خرجنا من عنق الزجاجه لندخل في ودن الفنجان... هكذا إقتنع أهل حارتنا الوديعه الهادئه... أصل الحكايه أن الحاره كانت تغط في نوم عميق عندما أستيقظت بعد منتصف الليل على هدير عربات الأمن المركزى التى جاءت لتقبض على "أبو عوض" مزين حارتنا... وبعد أن أخذوا الرجل المسكين وأنصرفوا, إجتمع رجال الحاره وتعجبوا, فهم لم يعرفوا عن "أبو عوض" المسالم مخالفته للقانون أو عشقه للجماعات... لهذا كان حماسهم شديداً لإيقاظ "الصبروتى" المحامى وإرساله للسؤال عن "أبو عوض"... في إنتظار "الصبروتى" تطايرت الفتاوى... "يمكن حلق لحد من الكبار وعوره"أو "يمكن حلق له وطلب فلوس", قال شاب:- "يمكن حلق له وبس, يعنى كنسله"... بعد ساعه عاد "الصبروتى" المحامى ليعطينا محاضره طويله عن خطة التنميه وكيف أنها من وجهة نظر الحكومة لا تحقق أى تقدم ليس بسبب الفساد وسوء الإدارة ولكن بسبب الزيادة السكانية... سألناه بلهفه:- "مال أبو عوض وهذا الكلام؟"... قال "الصبروتى":- "للأسف "أبو عوض" كان ناوى يخلف الليله... ويظهر حد من المرشدين شاف "أم عوض" لابسه قميص النوم فبلغ عنه... عموماً الحمد لله ربنا ستر ولحقوه وح تبقى قضية شروع بس... في وش الفجر حضر "أبو عوض" وكان يبدو عليه الإرهاق من الضرب وأخبرنا أن جلسته الشهر القادم وأنهم أخذوا عليه تعهد ألا ينام مع "أم عوض" في حجره واحده... نظرنا إلى بعضنا بتعجب وأيقنا أن الحكومة مش نايمه... وأنها فعلاً حريصه على تنفيذ الخطه وإسعاد الشعب... نظر "الصبروتى" إلينا فأكتشف غياب "عم مسعود" فسأل عنه, قلنا:- "ده طلع بيته"... نظرنا جميعاً فوجدنا نوافذ شقته مغلقه ونور أحمر ينبعث من الشيش, صرخ فينا "الصبروتى" المحامى:- "إلحقوا عم مسعود قبل ما يرتكب جريمته... وقولوا له خلى عندك صبر يا مسعود لغايه الخطه ما تخلص".