كلنا يتذكر الاعيب الرئيس المصري السابق انور السادات في ضرب القوى الوطنيه، والأسلاميه ببعضها. فلكي يتخلص من انتقادات القوى اليساريه ووقوفها ضد محاولات ألأستسلام مع العدو الصهيوني ، والأنفتاح على قوى الأمبرياليه، وتأزيم وقطع العلاقات مع الأشقاء العرب، والحلفاء الأستراتيجيين على المستوى الأقليمي والدولي . قام باطلاق قوى الظلام المتظلله باسم الدين، وتحريكها ضد قوى اليسار بكل الوانها . وسمح لهم بالنشاط السياسي، والأعلامي من اجل وقف مد اليسار، بل وحتى سمح لهم بتجاوز كل القيم، والعادات، والقوانين بالأعتداء على رموز قوى ا ليسار من المفكرين حتى السياسيين . ولما استعدى القوى الدينيه بسبب سياسته الأستسلاميه وزيارته المشينه للقدس . ثم توقيع معاهدة كامب ديفد مع الصهاينه . ذهب الى القوى اليساريه يستجدي دعمها لتقليص وتحجيم المد الأسلامي ، ولأضعاف مواقع القوى الأسلاميه بين الجماهير المصريه، ولم ينفعه لا ، هذا، ولا ذاك! فلا القوى اليساريه رضيت بالتطبيع الذي اراده، ولا القوى الدينيه غفرت له خيانة العالمين العربي والأسلاامي عن طريق توقيع معاهدته الأنفراديه مع العدو التاريخي للأمتين العربيه والأسلاميه.
وكانت الكثير من الدول العربيه ومنذ تاسيها قد اتبعت ذات السياسه فيما يخص استعداء القوى والأحزاب السياسيه على بعضها. ولكنها جاملت فقط طرفا واحدا وعلى الدوام: اي قوى الظلام، والرجعيه علىالمستويات الوطنيه، والعربيه، والعالميه. وكان كل هدف تحالفاتها، وتعاونها، وتعاملها في تلك المديات يخدم نفس الغرض ويتبع نفس السياسه، اي معاداة قوى اليسار بحجة محاربة الشيوعيه التي كانت مع حلفائها القوى الوحيده على المدى العالمي التي تدعم قضايانا الوطنيه والقوميه ، بل ، وحتى الأسلاميه. والنتيجه ان حلفاءها على المستوى العالمي ظلوا يدعمون اسرائيل الى اخر الحدود حتى صارت اقوى من الدول العربيه باجمعها. وهذا طبعا يفضح نفاقها فيما يخص قضية فلسطين وعدم رغبتها الفعليه في دعم هذه القضيه، او دعم شعبها لتحرير نفسه واستعادة ارضه، وبناء وطنه القومي. والنتيجه الثانيه هي انها وحلفائها العلميين دعموا اعداء الشيوعيه وكل ما هو يساري في كل مكان وعلى كل المستويات . واستغلوا قضية افغانستان حجه للتغطيه على خيانتهم لقضية العرب والمسلمين الأولى في فلسطين. كما يفعل الأن حلفائهم السابقين بتشويه سمعه العرب، والمسلمين وحرف الأنظار عن قضية فلسطين . أي الهروب من الساحه الرئيسيه، وقتل الأبرياء في نيويرك، والفليبين، واندونيسيا، وتركيا ولم يتوانوا حتى في ضرب حاضنتهم الأولى السعوديه. فتنكروا للجميل وقتلوا الناس الأبرياء الذين ادعوا انهم يقاتلون من اجلهم وباسمهم. اي المسلمين. لقد منحت الأنظمه العربيه والأسلاميه لقوى الظلام الفرص الكبيره ، ومنحتهم كل القوه، والدعم للوقوف بوجه اليسار مثلما فعل السادات ، فكان شكرهم قتل السادات، وأعلان الحرب على كل الأنظمه التي عاد بعضها رهينه لهذه القوى بدرجات مختلفه . مره بنفوذ وتنظيم قويان . ومره بتسللها لأجهزة السلطه، واخيرا بامتشاق السلاح لأسقاط هذه الأنظمه.
