بعد افتتاح مكتب منظمة حرية المرأة في العراق في مدينة السليمانية في يوم 2 كانون الاول وتناقل وسائل الاعلام المحلية في كردستان والفضائيات خبر الافتتاح على صعيد واسع وتلقي ردود فعل واستجابات كبيرة في اوساط عديدة، اثار اعلان وجود تلك المنظمة حفيظة الاتحاد الوطني الكردستاني، فارسل في يوم 8/12 عدد من عناصره لابلاغ المنظمة بعدم ممارسة نشاط الحزب الشيوعي العمالي العراقي فيه، وفي يوم 20/12 ارسل مرة اخرى قوات امنه "الاسايش" الى مكتب المنظمة لغلقة بذريعة عدم امتلاك المنظمة رخصة رسمية.
ان سياسة الاتحاد الوطني الكردستاني هذه هي ليست بجديدة على جماهير كردستان والعراق، وهي امتداد لنفس السياسات القمعية التي دأب الاتحاد علي انتهاجها في قمع صوت الحرية والمساواة طوال اثني عشر عاما من عمره في كردستان العراق. ففي ظله الى جانب الاحزاب القومية والاسلامية الاخرى التي تسلطت على رقاب الملايين في كردستان الممولة بأموال اطلاعات الجمهورية الاسلامية والامن التركي وشيوخ السعودية، قتلت اكثر من 5000 امرأة تحت عنوان"غسل العار". وكان الاتحاد الوطني الكردستاني واحد من تلك الاحزاب الذي بارك ذلك القتل والابادة الجماعية ونفخت الروح بالقوانين البعثية الرجعية "قانون الاحوال الشخصية"وعملت على ترسيخ الرجولية والعشائرية وجميع المعتقدات والافكار المهترئة والمتعفنة في المجتمع وعقدت الصفقات السياسية مع الجمهورية الاسلامية في ايران لتصفية الشيوعيين والنساء المتحررات والعلمانيين.
اليوم يكشف الاتحاد الوطني الكردستاني عن وجهه بشكل واضح عن عدم تحمله لرؤية راية التحرر والمساواة ترتفع من جديد وترفرف على تلك المدينة الذي نظم فيها مجزرة للشيوعيين والاحرار في 14 تموز من عام 2000 واغلق مقرات الحزب الشيوعي العمالي العراقي وغلق منظمة النساء المستقلة ومركز حماية النساء ومنع جريدتها "يكساني" من الاصدار بعد ان استلم ثمن تلك المجزرة من جمهورية الارهاب في ايران.
ان الاتحاد الوطني الكردستاني استشاط غضبا من فتح مكتب واحد لمنظمة حرية المراة في مدينة السليمانية وشعر ان الخناق بدء يضيق على اعداء الحرية والنساء والانسانية، رغم تشدق وتمنى سكرتيره جلال الطلباني عندما كان رئيسا لمجلس الحكم بعصر الديمقراطية والتحرير بعد التخلص من نظام صدام. ان السياسة القمعية التي يسلكها الاتحاد ليس الا اداة اخرى في قمع الحريات كما انها تفضح النفاق السياسي لجلال الطلباني حول ادعائاته الديمقراطية في عراق مابعد "التحرير"، ومن جهة اخرى يضم نفسه الى صفوف قوى الاسلام السياسي الذين يكنون العداء والكراهية لحرية المراة ومساواتها الكاملة .
ان الحزب الشيوعي العمالي العراقي في الوقت الذي يفضح ويدين الممارسات القمعية للاتحاد، يطالب جميع الاحزاب والمنظمات والاطراف العالمية التقدمية والمدافعة عن حقوق الانسان بشجب وادانة ممارسات الاتحاد الوطني الكردستاني المعادية للحريات الانسانية في نفس الوقت يعلن ان شمس الحرية والمساواة "التحرير" لا تشرق على جماهير العراق الا بتخلصها من اعداء الحرية والمساواة. وسيكون الحزب الشيوعي العمالي العراقي في مقدمة صفوف نضالات الجماهير حتى يسود ذلك المجتمع الانساني في العراق.
الحزب الشيوعي العمالي العراقي
20 كانون الاول 03