحرق الباقي، ورمى كتب مدارس
بغداد في دجلة، وكانت لكثرتها جسراً يمرون عليها ركبانَاً ومشاة، وتغير لون الماء بحبرها إلى السواد.
و لم يذكر العصامي الوقت الذي بقي هذا "الجسر" على حاله، يمرون عليه الركبان و المشاة، و هل أن هؤلاء الراكبين و المشاة هم ممن تبقى من أهل بغداد، أم هم من المغول؟
و إبن الأثير يذكر أيضا إختلاف الناس في كمية من قتل ببغداد من المسلمين ، فيقول : قيل ثمانمائة ألف و قيل ألف ألف و ثمانمائة ألف، و قيل بلغت القتلى ألفي ألف نفس.

أسئلة
لكي نعرف نسبة عدد قتلى المجزرة الهولاكية مقارنة بعدد سكان بغداد ، يجب أن نعرف:
كم كان عدد سكان بغداد في وقت المستعصم، الدائميين و الذين نزحوا إليها من الضواحي بسبب الحروب؟
كم كان عدد الذين هربوا الى خارج بغداد، إذا تمكنوا من فك الحصار عليهم؟
كم كان عدد سكان الكرخ ؟
كم كان عدد سكان الرصافة؟
سأترك الإجابة على هذه الأسئلة إلا أنني أود أن اذكر أن بغداد في عصر المستعصم كانت في حالة إنهيار ، و في مدينة منهارة يقل عدد ساكنيها. فبغداد لم تكن كما كانت في أيام الرشيد و المأمون، تلك الايام التي وصلت إليها بغداد الى قمة إزدهارها.
و بعد التأكد من أرقام المجزرة الهولاكية، لنقارن هذه المجزرة بمجازر المجرم صدام التكريتي و عصابته العفلقية، فسنرى أن العراق قد عانى أكثر بكثير على أيدي البعثيين مما عاناه على أيدي المغول، على الرغم من أن المغول قد جاءوا إلينا في العصور الهمجية و ليس في القرن الحادي و العشرين.

بعد المجزرة:
يقول إبن كثير ان بغداد بقيت خاوية على عروشها ليس بها أحد إلا الشاذ من الناس و القتلى في الطرقات كأنها التلول، وقد سقط عليهم المطر فتغيرت صورهم و أنتنت من جيفهم البلد، و تغير الهواء فحصل بسبب ذلك الوباء الشديد حتى تعدى و سرى في الهواء الى بلاد الشام، فمات خلق كثير من تغير الجو و ساد الريح فاجتمع على الناس الغلاء و الوباء و الفناء و الطعن و الطاعون.
و هنا يذكر إبن كثير إحدى الطرق في إنتقال العدوى.

استفتاء هولاكو لرجال الدين عن من هو الأفضل : العادل الكافر أم المسلم الجائر
يذكر إبن الطقطقي أنه لما فتح  هولاكو بغداد في سنة ست وخمسين وستمائة أمر أن يستفتى العلماء أيهما أفضل: السلطان الكافر العادل أم السلطان المسلم الجائر؟ ثم جمع العلماء بالمستنصرية لذلك، فلما وقفوا على الفتيا أحجموا عن الجواب، وكان رضي الدين علي بن طاووس حاضراً هذا المجلس، وكان مقدماً محترماً، فلما رأى إحجامهم تناول الفتيا ووضع خطه فيها بتفضيل العادل الكافر على المسلم الجائر، فوضع الناس خطوطهم بعده.

