المجد لله في العلى ............

نبيل يونس دمّان

الحوار المتمدن-العدد: 692 - 2003 / 12 / 24 - 08:22
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    

     منذ خروجي من العراق هرباً من الظلم والاضطهاد قبل عشرين عاما ً ، ومن محطات ومنافي متعددة ، كنت غالبا ً ما افتتح تهاني العيد ببيت شعر المتنبي ( عيدٌ بأي حال عدت يا عيد .......... )  ، اما اليوم فقد آن الاوان ان اتخلى عن تلك اللازمة التي كانت تحمل في طياتها الحسرة والالم والمعاناة ، لانطلق بفرح الاطفال في العيد ،  ذلك الفرح الذي لم اذقه منذ امد بعيد ، أرقص ، أغني ، وأضحك .
     يتزامن احتفال المسيحيين في العراق وفي كل مكان ومعهم اصدقاؤهم من الاديان الاخرى ، مع القبض على مجرم العصر ، فالعيد صار عيدين ، عيد ميلاد المخلص يسوع المسيح له المجد ، وعيد الخلاص من صدام حسين الذي امعن تنكيلا وتقتيلا بشعبنا ردحا طويلا من الزمن ، صدق الشافعي القائل ( رُبّ نازلة يضيق بها الفتى وعند الله المخرج ، ضاقت فلما اكتملت حلقاتها فرجت وكان الفتى يضنها لا تفرج ) .
     ايها الاعزاء :  ليكن عامكم الجديد ، عام تنظيف العراق من الدكتاتورية ومن ايديولوجية المقابر الجماعية ، ليكن عام الشروع ببناء العراق ديمقراطيا ً ، لتترسخ في ارضه قيم الحرية والسلام والعدالة الاجتماعية ، ولتتجدد في أرضه اوائل سُنن المعمورة ، التي توجها قبل خمسة الاف سنة الملك البابلي حمورابي . فارضنا الطيبة بين النهرين الخالدين ، هي منبع الثروة ، وكنز الحكمة ، سوف تحيي كل الامم وتقول ملئ فمها ، ان لا مجال ابدا لمولد دكتاتور جديد ، وان كل الأنحرافات والتشوهات التي اعتورت مجتمعنا ، ستدفن في ذلك المكان الذي أخرج منه ( القائد الضرورة ) !!  مهانا ً، مخذولا ً، ومذلولا ً ، وقد شاهده مليارات من البشر على شاشات التلفاز. انها نهاية تليق به وبكل طاغية يرتكب آثاما بحق شعبه وبالانسانية .
     لقد بلغ المسلسل الدامي لصدام والذي تابعناه كل هذه السنين العجاف ، اوجه يوم القبض عليه في 13 - 12 - 2003 ، واعتبر المسلسل او الفلم المرعب منتهيا ً ، اذ ما تبقى لن يكون إلا شكليات ، من قبيل محاكمته او الحكم بعذابه مدى الحياة او شنقه حتى الموت . ويبقى ان نتذكر شهداء العراق الذين ضحوا باعز ما يملكه الانسان في مقاومة الدكتاتورية ، انهم ينهضون من جديد ، وتتجدد الحياة في عائلاتهم واسرهم ، وليفرح الجميع ويهلل طربا ً ، وليرفع كل ضحايا الاضطهاد رؤوسهم عاليا ً .
     كل عام وانتم بخير ايها الاخوة والاحبة ، يا اهلي الطيبين ، يا اهل العراق احفاد الحضارات ، ومن كل الطوائف والاديان ، لنردد جميعا ما قاله سيدنا المسيح :
" المجد لله في العلى وعلى الارض السلام وبالناس المسرة "

#نبيل_يونس_دمّان (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات