المصالحة الوطنية بين الوهم و الحقيقة

وصقي السامرائي

الحوار المتمدن-العدد: 2235 - 2008 / 3 / 29 - 08:31
المحور: المجتمع المدني
    

قبل الدخول في صلب الموضوع لابد من التأكيد على الطبيعة الاستبدادية للانسان العراقي بسبب الارث الطويل من الظلم والاقصاء السياسي والثقافي . وما الصراع المرير بين حلفاء الامس بعد ثورة الرابع عشر من تموز 1958 وما اعقبه من سلسلة طويلة من الانقلابات العسكرية التي افرزت اعتى دكتاتورية عرفها تاريخ العراق الحديث خير شاهد على ما نقول .
وهذا ينطبق على ما سمي بالمعارضة العراقية لنظام صدام وصراعاتها التي وصلت الى حد الاقتتال في احيان كثيرة مما اضعفها بشكل كبير بحيث وجدت نفسها غير قادرة على التغيير دون الاستعانة بألاجنبي حتى ولو وصل الى حد الغزو دون
ان تضع في حساباتها ما سيحصل بعد الغزو .
وقد ارتضت لنفسها ان تكون تابعة للحاكم المدني بول بريمر في تشكيلة ما عرف بمجلس الحكم الذي بني على المحاصصات الطائفية .
لقد جرت هذه المحاصصة المقيته المستمرة ليومنا هذا الويلات على بنات وابناء الشعب العراقي نتيجة اعمال العنف التي دمرت البنية التحتية المتهالكة بألاساس دون ان ننسى اعمال القتل وألتهجير القسري .
وفي ظل هذا السيناريو الاسود اطلقت الحكومات المتعاقبة رغبتها بألمصالحة الوطنية والتي كانت عبارة عن شعارات فضفاضة لعدم وجود الرغبة الحقيقية لتحقيقها كونها نتاج للظغط الامريكي على الحكومة لايهام الشعب الامريكي بوجود تقدم سياسي بعد ان ارتفعت الاصوات المعارضة للحرب هناك .
كيف تستطيع الحكومة تحقيق المصالحة الوطنية وهي غير قادرة على خلق جو من التفاهمات بين مكوناتها . ثم كيف يمكن للاسلام السياسي الشيعي ان يتصالح مع غريمه السني وكلاهما يختزن اختلافا جذريا في وجهات النظر للتاريخ الاسلامي وشريعته الى الحد الذي يكفر احدهما الاخر .
حتى الاحزاب القومية الكردية فهي غير مستعدة للتخلي عن مطامعها وسعيها لتحقيق اقصى ما يمكنها تحقيقه من المكاسب مستغلة الوضع الاستثنائي للعراق .
بعد هذا وذاك , هل تريد الحكومة التصالح مع الفصائل المسلحة ؟ والتي يشكل حزب البعث فصيلا اساسيا فيها وهي تسلط قانون اجتثاث البعث على رقاب معارضيها , وان عدل هذا القانون بما سمي بقانون المسائلة والعدالة .
اعتقد ان هذه المصالحة لن يكتب لها النجاح بسبب البون الشاسع بين وجهات نظر الفصائل السياسية سواء من هي في العملية السياسية ام في خارجها . لان كلا الطرفين يسعيان الى الاستفادة من الزمن لكي يضعف غريمه ثم ينقض عليه .

#وصقي_السامرائي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات