أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - باتر محمد علي وردم - مواطنون عراقيون...لا شيعة ولا أكرادا!














المزيد.....

مواطنون عراقيون...لا شيعة ولا أكرادا!


باتر محمد علي وردم

الحوار المتمدن-العدد: 693 - 2003 / 12 / 25 - 13:03
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


من المفهوم أن ترتفع نسبة القلق لدى العديد من المثقفين والزملاء الكتاب الأردنيين والعرب نتيجة مظاهر الفتنة الطائفية التي ظهرت إلى الساحة العراقية بشكل كبير منذ أيام، وتحديدا في المناطق ذات الغالبية الشيعية والكردية. ولكن من الخطير أيضا أن يتم التعامل مع هذه المشكلة من منظور طائفي أيضا، والتركيز على التباينات العرقية والطائفية في تحليل الوضع الراهن، فالعديد من الإعلاميين والمثقفين العرب من شتى الاتجاهات والمذاهب الفكرية والسياسية كانوا جاهزين لتوزيع تهم الخيانة والعمالة على الشيعة والأكراد بسبب اشتراكهم في المشروع الأميركي للإطاحة بالنظام العراقي السابق والسطو على موارد العراق دون أن يفهموا الخلفية التاريخية لجرائم حزب البعث في العراق.
مثل هذا التعامل هو نفسه الذي يثير الحساسيات والمشاكل لدى الشيعة والأكراد، والذين يملكون الكثير من العتب والغضب على المثقفين والإعلاميين والسياسيين العرب الذين صمتوا صمتا سيئا ومتواطئا على عقود طويلة من الإضطهاد الذي تعرض له الشيعة والأكراد تحت حكم "الرئيس الشرعي" للعراق وبطانة حزب البعث.
لم أشهد الكثير من تاريخ العراق الحديث، وأعرف أن الأساتذة الذين عاصروا تغيرات الحكم في العراق في الستينات والسبعينات هم أدرى مني بخصائص التركيبة السياسية العراقية، ولكن ما أعرفه أن "الفتنة الطائفية" في العراق، وتقسيم العراقيين إلى شيعة وأكراد وسنة وتركمان لم يكن موجودا في الحكم الملكي ولا في بدايات الثورة القاسمية، ولكن مع بدء عهد حزب البعث الميمون في العراق بدأت الفتنة الطائفية وبدأ كل هذا الانتهاك لحقوق المواطنين العراقيين من الشيعة والأكراد على وجه التحديد.
أفهم تماما الغضب من التصفيات البشعة التي تحدث لمسؤولين سابقين في حزب البعث وخاصة من السنة، ولكن لا أفهم أن يتم وصف قوات بدر وقوات حزب الدعوة بأنها أتت من الخارج مع القوات الأميركية وأنها مجموعة من العملاء والخونة! يعرف الجميع طبعا بأن قوات بدر وحزب الدعوة لم تغادر العراق رغبة في القيام بالاستجمام والسياحة بل لأن "الرئيس الشرعي للعراق" كان قد أصدر قرارا بإعدام كل من ينتمي لحزب الدعوة وبأثر رجعي، كما أن التصفيات الجسدية للقيادات الشيعية الدينية كانت على قدم و"رجل"، وخاصة بالنسبة لعائلة "الصدر" والحكيم، ويكفي أن نعرف بأن 63 قياديا شيعيا من عائلة الحكيم قد قتلوا من قبل النظام السابق، وربما هذا قد يفسر للسادة المثقفين العرب لماذا يحس السيد عبد العزيز الحكيم بالغضب على الرئيس صدام!
وما أعرفه ايضا بأنه لم يمر على العالم العربي مذبحة بشعة بقدر ما حدث في حملة الأنفال ضد الأكراد عام 1988 وكانت نتيجتها مقتل 40 ألف مدني كردي بالسلاح الكيماوي، ولم نسمع السادة المثقفين والإعلاميين العرب ينتقدون هذه المذبحة أو يتعاطفون مع الشعب الكردي، وهو شعب عراقي وليس مستوردا إلى هذه المنطقة وتم قتله وتهجيره من أرضه تماما كالشعب الفلسطيني والشيشاني والأرمني، ولهذا فإن هناك تقصيرا عربيا كبيرا في مجال تفهم معاناة الأكراد في العراق.
كل هذا طبعا لا يبرر النزعات الانفصالية، ولا يبرر التعاون مع الاحتلال ولا يبرر قطعا تسليم أموال العراق لدول أخرى بحجة أضرار الحرب، ولكن علاج هذه المشكلة الطائفية لا يكمن في مواصلة هذا الهجوم المحموم على الشيعة والأكراد فهذا سوف يزيد القيادات المتطرفة في الجانبين غلوا في عدائها للسنة، ويقلل من فرصة القيادات الوطنية في السيطرة على القرار وتوجيه الأكراد والشيعة إلى الطريق الوحيد المنطقي وهو طريق المواطنة كاملة الحقوق في دولة عراقية مستقلة موحدة.
قبل أن نهاجم الشيعة والأكراد، لنحاول أولا أن نفهمهم، وأن نقدر ونحس معاناتهم التاريخية، خاصة أننا كنا شركاء في المؤامرة بسبب سكوتنا عليها سنوات طويلة، وعدم تعامل الإعلام العربي والأردني بمسؤولية وضمير مع الإضطهاد والاستهداف الذي كان يتعرض له الشيعة والأكراد في عهد "الرئيس الشرعي للعراق"، وهذه المسؤولية التاريخية هي الخطوة الأولى للعمل على توحيد فئات الشعب العراقي لا المساهمة في تفريقها من خلال مواصلة اتهام الشيعة والأكراد يوميا وتوزيع تهم الخيانة والعمالة عليهم!

تنشر المقالة بالتزامن مع صحيفة الدستور الأردنية الخميس 25-12-2003


#باتر_محمد_علي_وردم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إلى نقابة المحامين الأردنية: هل قرأتم لائحة الاتهام؟
- الشعوب العربية تريد الديمقراطية لنفسها والدكتاتورية للعراقيي ...
- العرب والمسلمون: معايير مزدوجة في تقدير قيمة الحياة الإنساني ...
- ردا على ناهض حتر: الخطأ ليس في مضمون رسالة الحزب الشيوعي الع ...
- ضد الاحتلال الأميركي، ودكتاتورية البعث معا!
- فاجعة للثقافة العربية
- العالم في 11 سبتمبر 2003
- كانكون: ولادة مجموعة الثلاثة وعشرين في مواجهة العولمة
- الفيتو الأميركي: واشنطن تخسر وعرفات يكسب
- توجهات الموقف الأردني من العراق ( 3 من 3): المعيار القومي
- توجهات الموقف الأردني من العراق ( 2 من 3): المعيار الوطني
- الموقف الأردني من العراق ( 1 من 3)- المعيار الأخلاقي
- لو كانت أنا ليند عربية!
- شركة القاعدة-الموساد المتحدة للعمليات الإرهابية!
- جولة بن لادن السياحية، وثقافة الكراهية!
- العالم العربي...قوة طاردة للعقول!
- العرب والعراقيين بين ذهب صدام وسيفه
- النزعة الإنعزالية للمثقفين العراقيين
- أدوية الايدز ومخرجات العولمة: أرباح الشركات أهم من حياة المل ...
- تحليل تاريخي لفكرة -حاكمية الله


المزيد.....




- بعد وصفه بـ-عابر للقارات-.. أمريكا تكشف نوع الصاروخ الذي أُط ...
- بوتين يُعلن نوع الصاروخ الذي أطلقته روسيا على دنيبرو الأوكرا ...
- مستشار رئيس غينيا بيساو أم محتال.. هل تعرضت حكومة شرق ليبيا ...
- كارثة في فلاديفوستوك: حافلة تسقط من من ارتفاع 12 متراً وتخلف ...
- ماذا تعرف عن الصاروخ الباليستي العابر للقارات؟ كييف تقول إن ...
- معظمها ليست عربية.. ما الدول الـ 124 التي تضع نتنياهو وغالان ...
- المؤتمر الأربعون لجمعية الصيارفة الآسيويين يلتئم في تايوان.. ...
- إطلاق نبيذ -بوجوليه نوفو- وسط احتفالات كبيرة في فرنسا وخارجه ...
- في ظل تزايد العنف في هاييتي.. روسيا والصين تعارضان تحويل جنو ...
- السعودية.. سقوط سيارة من أعلى جسر في الرياض و-المرور- يصدر ب ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - باتر محمد علي وردم - مواطنون عراقيون...لا شيعة ولا أكرادا!