أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - هادي أ. عيد - حول رسالة الشيوعي الاصلاحي محمد علي مقلد الى البيك التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط















المزيد.....

حول رسالة الشيوعي الاصلاحي محمد علي مقلد الى البيك التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط


هادي أ. عيد

الحوار المتمدن-العدد: 2237 - 2008 / 3 / 31 - 11:23
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


لمن يهمه الأمر
تحية طيبة ، وبعد
هذا رد على مقالة للسيد محمد علي مقلد نشرت على موقعكم في العدد 2213 بتاريخ 07-03-2008. الرجاء نشر هذا الرد كمساهمة في النقاش حول علاقة اليسار بالقوى الأخرى وشكرا لكم

كان اللبناني الجنوبي ( وربما لازال ) يلجأ إلى الزعيم الإقطاعي أو من يمثله عندما تضّطره لذلك الحاجة وظروف الحياة الصعبة وإهمال الدولة المزمن. كان يبدأ حديثه عادة بإعلان ولائه الدائم للزعيم وتذكيره بتضحياته في سبيله ووقوفه في وجه أخصامه. بعد انتهائه من هذه المقدمة يبدأ بعرض قضيته التي اقتضت الزيارة. الشيوعي الإصلاحي , السيد محمد علي مقلد , لايفعل شيئا آخر في رسالته إلى البيك التقدمي الاشتراكي , وليد جنبلاط. ( النهار 06 آذار 2008) هذا إذا أخذنا بعين الاعتبار جوهر المسألة وأهملنا الفروقا ت التفصيلية والزمنية.
يبدأ الشيوعي الإصلاحي بتذكير البيك التقدمي وبتذكيرنا جميعا بالحب الكبير الذي ترّبى عليه هو والشيوعيون لوالد البيك ,الشهيد كمال جنبلاط, وكيف أنه يستحضره ( كما تستحضر الأرواح ؟ ) > وكلّما > مرحلة قيادة البيك الأب للحركة الوطنية اللبنانية خاصّة وأن كمال جنبلاط << كان أوّل الشهداء الذين زرعوا وردة الحرية على طريق السيادة والحريّة والاستقلال >> .
لايقول لنا الشيوعي الإصلاحي أين ومتى بدأت طريق السيادة والحرّية والاستقلال حتّى نعرف إن كان كمال جنبلاط أوّل من زرع وردة الحريّة على طريق استقلال هذا الوطن الذي لم نعد نعرف كم استقلالا حقّق ولا أين ومتى ,هذا الوطن الذي أضحى أضحوكة العالم كلّه بسبب سياسيّه المرتهنين للخارج والمال.
قبل الذهاب بعيدا، أودّ أن أؤكّد وبدون أيّ تردد أنّ ما سبق وما سيلي لايعني إطلاقا انتقاصا من وطنية الشهيد الكبير كمال جنبلاط ( ولا يمنع من نقده أيضا ) وهو كذلك لايعني بأي شكل من الأشكال دفاعا عن قيادة الحزب الشيّوعي أو حزب الله أو الشيعة كشيعه لا ولا عن النظام القمعي السوري.
يقول لنا الشيوعي الإصلاحي في رسالته << روت لنا الوقائع وأدبيّات الحزب الشيوعي اللبناني أن علاقة الشيوعيّين بالحزب التقدّمي الاشتراكي، أيام كمال جنبلاط وبعد استشهاده أيضا، كانت أرفع من علاقة تحالف >> وأن زعيم الحزب التقدمي الاشتراكي كان زعيما لجميع الوطنيين << وللشيوعيين على وجه الخصوص >> .
هذا إذن ما روته الوقائع (كأن الوقائع تروي ذاتها!) وأدبيّات الحزب الشيّوعي اللبناني لصاحبنا.
