أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - محمد ملوك - ضحايا باسم جلالة الملك














المزيد.....

ضحايا باسم جلالة الملك


محمد ملوك

الحوار المتمدن-العدد: 2236 - 2008 / 3 / 30 - 03:59
المحور: الصحافة والاعلام
    


ــ على خلفية محاكمة يومية المساء المغربية ــ

إن المتأمل لمسيرة القضاء بالمغرب ليجدها حافلة بالعديد من الأخطاء القاتلة ، والتجاوزات المميتة ، وإذا كان العاهل المغربي يؤكد في كل خطاب يلقيه على ضرورة إصلاح المؤسسة القضائية باعتبارها الضامن الأساسي لدولة تنشد الحق والعدالة والكرامة الإنسانية ، فإن هناك من يصر على أن تبقى هذه المؤسسة رهن إشارة ثلة من المفسدين الفاسدين بغية خدمة المصالح الشخصية والتهرب من ساعة الحساب والقفز على كل ما من شأنه أن يعيق عملية الإفساد الممارسة من طرفهم على هذا الوطن وأبنائه . ولا أدل على ذلك هو هذه الأحكام الجائرة التي نسمعها بين الفينة والأخرى ،أحكام صورية لا تخفى على كل ذي بال سليم أنها مبرمجة سبقا ومجهزة من قـِـبـَـل من ماتت ضمائرهم فاستغلوا غياب خطة منهجية رصينة للمؤسسة القضائية ليصنعوا داخل المجتمع المغربي ضحايا باسم جلالة الملك .

نعم ضحايا باسم جلالة الملك !!!

فباسم جلالته تفتتح جلسات المحاكم بمختلف تلاوينها وأشكالها ، وباسم جلالته تصدر الأحكام على المواطنين والمؤسسات والهيآت والأحزاب والجمعيات والجرائد والمجلات ، وباسم جلالته يبرأ المتهم أو يدان ، وهذا الأخير إن كان ذا رأي سياسي معارض للحكومة أو لطريقة الحكم ، أو كان ذا قلم لا يعترف بالخطوط الحمراء ولا يلقي بالا للمقص الحاد ، أو كان صاحب جريدة مخالفة في نهجها وسياستها لجرائد الرصيف ومربكة لحسابات المتسلطين ، أو كان حاملا لمشروع مجتمعي لا مكان فيه للخونة واللصوص ، فإن القضاء وباسم جلالة الملك سيحكم عليه بما لم يكن في حسبانه وسيغرمه بما لا طاقة له به .

فباسم جلالة الملك مات قبل عدة أيام خلت شيخ ناهزعمره المائة عام ، داخل سجن شهد على ما للقضاء من معالم في المغرب .
وباسم جلالته يعاني " محمد بوكرين " ـ شيخ المعتقلين السياسيين ـ اليوم الأمرين في غياهب سجون الحديث عنها وعن ساكنيها وموظفيها يطول ولا ينتهي .
وباسم جلالة الملك يمنع " علي المرابط " ، من الكتابة عشرة أعوام متتاليات ، ويضطر " أبو بكر الجامعي " لجمع حقائبه للهجره نحو الخارج ، ويعتزل " ادريس كسيكس " الميدان الإعلامي ، ويدان " رضى بشمسي " ،ويسجن " مصطفى حرمة الله " ، ويسلخ " رشيد نيني " ، وتغرَّم " الأيام " و" الوطن الآن " و " المساء " وباقي الجرائد الناصعة الهادفة بمبالغ لا تعد ولا تحصى .
وباسم جلالته تطلعنا السجون عن الأحوال السيئة التي يرزح تحتها العديد من الضحايا المتوزعين ما بين جنود رفضوا الصمت داخل ثكنات طغت عليها الرشوة والمخدرات وغيرهما من الآفات ، وما بين أئمة قالوا قولة حق دون مخافة من لومة لائم ، وما بين مواطنين اتهموا بالإحتجاج على غلاء الأسعار ، أو أدينوا بالتضامن مع قضايا الأمة العربية والإسلامية ....

وفي المقابل يطلق سراح بنت الوزير وابن المدير وخال السكرتير وصهر الجار للمجرور ، ويفرج عن العامل المعروف بثقل تهمه ، ويخلى سبيل كل من كان نفوذه واسع النطاق وإن ارتكب من الجرائم ما يستحق عليه الإعدام لا السجن فقط .


باسم جلالة الملك يلطخ المفسدون وموتى الضمير سمعة القضاء ، لتبقى حروف العدل والعدالة تائهة بين أبواب محاكم تنتظر قضاة يتمتعون بالنزاهة والشرف والضمير الحي لينصفوها وينصفوا معها مؤسسة كانت ولا تزال أسيرة التدخلات الفوقية .
إذا أردنا العيش في ظل دولة ترفع شعار القطيعة معا ماضي الرصاص ، فلا بد من إعادة النظر في المنظومة القضائية بالمغرب وإصلاحها بما يتوافق مع حرية التفكير والتعبير ودولة الحق والقانون ، ولن يتأتى ذلك إلا بإعطاء المؤسسة القضائية إستقلالا تاما يجعل منها سلطة قوية قائمة بذاتها بعيدا عن تلاعبات المتلاعبين وصراعات المفسدين وصناع الضحايا باسم جلالته . . .
وللقضاء واسع النظر ...



#محمد_ملوك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حمى خطرة !!!
- أمِّية دينية !!!


المزيد.....




- مشهد يحبس الأنفاس.. مغامر يتسلق جدارًا صخريًا حادًا بسويسرا ...
- وسط التصعيد الأوكراني والتحذير من الرد الروسي.. ترامب يختار ...
- انخفاض أعدادها ينذر بالخطر.. الزرافة في قائمة الأنواع مهددة ...
- هوكستين في تل أبيب.. هل بات وقف إطلاق النار قريبا في لبنان؟ ...
- حرس الحدود السعودي يحبط محاولة تهريب نحو طن حشيش و103 أطنان ...
- زاخاروفا: الغرب يريد تصعيد النزاع على جثث الأوكرانيين
- صاروخ روسي يدمر جسرا عائما للقوات الأوكرانية على محور كراسني ...
- عشرات القتلى في قصف إسرائيلي -عنيف- على شمال غزة، ووزير الدف ...
- الشيوخ الأمريكي يرفض بأغلبية ساحقة وقف مبيعات أسلحة لإسرائيل ...
- غلق أشهر مطعم في مصر


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - محمد ملوك - ضحايا باسم جلالة الملك