في نهاية الحديث عن المستعصم: غرائب و عجائب
*يذكر الطقطقي في (الفخري في الآداب السلطانية): ها هنا حكاية طريفة عجيبة: حدثني صفي الدين عبد المؤمن بن فاخر الأرموي، قال : حدثني مجاهد الدين الدويدار الصغير قال : خرجنا مرة في خدمة الخليفة المستعصم الى الصيد، و ضربنا حلقة قريبا من الجلهمة، و هي قرية بين بغداد و الحلة، ثم تضايقت الحلقة حتى صار الفارس منا يصيد الحيوان باليد. فخرج في جملة حمر الوحش حمار كبير عليه وسـمٌ فقرأناه و إذا هو وسـم المعتصم. قال: فلما رآه المستعصم و سمه بوسمه و أطلقه، و كان بين المعتصم و بين المستعصم حدود خمسمائة سنة.
*و يذكر العصامي أنه من غريب الاتفاق ما رواه بعضهم قال: لما استولت التتار على بغداد، وقتلوا الخليفة المستعصم، كان ببغداد رجل من ذوي اليسار معروف فلما سمع بقرب التتار من بغداد، جعل في قاع داره مخبأ تحت الأرض، ووضع فيه صناديقه وأمتعته، وسائر ما يعز عليه من أموال وغيرها، ثم جعل على فم ذلك الموضع هيئة فم الخرابة، وجعل تسرب مائها إلى موضع آخر؛ ليخفي أمر ذلك الموضع عن الناظرين. وقال في نفسه: إذا دخلت التتار بغداد خرجت إلى الصحراء، فإذا خرجوا عدت إلى داري ومالي. فلما فرغ من إحكام ذلك وجد في ذخائره ستاً من اللآلئ الكبار النفيسة، كبارَاً جداً، فقال في باله: فتح هذه المطمورة أمر عظيم، وفكر في حفظ تلك اللؤلؤات، فلم يجد لها موضعاً أحسن من عش عصافير كان بسقف تلك الدار قريباً من المخبأ المذكور ،فاستدعى بسلم فوضعها في ذلك العش، وجلس في دهليز تلك الدار، وعليه زي الفقراء.
فلما دخلت التتار بغداد خرج إلى موضع استتر فيه، فأمسك بعض عساكر التتار رجلا من أهل بغداد، وألزموه أن يريهم دور أهل اليسار من أهل بغداد، ليجد فيها ما يأخذه، فأتى ذلك الرجل بذلك البعض إلى هذه الدار المذكورة فطافا فيها فلم يجدا شيئاً، فغضب التترى فربطه وقال: أتهزأ بي؟ وجعل يضربه ويعذبه، والرجل يحلف له أن صاحب هذه الدار من مياسير أهل بغداد، وما هزأت بك. فبينما هو يضربه إذ زرق عليه عصفور من ذلك العش الذي فيه اللؤلؤات فأصاب الزرق وجهه، فازداد غيظه فضرب ذلك العش فوقع العش، وسقطت تلك اللؤلؤات منه، فتدحرجت منه ثلاث، فوقعن في ثقب تلك الخربة فأخذ التتري تلك الثلاث  لؤلؤات، وألزم الرجل بخراب تلك الخرابة لإخراج اللؤلؤات الأخرى، فلما شرع في تخريبها وأزال وجهها، وجد سلالم تنتهي إلى الموضع الذي فيه الأموال والذخائر والصناديق، فأخذ التتري جميع ما هناك وأطلق الرجل وأعطاه ما تيسر.

النهاية
محيي هادي - أسبانيا
[email protected]
تشرين الأول 2003

 



#محيي_هادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المستعصم المقامر الذي خسر بغداد أيضا-القسم الثامن
- شيوعيو الغوطة يدا بيد مع إرهابيي العوجة
- عبدو، الصحاف الصغير
- في يوم أفراحي أقدم التعازي
- المستعصم المقامر الذي خسر بغداد أيضا-القسم السابع
- لن يغرق العراقيون مرة أخرى
- المستعصم المقامر الذي خسر بغداد أيضا-القسم السادس
- المستعصم المقامر الذي خسر بغداد أيضا-القسم الخامس
- المستعصم المقامر الذي خسر بغداد أيضا-القسم الرابع
- المستعصم: المقامر الذي خسر بغداد أيضا- القسم الثالث
- المستعصم المقامر الذي خسر بغداد أيضا/ القسم الثاني
- المستعصم المقامر الذي خسر بغداد أيضا/القسم الأول
- با?ـر العيد
- شبيهو سالفوهم
- العراقيون يعلِّمُون الفلسطينيين مجانا و البعثيون يتهمونهم با ...
- هل أجبر المتدينون البعثيين على شرب الخمر؟
- سكرتير شيخ الأهواز و مفتي فلسطين
- آلمني إزالة قبر عفلق
- تنبيه و اعتذار و اضافة
- العنصريون لا يخدمون الوطن بل يقتلونه


المزيد.....




- هل يمكن أن يعتقل فعلا؟ غالانت يزور واشنطن بعد إصدار -الجنائي ...
- هيت .. إحدى أقدم المدن المأهولة في العالم
- ما هي حركة -حباد- التي قتل مبعوثها في الإمارات؟
- محمد صلاح -محبط- بسبب عدم تلقي عرض من ليفربول ويعلن أن -الرح ...
- إيران تنفي مسؤوليتها عن مقتل حاخام إسرائيلي في الإمارات
- سيدة من بين 10 نساء تتعرض للعنف في بلجيكا
- الدوري الإنكليزي: ثنائية محمد صلاح تبعد ليفربول في الصدارة
- تجدد الغارات الإسرائيلية على ضاحية بيروت الجنوبية وقتال عنيف ...
- هل باتت الحكومة الفرنسية على وشك السقوط؟
- نتنياهو يوافق مبدئيا على وقف إطلاق النار مع لبنان.. هل تصعيد ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - محيي هادي - المستعصم المقامر الذي خسر بغداد أيضا-القسم التاسع و الأخير