بداية يسمح السيد مقلد لنفسه وبدون أيّ حرج بالتحدّث باسم الشيوعيين جميعا هكذا وبدون تمييز عن حبه لكمال جنبلاط. تلك ممارسة شائعة في الحزب الشيّوعي اللبناني تربّى عليها الكثير من وجهاء الحزب أو ممن يعتبرون أنفسهم كذلك. والوجيه، شيوعيا كان أو تقليديّا، يعتقد أنه "يمون" على الآخرين ولذلك فهو يتحدّث باسمهم ويقرر بالنيابة عنهم ( لاعجب في ذلك إذ كانت هناك سياسة واعية للحزب قوامها استمالة أبناء العشائر والوجهاء ومحاولة تنظيمهم عبر المنح الدراسية إلى الاتحاد السوفيتي أملا في أن يستميل هؤلاء عائلاتهم وعشائرهم لجانب الحزب ). لكن الأهم من ذلك هنا هو إعلان الشيوعي الإصلاحي أن علاقة الشيوعيين بالحزب التقدمي الاشتراكي كانت أيام كمال جنبلاط أرفع من علاقة تحالف. إن كلمة "أرفع " هنا مطاطة وحمّالة أوجه. أهي علاقة اتحاد؟ أهي ذوبان الواحد بالآخر؟ أم هي تـبعية ؟ الحقيقة أن علاقة الحزب الشيوعي بكمال جنبلاط لم تكن أرفع من تحالف بل هي أدنى من التحالف. إنها باعتراف الحزب نفسه علاقة تبعية بلغت أوجها عندما التحقت قيادة هذا الحزب بركاب ماسمي بالقوى الإسلامية أيام الحرب الأهلية. هذه التبعية، كما يعرف الرفيق الإصلاحي، دفع الحزب الشيوعي ثمنها غاليا على الصعيد السياسي خاصة في الأوساط المسيحية. إن التحالف, بداهة, يفترض المساواة والنديّة والاستقلالية وهذا ما لم تروه لنا لا "الوقائع" ولا حتى أدبيات الحزب الشيوعي نفسه. هذا عن التحالف، أما كون كمال جنبلاط زعيما لكل الوطنيين في حينه فهذا مما لا شك فيه لكن ما لا نفهمه هو إضافة الشيوعي الإصلاحي من عندياته لعبارة <<وللشيوعيين منهم على وجه الخصوص>> .
عن علاقة الشيعة عموما بكمال جنبلاط وغرامهم الذي يصل إلى حد التقديس، ليست الوقائع هي التي تروي لنا هذه المرة، بل الشيوعي الإصلاحي نفسه إذ يؤكد لنا أن كمال جنبلاط وطد زعامته <<السنية والشيعية في صورة لم بكن يرقى إليها الشك>>. ولمزيد من الإثبات (والمبالغة) يقول <<وأستطيع أن أروي كشاهد عيان >> أن أحد رجال الدين الشيعة دخل منزل حاج جنوبي في الستين من العمر فامتعض لوجود صورة لكمال جنبلاط في بيته فقال له هذا الحاج:<< هذا بمثابة إمامنا الثالث عشر، ما عليك إلا أن تتكيف مع هذه الحقيقة أو أن تغادر. وغادر.>>
للقارئ أن يحكم على مصداقية هذه الرواية أو عدمها لكن ما يمكن قوله هو أن<< الوقائع >>لاتروي لنا أن حزب كمال جنبلاط كان له تواجد يذكر بين شيعة الجنوب وأن حديث الشيوعي الإصلاحي بهذا الشكل عن كمال جنبلاط أشبه ب<< الحوربة >> ( نوع من الشعر الشعبي يمدح الزعيم ويهاجم خصومه، يلقيه هتّاف ويردده المحازبون) التي كان أنصار البكوات ولازالوا يؤدّونها في حضرتهم أو في مواجهة خصومهم.
بعد هذه الحوربة للبيك الأب والتي هي في واقع الأمر موجهة للبيك الابن لطمأنته حول ولاء المخاطب ونواياه الطيبة، يطرح الشيوعي الإصلاحي السؤال الأساس : من المسئول عن التدهور الخطير الذي أصاب العلاقة بين الشيوعيين وبين الشيعة (إذ إن الشيوعي الإصلاحي معني بمصير الشيعة كشيعة كما لو كان هناك نقص في الأفواه والأقلام التي تطرح المسا ئل بلغة الطوائف ومنطقها)، من جهة، وبين الحزب التقدمي الاشتراكي بزعامة البيك الابن، من جهة أخرى.
المعيار الذي اختاره صاحبنا لتحديد المسؤوليات في هذه المسائل هو الموقف من الدور السوري في لبنان والموقف من بناء الوطن والدولة. كيف يجيب الشيوعي الإصلاحي على هذا السؤال؟ هنا عليكم أعزائي القرّاء أن تتحلوا بالصبر قبل الحصول على الجواب عن دور البيك وليد لأن الكاتب يلبس قفازا من الحرير قبل أن يعيّن مسئولية هذا الأخير وتراه ينتقي ألفاظه بكثير من الحذر والحيطة حتى الالتباس . أما حين يتعرّض لمواقف الآخرين فانه يصبح ناقدا شرسا وتصبح عباراته شديدة الوضوح.
