|
المواطنة والثقافة التى تحميها
محمد الطاهر
الحوار المتمدن-العدد: 2234 - 2008 / 3 / 28 - 10:08
المحور:
المجتمع المدني
قضية العائدون إلى المسيحية والحكم الصادر برفضها ، أظهرت مرة آخرى حديثا عن علاقة المسيحيين المصريين بالدولة ، وعلاقتهم بالمسلمين ، المطالبة بالمساواة و إستصدار قوانين تحمى حقوق المواطنة. وإن كنت أتفق معهم فى أغلب ما يطالبون بة، إلا أن فكرة المواطنة التى يتحدث عنها الطرفين سواء الإسلامى أو المسيحى ليست مجرد قوانين إنما ثقافة شعب بالمقام الأول ، بمعنى أن المواطنة ليست فقط مجرد قانون موحد لدور العباده أو حقهم فى الوظائف العامة دون النظر إلا للكفائة أو حقهم فى التمثيل النيابى ،….،…، ليست المواطنة هذا وحسب ، لكن الأهم هو إقتناع أو محاولة تطبيع هذه المطالب بالنسبة للمصرين المسلمين ، فالقوانين فى الولايات المتحده وأوروبا لم تمنع إنتهاء عنصرية الأفراد ضد السود و ضد المسلمين حتى ولو لم يكونوا من أصل عربى أو إفريقى ، حتى أن بعض مطالب الجاليات المسلمة فى أوربا تتشابة مع مطالب المسيحيين المصريين ، وبمصر القوانين تمنع الإعتداء على المواطنين و ويحدث خرق للقوانين فى ظل وجود أى أزمة مهما كانت بسيطة بين الطرفين لذلك ليست المشكلة هى مشكلة قوانين بالمقام الأول و هناك فرق بين أن يكون المسيحيين والمسلمين فى نسيج حقيقى على المستوى الشعبى و نسيج إعلامى وهمى يظهر فى الأحضان والقبلات بين الطرفين دون حل جذرى وشامل للمشكلة . أعود مرة آخرى للحديث عن الإسلوب الذى يتبعه المطالبين بحقوق المصريين المسيحيين ، وإسلوب الرافضين لهذه المطالب أو لنقل بعض الأشخاص المحسوبين على التيار الإسلامى ، والحقيقة أنه يجب أن نفرق بين أشخاص أمثال محمد سليم العوا و أشخاص آخرى لا تمتلك إلا الصياح ودعواهم ضد المسيحيين ، كما يجب أن نفرق أيضا بين شخص كرفيق حبيب و آخر كزكريا البطرس فالأول يلقى إحترام الطرفين والثانى لا يفعل أى شيىء هو ومجموعته إلا السب …. الإسلاميين المتشددين و الأشخاص أمثال زكريا بطرس سبب أساسى فى صعوبة تعميم المواطنة كثقافة شعب وليست ككقوانين فقط أو كأفكار يهتم بها النخبة. لو إفترضنا أن هناك قوانين إستصدرت بالفعل تحمى حق الأقباط فى بناء دور عباده تكفى عددهم المتذايد ، هل هذا القانون كافى لان يشعر المصريين المسيحيين بأمان وهم يقيمون مبنى كنيسة جديده؟؟؟….. أعتقد أنة سيحدث نفس الأزمات التى حدثت قبل ذلك إن لم يكان هناك ثقافة شعبية تؤمن أن من حق المصرى المسيحى أن يجد مكانا يتعبد فيه ، بالتالى هذه الثقافة تحمى حقهم فى بناء دور عباده تكفى عددهم ، المواطنة تحتاج لثقافة شعبية تحميها بالمقام الأول ، قس على ذلك فى مجال الوظائف ، إن كنت مسلما تعمل لدى مسيحى أو مسيحى تعمل لدى مسلم ، لن يحمى حقك فى الترقى بعملك مجرد أن هناك قوانين تقول أن المناصب لذوى الكفائة وليست للأديان ، بل يجب أن يكون هناك ثقافة تحمى فكرة أن المناصب لذوى الكفائة فقط. بعض الأقوال وبعض الأحاديث تعرقل بل ربما تمنع منعا باتا وتقلل من فرص تعميم ثقافة المواطنة ، الأقوال هذه تصدر من الطرفين ، دعنى أحكى لك موقف حدث معى ، كنت أجلس مع أحد أصدقائى نشاهد برنامج 90 دقيقة للمذيع - الأرخم- معتز الدمرداش ، كان الحديث عن أقباط المهجر ومطالب الأقباط ، أحد الضيوف وكان هو الطرف المدافع عن المسيحيين ، ظل يتحدث بإسلوب هادىء ثم تحدث عن أن الدكتور زغلول النجار قال على الكتاب المقدس أنه الكتاب المكدس ، إلى هنا ونحن نجلس متفقين مع الضيف فى أغلب مايقول حتى أن صديقى تعجب كيف يقول النجار هذا الكلام ، ثم أكمل الضيف كلامة وقال ” أن مايحدث الآن من زغلول النجار ماهو إلا نتاج من تجاوزات قام بها الشعراوى ولم يرد علية أحد” نظر لى صديقى فى زهول وقال كلام لا مجال لذكرة الآن إرتكز على أن بعض التعاطف الذى اظهره مع الضيف إنفلب إلى