|
الاعتصام الاجباري غير قانوني
طارق الحارس
الحوار المتمدن-العدد: 2232 - 2008 / 3 / 26 - 10:50
المحور:
دراسات وابحاث قانونية
أن تدعو منظمة ، أو نقابة ، أو حزب جميع المنتسبين اليها الى الاعتصام ضد الحكومة فهذا من الاجراءات المعمول بها في العديد من البلدان الديمقراطية . لقد حصل في العراق بعد التحرر من النظام الديكتاتوري العديد من الاعتصامات التي طالب منظموها بحقوق شعروا أن غبنا قد وقع عليهم من جراء عدم تنفيذ أو تأخر الحكومة في تنفيذها وهو الأمر الذي يحسب للعراق الجديد ، إذ يعرف الجميع أن العراقي في زمن النظام المقبور لا يمكن له حتى التفكير في كلمة " الاعتصام " . مناسبة حديثنا هو الاعتصام المدني الذي بدأه التيار الصدري في بغداد والذي حصل بعد التهديد الذي أطلقه شيخ من شيوخ التيار والذي حدد فيه بعض الشروط منها اطلاق سراح المعتقلين من التيار ، وايقاف حملات الاعتقال التي تشنها القوات الحكومية ضد أعضاء التيار ، وأخيرا تقديم الحكومة اعتذارا للتيار الصدري وعليها ، أي على الحكومة تنفيذ هذه المطالب خلال ( 24 ) ساعة فقط . يتضح من التهديد المشروط ب ( 24 ) ساعة أن التيار قرر تنفيذ الاعتصام مسبقا لأنه يعرف تماما أن الحكومة العراقية لا يمكنها تنفيذ مطالبه بيوم واحد وهنا نؤكد على أنه لا يحق لنا مناقشة هذه الناحية فهي جزء من سياسة التيارالصدري التي لا يفهمها الا أهل التيار. !! من المؤكد أننا نتفق على أن من حق التيار الصدري أن يعتصم اعتصاما مدنيا من خلال الطلب من أعضائه بعدم الذهاب الى الدوائر الرسمية ( مع أن ذلك فيه مخالفة قانونية يحاسب عليها الموظف من قبل دائرته الحكومية أو الأهلية ) ، لكننا نجد أنه لا يحق للتيار الصدري منع موظف غير منتسب الى تياره من الذهاب لمزاولة عمله . أيضا يحق للتيار الصدري منع الطالب الجامعي من أعضائه الذهاب الى الجامعة ( مع أنني اشك أن طالبا جامعيا ينتمي الى هذا التيار ) ، لكن لا يحق له منع الطالب غير المنتسب الى تياره من الذهاب الى الجامعة ، وهو الأمر نفسه الذي ينطبق على أصحاب المحلات التجارية في الأسواق العامة . لقد شاهدت بعض اللقطات التلفازية التي تحدثت عن خبر اعتصام التيار الصدري ومن بينها لقطة لسوق شعبي في منطقة من مناطق بغداد ولم أتفاجأ حينما رأيت محلات السوق جميعها مغلقة مع أنني على يقين تام أن أغلب أصحاب هذه المحلات ، ان لم يكن جميعهم ، لا ينتمون الى التيار الصدري ، بل أنني على يقين أنهم حتى غير متعاطفين مع التيار ولا مع قرار الاعتصام الذي اتخذه . من المؤكد أن الجميع يعرف طريقة التهديد التي تتعامل بها عصابات جيش المهدي مع المواطنين ، إذ أنه يتعامل معهم بشكل اجرامي ، بل حتى أنه أكثر اجراما من تعامل أجهزة النظام المقبور فالذي يخالفهم الرأي في المناطق التي تسيطر عليها هذه العصابات يقتل فورا والذي يرفض المثول الى أوامرهم من الموظفين ، أو الطلاب أو أصحاب المحلات التجارية يحرق بيته أو محله . مشكلة التيار الصدري تكمن في اعتقاده أن التيار فوق القانون لأنه وضع السيد نوري المالكي في منصب رئيس الوزراء وهذا اعتقاد خاطىء لأن المالكي وضعه البرلمان العراقي بجميع كتله السياسية في هذا المنصب وعليه وعلى حكومته التعامل بقوة القانون مع الخارجين عن القانون من هذا التيار لأنهم يحاولون حرق العراق ، كما حاول من قبلهم تنظيم القاعدة الارهابي وعليه ايضا التعامل مع قرار الاعتصام أو العصيان المدني على أنه غير قانوني ، بل أنه من الأعمال الاجرامية لأنه يهدد أمن المواطن واقتصاده . لقد حذرت في مقالة كتبتها بعد القرار الذي اتخذه مقتدى الصدر بتجميد جيش المهدي لمدة ستة أشهر ( التجميد الأول ) وقلت فيها أن مقتدى يخطط من خلال هذا التجميد لجريمة جديدة وكبيرة وهاهي الجريمة على الأبواب ، إذ أنه سيتسبب من خلال الاعتصام الاجباري الذي سيفرضه على المواطنين في بغداد ومحافظات أخرى في مقتل المئات أو ربما الآلاف من الأبرياء ، فضلا عن العديد من الأغبياء من تياره .