يقول لنا الشيوعي الإصلاحي إن تبدّل موقف وليد جنبلاط من الدور السوري ومحاولته لقاء القوى المسيحية بعد عام 2000 كان فيه شيء من التسرع. عفوا, ليس الكاتب نفسه هو الذي يطلق الحكم هنا : << اتهم جنبلاط بالتسرع >>. لذلك << بدا>> (لاحظوا الاستعمال المتكرر لكلمة بدا و( يبدو ) دون أن يحدد لنا الكاتب لمن بدا) ، إذن << بدا هذا التبدل أقرب إلى التقلب منه إلى الانقلاب، لأنه بدا كأنه من غير مقدمات (...) بدا كأنه موقف مفاجئ لم تفهمه أدوات سوريا...>>
نحن هنا في عام 2000 مما يعني أن البيك وليد كان لايزال في أحضان نظام الوصاية السوري فهل هو جزء من هذه الأدوات؟ لم تفهم<< أدوات سوريا>> تبدل موقف وليد جنبلاط لأنها بحسب صاحبنا لم تستوعب معنى أن يكون استبداد الأجهزة قد تجاوز كل الحدود وربما لأن سوريا لم تتعامل مع <<حلفائها>> (المزدوجان من السيد مقلد) في لبنان إلا كأجهزة << ولذلك لم يتعامل حلفاؤها معها إلا بصفتهم أجهزة، فكيف يتمرّد المرء على نفسه؟! >>
عن علاقة الحزب الشيوعي بوليد جنبلاط، يشنّ الشيوعي الإصلاحي هجوما عنيفا على قيادة هذا الحزب لتراجعها في كل المجالات والتي من بينها << مسألة التقارب مع <<القوات اللبنانية>> لبناء وحدة وطنية (كذا!) مع خصوم الأمس...>> وكذلك لقبولها لقاء الأسد عام 2004 << مرتكبة حماقة سياسية ما بعدها حماقة>>. أما جنبلاط فانه، يقول الكاتب، بالرغم من أنه سخر في البداية من مسألة التقارب مع << القوات اللبنانية>> << سرعان ما راح يتعامل من موقع الحرص الوطني مع ملف المهجرين، أي مع ملف إعادة الوحدة الوطنية...>>. مضحك مبك كلام الشيوعي الإصلاحي عن الحرص الوطني وعن ملف المهجرين! ألم يسمع صاحبنا بفضائح وزارة المهجرين وبسرقات أموالها وهي في عهدة جنبلاط وأعوانه؟ ثمّ هل عاد المهجرون؟ وماذا عن أجراس الكنائس وحجارتها؟
يمضي الشيوعي الإصلاحي في تحليله لموقف البيك التقدمي قائلا إن موقف هذا الأخير كان يمضي صعدا حتى بلغ ذروة صدامه مع الإرهاب ا لمخابراتي عام 2004. << في اللحظة التي
صار فيها جنبلاط يمثل حقا ضمير الوطن وبصيص الأمل في إعادة بناء الوطن سيدا حرا مستقلا ، ( هذا وبدون أيّة مبالغة طبعا ! ) كانت قيادة الحزب الشيوعي اللبناني تنحدر في مواقف الالتحاق بنظام الوصاية، بل بأدوات هذا النظام، وبلغت الدرك الأسفل في مواقفها المشينة غداة اغتيال الرئيس الحريري.>> هنا بيت القصيد: لم يلتحق الحزب الشيوعي بحركة 14 آذار تحت قيادة البيك جنبلاط وهذا ذنب لايغتفر من وجهة نظر الشيوعي الإصلاحي وهو أيضا ماجعل موقف الحزب يبدو غريبا لا على جنبلاط وأنصار السيادة بل على <<آلاف الشيوعيين>>.لا أقل! أين هي هذه الآلاف الشيوعية المؤيدة لأنصار السيادة والاستقلال بقيادة جنبلاط ( اقرأ وبقيادة السيد مقلد) ؟. في اعتقادي أن البيك التقدمي قلب على قفاه من شدة الضحك عندما قرأ هذا الرقم، هذا إن كان قرأه.