قناعة لدية بتربص المصريين المسيحيين ،أو كره الضيف للإسلام كدين خاصة أن الشيخ الشعراوى كان مفسرا للقرآن الكريم ناهيك عن الشعبية العارمة التى يلاقها الشيخ الشعراوى من الجميع !! ومن هنا تأتى فكرة التربص من الآخر بمعنى أن هذه الاقوال التى ربما لا تقدم ولا تؤخر تذيد أكثر من الفجوة بين الطرفين ، موقف آخر الجميع يعرفة هو موقف الدكتور محمد عمار حيث رأية الذى نشر يقول فيه بجواز فتل الأقباط وإستباحة أموالهم ، صحيح أنه قدم إعتذارا بعد ذلك لكن هذا لا يمنع أن هذا الكلام أوسع الفجوة بين الطرفين أيضا ، نهيك عن بعض ما يقال من داعة أو دعاء ” اللهم عليك بالنصارى ومن ناصرهم ” وغريب أن ينتشر هذا الدعاء فإن كنا نعادى الولايات المتحده فنحن نعدايها لما يحدث فى العراق وليس من أجل أنهم مسيحيين و نعادى الإسرائليين لانهم محتلون وقتله وليس من أجل أنهم يهود فما بالك بمن قال فيهم النبى (ص) فى جزء من حديثة ” اوصيكم بأقباط مصر خيرا ” .إذن هناك مشكلة فى كيفية عرض المطالب خاصة فى وسائل الإعلام ، هذه المشكة تصب فى توسيع الفجوة بين الطرفين ، نهيك عن الفكرة المترسخه لدى الاغلبية بأن المطالبين بحقوق الأقباط فى المهجر ماهم إلا عملاء أو يريدون إصلاحا من الخارج أو فكرة الإستقواء بالخارج والتى لاقت رواجا داخليا حتى على المصريين المسيحيين الموجودين فى الداخل. ما أريد أن أقولة أن هناك فكرتين أساسيتين هما علاقة المسيحيين المصريين بالدولة ويجب أن تكون هذه العلاقة قائمة على المساواة بين الجميع وتحكمها قوانين المواطنة فالقاعدة الإسلامية تقول فى حق غير المسلمين فى ظل الدولة الإسلامية “لهم ما للمسلمين وعليهم ما على المسلميين ” والفكرة الثانية هى علاقة المسيحيين بالمسلمين وهذه يجب أن تحكمها ثقافة المواطنة والتعايش حتى تستطيع أن تحمى حقوق الجميع ، المفترض أن يلعب هذا الدور الإعلام بجميع وسائلة والمؤسسة التعليمية والدعاة المستنيرين ورجال الدين المسيحى أيضا
#محمد_الطاهر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الإنقلاب ليس ثورة والهزيمة ليس نكسة
المزيد.....
-
الرئيس الإسرائيلي: إصدار الجنائية الدولية مذكرتي اعتقال بحق
...
-
فلسطين تعلق على إصدار المحكمة الجنائية الدولية أوامر اعتقال
...
-
أول تعليق من جالانت على قرار المحكمة الجنائية الدولية بإصدار
...
-
فلسطين ترحب بقرار المحكمة الجنائية الدولية إصدار أوامر اعتقا
...
-
الرئيس الكولومبي: قرار الجنائية الدولية باعتقال نتنياهو منطق
...
-
الأمم المتحدة تعلق على مذكرة الاعتقال التي أصدرتها المحكمة ا
...
-
نشرة خاصة.. أوامر اعتقال بحق نتنياهو وغالانت من الجنائية الد
...
-
ماذا يعني أمر اعتقال نتنياهو وجالانت ومن المخاطبون بالتنفيذ
...
-
أول تعليق من أمريكا على إصدار مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغال
...
-
الحكومة العراقية: إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرات اعتق
...
المزيد.....
-
أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال
...
/ موافق محمد
-
بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ
/ علي أسعد وطفة
-
مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية
/ علي أسعد وطفة
-
العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد
/ علي أسعد وطفة
-
الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي
...
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن
...
/ حمه الهمامي
-
تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار
/ زهير الخويلدي
-
منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس
...
/ رامي نصرالله
-
من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط
/ زهير الخويلدي
-
فراعنة فى الدنمارك
/ محيى الدين غريب
المزيد.....
|