وعلى الدول العربيه وألأسلاميه التي اتبعت هذه الساسه الخاطئه، والخطيره طويلآ ، ان تعلن اليوم عن ندمها وتوبتها عن هذا الخطأ الفاحش، والمدمر، والذي يعرض ليس فقط تلك الأنظمه ، والدول ، والحكام الى الخطر . بل السلام العالمي كله. والطريقه الوحيده لأعلان التوبه ، والأعتراف بالخطا ليس بالشعارات والوعود الطنانه عن التحولات، والتغيرات ومجارات الوضع والضغط العالمي شكليآ فقط ، او بمجالس استشاريه وشورى صوريه ، وحكماء ومستشارين ، يعلوهم تراب الأهمال كما علت وعود ثوراتهم، وبياناتهم الأولى ، او دساتيرهم المهمله، وخطبهم الحماسيه، او تعاليم الدين ، والعقيده ، وتجارب التاريخ ودروسه. يجب رفع الظلم، والحيف عن قوى اليسار، والتقدم، والليبراليه، وعدم منع الأحزاب وحريتها بأي حجه. بل ترك الأحزاب تتحاور، وتتجادل، وتتناقش، وتعرض برامجها على الناس بحريه. بدل اللجوء الى لغة، واساليب الأحتراب، والأقتتال . وهاهي الأنظمه التي وعت وعملت بهذه الوصفه العصريه لم تزدد الا قوه . ولم يخسر احد مواقعه ولم تزدد الا شعبيه بين الناس. ونالت التقدير، والأحترام ، فلا العائله الحاكمه في الكويت طردت من الحكم . ولا جاء ا لشيوعيون الى السلطه . ولم يحصل انقلاب دموي. ولم تسحل العائلات المالكه في الأردن ، او المغرب، او في عمان لأنها سمحت ولو بديموقراطيه نسبيه لشعوبها . كما سحلت العائله المالكه في شوارع بغداد ، ولم يغفر لها لا لقبها الهاشمي ولا نسبها النبوي. ولم ينقلب الشيوعيون على قاسم بل ماتوا معه بالألاف على يد القوى التي سمح لها بالنشاط لوقف المد الشيوعي. ولم يستلم الشيوعيون السلطه في اي بلد ديمقراطي غربي في اوروبا او يستولوا على السلطه بالقوه كما يتخوف حكامنا. وحتىان جاءت بهم الأنتخابات الديمقراطيه مع حلفائهم فلقد سحقوا على يد الدول "الديمقراطيه" والدول الكبرى التي تريد الأن ان تنشر الديمقراطيه في العالم . سواء في تشيلي او الكونغو او غرينادا او اليونان، او اندونيسيا . فمن هو الخطر الحقيقي اذن؟ وما هو الطريق الصيح والأفضل؟
ولم يمنع هؤلاء قوى اليسار فقط من العمل بحريه وبشكل طبيعي للتنافس على خدمة الشعب عن طريق صناديق الأقتراع او مجرد المساهمه في الحياة العامه والسياسيه، بل حرموا حتى حق الحياة . وقتلوا بمختلف الذرائع، وباسم اكثر الفتاوى سوءأ. بل جمدوا ، واهملوا ، وشلوا ، وحاربوا ، وعزلوا نصف المجتمع الحي اي المرأه . مره باسم الدين . ومره باسم العادات، والتقاليد . ومره باسم عدم تقليد الغرب. او حفاظا على سلامة المجتمع.. الخ من الحجج الباليه ، والباهته والكاذبه بمجملها. وتقوم القيامه ، ولا تقعد اذا طالبت امرأه بحق العمل ، او الدراسه، او الترشيح لمنصب، او المطالبه بحق الأنتخاب، او حتى ولو الحصول على اجازة سوق سياره . ورغم تبجحهم ليل نهار بالفارسه الشجاعه خوله بنت الأزور" ، او اشعار الخنساء"
.ينكرون على نسائنا حتى حق اختيار شريك الحياة كما اوصى الدين . ويترفعون عن السماح لهن بالعمل او حتى مجرد مجالستهن . في حين يركضون بلحاهم المخضبه، وعماماتهم الفخمه، وتيجانهم المذهبه ، لتقبيل ايادي السفيرات ، ووزيرات خارجيه الدول الأجنبيه، وزوجات المسؤولين الأجانب .