أخيرا وبعد هذا الهجوم العنيف على قيادة الحزب لعدم التحاقها بالبيك وحركته نصل إلى مسئولية
جنبلاط : << مسئولية وليد جنبلاط في ذلك تكمن في تعامله مع اليسار من موقع الزعيم الدرزي لا من موقع زعامة اليسار التي أسسها كمال جنبلاط>>. بعد هذه العبارة" النقدية" اليتيمة يعود الشيوعي الإصلاحي مسرعا إلى الحوربة للبيك الأب مذكرا البيك الابن بقناعات والده بأن الممر الإلزامي لأية زعامة وطنية هو التحالف <<مع اليسار عموما والحزب الشيوعي خصوصا >>. (هل كانت هذه فعلا قناعات كمال جنبلاط وهو الذي لم يخطر على باله مرة أن يضع شيوعيا على لائحته الانتخابية؟ ). الأهم أن صاحبنا الشيوعي جدا جدا يتوجه إلى وليد جنبلاط كما يلي: << وأعتقد يا وليد بك أن هذه الحقيقة مازالت هي هي لم تتغير...>> ألا تظنون أن عظام ماركس وأنغلز وكذلك عظام لينين ترتجف في قبورهم من شدّة الغضب؟
بعد أن صفّى صاحبنا حسابه مع قيادة الحزب الشيوعي وأعلن عتبه الخجول على البيك الابن لعدم سيره على طريق والده ها هو يوصلنا إلى ما يسميه << سؤال الشيعة>> والذي يعتبره أكثر تعقيدا. يبدأ صاحبنا مقاربته لهذه النقطة بالإشارة إلى خصومات الطوائف وحروبها وبتعداد العوامل التي أدت إلى تدمير التراث الوطني التقدمي اليساري الذي بناه كمال جنبلاط ليصل إلى مايريد قوله لوليد جنبلاط :<< غير أن مسؤوليتنا اليوم يا وليد بك (مرة أخرى) يجب أن لاتقتصرعلى محاكمة القتلة >> بل يجب أن تتعداها إلى إعادة البناء. أما الشيعة فانه يجب قراءة مواقف قياداتهم قراءة تاريخية مذكرا بتضحياتهم وبمواقفهم المشرفة. ثم ينتقل إلى القول مخاطبا جنبلاط بان اللبنانيين يعرفون<< حجم الألم الذي تعتصره في نفسك لأن البعض(اقرأ من الشيعة) يقابل شهامتك بالنكران, ويقابل شموخ دفاعك عن المقاومة في المحافل الدولية أنت والحريري( أيهما؟) بالتخوين ويرد على حماستك للوحدة الوطنية بالشحن المذهبي الخ، الخ.>>
يريدنا السيد مقلد أن ننسى كل ما يبثه وليد جنبلاط من كلام طائفي مسموم وأن نقتنع بأن ما يقوله ليس سوى دفاع عن النفس. وها هو يتحول إلى مسد للنصائح داعيا البيك إلى تجنب بعض التعابير <<غير المستحبة>> دون أن يمس جوهر موقف البيك من "حزب الله" ومن الشيعة عموما مبتدئا ملاحظاته على أسلوب البيك ب "حتى لو " لأنه لايجرؤ على أي نقد لمواقف البيك التقدمي. .
<< حتى لو كان ما تقوله عن مشروع إيران الإقليمي صحيحا فان نعته بالفارسي ينطوي على دلالة غير مستحبة>> ليس عند الرفيق الإصلاحي بل <<عند من يرى في إيران بالأولوية شيعيتها>> خاصة وأن تجاوز بعض الحدود في الكلام على المشروع الإيراني <<يتحول إلى مادة تحريضية ضد الامبريالية و "حلفائها" >> ما معنى هذا الكلام ؟ أيخاف الشيوعي الإصلاحي التحريض على الامبريالية وحلفائها؟ ثم من هم حلفاء الامبريالية في لبنان ؟ هل يجرؤ السيد مقلد على تسميتهم لنا؟
يتابع السيد مقلد خطابه هذا على منوال حتى لو إرضاء وتزلفا للبيك :<< حتى لو كان كل ما تقوله في سجالك مع "حزب الله" وقيادته صحيحا وهو في معظمه صحيح >> و<<حتى لو كانت تصريحاتك وخطاباتك لاترمي إلى غير التعبير عن المواقف السليمة والصحيحة >> وكذلك << حتى لو كنت تملك كل الحقيقة >> ... فانك يجب أن لاتأمن اللغة لأن <<اللغة قد تخون>> ثم<< إن "حزب الله" بحاجة إلى احتضان أيضا لأن مواقفه(...) ناجمة جزئيا عن حالة ارتباك في تحديد خياراته وسلم أولوياته.>> هذا ما كان آباؤنا يقولونه للبيك حين كنا نتمرد على زعامته : لاتؤاخذه يابيك فهو لايزال صغيرا لايعي ما يفعل ولا يدرك ما يقول. مسكين "حزب الله" انه ليس ناضجا وعلى وليد جنبلاط الذي يبدل مواقفه كما تبدل دوارة الهواء اتجاهها أن يحتضنه ، أي أن يضعه في حضن ألولايات المتحدة والسعودية حيث هو مقيم! هل هناك أنبل من هكذا مشروع وأشرف من هكذا دعوة؟