#طارق_الحارس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
نهاية شهر عسل الحزب الاسلامي في الأنبار
-
العلم الجديد في المباريات القادمة
-
العودة الى الوراء
-
المؤشرات لا تصب في مصلحتنا أمام قطر
-
فوضى تقودنا الى تعادل بطعم الخسارة
-
وهل بين الانتحاريين عاقلا ؟
-
تغيير العلم : قرار خجول جدا
-
اختبار ناجح قبل مباراة الصين
-
( 3 + 1 ) من أجل دعم المنتخب
-
منتخب الناشئين .. تأهل .. لم يتأهل !
-
لم تكن هناك مقاومة بالعراق !
-
عقدة غياب اللاعب النجم
-
لم يكتمل النصاب القانوني
-
عبدالباري يبحث عن محبرة نفط جديدة
-
سليم البصري لم يمت مسموما
-
بالوثائق .. نشأت الأفضل في آسيا
-
فرصة أخرى لاجتثاث العلم الصدامي
-
أعضاء البرلمان : حجكم باطل
-
أربيل أم منتخب العراق الرديف
-
هل نحن مع الحكومة ؟!
المزيد.....
-
اعتقال وفرار واغتيال: ما أبرز الادعاءات المضللة التي لاحقت ي
...
-
دول الاتحاد الأوروبي تدعو -بشكل عاجل- إلى سن قانون يسرع عملي
...
-
-تعذيب واعتداء جنسي-.. في قلب مراكز الاحتيال الإلكتروني بكمب
...
-
البعثة الايرانية في الامم المتحدة: روح المقاومة ستقوى بعد اس
...
-
بعد استشهاد السنوار.. حماس تعلن شروطها لتبادل الأسرى مع الإح
...
-
RT ترصد حركة النازحين بين لبنان وسوريا
-
المفوض الاممي لحقوق الانسان: التهجير القسري الذي ينفذه الجيش
...
-
المفوض الاممي لحقوق الانسان: نتائج التقرير الاخير للتصنيف ال
...
-
المفوض الاممي لحقوق الانسان: لا يمكن للعالم ان يسمح بحدوث مج
...
-
المفوض الاممي لحقوق الانسان: -اسرائيل- ملزمة بتسهيل تدفق الم
...
المزيد.....
-
التنمر: من المهم التوقف عن التنمر مبكرًا حتى لا يعاني كل من
...
/ هيثم الفقى
-
محاضرات في الترجمة القانونية
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
قراءة في آليات إعادة الإدماج الاجتماعي للمحبوسين وفق الأنظمة
...
/ سعيد زيوش
-
قراءة في كتاب -الروبوتات: نظرة صارمة في ضوء العلوم القانونية
...
/ محمد أوبالاك
-
الغول الاقتصادي المسمى -GAFA- أو الشركات العاملة على دعامات
...
/ محمد أوبالاك
-
أثر الإتجاهات الفكرية في الحقوق السياسية و أصول نظام الحكم ف
...
/ نجم الدين فارس
-
قرار محكمة الانفال - وثيقة قانونيه و تاريخيه و سياسيه
/ القاضي محمد عريبي والمحامي بهزاد علي ادم
-
المعين القضائي في قضاء الأحداث العراقي
/ اكرم زاده الكوردي
-
المعين القضائي في قضاء الأحداث العراقي
/ أكرم زاده الكوردي
-
حكام الكفالة الجزائية دراسة مقارنة بين قانون الأصول المحاكما
...
/ اكرم زاده الكوردي
المزيد.....
|