نعم ايها الحكام، لآتخافوا، ولا تتعبوا حالكم بتقوية الجيوش، والمخابرات ، ا والأستنجاد بحلفاء الأمس، واصقاء العدو، او اللجوء الى مزيد من القمع، والعنف، والأضطهاد، والظلم وتضييق الحريات . الوصفه سهله جدا ، وفي متناول اليد. اطلقوا سراح الحريات المكبله. افسحوا المجال لقوى النور واليسار للعمل بحريه ، كما سمحتم سابقا لمن يقتلونكم الأن. اشيعوا الديمقراطيه، ولغة الحوار. دعوا صندوق الأقترع يقرر من يدبر شؤون البلاد ، اسمحوا بالتعدديه وتبادل السلطه، وفصل السلطات ، فهذا يمنح الأمان، والسلام، والهدوء، والتقدم، والخير، ويخنق قوى الظلام التي سيتصدى لها الجميع وليس فقط اجهزة قمعكم ، التي ربما لها اتصالات وخطوط وتنسيق، اوتعاطف مع تلك القوى المريضه. لأن قوى القمع تريد ان تبقى ولابد ان تبتدع من تقمعه ، لتبرر وجودها واهميتها وحاجتكم لها. وهذه الأجهزه القمعيه هي رديف لقوى الظلام التي تريدون القضاء عليها . دولة القانون ، والديمقراطيه هي الكفيله بجعلكم تنامون بهدوء دوم خوف من ارهاب ، او تفجير او اختطاف طائره ، او احتجاز رهائن . ملكه بريطانيا لم تخسر عرشها بوجود الحريه، والديمقراطيه وتبادل السلطه وتحرر المرأه واحتلالها اعلى وارقى المناصب . والمرأه ليست اقل كفاءه، ا وقدره من الرجل ، ان لم تكن افضل في مجالات عديده . وملك السويد ينام قرير العين ومعه 85 بالمائه من انصار الملكيه بين الشعب، رغم انه لايملك حتى حق التصويت، او الأدلاء بتصريحات سياسيه و.. و.. الأمثله كثيره ، وعديده ، فلا تتحججوا بعدم نضج الظروف، او اختلاف العادات، والتقاليد، او مستوى التطور الأجتماعي، او انتشار الأميه، والجهل،او الفقر، او ماشابه من الحجج الباطله. فالهند تعتبراكبر ديمقراطيه في العالم ، رغم جهل، واميه، وجوع الملايين من المصوتين .
الأخطاء تاتي وتزول، والناس تتعلم من اخطاءها . وامل ان تتعلموا من اخطائكم ايها الحكام قبل ان تتهموا الناس بالخطا وهم لم يمارسوا الديمقراطيه بعد، او يسيئوا استغلالها كما يحلوا للقوى المتردده ان تردد . الموتى وحدهم لا يخطئون لأنهم لا يعملون شيئا . ومن لاينزل النهر لا يتعلم السباحه. فلا تخافوا من العوم في بحر الحريه والهناء في نهر الديقراطيه للوصول الى شاطئ امانكم، وامان شعوبكم، وبلدانكم. بل حتى تيجانكم واماراتكم وشيوخيتكم اذا حولتوها الى دستوريه . وتخليتم عن الجمع بين الحكم والملك . اللهم اني قد بلغت .والمرا لايلدغ من جحر مرتين . وهذه كلها امثال عربيه وليست مستورده من امريكا، او روسيا، او كوبا. وعمر بن الخطاب كان عربيا ومسلما وديمقراطيا . وعلي بن ابي طالب كان عربيا ومسلما وديمقراطيا . فلماذا نتبجح بتاريخنا ولا نستفيد منه، او نقلده ، ونتمثل به ، بدل تقليد الفراعنه ، وقياصرة روما ، واباطرة المجوس . الحريه . والديمقراطيه، والمساواة الكامله بين الرجل والمرأه ، هي الأرجل الثلاثه التي سيطبخ عليها الذ طعام يتناوله الجميع دون مغص ولا الم ، فهل تسمعون النصيحه وتطبقون الوصفه الطبيه الشافيه ام تبقون تعانون الأرق، والألام من تخمة الديكتاتوريه، والأنغلاق، وتضخم الأجهزه القمعيه التى لم تنفع لا صدام حسين ولا الشاه من قبله .
السويد