ينهي الشيوعي الإصلاحي رسالته إلى وليد جنبلاط بمطالبته باسم الشيعة واليساريين (من أمثاله) بإحياء تراث كمال جنبلاط اليساري، هذا التراث الذي بحسب صاحبنا << لايرمي في "ثورته" إلى أكثر مما أنجزته الثورة الفرنسية : الدولة الحديثة، دولة القانون>>. إذا كانت وطنية كمال جنبلاط فوق الشبهات, إلا أن تراثه اليساري موضع شك، وهذا ما تشي به بوضوح تام عبارة الكاتب نفسه التي أوردناها للتو، وهو إذن قابل للنقاش وهذا أمر مشروع . بكلام واضح هي دولة البرجوازية التي يطالب بها الشيوعي الإصلاحي. إذ لاذكر هنا لعدالة اجتماعية ولا لتوزيع عادل للثروات أما الاشتراكية فأستغفر الله! . كلا لا شئ من هذا الكلام "الخشبي" لأن الشيوعي الإصلاحي يريد لخطابه أن يكون مطمئنا لزعيمه وحلفاء زعيمه أن لاخوف مطلقا على مصالحهم وامتيازاتهم من" اليسار" الذي يدّعيه ويدعو إليه. وللسب نفسه لم نعثر على أثر في رسالة الشيوعي الإصلاحي، حتى على مستوى الإشارة، للمشروع الأميركي – الإسرائيلي وخطورته على منطقتنا ولا على أي تحذير ولو مبطن من الالتحاق به.
هكذا يكشف خطاب الشيوعي الإصلاحي عن الوجه الحقيقي للمشروع الذي يحمله ويروّج له وهو ذو شقين متلازمين : تلزيم اليسار(والشيعة إذا أمكن) لوليد جنبلاط والهجوم على كل من يرفض الالتحاق بصديق "جيف" وبولتون وأبرامتز وبصديق النظام السعودي اليساري جدا. (لكن لو افترضنا أن الصفقة تمت هل يضمن لنا حضرة المقاول دوامها لأكثر من أسبوع؟ ). أما الشق الثاني فهو بناء دولة القانون، وهذا مطلب مرحلي مشروع جدا في ظروف لبنان، لكن المشروع اليساري لايمكن أن يختزل إلى هذا الحد والأنكى من ذلك كله أنه سيكون بقيادة بيك إقطاعي.
إذا كانت هذه هي القاعدة التي يريد الشيوعي الإصلاحي وأمثاله أن يعيدون على أساسها بناء اليسار والحزب الشيوعي ولبنان عموما، حق لنا أن نقول مع الجنوبي الطيب :" وقمح بدك تاكلي يا ام حسين" ما يعني أن لاأمل يرتجى من هذا الخطاب ولا من حامليه وأن وظيفته، كخطاب، ليست سوى تسويق للذات في زمن أصبح فيه ثمن الشيعي" الموالي"، حتى التافه ، مرتفعا في سوق الدعارة السياسية اللبنانية.



#هادي_أ._عيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- هولندا: اليمين المتطرف يدين مذكرتي المحكمة الجنائية لاعتقال ...
- الاتحاد الأوروبي بين مطرقة نقص العمالة وسندان اليمين المتطرف ...
- السيناتور بيرني ساندرز:اتهامات الجنائية الدولية لنتنياهو وغا ...
- بيرني ساندرز: اذا لم يحترم العالم القانون الدولي فسننحدر نحو ...
- حسن العبودي// دفاعا عن الجدال... دفاعا عن الجدل (ملحق الجزء ...
- الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا ...
- جورج عبد الله.. الماروني الذي لم يندم على 40 عاما في سجون فر ...
- بيان للمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
- «الديمقراطية» ترحب بقرار الجنائية الدولية، وتدعو المجتمع الد ...
- الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - هادي أ. عيد - حول رسالة الشيوعي الاصلاحي محمد علي مقلد الى البيك التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط