أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - محمد الزبيري - الزبير مدينة النفط والبؤساء الحلقة الاولى














المزيد.....


الزبير مدينة النفط والبؤساء الحلقة الاولى


محمد الزبيري

الحوار المتمدن-العدد: 2259 - 2008 / 4 / 22 - 03:51
المحور: المجتمع المدني
    


في الزبير تلك المدينة البصرية التي تطفو على بحور من النفط ويعيش فيها مجتمع اختلطت فيه الاعراق وتباينت الثقافات يعيش مسالما قنوعا حتى الذل بما يتفضل عليه اولىالامر من صدقات,مدينة تحيطها ابار النفط لتنفث سمومها وغازاتها في سمائها تساعدها في ذلك معامل الجص والحصى التي ما انفكت تشكل بلاءً اهوجا لكل الناس هناك حيث اصيب اكثر من ربع السكان بالربو والامراض التنفسية الاخرى, مدينة انجبت الادباء والمفكرين والشعراء والرياضين والفنانين والمبدعين في كافة المجالالت الا انها لن تنجب قائدا ( براسه خير ) , مدينة القرار الواحد والسيد الواحد والشيح العظيم والجامع الاعظم فمنه تصدر الاوامر ومنه واليه تؤول الاموال وبيده فقط ماذا تفعل المدينة وماذا تقرر, الجامع الاعظم وصاحبه العظيم سحرا الناس بسحرهم وجعلوهم كالمنومين مغناطيسيا يتحركون متى شاء ويقفون ويتصرفون كيفما شاء. المدينة التي لا سلطة فيها الا سلطة العظيم ولا شرطة او قوات امن تستطيع البقاء بدون رضاه . شوارعها تسبب العقم لدى سواق السيارات واسواقها مصدر لكل امراض العالم بسبب قذارتها واهمالها ومدارسها لازالت تبنى من القصب ومعظم طلابها الصغار يفترشون الارض بملابس جديده كلفت الاباء عرقا وجهدا , شبابها لن يجدوا ملاذا غير المقاهي لتدخين النارجيله ( والله يعلم ماذا بعد ) , اما مثقفوها فقد فازوا فوزا عظيما اذ هيأ الله لهم رصيفا على قارعة الطريق اسموه الرصيف الثقافي يبيع فيه شاعر صعلوك اسموه حسونيس كتبا قديمه واحيانا جديده تتناسب اسعارها طرديا وماموجود في جيبه فان كان يمتلك قوت اليوم فهو ( مترهي ) يبيع با لسعر الذي يعجبه وحين يخلو جيبه يزداد عدد زبائنه فهو يبيع باي سعر يشتهيه الزبون وحين لن يجد من يشتري يحتال على (كمال العاقل) ليفرغ جيوبه من ماحصل عليه طيلة النهار وهو يتنقل بين المحلات والمقاهي ( ماكوشي, اريد اتغده ), والرصيف الثقافي هذا يتربع على عرشه الكاتب الساخر عبد الحسين طاهر وابا علاء هذا شيوعي دفع ثمن شيوعيته ومناهضته للنظام الكتاتوري سجنا وتعذيبا ثم قربانا للوطن ابنه الذي اعدمه النظام البائد يحشر انفه في كل نقاش ليحرفه بالاتجاه الذي يريد ويفرغ (عبقريته ) على الجالسين وسط تسامحهم وحبهم لنجم الجلسة والرصيف وهو ايضا يتحمل منهم الكثير من المقالب والسخرية, المثقفون المرميون على هذا الرصيف تتقاذفهم اتربة الشوارع التي لاتعرف المنظفين وتمر عليهم بين الفينة والاخرى سيارات مسلحه وميليشيات يتكؤن على حائط يتوشح بالسواد طيلة ايام السنة وسط لافتات( نعزي ونهنيء) واخبار الموتى لن يغادرو مكانهم ولن يتوقفوا عن الحضور لهذا الطقس لاي سبب حتى وان اشتعلت الحرب فانك ستجد الشوارع خاليةمن المارة والمقهى مغلق لكن الرصيف يحتضن مثقفيه فهم الذين لن يهجروه حرا وبردا مطرا وعواصفا ابو ان يهجروه بسبب اطلاقات طائشه غير ابهين بالذي سيحصل , المثقفون على هذا الرصيف يشربون الشاي والسكائر ويناقشون مواضيع مختلفه تبدء في البنيوية والتفكيك وتنتهي بمباراة العراق وقطر او برشلونة وريال مدريد وحين لن يجدو شيئأ للنقاش يحركون ابي علاء فهو جاهز للبدء بأي موضوع لمجرد (هندر ) زميله ومجمع اسرار مقالبه ابا وسام , المثقفون هنا منذ سنوات لم يسأل عنهم عظيم ولا مسؤول ولم يفكر احدا باحتضانهم او التعرف على ابداعهم و لربما ان العظيم يتهمهم بالشيوعيه او العلمانيه فهم لاحق لهم في ارض او نفط الزبير وهم لايكترثون بذلك لان العظيم لم يستطع ان يعطي مريديه حقهم وهو ما ان يسمع ازيز اوحتى صفير يتأبط جوازه ويفر الى حيث القصور والمنتجعات تاركا مريديه يجاهدون ولهم الجنة , وللاخرين النار وسوء العاقبة ,وألى ان يمن الله علينا بعظيم اخر نلتقيكم .



#محمد_الزبيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الماكي وجنون القيادة


المزيد.....




- اللاجئون السودانيون.. مأساة لم ينهها عبور الحدود واللجوء
- الأمم المتحدة تحذر: شبح المجاعة يهدد 40 مليون شخصًا في غرب أ ...
- تظاهرات في تل أبيب مطالبة بصفقة للإفراج عن الأسرى
- الشروق داخل معسكرات النازحين فى السودان.. حكايات الفرار من ا ...
- استشهد زوجتي وإصابتي أفقدتني عيني
- مصدر فلسطيني: عودة النازحين قضية رئيسية في المفاوضات وتوجد ع ...
- دعوات إسرائيلية لمظاهرات تطالب بصفقة تعيد الأسرى
- مندوب فلسطين بالجامعة العربية يدعو لتفعيل الفصل السابع من مي ...
- عبد الرحمن: استقبال عناصر النظام البائد وتسوية أوضاعهم ممن ل ...
- دعوات إسرائيلية لمظاهرات تطالب بصفقة تعيد الأسرى


المزيد.....

- أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية / محمد عبد الكريم يوسف
- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - محمد الزبيري - الزبير مدينة النفط والبؤساء الحلقة الاولى